أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - نهضة مصر السيساوية














المزيد.....

نهضة مصر السيساوية


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 13:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بلادي نهتم أساساً "بالصورة"، ولا نكلف أنفسنا عناء العناية "بالأصل"، الذي لابد وأن تأتي الصورة انعكاساً له. هو منهج وفلسفة "الفهلوة" و"الخداع" التي تستهوينا، فيحرص الفرد على تجميل صورته في المجتمع، لا بأن يكون بالفعل إنساناً جميلاً، ولكن بانتهاج المظهرية والنفاق. حتى عباداتنا، تنحو للمظهرية والالتزام الشكلي بالطقوس، دون أن ينعكس هذا إيجابياً على صفاتنا وأخلاقنا. هو الخداع للمجتمع وللإله الذي نعبده. هذا أيضاً ما تفعله الدولة المصرية، التي تتصور أن الإعلام الموجه، كفيل وحده بتحسين صورة النظام أمام الشعب، وتحسين صورة مصر أمام العالم، دون أن نكون قادرين أو راغبين في تحسين الواقع. من أجل "الصورة" أمام العالم، كان لابد لأن يكون لدينا مباريات كرة قدم يحضرها جمهور، ومش مهم ما يحدث بعد ذلك من مآسي. أيضاً من أجل "الصورة" أمام العالم، لابد وأن يكون لدينا برلمان منتخب (ديموقراطياً)، حتى لو كان الجميع يعرف أننا نسير باتجاه مضاد للديموقراطية. وليس مهماً ما قد يحدث أثناء الدعايات الانتخابية من مآسي. المهم "الصورة" تطلع حلوة، انشالله الأصل يتحرق بجاز!!. . أشارت قناة CNN إلى إقامة واستكمال مباراة الزمالك وإنبي رغم المذبحة التي حدثت. هكذا يعرفنا ويتعرف علينا العالم، وليس بالأداء الإعلامي لأحمد موسى ووائل الإبراشي وأمثالهم!!. . هي ثلاثية الجهل والعشوائية وانعدام الإخلاص، تلك التي تجعل المسؤولين يذهبون بالبلاد إلى حالة التخبط والبؤس الراهنة.
في قضية معقدة كقضية مذبحة ستاد الدفاع الجوي، الكل جان والكل مجني عليه. وقد لاحظت أن جميع ما ينشر من آراء متعارضة حول المأساة صحيحة تقريباً. فقط لو جمعناها كلها في سياق واحد، عندها سنكون قد حددنا جوانب المأساة. لذا تتعدد بوستاتي على الفيسبوك، يتناول كل منها جانباً من جوانب القضية، فيما نشرت مقالاً جامعاً شاملاً لكل أطراف الموضوع. لكن ما يحدث من الأصدقاء متنوعي الآراء والميول، أن يتوقف بعضهم عند بوست واحد من بوستاتي على الفيسبوك، ويتصور أن هذا موقفي الكامل من الموضوع، وقد يؤدي به هذا لأن يحييني ويشيد بعبقريتي، أو يلعنني ويسبني!!. . قليلون فقط من كان لديهم الصبر والحذق، وقرأوا سائر مقارباتي للموضوع، لكي يعرفوا موقفي بكل تفصيلاته. هي النظرة الأحادية العمياء، التي تدفع البعض لأن يرى من الأمور فقط ما يناسب هواه، ويعمى عن رؤية سائر الجوانب. يبدو أن هذا هو قدر من يكتب لمتحدثي العربية.
وجدت الشرطة منذ انتظام البشر في مجتمعات، لردع القِلَّة الشاذة التي تنتهك القانون. في بلادي على الشرطة أن تواجه مجمل الشعب، المصر بحكم العادة على العصف بالقانون. لو تعاملت الشرطة مع قطيع أبقار مستورد من هولندا، بذات الطريقة التي تعاملت بها مع مشجعي الزمالك، لرفعت هولندا علينا قضية في محكمة العدل الدولية!!. . يقضي مبدأ "الرجل المناسب في المكان المناسب"، أن يتم نقل العبقري صاحب فكرة القفص الحديدي لجماهير كرة القدم، إلى "مؤسسة الثروة الحيوانية"، حتى إذا اختنق البقر في مثل هذه الأقفاص، نلحقه بالسكين، ونستفيد بلحمه!!. . أيضاً لو تصرفت الجماهير المصرية، بذات الانتظام الذي تسير به قطعان الأبقار، لما حدث لهم ما حدث من تدافع ودهس بعضهم بعضاً، ولسهل على الشرطة التعامل معهم.
يستطيع الإخوان المسلمون خداع العالم، بالتبرؤ من العمليات الإرهابية النوعية، التي يقوم بها حلفاؤهم في سيناء، بالتنسيق الوثيق مع كوادرهم وقياداتهم في مصر والعالم. لكن قنابل المسامير البدائية، التي ينشرونها الآن في شوارع وأزقة المدن المصرية، وتقتل من تقتل، وتصيب من تصيب، من يزرع هذه القنابل، غير جماعة حسن البنا الشيطانية؟!!. . في جانب آخر نجد أن "الإخوان وشمامو الكُلَّة" كانوا في مقدمة من اتهموا مبارك ورجاله (وهم في السجون) بتدبير مذبحة ستاد بورسعيد. الآن جاء الدور على "السيساوية" ليتهموا "الإخوان" بمذبحة ستاد الدفاع الجوي، فيما "الإخوان وشمامو الكُلَّة" يستنكرون ويسخرون. طريف هو الشعب المصري، يعتنق جميعه نظرية المؤامرة، في كل مصائبنا الوبيلة، ثم يستنكرها فريق منه، حين يطبقها عليه فريق آخر معاد.
فقط أريد أن ألفت انتباه "فرقة حسب الله الإعلامية" للطبل والزمر على أنغام نظرية المؤامرة، إلى أن العزف على هذا اللحن، في كل كبيرة وصغيرة، مما يحدث الآن بمصر من كوارث، لا يخدم صورة نظام الحكم أمام العالم، ولا يُشعر المصريين بالأمان وقوة النظام. فالعكس هو الصحيح، فهو يظهر مصر ونظامها السياسي بمظهر المنتهك غير القادر على حماية نفسه. هذا بعكس لو تم تحليل الأحداث وأسبابها بصورة علمية موضوعية، فعندها حتى لو هناك مؤامرة، سيكون لدينا الحقائق الموضوعية، نكشف عنها بوضوح ودقة، لا أن نلقي الاتهامات الضبابية، التي تجلب علينا السخرية والرثاء، ولا تجلب الاحترام والتعاطف.




