أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام عبد الامير - متى نتعلم الحكمة















المزيد.....

متى نتعلم الحكمة


عصام عبد الامير

الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 13:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


متى نتعلم الحكمة
المشهد الأول
عرفت الفلسفة قديما منذ الحظارة الاغريقية ب (فيلوصوفيا) أي حب الحكمة وما الحكمة ؟ في أسطورة أوديسا لهوميروس الشاعر اليوناني القديم يروي قصة ملك أثيكا أودسيوس ورحلته الطويلة مع الحرب (حرب طروادة ) والضياع والبحث عن طريق العودة الى موطنه و في أحدى أهم المشاهد التعبيرية يذهب أودسيوس الى العالم الأخر حيث الجحيم والعذاب والنار ليلتقي بنبي اسمه (يربيدس) ليدله هذا على طريق العودة بعد أن ظل السبيل تائها في البحر لسنوات طويلة وبعد أن طال به الشوق والحنين لوطنه وحبيبته وأبنه فسأل أودسيوس النبي هذا بعد أن قدم له القربان بأن يدله الطريق الى أثيكا فأجابه ( لقد عانيت كثيرا وتحملت المشقة حتى تصل الى هذا المكان ووضعت العودة الى وطنك الهدف الرئيسي نصب عينيك وأنك لن تتعلم الحكمة حتى تعلم بأن الرحلة هذه هي حياتك نفسها ) هذا أوديسا وفي ألأسطورة عرف بأنه قد تحدى ألآلهة وتحايل عليهم بأستخدام العقل والحيلة والدهاء وحاول أن يكون بمصافهم وندا لهم ولكن تفاجأ بجواب يربيدس بأن الموت هو نهاية رحلته وبحثه وأنه مهما أمتلك من ذكاء وحكمة وعقل ومهما فعل فأنه لن يستطيع أن يحقق أمرين أولهما تحدي قوى الطبيعة (الآلهة رمزا في الأسطورة ) بمفرده والأمر الثاني أنه لن يفلت من الموت وهو النتيجة الحتمية لرحلته وبحثه عن الحكمة أليس من الحكمة أن يتعلم زعمائنا أنهم أناس عاديين جدا لا أكثر ولا أقل
المشهد الثاني
سأل ضابظ أمريكي كان يخدم في العراق المترجم العراقي الذي كان يعمل معه عن سر النزاع والخلاف بين الشيعة والسنة فأجابه المترجم أن هنالك شكلان من الخلاف أحدهما فقهي وشرعي يتعلق بالطقوس والعبادات والأخر سياسي فأجابه الضابط الأمريكي كلا أجبني فقط عن الجانب السياسي لأني لا أفهم بأمور الفقه والشريعة فأجابه المترجم أن سبب الخلاف يعود الى أن الشيعة يعتقدون أن الخلافة بعد الرسول كان من المفروض أن تعود الى ألأمام علي وليس الى أبو بكر أما السنة فيعتبرون أن خلافة أبو بكر ومن بعده شرعية وصحيحة فأجابه الضابط وهذه المشكلة كم مضى على حدوثها فأجابه المترجم ألف وأربعماءة سنة فقال الضابط وهذه المشكلة لم يتم حلها عن طريق العلماء أو بالسبل الديمقراطية لحد الأن فقال المترجم للاسف لا عندها أبتسم الضابط وقال مشكلة مضى عليها ألف وأربعمائة سنة ولم تحلوها لحد الأن كيف ستحلون مشاكلكم الأنية أذا ,أليس من الحكمة أن يتعلم شعبنا بأن قضية الشيعة والسنة هي مسألة هرطقة وربما تعود الى أصل فكرة هي أكذوبة برمتها
المشهد الثالث
في تصريح لحيدر العبادي القيادي في حزب الدعوة بعد عام 2003 وفي أجابته عن سؤال كيف قبلتم أن تشتركون بعملية سياسية تجريها أمريكا في العراق وأنتم معروفون بمعاداتكم للأمريكا فأجاب أن أمريكا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أصبحت كالثور الهائج عندها نحن ركبنا هذا الثور لكي نصل الى أهدافنا بأسقاط نظام صدام حسين والوصول الى السلطة هنا أسئل الدكتور العبادي أليس من الحكمة أن لا يعتقد أن أعظم دولة في العالم في الوقت الحاضر ممكن أن تتحول الى ثور هائج وأذا كانت فعلا كذالك اليس من العقل أن يحتسب السيد عبادي من أن يسقطه هذا الثور من على ظهره ويسحقه بأرجله
المشهد الرابع
