أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الدين محسن - من حديقة البشر - مصطفي أفندي الشهابي -














المزيد.....

من حديقة البشر - مصطفي أفندي الشهابي -


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 1356 - 2005 / 10 / 23 - 10:03
المحور: الادب والفن
    



هذه هي القصة السادسة من كتاب " من حديقة البشر " وهو مجموعة قصص -30 قصة - من الحياة لم تنشر بعد ، ورأينا نشر بعضا منها للقاريء
وترتيب تلك القصة في المجموعة هو رقم 30 - الأخيرة - ...

مصطفي أفندي الشهابي - المربي الفاضل -
في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي كنت تلميذا بمدرسة ابتدائية باحدي قري مركز ميت غمر التي تبعد عن القاهرة بحوالي 85 كيلومتر
- شمالا - وكان مدرسونا بعضهم من أبناء القرية والبعض الآخر من أبناء قري أخري مجاورة
في ذاك الزمن كان المدرسون معلمين فعلا .. - في غالبيتهم - ، وكان أغلبهم جبارا في العقاب لمن يذنب
فهذا يمسك بيده عصا غليظة لا تفارقه .. ، وذاك يمسك ب " زخمة - وهي جلدة سميكة ثقيلة ، تنزل علي الطفل منا في أي مكان ، علي يده أو فوق
ظهره فتلهبه ، فيصرخ من شدة الألم ..
وكان" مصطفي أفندي الشهابي " - مدرس التربية الفنية - ابن القرية القريبة " سنتماي " هو المدرس الوحيد الذي لا يضرب تلاميذه علي الاطلاق ، ليس وحسب وبالاضافة لذلك كان ظريفا لطيفا ، يضحكناكثيرا .. أما العصا الغليظة التي لم تكن تفارق يده ، فقد كانت وحسب ليدق بها فوق التختة مطالبا بالسكوت والصهدؤ اذا كثر لغطنا كتلاميذ صغار .. ولم يسب تلميذا أبدا طوال السنوات الست من المرحلة الايتدائية .. وكان هو المدرس الوحيد فيذلك .. بل لم أر مدرسا هكذا لا يسب التلاميذ أبدا سواه بالمرحلتين الاعدادية والثانوية أيضا .. ..واذا اضطر للسب فانه يشتم شتمة تجعلنا نضحك جميعا لشدة ظرفها ..اذا كان يصيح غاضبا فيمن يتشاقي أو يخالف منا بقوله : " انت يا ولد انت يا مزبلح ..."وهي كلمة لم نعرف لها معنا الا ما نحسه من ايقاع كاريكاتوري يبعث علي الضحك فنضك بسرور ..
وفي اليوم الذي يغيب فيه مدرس الحساب ، أو مدرس اللغة العربية ، كانت ادارة المدرسة ترسل لنا مدرسا آخر ليقضي معنا الحصة - غالبا بلا أي كلام - ، ونظل صامتين حتي نهايتها كما الأصنام .. بينما المدرس يقرأ الصحيفة ، أو ينشغل بكتاباته في دفتر التحضير الخاص به حتي تنتهي الحصة ..، ومن يهمس منا
ولو همسة فيا ويله : ضرب وشتائم ..
أما اذا جاءنا " مصطفي أفندي الشهابي في مثل تلك الحصص ، فاننا بمجرد أن نلمحه قادما نحو الفصل كنا نرقص رقصا حقيقيا ، ونتصافح مهنئا بعضصنا البعض فرحا بقدوم هذا المدرس ، الذي نحبه جميعا ونحب حصته
ولم يكن الأستاذ مصطفي الشهابي يضيع تلك الحصة - الاضافية بالنسبة له .. حصة طواريء - دون فائدة كما يفعل غيره ..وانما كان يحكي لنا
حكاية مفيدة، أو يعلمنا من الآداب ، وأساليب النظافة واللياقة والذوق .. مما لم نكن نتعلمه من آبائنا وأمهاتنا ولا أي مدرس آخر عداه ..
لم أر الأستاذ المعلم و المربي الفاضل هذا " مصطفي أفندي الشهابي " منذ أن أنهيت دراسة المرحلة الابتدائية - من 40 سنة - مضت ، ولكنه يستحق أن أذكره
بعد كل تلك السنوات
فان كنت حيا..، فبورك لك في صحتك .. وسطوري تلك هي قبلة أطبعها علي جبهتك الشريفة ويدك الكريمة ..
وان كنت قد توفيت .. فهي تحية لروحك الطاهرة ..
تلميذك المخلص : صلاح
---------------
كتبت بالسجن السياسي بمصر عام 2001



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من حديقة البشر - أديب وأيمن -
- احذروا الفتنة بين المعارضة المصرية بالخارج والداخل
- عن البرنامج الانتخابي للاخوان المسلمين
- الطفل المعجزة - من حديقة البشر -
- حول ذبح الأراضي الزراعية في مصر
- الولد الصعلوك العكروت مع الوزير بالتليفزيون (!)
- أيها العلمانيون اتحدوا..
- - شلضم - التلميذ الذهبي يبيع الخضار بالطريق !
- - مصر والعرب - عربية ؟ أم مصرية ؟
- الي زرقاء الندامة
- - مها - زهرة الياسمين البيضاء
- مؤتمر دولي لرعاية الأديان وحمايتها
- العروبة والاسلام يتآمران علي العراق وشعبه
- كيف نختار رئيسا للجمهورية ؟
- لماذا لا يفرجوا عن : عبود الزمر ، وصفحة من مذكراتي في السجن. ...
- تضامنوا مع المعارض المصري : أيمن نور
- .. اصلاح الأمم المتحدة ، وفرض علمانية الحكم
- دخول العرب مصر .. غزو أم فتح ؟!
- ماذا بعد رئيس لمصر بالتزوير؟! (3)
- ماذا بعد رئيس بالتزوير لمصر ؟!!


المزيد.....




- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الدين محسن - من حديقة البشر - مصطفي أفندي الشهابي -