أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام عبد الامير - روسيا هل آن الآوان للهجوم المضاد














المزيد.....

روسيا هل آن الآوان للهجوم المضاد


عصام عبد الامير

الحوار المتمدن-العدد: 4943 - 2015 / 10 / 2 - 21:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


روسيا هل آن الآوان للهجوم المضاد
في فلم الحرب والسلام للمخرج الروسي سيرغي بونداتشوك الذي أنتج في ستينات القرن الماضي والمستوحى من رواية ليو تولستوي والذي سنحت لي الفرصة لمشاهدته في بداية السبعينات والحائز على جائزة الاوسكار كان هنالك مقطع من الفيلم يصور نابليون بونابرت وهو جالس في عربة زاحفة جليدية ويبدو على وجهه علامات الانكسار والهزيمة و بصحبة جيشه المهزوم يخرج من موسكو المحترقة والتي أحرقها أهلها لكي يحرموا الجيش الفرنسي الغازي من أي فائدة أو معونة يمكن أن تسعفهم من الجوع والبرد
أن التأريخ الانساني يخبرنا الكثير من تجارب الشعوب وسياسات الدول الحروب والنزاعات والثورات ,الاتفاقات ومعاهدات السلام وغيرها أما فلسفة التأريخ تقدم لنا العلل والاسباب وعوامل الحركة والتحولات التأريخية وبخلاف التجربة والمنطق التأريخي كرر هتلر ذات التجربة وهاجم الاتحاد السوفيتي دون أي تهديد من قبل الثاني لالمانيا وحدث الذي حدث أن الحرب كما يقال أنها أحدى الوسائل السياسية أو هي أخرها من أجل الوصول الى أهداف معينة وأذا كانت الحرب كذلك فأن السياسة بالمقابل الوجه الاخر للحرب فيها هجوم وأنسحاب وتوجيه أو تلقي الضربات وفيها هدنة وأساليب للمراوغة والالتفاف أي بالمعنى العلمي أساليب تكتيكية وأخرى أستتراتيجية
وبغض النظرعن فيما أذا كان تاريخ روسيا دفاعيا أو توسعيا لكن مما لاشك فيه أن أصلاحات غورباتشوف كانت الانسحاب التأريخي والهدية التي منحها قائد دولة عظمى الى الغرب بزعامة أمريكا حتى قال الرئيس الفرنسي في حينها مخاطبا زعماء الغرب أن الرجل قدم لنا أكثر مما كنا نحلم به فلا تضغطون أكثر وكفوا عن التدخل السلبي في شؤن بلاد هذا الرجل قاصدا غورباتشوف وحينما سؤل غورباتشوف عن مصير الرأسمالية الغربية بعد حل حلف وارشو( قال سنتركهم تحت مطارق الذات) وقال( أن الذين يمتلكون مصانع الاسلحة سوف لن يحولون مصانعهم الى مصانع لعب الاطفال حينما تتحقق مشاريعنا السلمية ) ولكن ما الذي حصل ؟
فبعد أن قام زعماء الاتحاد بقيادة غورباتشوف ومن جانب واحد بحل حلف وارشو والانسحاب من أوربا الشرقية وجميع مناطق النفوذ في العالم من كوبا الى أثيوبيا وفيتنام ومن ثم تفكك الاتحاد السوفيتي الى دول مستقلة ومتعددة وبعد أن قام الاتحاد السوفيتي ومن جانب واحد وقف التجارب النووية منذ عام 1987
وبعد كل هذه التنازلات من قبل الاتحاد السوفيتي والتراجع امام الغرب وبدون اي تهديد عسكري جدي او ازمة اقتصادية حقيقية له ماذا كانت ردت فعل الغرب بزعامة امريكا ؟
فبدل من تحمل المسؤلية الانسانية والحضارية في قيادة العالم حيث اصبحت امريكا ومن خلفها اوربا القوى العظمى الوحيدة في العالم وبدل من ايجاد الحلول الحقيقية والعادلة للمشاكل المستعصية كالقضية الفلسطينية وبدل من ارساء دعائم السلام وتوفير الفرص للتنمية والتطور للدول المتخلفة بدل من كل ذلك ماذا فعلوا؟
لقد فعلت امريكا والغرب الرأسمالي معها ما يندى له جبين الانسانية فبعد ان وقعوا معاهدة عدم انتشار حلف الناتو بأتجاه الشرق نكثوا العهود والمواثيق ووصلوا الى أوكرانيا , أثناء أنهيار الاتحاد السوفيتي عملوا كل ما بوسعهم من اجل تدمير روسيا فساعدوا على انتشار المافيات وأسهموا في تهريب المخزون الاستتراتيجي من الذهب الى خارج روسيا نكلوا بكل شيء له علاقة بألاتحاد السوفيتي وبدأوا يتصرفون وكأنهم خرجوا منتصرين من الحرب الباردة ليس بالهبة التي قدمها لهم غورباتشوف وأنما بفعلهم هم
