أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عصام عبد الامير - أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء السادس عشر















المزيد.....

أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء السادس عشر


عصام عبد الامير

الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 09:13
المحور: سيرة ذاتية
    


أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء السادس عشر
كل العوامل التي ذكرناها وبجميع المعطيات التي أحاطت تلك المرحلة بالتفاصيل والجزئيات والضرورات التي كانت تحكم ولا تمنحك الحرية للحكم والتي تفرض عليك الموقف ولا تسمح لك بالتعبير عن حقيقة موقفك وتحددك بدائرة ضيقة جدا وأنت تعلم بأن الحقيقة والعالم كبير ورحب جدا لا يمكن حصره بحلقة صغيرة وبدون تبرير لموقف أو تخريج لحالة تم تبنيها في وقتها أن هنالك حقيقة لا بد من ذكرها أنه لا مجال للحياد في تلك الحقبة المحددة من الزمان والمكان وكان لا بد من ألأنحياز ولكن أي أنحياز وما هي طبيعته والدوافع الحقيقية لهذا ألأنحياز وما هو الثمن الذي يدفعه المتبني لهذا الموقف أو الأخرين كل هذه ألأسئلة ستجيب عنها ألأحداث اللاحقة كما سنترك الحكم والتحليل للقارىء وبشيء من المشاركة من المعني بالحدث في فهم ألأصول النفسية وألأجتماعية للموقف السياسي والفكري ومدى شريعته من الناحية التأريخية وألأنسانية
ولكن قبل أجراء هذه الدراسة والتحليل لا بد من أكمال صورة الحدث حتى النهاية حتى يتسنى للقارىء أن يشاركنا في أجراء هذه الدراسة النقدية
نعود الى معسكر قوجان المفجوع والذي ترى فيه كل ملامح النكبة بل الكارثة وجوه ألأسرى بادية عليها الوجوم والحزن وفي عيونهم تساؤلات عن المستقبل هل أصبحت الحياة هنا ممكنة ؟ مع كل هذه ألأحقاد والكراهية ؟ وكل هذه الضحيا التي سقطت ؟ عندها وبعد أيام قليلة تم عزل كل ألأسرى المهددين من قبل البعثيين من توابين وأخرين متعاطفين معهم وكان من هؤلاء صاحبنا ألأسير وأصدقائه في كمب منعزل وبعدها بأيام تم نقل ألف من ألأسرى الذين تم تشخيصهم من قبل التوابين (الدعوجية ) بأعتبارهؤلاء قادة ومسؤلين من البعثيين وكان من ظمنهم أحد أصدقاء المجموعة أياها الذي فضل الوقوف الى جانب البعثيين حينها تم نقلهم الى معسكر خاص بالعقوبات أسمه معسكر (سنك بست ) أي الصخرة الصماء وفي يوم 20/4/1983 تم نقل ألأسرى التوابين ومن معهم وبضمنهم ألأسير وجماعته الى معسكر مشهد في مدينة مشهد
عندما وصل هؤلاء الى هذا المعسكر كان صاحبنا وأصدقائه فرحين وسعداء بأنهم تخلصوا من حكم البعث وسياساته ومهاتراته التي لاحقتهم حتى في ألأسر ولم يدر بخلد صاحبنا ألأسيرهذا حينها أن قدرية الشؤم البعثية عليه سوف لن تنتهي عند هذا الحد بل ستلاقيه مجددا عندما سينقل وبمفرده الى معسكر (سنك بست ) بعد عامين من تأريخ ذلك الزمن
بعد أن وصلوا الى هذا المعسكرأي معسكرمشهد أستقبلتهم مجموعة كبيرة من أصحاب اللحى وذو الجباه التي عليها أثر السجود بالصلوات على محمد وآل محمد وبالتكبير كان هذا المعسكر يتألف من ثلاث ( كمبات ) اي قاعات كل قاعة منعزلة بأسلاك شائكة عن ألأخرى ولا يحق لللأسرى التنقل ما بينها عدا المبلغين وما هي قصة المبلغين ؟ سنذكرها لاحقا كان عدد الأسرى في هذا المعسكر ألف ومئتا أسير
وبعد وصول هؤلاء تم توزيعهم على القاعات وكان من حسن الحظ أن هذا ألأسير صاحبنا وأصدقائه كانوا في قاعة واحدة بدأ هؤلاء ألأصدقاء بالنظر الواحد الى ألأخر وفي عيونهم الحيرة والذهول حيث أن هذا المعسكر ليس فيه أي مظهر من مظاهر المعسكر السابق فبالأضافة أن ليس فيه شيء أسمه بعث وأن وجد بعثي أو من المؤيدين له فهو لا يستطيع حتى أن يعلن ذلك أو يبوح بقناعته من شدة الخوف والرعب في هذا المعسكر بالأضافة الى هذه الظاهرة الجديدة هنالك نظام وطبيعة حياة تختلف تماما عن الحياة السابقة في معسكر قوجان فتجد مثلا هنا صور الخميني في كل بقعة وكل زاوية من زويا الجدران ومعها صور محمد باقر الصدر وصور الحكيم كما تجد هنا وبشكل مغاير كليا أن الصلاة والصوم أجبارية والمراسيم والدعاء يومي وأجباري حلاقة اللحى بالشفرة ممنوع بل محرمة الغناء ممنوع وحرام كل شيء مختلف عن المعسكر السابق بأستثناء نقطة واحدة كانت متشابهة حد التماثل وهي التعسف الأكراه والجبر ومحاولة فرض لون سياسي وفكري واحد على الجميع فلا حرية في ألأختيار بل هنالك ولاء واحد لا غير هو المبايعة والولاء لخط الأمام القائد ( الخميني ) وكان هنالك برنامج يومي معد وبدقة لعملية ليس غسل الدماغ وأنما لقتل الدماغ وشله وقد ذكرنا ذلك بالتفصيل في الجزء الثاني جلس هذا ألأسير صاحبنا ومعه أصدقائه وهم يتحدثون عن هذه المصيبة التي ألمت بهم هل كل الجهد الذي بذل بمواجهة صدام والبعثيين وكل المخاطر والصعاب كانت من أجل هذه النتيجة ؟ أين الحرية ؟ وأين كرامة ألأنسان ؟ هل يمكن أختزال كل عذابات البشرية وكل الجهد ألأنساني على طول ألتأريخ بقضية ومصيبة الشيعة ؟ تكلم ألأصدقاء وكانت أرائهم متفقة على أن هؤلاء هم نموذج أسوء من البعثيين فحتى الحرية الشخصية البسيطة هنا مصادرة عندها أتفقوا على عدم ألاستسلام لهكذا برنامج مدمر لجوهر الأنسان ساحق لكرامته سالب حريته وأستمرت ألأيام وكانت ألأحداث تؤكد أحقية وصواب الموقف الذي تبناه مجموعة ألأصدقاء هؤلاء حيث يوم بعد يوم بدأ يترسخ النظام الدكتاتوري الديني وبدأ بتصفية القوى السياسية التي شاركة بالثورة وقدمت التضحيات الجسام الواحدة تلو ألأخرى وكان يستغل الحرب كذريعة لتصفية خصومه وألأدعاء بأنه هو القوة الوطنية الوحيدة وذلك برفع شعار لا شرقية لا غربية في وقتها وكان أخر ما أستهدف هذا النظام هو حزب تودة ( الحزب الشيوعي ألأيراني ) حتى الشاه لم يفعل فعلتهم بهذا الحزب لقد أعدم الشاه العشرات بل المئات من كوادر الحزب الشيوعي ولكنه لم يجرأ أن يعرض قادتهم وأجبارهم وبأساليب دنيئة خالية من أي قيم أو شعور أنساني على أعلان برائتهم على شاشات التلفاز كما فعل ألنظام الدكتاتوري الديني الخميني في أيران
كان أصدقاء الحرية وبضمنهم ألأسير صاحبنا قد أتخذوا عدة خطوات وبشكل عفوي لتشكيل جهاز مناعة ضد السموم وألأفكار الرجعية المتخلفة والوقوف بوجه مسخ الشعور الوطني لدى ألأسرى وكانت تلك المواقف تتلخص بالأتي التأكيد على الفصل ما بين حزب البعث وصدام وبين مصلحة ومصير العراق حيث نحن ضد النظام الدكتاتوري في العراق وضد الحرب التي بدئها ولكن في نفس الوقت نعارض دخول القوات ألأيرانية الى العراق وفرض نظام سياسي معين على العراقيين ,التأكيد على الهوية الوطنية المعارضة بعيدا عن الهوية الدينية الطائفية التي يتبناها النظام ألأيراني , التعاطف مع الثورة الشعبية في أيران ومع قواها الوطنية خصوصا حزب تودة بوجه التصفيات وألاقصاء من قبل ألنظام ألأيراني , الترويج للثقافة من أدب وفن وشعر وتأكيد على الفكر العلمي في مواجعة التيار الغيبي الظلامي كل هذه النشاطات كانت تتم بشكل غير علني وبدأ ألأسرى يتداولوها وتتناقل كمفاهيم وأحاديث بينهم حيث أنكسر حاجز الخوف عندها لاصدام ولا خميني (هذه المعادلة لم تكن موجودة قبل وصول جماعتنا الى هذه المرحلة من الزمان والمكان فكان المبدأ السائد هو أن ألأسير مخير ما بين جبهتين فأما بعثي وأما تواب على خط الخميني ) وأصبحت لهؤلاء ألأصدقاء شعبية كبيرة لدى ألأسرى حيث كان ألأسرى يتعاطفون معهم بشكل سليقي وفطري لشعورهم بأن هذا الموقف يمثل مصالحهم ويدافع عن وطنيتهم وكرامتهم



#عصام_عبد_الامير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الخامس عشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الرابع عشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثالث عشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثاني عشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الحادي عشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء العاشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء التاسع
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثامن
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء السابع
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء السادس
- أسيرعراقي والبحث عن الحرية الجزءالخامس
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الرابع
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثالث
- اسير عراقي والبحث عن الحرية (الجزء الثاني )
- أسير عراقي والبحث عن الحرية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عصام عبد الامير - أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء السادس عشر