#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دواعش بلا حدود
- تراجع لابد منه
- الجيش المصري بين الجنة والنار
- قصة قصيرة- حدث هناك
- حماس والنصر المبين
- نعم للعرب لا للعروبة
- حماس تطفئ الشمس في غزة
- خواطر مصرية
- من وحي لحظة مصرية
- العراق نقطة ومن أول السطر
- حتمية دولة الخلافة الإسلامية
- العيش في دنيا الأساطير
- الأرثوذكسية وتأليه الإكليروس
- جولة في ظل العبث والإرهاب
- بوضوووووح
- العبعاطية تجتاح مصر الوطن
- حكايتنا مع الغرب
- كمال غبريال مرشحاً رئاسياً
- مصر تعادي نفسها
- مجرد سيناريو


المزيد.....




- الكشف عن المدينة الأكثر ملاءمة للعيش بالعالم في عام 2025
- قطر.. الشيخة مريم تلفت لـ3 نقاط بصراع إيران وإسرائيل
- هل ما زال بنفس القوة؟.. ما هو وضع علي خامنئي بعد حكم إيران ل ...
- الأردن.. فيديو يرصد رد فعل برلمان أوروبا على كلمة الملك عبدا ...
- أوريشكين: التغيرات الديموغرافية العالمية الحالية أسوأ مما ك ...
-  الإعلام العبري: الإسرائيليون يهربون من القصف الإيراني إلى أ ...
- سودانيون في إيران: أنهكتنا الحروب في الوطن وفي دولة النزوح
- هل تتدخل روسيا إلى جانب إيران في المواجهة مع إسرائيل أم أن ل ...
- إيران تعلن أنها تسيطر على سماء تل أبيب بفضل صاروخ فتّاح الفر ...
- تصعيد بين إسرائيل وإيران وسط ترقب للدور الأمريكي في النزاع


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - نهضة مصر السيساوية