تأملات في حكم سعودي باعدام صبي عمره 15 سنة

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 1298 - 2005 / 8 / 26 - 10:30
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    

في تأملاتنا تلك لن ننحاز لتشريع عقائدي قديم ، ولا لتشريع مدني حديث ، ولا للغة البيروقراطية - التي هي التنفيذ الحرفي
غير الواعي للقوانين واللوائح والتعليمات ، وكأنها لم توضع لصالح المخاليق ، وانما وضعت لتطاع وتنفذ فقط (!!!) .
والمفروض أن أي تشريع يجب ألا يتعارض مع العقل ، والا ما استحق أن يتبع ذاك التشريع.. وفي تلك التأملات لن نفرق أيضا
بين أن يكون الصبي مصريا ( باعتبار الكاتب مصريا) أو سيراليونيا أو أمريكيا أو بوركيني فاساويا ( أي من بوركينافاسو ) ..
والمفروض ألا ينساق العقل وراء التشاريع انسياقا ، بل يجب أن تنبع وتنساق كل التشاريع وراء العقل والعلم دائما وبالحجة
والمنطق حتي يكون التشريع : حق .. فصل لصالح الانسانية ولخدمة العدالة ..
والنبأ كما في العنوان عاليه جائني منشورا علي
صفحات مجلة روز اليوسف يوم 22/8/2005 أرسله لي من القاهرة ناشط وكاتب ليبرالي مصري ، ويقول :
" أثار خبر نشرته احدي الصحف المستقلة ضجة في منظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني والخبر خاص بصدور حكم من
محكمة الدمام السعودية ولعدم جواز تنفيذ الأحكام علي طفل قاصر( 15 سنة) حتي يبلغ سن الرشد - بعد 3 سنوات - .
ومن الخبر عرفت أن الدبلوماسيين المصريين يحاولون تحقيق نصر مظفر لصالح الصبي القاصر بجهود متواصلة( نتمني أن
يكون رعاياهم من المصريين العاملين بالسعودية ( الأبرياء..) يحظون منهم بمثل تلك الرعاية التي يحصل عليها الصبي القاتل!)
بمجرد قراءة الخبر تشكل بذهني عدة تصورات كالآتي :
أري أن ذاك الصبي هو مجرم استثنائي في الجريمة - حسب تفاصيل ما حدث والتي سنوردها فيما بعد -
العقلية التي تقول بعدم جوازقتله لأنه صبي قاصر ، ودون النظر للحيثيات والتفاصيل وانما اعتمادا علي قوالب قوانين فقط
هي عقلية بيروقراطية ..
ونفس تلك العقلية لو أن نفس الصبي ليس مجرما استثنائيا وانما هو عبقري استثنائي في عبقريته ، سوف تحرمه من دخول الجامعة
لنفس السبب أيضا: لأنه قاصر ... !!!
بينما الصواب هو أن نسأل قبل حرمانه من دخول الجامعة :
لماذا يراد ادخاله الجامعة بينما عمره 15 سنة؟!
فيقال : لأنه علي درجة عبقرية استثنائية ..
هنا يجب أن يقال : حسنا ، يجب افساح المجال وفتح باب الجامعة( استثنائيا ) للعبقرية الاستثنائية .. ويدخل الجامعة وعمره 15
سنة مخالفة للقوانين ، الذي يجب مخالفتها في تلك الحالة التي أغفلها مشرع القانون ، أو استجدت علي المعتاد والمألوف
وكذلك قبل المطالبة باعفائه من حكم الاعدام لكونه قاصرا يجب السؤال :
- كم عمر الطفلة المسكينة التي قتلها؟
- فهناك فرق كبير بين أن يكون عمر الطفلة المقتولة 15 سنة وأن يكون عمرها 3 سنوات فقط ( أي بريئة لم تسء لأحد بعد...)
- - والجواب : عمرها 3 سنوات فقط ..!
- - ونسأل : هل القتل خطأ ؟
- - لأن هناك فارق كبير بين أن يكون القتل جاء بطريق الخطأ أو هو عمد ..
- - والجواب كما بالخبر : بل عمد وتعمد ، مع الاعتراف بارتكاب الجريمة ..
- - ونسأل : هل هناك خصومة أومشاحنات بين عائلتي القاتل والضحية ؟
- لأن هناك فارق بين وجود ذلك وعدم وجوده ..
- فاذا كانت الاجابة ، وكما جاء بالخبر : العائلتان تربطهما صداقة وطيدة ، منذ فترة طويلة وقامتا بتلقي العزاء معا ..؟؟!!
- ونسأل : كم طعنة طعنها للطفلة المسكينة ؟
- فهناك فرق بين طعنة في لحظة تهور أو مزاح حاد أفلت زمامه وبين 3 طعنات ، وبين 13 طعنة ..
- فما القول اذا كان عدد الطعنات 36 طعنة لطفلة عمرها 3 سنوات ..؟؟؟!!!
- هنا يمكننا القول وباطمئنان : ان ذاك الصبي يحمل أكثر من جين اجرامي واحد ، وهو مجرم استثنائي ..
- ومثله لو عاش فلننتظر منه المزيد ..
- انني لا أتفق مع القائلين باعفائه من عقوبة الاعدام ، ولا أتفق مع تأجيل اعدامه 3 سنوات كاملة .. فالرحمة بأهل الصبي وبه لا
- تقتضي أن يبقوا ويبقي 3 سنوات كاملة والسيف مسلطا فوق رقبته..وأقدام الأمل واليأس تلعب بالأعصاب كما الكرة .. ، ورحمة
- أيضا بأهل الطفلة الضحية ، ورحمة بطفلة مسكينة أخري قد تلقي نفس المصير علي يد صبي مجرم آخر من الممكن أن تنفتح شهيته للقتل لعدم وجود عقوبة اعدام للقاتل المجرم القراري .. اذا كان عمره 15 سنة ( أقل من 18 سنة ) ؟!! !، وكما أن خير البر عاجله ،
- فأيضا خير العدل - وخير الرحمة بالجميع - عاجله ...
-
- فما المانع من أن يستفيد شريرون كبار من تلك القضية انتهازا لفرصة افلات الصبي القاتل من الاعدام بتحريض صبية آخرين
- علي القتل نكاية في غرماء لهم ؟؟!! هذا مالم يتشجع ذاك الذئب الصبي هو نفسه علي تكرار جريمته
- وما المانع من أن يتشجع صبي شرير ( أو أكثر ..) علي القتل ؟؟!! ولاسيما أنه سوف يجد منظمات لحقوق الانسان( القاتل ..!)
- ، وصحف ، وكتاب ومفكرين ،(!) ، يدافعون عنه ببسالة لأنه مسكين قاصر ( دون نظر في تفاصيل الجريمة النكراء : 36 طعنة ..؟!!)
- العقل زينة ..
- حكمة شعبية مصرية يقولها البسطاء عند اللزوم : أي والله العقل زينة..

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات