أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - صلاح الدين محسن - الجنرال الديموقراطي الوحيد في الشرق..(!)















المزيد.....

الجنرال الديموقراطي الوحيد في الشرق..(!)


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 1291 - 2005 / 8 / 19 - 11:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لعله لم يخرج من الشرق قائد عسكري يمسك بالسلطة بين يديه ويسلمها مختارا للشعب بنبل ووفاء وعفة دونما مماطلة أو احتيال ،
وبدون انقلاب عليه من عسكري آخر ، أو اغتيال يتعرض له ، سوي جنرال واحد فقط ..
فان كل من ثاروا من الجنرالات ، أو العقداء أو البكباشية .. أو ادعوا الثورية بمعني أصح ، لم يثبتوا صدق حبهم لأوطانهم ، ولم يؤكدوا
نبل نواياهم ومقاصدهم تجاه شعوبهم ، ولا حقيقة ما أعلنوه من المباديء .. سوي جنرال واحد ..
لم يأت ذاك الجنرال الذهبي – كما أسميه .. - ، وان شئتم أن تسمونه الجنرال الماسي فلا بأس ، فهوحقا جنرال ثمين وقيم ، نادر .. ،
لم يأت من مصر .. قلب العروبة النابض .. !
ولم يأت من سوريا .. كبد العروبة الدافق... (!)
ولا أتي من العراق .. رئة العروبة وبنكرياسها الواثق .. (!)
ولا جاء من الجزائر .. بلد المليون شهيد ..

ولا من تونس .. أقرب الدول الي الطابع الفرنسي الحضاري ..
ولا من اليمن .. بلد بلقيس ، وحضارة سبأ ...
وانما خرج ذاك الجنرال الذهبي الغالي المحترم من : السودان ... ...
أسميه الجنرال الذهبي ، ليس لأن الذهب داخل في اسمه .. وانما لأنه ذهبي المعدن كانسان ، وكعسكري شريف وعفيف .. ، ذهبي النفس
، ، ذهبي الأخلاق ، ذهبي في وطنيته ..
واسمه أيضا : سوار الذهب ..( الجنرال : عبد الرحمن سوار الذهب ) .
انه قائد جيش السودان قبيل الاطاحة بالديكتاتور العسكري "جعفر النميري "
لم ينقلب " سوار الذهب " علي النميري توقا الي السلطة وطمعا فيها – كغيره من القادة العسكريين ..-
وانما وقوفا بجانب الشعب الذي خرج ثائرا ثورة عارمة ضد حكم النميري ، بعد أن فاض به الكيل ، وكان واضحا أنها ثورة لا رجعة فيها
، انها القيامة ، قيامة الشعب ضد الجلاد الديكتاتور .. ، واستمرت ثورة الشعب تغلي ، ويزداد أتونها كل ساعة ..
وهنا وجد قائد الجيش " الجنرال سوار الذهب " أن من واجبه الانحياز الي جانب الشعب ، الذي ينتمي اليه وشغلته هي حمايته وليس قمعه ، ويقف بجانب الوطن الذي عمله هو حمايته ، ليس فقط من خطر يأتيه من خارج الحدود ، بل وحماية الوطن من الخطر اذا أتاه من الداخل ، ولا يقدر علي صده سوي الجيش ذراع الشعب ودرعه الواقي ..
وبالفعل قام الرجل كقائد للجيش ، وأعلن استيلائه علي السلطة في السودان باسم الشعب ، باسم الوطن ( وكان باسم الشعب فعلا .. ..! ،
وليس كما اعتدنا من أمثاله من العسكريين من قبل !!)
وحدد فترة انتقالية لاجراء انتخابات عامة بعدها تسليم السلطة للشعب
وعد الرجل الذهبي ، وصدق ، ووفي ..
ففي الميعاد ، أجريت الانتخابات الحرة ((( ولم يرشح نفسه ...))) ..
واختار الشعب من اختاره أيا كان ..
فقال الجنرال الذهبي لشعب السودان : تفضل ها هي السلطة يا شعبنا الحبيب أعطيها لمن اخترته يا شعب ...
وسلمها بكل عفة لمن اختاره الشعب ، ومضي الرجل لحاله .. ..
وطبيعي أن شعبا من الشعوب النامية ليس لديه من الوعي ما يمكنه من حسن الاختيار مائة بالمائة ، ولكنه بالديموقراطية وحرية الاختيار في كل مرة سوف يجرب هذا ويجرب ذاك ، حتي يعثر علي الأصلح ..
وكذلك مادام كل من اختاره الشعب سوف يحاسبه الشعب أيضا – بالديموقراطية ، في صندوق الانتخابات - فان كل ، سوف يصنع شيئا مفيدا بقدر أو بآخر .. ، لكونه يضع في حسبانه أن الشعب سوف يلفظه في الانتخابات القادمة ما لم يحسن الأداء ويصون الأمانة ..
ولو أن الجنرال الذ جاء بعد الجنرال الذهبي ، في السودان وجد تعثرا ، أو انحرافا في الحكم ولم يتدخل الا بطلب من الشعب مثلما فعل الجنرال سوار الذهب ، ولو أنه تدخل لتصحيح المسار فقط ثم سلم السلطة للشعب ثانية .. لكان في ذك الخير كل الخير ، و لكن .. .. !
أيا كانت قناعات " سوار الذهب " الفكرية أو العقائدية .. .. فلتكن كما تكون .. المهم أن الرجل تصرف بأفضل ما يمكن أن يتصرف به قائد متحضر ، بديموقراطية راقية ، سلوك عصري ينقص كل جنرالات الشرق المتعرب ، وشعوبه المسكينة التي لا خلاص لها من تخلفها سوي بالديموقراطية ..
ان المستقبل للديموقراطية والديموقراطيين ، فالدنيا كلها تتقدم وتتقدم ، ولا مستقبل للديكتاتورية والديكتاتوريين ..

