ماذا بعد رئيس لمصر بالتزوير؟! (3)

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 1318 - 2005 / 9 / 15 - 10:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

عدي وقصي بالقاهرة..!
هل عزم مبارك وأيدته شلة أعوانه وقرر وصمم علي ألا يترك السلطة حتي ولو دفع حياة ولديه قصي وعدي ( أقصد :علاء وجمال ) ثمنا .. مثلما فعل صدام ؟!! ، وألا ينهي حياته في السلطة تاركا اياها بكرامته وانما ينهيها بداخل حفرة صغيرة يحفرها له أعوانه ليختبيء بداخلها مثلما أوصل صدام نفسه ... ؟
هل صمم مبارك علي ألا يترك السلطة حتي ولو بيعت محتويات قصوره ونهبت مقتنيات أولاده الشخصية وبيعت علي الرصيف بميدان العتبة بالقاهرة .. مثلما بيعت مقتنيات ( عدي وقصي ) علي الرصيف ببغداد بعد استيلاء المواطنين علي قصورهما ونهبها ؟!!
هل ستشب ثورة شعبية في مصر أضعاف ما حدث في انتفاضة يناير 1977، بعد أن يأس الشعب المصري من امكانية الاصلاح
السلمي والتغيير بسلام ديموقراطي متحضر دون عنف وبلا دماء ، بعد أن ضيع مبارك وعصابته تلك الفرصة علي أنفسهم وعلي مصر وشعبها .. هل ستقوم ثورة كثورة شعب مصرالتي يذكرها لنا التاريخ المصري القديم – في عصر ببي ..قبل الميلاد
والتي كانت انتفاضة يناير سنة 77 قريبة منها .. حيث انفجر الشعب حينها بعد أن زاد الظلم والفساد كل الحدود ، وانطلق عامة الشعب مقتحمين ممتلكات النبلاء والأمراء والأثرياء الظلمة اللصوص الذين لا رحمة عندهم ، فاعتدوا علي من فيها ، ففر النبلاء والحكام وأهلهم هائمين علي وجوههم تاركين قصورهم لانتقام العامة من الشعب الذين نهبوها تماما .. وكما يروي لنا الحكيم الفرعوني " ايبي أور " " فاغتني الفقراء وافتقر الأغنباْ وتشردوا ، و من لم تكن تري وجهها الا في الماء ، أصبحت لديها مرآ ة !! - ويروي لنا الحكيم المؤرخ " ايبي أور " كيف كانت أحوال المصريين قد ساءت ( كما الحال الآن في عصر العسكري الديكتاتور ودولته المباحثية ) مما تسبب في تلك الثورة ..
هل ستقوم منظمات ثورية في مصر ، توجه انذارات الي رجال الأعمال الذين لا يصرفون أجورا لعمالهم منذ شهور (!!) لأنهم هربوا الكثير من الأموال للخارج واشتروا سيارات من ذوات النصف مليون (!) ، واشتروا عزبا ..وشاليهات ، واشتروا واشتروا .. حتي لم يعد معهم ما يسدد أجور العمال المساكين ..، واستغلوا ظروفهم وقالوا لهم من لا يعجبه فليبحث له عن عمل آخر !- مستغلين عدم وجود فرص عمل ..- ، وقد انتشرت تلك الظاهرة العجيبة .. فهل ستوجه منظمات ثورية انذارات لهؤلاء .. مالم يقوموا بمنح العمال أجورهم في أقرب فرصة ، وتقديم أجور العمال علي كل الاعتبارات والمتطلبات .. فان من لا يبيع مظاهر التباهي التي اشتراها علي حساب جوع العمال الفقراء انما هو بذلك سوف يبيع عمره كله .. وينفذون فيمن لا يلتزم أو يفصل عاملا حكم الاعدام ليكون عبرة لغيره ..
هل سينفض شباب الأحزاب المعارضة الكبري الديكورية في مصر أياديهم من قيادتاتهم التي انتهي عمرها الاقتراضي ، وسوف يكونون جبهة مع حركة كفاية وشباب الأقليات المضطهدة وسوف يحشدوا الجماهير خلفهم ويمضون في مظاهرة عارمة الي سفارات الدول الكبري ومكتب الأمم المتحدة بالقاهرة ويطالبوا بالتدخل لحماية شعب مصر من صدام مصر – مبارك وعصابته - ومعهم عريضة بالجرائم التي ارتكبتها تلك العصابة طوال ربع قرن في حق مصر وشعبها وفي حق الأقليات ، ومعهم قائمة بأسماء " أعوان مبارك " .. ؟ بعد أن فشلت كل جهود الاصلاح من الداخل ..
ان اصرار مبارك والعصابة الملتفة حوله علي عدم ترك السلطة أقفل كل أبواب الأمل في وجه شعب مصر كما قلنا للخلاص والتغيير السلمي بدون عنف ..
لم يكن أحد ليصدق ما قاله الشاعر " صلاح عبد الصبور " بعد نكسة 67 في أحد أعماله :
" رعب أكبر من هذا سوف يجيء ..
لن ينجيكم منه أن تعتصموا بأعالي جبل الصمت..
لن ينجيكم منه أن ترتدوا أقنعة القردة ، أو ترتدوا أطفالا ..(!)
رعب أكبر من هذا سوف يجيء ..
لن ينجيكم منه أن تنكمشوا أو تندغموا حتي تتكون من أجساكم المرتعدة كومة قاذورات
هذا قولي لكم : ثوروا أو : موتوا.." ..
نعم من كان يصدق بعد رعب نكسة 67 أن رعبا أكبر من ذاك سوف يجيء ها هو الرعب الذي يعيشه الآن شعب مصر :
9 مليون عانس من الجنسين ..(!)
ملايين العاطلين عن العمل ..
ملايين المشردين بخارج مصر فرارا من الجوع والبطالة والفساد الذي يلوث كل شيء - بخلاف المشردين بداخلها - ...
ملايين المصابين بالسرطان والفشل الكلوي والتهاب الكبد الوبائي ..
مئات الآلاف يسكنون القبور
آلاف المباني المرشحة للسقوط فوق رؤوس من فيها بالعاصمة دون أي اجراء ، أو تحرك فعال من السلطة .. .
عشرات الآلاف ملقي بهم بالسجون والمعتقلات بقانون استثنائي – طواريء - يحكم به الديكتاتور مبارك من أول يوم تسلم فيه السلطة من 25 سنة (!!!!).
الفقر يتمدد بجثة مصر كما يتمدد ثعبان في الرمل ، بينما مليارات مبارك وأولاده ، وعصابته تزداد ، وتهرب للخارج ...
هذا ما وصل اليه حال مصر الآن بينما الدنيا تتقدم من ماليزيا وكوريا والهند وحتي تايوان ..!!
فأي مصير ينتظرك يا مصر علي يد ذاك الديكتاتور وعصابته .. بل وأي مصير ينتظره وينتظرهم ؟!!
.. ... ... ...
.

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات