أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - القاعدة وداعش وأمريكا














المزيد.....

القاعدة وداعش وأمريكا


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 4826 - 2015 / 6 / 3 - 14:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر كثيرون أن توظيف أمريكا للجهاديين لتحرير أفغانستان من الاحتلال السوفيتي، يعني أنها المنشئة والموظفة لتنظيمات الإسلام السياسي بصورة مطلقة، بما يقود البعض عالي الصوت إلى التأكيد على أن داعش لابد وأن تكون هكذا صناعة أمريكية، صنعتها أمريكا (الشيطان الأعظم)، لتكون أداة لتحقيق أمانيها في تدمير دول المنطقة وتخريب حياتها، لتستطيع أمريكا بهذا السيطرة على "الأرض اليباب"، على حد عنوان قصيدة الشاعر العظيم "تي. إس. إليوت"!!
الحقيقة غير هذا تماماً، فما وظفته أمريكا في أفغانستان كان مجرد نزعة دينية رافضة للماركسية، وذات هدف محدد هو تحرير أفغانستان، وانتهى هذا التوظيف بتحقيق هدفه، لترفع أمريكا يدها عن أفغانستان ومجاهديها، ربما في خطأ استراتيجي قاتل. ما حدث بعد ذلك من هذه الفصائل الجهادية، وتحولها إلى عصابات تقتتل فيما بينها صراعاً على السلطة في أفغانستان تحت رايات عقائدية أو إثنية، ثم تنتقل لمعاداة الآخر وممارسة القتل المقدس في بلدان أفرادها الأصلية وفي سائر أنحاء العالم، هو أمر آخر مختلف تماماً عن البدايات، ويمكننا هنا لوم مؤسسات الأبحاث والدراسات السياسية الأمريكية، أن لم تتوقع ذلك وتتحسب له. لكن هذا لا يعطينا بأي حال مبرراً لنسبة التنظيمات الجهادية إلى أمريكا، خاصة مع مرور السنوات وتوالي تكاثر التنظيمات الجهادية وأجيال المنخرطين فيها. هذا بالطبع علاوة على مئات وآلاف الشواهد الأخرى، على أن أمريكا هي العدو الأول والمستهدف الأساسي بإجرام وكراهية تلك التنظيمات.
الاختلاف مع سياسات دول العالم الغربي شيء، والتشكك أو اتهام مقاصد هذه الدول والشعوب تجاه شعوب منطقة الشرق الأوسط شيء آخر. الحالة الأولى طبيعية، فنحن نختلف مع سياسات دولنا رغم توحد الأهداف، والمرتزقة والمنافقون فقط من يعدون المعارضة لسياسات الحاكم عداء أو خيانة للوطن. أما الحالة الثانية فهي نوع من الهوس، يرجع لثقافة الكراهية والعداء، التي تؤسس لها الإيديولوجيات القومية والدينية السائدة بالشرق الأوسط. هو عداء ليس فقط لدول وشعوب الغرب، لكنه بالدرجة الأولى عداء للحياة والحضارة. فالمصالح الحقيقية للشعوب لا تتعارض، وإن أدت للتنافس الحر الشريف والقانوني، وما عدا ذلك هو سقوط في هاوية التطاحن والعداء المجاني الذي تجاوزته مسيرة البشرية.
ربما إلى حد ما هو فرط الثقة في العلم، وفي المقدرة العلمية للإنسان الغربي ومؤسساته البحثية، وراء التصور الشائع أنهم لابد ويعرفون عن شعوب الشرق الأوسط كل شيء، بل وأكثر مما نعرفه نحن عن أنفسنا، بما يقودنا إلى استنتاج إلى أن ما سبق وحدث بالعراق بعد إسقاط أمريكا لنظام صدام حسين، الأكثر بشاعة مع نظام الأسد ونظام كوريا الشمالية، من اقتتال طائفي وتمزق وانهيار للدولة والمجتمع، وما يحدث مثله الآن في ليبيا وسوريا واليمن، لابد وأن يكون مقصوداً ومعروفاً ومرصوداً مسبقاً من قبل العالم الغربي، ليكون هذا دليلاً دامغاً في شرعنا، على سوء قصد ونية العالم الغربي تجاه شعوب الشرق الأوسط.
هذا بالتأكيد غير حقيقي. فثقافة الإنسان الغربي والباحثين بمؤسساته، لا تمكنهم من تمثل وإدراك طبيعة ثقافة وتكوين إنسان الشرق الأوسط. لا يستطيعون مثلاً تمثل أن مؤمناً عميق الإيمان، يمكن أن يدفعه إيمانه هذا إلى أن يذبح أخيه الإنسان من أجل الله ودخول الجنة وحورياتها. حضارة الغربي لا تمكنه مهما كان باحثاً عقلانياً من تمثل مدى البدائية الوحشية المتمكنة والمستوطنة في إنسان الشرق الأوسط. هم يجهلوننا تماماً، لذا يفشلون حتى الآن في التعامل المناسب معنا. باختصار هم يتعاملون معنا باعتبارنا بشر أسوياء، ولا ينتبهون إلى أننا قد سقطنا من عربة الزمن والحضارة، وبالتالي لم نصل لمرحلة البشر المعاصرين، وأننا نتجه حتى الآن بإصرار في الاتجاه المعاكس، ربما لنعود للالتحاق قريباً بالقردة على الأشجار!!
الآن نحن من سنعلم العالم الجاهل بنا من نحن حقيقة. ونحن من سنقرر مستقبلنا، وإن كنا سنجبر العالم على مواجهتنا كأعداء للحياة والحضارة، أم سنجد طريقة لنتحول بها من الاتجاه للبدائية، إلى الاستقامة في طريق الإنسانية، التي ربما لا يكون الوقت قد فات على الالتحاق بركبها.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هو الخيار الداعشي
- نبضات علمانية
- مع خطاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
- في غبار عاصفة الحزم
- العبث باليمن العبوس
- الرقص على أنغام حوثية
- على هامش مؤتمر شرم الشيخ
- الإخوان والسيسي وأنا
- عندما يلعب أوباما دور الداعية
- نهضة مصر السيساوية
- دواعش بلا حدود
- تراجع لابد منه
- الجيش المصري بين الجنة والنار
- قصة قصيرة- حدث هناك
- حماس والنصر المبين
- نعم للعرب لا للعروبة
- حماس تطفئ الشمس في غزة
- خواطر مصرية
- من وحي لحظة مصرية
- العراق نقطة ومن أول السطر


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - القاعدة وداعش وأمريكا