لا أحد يسئل من الشيعة في العراق سواء من عامة الناس أو من ساستهم وقادتهم في الأحزاب الاسلامية عن السبب الذي جعل الولايات المتحدة الأمريكية تجيش الجيوش وتعبر القارات والمحيطات وتنفق مليارات الدولارات وتقدم خسائر بألاف من القتلى والمعوقين من أجل أسقاط صدام حسين وتقديم الحكم الى الشيعة على طبق من فظة والسماح الى أيران بأن تصول وتجول في العراق وتتدخل بتشكيل الحكومة وتتلاعب بمصير البلد و التي بأعتراف القادة العسكرين الأمريكان بأن نصف الجنود الأمريكان القتلى كان بفعل العبوات والأسلحة التي جائت من ايران لا أحد يسئل هذا السؤال أليس من الحكمة أن نسئل لماذا
المشهد الرابع
ذكر أحد المحللين السياسين الأمريكان وعلى شاشة قناة الحرة أن من الظريف وعشية خروج أخر جندي أمريكي من العراق يظهر نوري المالكي على وسائل الأعلام والصحافة مبتهجا ويصف خروجنا من العراق بخروج المحتل ويعيد هذا المحلل الكلام ويقول مستهزءا يصفنا المالكي بالمحتلين وأنا أقول المثل العربي الحكيم رحم الله أمرأ عرف قدر نفسه
المشهد الخامس
حينما تم أسقاط النظام الدكتاتوري البعثي في العراق طرح الاسلام السياسي الشيعي نفسه كبديل شرعي ووحيد على الساحة السياسية حتى صرح السيد المالكي في أحدى خطبه أن التيار ألأسلامي أستطاع أن يهزم كل الأفكار الماركسية واليبرالية أليس من الحكمة أن نعطي الفرصة أيضا الى المعارضة الاسلامية السنية في سوريا أن تكون البديل لنظام بشار الأسد البعثي الدكتاتوري
المشهد السادس
أن أغلب دول العالم ذات شعوب متعددة القوميات والطوائف والأعراق وهذه الدول قد تم حل هذه المشكلة فيها أما بحكم مدني علماني لا يميز بين مكونات المجتمع كما في أمريكا أو فرنسا مثلا وأما بتقاسم الثروات والسلطة بين المكونات كما في سويسرا أما بالنسبة للدول التي لم تجد حلا لهذه المشكلة فهي أما كلبنان البلد الذي مضى على أستقلاله 59 عام وخاض عدة حروب أهلية ولم يشهد الأستقراروأما بلد مثل يوغسلافيا الذي تقسم الى دويلات أليس من الحكمة أن نختار أحد الحلول لنريح ونستريح
المشهد الأخير
أن الحكمة هي أمتلاك العقل والمنطق في أيجاد الحلول والتأني والتفكر قبل الأقدام على أي خطوة وأن المنطق هو علم وأسلوب في القياس لتميز الخطأ والصح في التفكير الأنساني ليس بالضرورة أن يدرس المرأ علم المنطق والفلسفة لكي يتعلم الحكمة ولكن أحيانا يبنى العقل من خلال التجارب وأخطاء الاخرين حتى يتكون العقل الجمعي المبني على العقلانية وعلى الخبرة الجمعية للأسف أنا أذكر ذلك في ظروف خطيرة وعصيبة يمر بها بلدنا العزيز العراق وأنا أعلم أن أي كتابة أو أي تحليل في هذا الوقت لن يغير من مجرى الأحداث ولكن أكتب لأخفف عن الحرقة التي في صدري وأقلل من أسفي وألمي عما يجري في العراق حاليا



#عصام_عبد_الامير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أني أتعاطف مع أيهود أولمرت
- هل يستحق العراق قائد أفضل من المالكي ج3
- هل يستحق العراق قائد أفضل من المالكي ج2
- هل يستحق العراق قائد أفضل من المالكي ج1
- قصتي مع الأنتخابات العراقية
- نداء الى موقع الحوار المتمدن المحترم
- الديمقراطية تعني أن الأسبقية لمن في الساحة
- الأحساس المفقود
- الذاكرة والوعي الجمعي في العراق الجزء ألأول
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الأخير
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء العشرين
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء التاسع عشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثامن عشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء السابع عشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء السادس عشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الخامس عشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الرابع عشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثالث عشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثاني عشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الحادي عشر


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام عبد الامير - متى نتعلم الحكمة