وكل جنرال أخذ حق الشعب في السلطة – سواء بالاغتصاب ، أو بالخطف ، أو بالسرقة أو بالاحتيال - تحت اسم ثورة ، أو زعم تصحيح
ثم ألصق نفسه بكرسي السلطة وقبض عليه بمخالبه وأسنانه ، ولم يتركه الا با نقلاب ضده أو بموته أو بقتله ... مهما طالت مدة جلوسه علي السلطة فلن يسجل اسمه سوي بأسوأ صفحات تاريخ بلاده ، مجللا بالعار بعدما تصبح السيادة للديموقراطية التي سوف تصير عرفا وبديهة عند كل أبناء الوطن كما هو الحال لدي شعوب العالم التي تحضرت ..
نعم المستقبل للديموقراطية بكل دول شرقنا المتعرب المنكوب بالديكتاتورية ، فالد نيا تتقدم والعالم يسير للأمام وليس للخلف ..
ولا يمكن في المستقبل القريب ، أن يقام تمثال في عاصمة أو حتي مدينة أو قرية بالشرق لديكتاتور من هؤلاء الذين حكموا ضد ارادة الشعب مغتصبين السلطة ، مزورين ارادته ، ولا من تشبثوا بكراسي السلطة كما يتشبث كلب جائع بعظمة .. واستماتوا عليها كما تستميت ذبابة علي طبق العسل ولو ماتت فيه ..(!) .
وانما ستقام التماثيل لمن قدموا صالح أوطانهم ، علي تطلعاتهم الشخصية ورخاء شعوبهم علي طموحاتهم في الزعامة والمجد
مثلما فعل الجنرال الذهبي الوحيد ، المحترم " عبد الرحمن سوار الذهب "الذي قدم مصلحة وطنه وأمته علي مجده الشخصي..
انني أدعو كافة دعاة الديموقراطية من المعارضة بالشرق المتعرب لعمل اكتتاب شعبي لاقامة تمثال لرائد الديموقراطية " الجنرال سوار الذهب " ولينصب له تمثال عملاق كقامته العملاقة ، كنفسه الكريمة العملاقة ، كأخلاقه الذهبية العملاقة ، بأكبر ميادين كل عاصمة ، ويكتب تحته " رائد الديموقراطية " ، ونبذة عن عمله المجيد السباق لأجل الديموقراطية ، لأجل مستقبل شسعبه وشعوب المنطقة ..
لكي يكون مثالا يحتذي به لأجيال العسكر بكل بلد من بلادنا ، وليعلم كل ضابط أن الديموقراطية هي طريق المجد والخلود ، أما والعار والشنار
..فللديكتاتورية والديكتاتوريين ، الذين يخونون أوطانهم ، ويسرقون سعادة شعوبهم ..




#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيوش خانت أوطانها (!!)
- تحية الي مسعود برازاني
- رسالة الي الله
- اصلاح الحكام أم المثقفين العرب ؟ أيهما أولا؟-6
- الاسلام و المستنقع .. متي يتم تجفيفه ؟!!
- اصلاح الحكام أم اصلاح المثقفين العرب، ؟ أم كلاهما معا؟ 5
- (4)اصلاح الحكام ، أم المثقفين العرب؟
- (اصلاح الحكام أم المثقفين ؟ أيهما أولا ؟ (3
- اصلاح الحكام ، أم المثقفين العرب ؟
- اتحاد الجهلاء والمثقفين العرب
- أشهر الكتب التي تبرأ منها مؤلفوها
- محاولة لايقاف الفتنة الثقافية العربية ، وحروب الردة الفكرية
- النقاب ، وظلم بن الخطاب..
- تهديد كاتب مصري آخر بعد تهديد سيد القمني
- ..(!) من معجزات الحجاب.
- هذا المقال هو اهداء الي كل من دكتور : سيد القمني , جماعة الج ...
- خطاب مفتوح الي الرئيس مبارك
- والصينيون : لا يحبون عنترة بن شداد ..!!
- اليابانيون.. لايحبون عنترة بن شداد إإ...
- قصة : الحمار والبردعة


المزيد.....




- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...
- -السداسية العربية- تعقد اجتماعا في السعودية وتحذر من أي هجوم ...
- ماكرون يأمل بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على الوضع في أ ...
- خبير بريطاني يتحدث عن غضب قائد القوات الأوكرانية عقب استسلام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرات أوكرانية في سماء بريان ...
- مقتدى الصدر يعلق على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريك ...
- ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة ...
- اللحظات الأخيرة من حياة فلسطيني قتل خنقا بغاز سام أطلقه الجي ...
- بيسكوف: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - صلاح الدين محسن - الجنرال الديموقراطي الوحيد في الشرق..(!)