أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عصام عبد الامير - اسير عراقي والبحث عن الحرية (الجزء الثاني )














المزيد.....

اسير عراقي والبحث عن الحرية (الجزء الثاني )


عصام عبد الامير

الحوار المتمدن-العدد: 4250 - 2013 / 10 / 19 - 12:30
المحور: سيرة ذاتية
    


أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثاني
كيف أصف لكم حياة أسير عراقي في أيران وهو محاط من كل الجهات بالجدران تليها اللأسلاك الشائكة متعددة الأشكال والأحجام وبمسافات فاصلة لعدة أمتار كيف أصف لكم وهو محاصر بكل ما تعني هذه الكلمة هنالك جنود حاملين بنادقهم خلف ألأسوار يوحي منظرهم بان القتل والموت سيكون مصير كل من يفكر ان يخرج عابر هذه ألسدود المنيعة أما في الداخل ها هنا الحصار أكبر وأشد جنود أيرانيين هم حراس داخليين غير مسلحين للأشراف على شؤن ألأسرى وهؤلاء بمثابة أسلائكة شائكة بشرية يعمل تحت أمرهم ربوتات بشرية (لا ذمة ولاظمير) كما يقول مثلنا العراقي المعروف هؤلاء هم من ألأسرى تم برمجتهم على برنامج أسلامي شيعي أيراني سياسي تأريخي فارسي حسيني مظلوماتي عقدي طوباوي مخابراتي أعلامي براغماتي غذته ونمته بل أصبحت مادته ألأساسية الحرب العراقية ألأيرانية التي بدئها صدام نعود ألى الحصار الذي يضرب وبقوة حياة ألأسير من كل جهة معسكر خاص بالجيش الايراني داخل هذا المعسكر يقع مخيم الاسرى وهو عبارة عن بناية او اكثر محاطة كما ذكرنا بألأسلاك الشائكة حولها جنود مدججين بالسلاح أما في الداخل فقد وضحنا الأجواء قبل قليل كيف ينال ألأسير حريته في مثل هكذا ظروف قاسية ومعقدة والحرب كل الدلائل تشير الى أنها طويلة ولا أحد يعلم كيف ومتى ستنتهي في ظل غباء وتعند الطرفين العراقي والأيراني أن النوم هو الوسيلة الوحيدة والمتاحة للأسير للخروج من داخل هذا السجن المظلم اللعين هذا أذا اسعفه الحظ وأتاه في الطيف حلم جميل يرى فيه ألأهل وألأحبة ربوع وأنهار وطنه البعيد وأذا كانت تلك اليلة دافئة تسمح له بالنوم حيث ان البردالقارس وقلة التجهيزات وأنعدام وسائل التدفئة قد لا تسمح للأسير بالنوم المتواصل لعدة ساعات من شدة البرد أذا حظي الأسير بهذه الفرصة وهو الحلم بالحرية والعودة الى وطنه وأهله لا بد أن ينتهي هذا الحلم بشكل مفجع تجعله ينهض مفزوعا على اثر صوت ينطلق في الجو ليكسر الصمت ويبدد الأحلام الوردية حيث صوت الجنود الأيرانيين أي حراس الداخل وهم يصرخون بالفارسي (باربا بلنشو) أي نهوض أستيقظوا بالغة العربية يليها أصوات لعدد من الأنفار تصرخ ( ألله أكبر صلوا على محمد وال محمد أنهض أخى صلاة صلاة صلاة صلاة الفجر أنهض أخي ) وهؤلاء الذين أسميتهم ربوتات بشرية وما هم ببشرأطلقوا على أنفسهم بالتوابين كناية بالحر أبن يزيد الرياحي الذي كان مع جيش يزيد أبن معاوية ثم بعد ذلك تاب على يد الحسين وقاتل معه حتى قتل هؤلاء التوابين أصبحوا القيمين على شؤن الأسرى منهم من يلقي المحاظرات الدينية والسياسية ومنهم من يقوم بتوزيع الأرزاق وتنظيم اوقات النوم والنهوض والنظافة ومنهم من يتولى تنظيم دورات لتعليم القرأن وتوجيه العزائات الحسينية وغيرها يبدأ برنامج تم دراسته بدقة وعناية يتم تنفيذه هؤلاء ومن ورائهم المعممين والمعارضة الأسلامية الموجودة في أيران وبتوجيه من القيادات الايرانية يسمى هذا البرنامج بعملية غسل الدماغ وأنا أسميها عملية قتل الدماغ وألغاء الفكر وتدمير البنية المنطقية والعقلانية الأساسية للأنسان يبدأ هذا البرنامج مع صلاة الفجر بعدها بقليل وقبل ان يغفو الأسير من جديد يبدأ الصراخ مجددا وبأصوات ذكرها القرأن ( أنهض أخي أنهض أخي مراسيم صباحية )وتسمى بالفارسية (سبهكاه) وهذه المراسيم تتم بعد أصطفاف الأسرى في ساحة المعسكر حيث قرأة القرأن ثم كلمات دينية وسياسية معظمها على الحرب وصدام وحزب البعث تليها صلوات وأدعية وبالمناسبة هنالك عرف سائد وهو الصلاة على محمد وال محمد والتكبيروالتكبير هذا نصه (الله أكبر ألله أكبر خميني قائد النصر للأسلام والموت لصدام الموت للأمريكا والموت لروسيا والموت للأسرائيل والموت للبعثيين ) وبعد ذلك أضافوا الموت للشيوعين بعد أحداث سنذكرها لاحقا هذه الصلوات والتكبير تردد كل عشر أو خمس دقائق وفي كل مناسبة وبدون مناسبة يستمر البرنامج بعد المراسيم الصباحية بالتعداد الصباحي حيث يأتي ضابط صف أيراني بمعية عدد من الجنود ويقمون بحساب عدد الأسرى تتم هذه العملية ثلاث أوقات يوميا بعد التعداد يتم توزيع طعام الفطور المتواظع جدا بعدها تأتي المحاظرة الدينية السياسية التي أما يلقيها أحد من شيوخ التوابين أو يأتي شيخ معمم من خارج المعسكر من العراقيين أو الأيرانيين لألقاء المحاظرة التي قد تدوم ساعتين بعدها صلاة الظهيرة وبأمامة أما ( شيخ ) أو( سيد ) من بين الأسرى أو من خارج المعسكر بعد الصلاة وما يرافقها من صلوات على محمد عشرات المرات ومن تكبيرات وتوزيع الموت على الجميع يأتي وقت سماع الأخبار ألأجباري حيث يبدأ الصراخ مجددا (يله يله أخي أخبار صلوا على محمد وأل محمد أخبار ) تتجمع الأسرى وتجلس لسماع الأخبار بعدها يتم توزيع طعام الغداء ثم يذهب الأسير ليستلقي على فراشه وقبل أن ينال قسط من الراحة وبأقل من ساعة صراخ من جديد ( تعداد تعداد أنهض أخي انهض تعداد ) بعد التعداد وألى حين وقت صلاة المغرب هذا الوقت يتراوح من ساعة الى ساعتين هنا يأتي وقت دورات القرأن ومحو الأمية أما معلم أو متعلم حتى أذا جاء وقت الصلاة (ص يله أخي صلاة صلاة ص ) بعد الصلاة وما يتخللها من تكبير وصلوات لعشرات المرات (يله أخي تعداد تعداد ص) ) بعد التعداد أما هنالك جلسات ألأدعية يوم الخميس دعاء كميل يوم السبت دعاء التوسل ويوم أخر دعاءالندبة وأخر لا أعلم دعاء أي شيىء هذا أذا لم توجد مناسبة وفاة أحد الأمة أو وفاة الرسول أو فاطمة عندها تبدأ العزائات الحسينية و(اللطم )وقرائة ألقصائد وغيرها بعدها يكون الأسير قد أنهى يومه عند سماعه صرخات (يله أخي نوم نوم ص ) هكذا قضى الاسير يومه ما بين صلاة جماعة صراخ صلوات تكبير ولطميه وتعداد ودورات قرأنية وادعية كل يوم دوامة من هذا القبيل ليس في كل هذه المراسيم اي روح أو او معنى او قيم انسانية او سلوك من قبل الذين يدعون اليها يعبر عن اي خلق رفيع او مبادئ نبيلة هذا ونحن لم نذكر الى حد الان طبيعة الصراعات السياسية في داخل ساحة الاسر وسنذكرها في الاجزاء القادمة



#عصام_عبد_الامير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسير عراقي والبحث عن الحرية


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عصام عبد الامير - اسير عراقي والبحث عن الحرية (الجزء الثاني )