سلموا نجيب الله رئيس أفغانستان الى طلبان ليعلقوه على عمود الكهرباء هو وسكرتيره وسائقه, أعتقلوا أريش هونيكر رئيس ألمانيا الشرقية ,جزءوا جيكوسلفاكيا , مزقوا يوغسلافيا , شنوا الحروب على حلفاء الامس كطالبان والقاعدة وصدام بحجج هم خلقوها , أججوا النزعات الدينية والطائفية والقومية وكلنا يعلم أن في رواندا قد تم قتل مليون شخص خلال اشهرفي قتال بين قبيلتين التوتسي والهوتو
أما أخر الجرائم الكبرى التي اقترفوها كانت الحرب على العراق حيث قال بوش الابن اننا في حرب العراق نقاتل القاعدة في العراق من اجل ابعاد خطرها عن بلادنا
فهم يقاتلون القاعدة التي هم خلقوها او ساهموا بخلقها بحجة صدام العميل لهم والذي خدمهم طيلة حياته ومن الذي يدفع الثمن الشعوب ,ملايين القتلى والمشردين والتدمير وجرائم الابادة الجماعية
كنت ولا ازال اعتقد ان روسيا وفي حال استمرار امريكا وحلفائها في التوسع والهجوم على هذا البلد من اجل تفكيكه وازالة الاتحاد الروسي من الوجود لا بد لهذا البلد العريق ان يبدأ الهجوم المضاد كما حصل حينما دخل نابليون الى موسكو المحترقة او كما وصل هتلر على بعد خمس وعشرين كيلو عن موسكو ولكن لم اكن اتوقع الزمان والمكان وهذين عاملين أساسيين في تحديد النجاح او الفشل في اي عملية مهما كانت
فأذا كان الروس قد اختاروا الزمان والمكان المناسب لشن هجومهم المضاد بمعنى اذا استطاعوا هزيمة داعش تلك الاحجية والسر والسحر بقوة هذا التنظيم الذي لا احد يعلم ما سر قوته ولغز سرعة انتشاره ومن هو مموله والذي يقدم الدعم والاسناد له ومالسر الذي يجعل من امريكا تصرح بأن هنالك حاجة لعشرات السنين للقضاء عليه
اذا استطاعت روسيا بهذه الضربة ان تقصم ظهر هذا التنظيم فسينكشف المستور وستنحل كل الالغاز التي اصابت شعوب منطقة الشرق الاوسط بالدوار فمن الحرب على العراق بحجة اسقاط صدام حسين لامتلاكه اسلحة الدمار الشامل الى الحرب على القاعدة الى هجمات الحاي غشر من سبتمبر الى معادات ايران ثم اهداءها العراق على طبق من فضة الى الربيع العربي واسلمة المنطقة سياسيا والى الفوضى الخلاقة والشرق الاوسط الكبير كل هذه الالغاز سوف يتم حلها وستسقط ورقة التوت عن صاحبها ولكن اذا لم تكن روسيا موفقة في اختيار الزمان والمكان المناسب وهم معروفين بلاعبي الشطرنج حين ذلك هنالك كلام اخر



#عصام_عبد_الامير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تضخم الذات وأزمة العقل الشرقي ج2
- تضخم الذات وأزمة العقل الشرقي
- محنة الشيعة وكلام خامنائي
- قرآة في شخصية رئيس الوزراء الجديد
- العراقييون ينتظرون المنقذ من السماء
- النموذج العراقي في الديمقراطية والكارثة
- متى نتعلم الحكمة
- أني أتعاطف مع أيهود أولمرت
- هل يستحق العراق قائد أفضل من المالكي ج3
- هل يستحق العراق قائد أفضل من المالكي ج2
- هل يستحق العراق قائد أفضل من المالكي ج1
- قصتي مع الأنتخابات العراقية
- نداء الى موقع الحوار المتمدن المحترم
- الديمقراطية تعني أن الأسبقية لمن في الساحة
- الأحساس المفقود
- الذاكرة والوعي الجمعي في العراق الجزء ألأول
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الأخير
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء العشرين
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء التاسع عشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثامن عشر


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام عبد الامير - روسيا هل آن الآوان للهجوم المضاد