أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - هذيان حوا 3















المزيد.....

هذيان حوا 3


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 4935 - 2015 / 9 / 24 - 08:42
المحور: الادب والفن
    


علمت انها هناك اشباحا اخريين قادمين لرؤيتها هل عليها ان تعود للخوف وماذا عن كلماتها عندما اقتربوا مساء فعلتها من جديد كررتها وتذكرت كلمات سيدتها كلها وكررتها ...تراجعوا وألقوا لها بمزيدا من الثقل شعرت بالبرد وضعته على كامل جسدها بكت فى الليلة الاولى على حيواناتها ولكن مع الوقت قالت اصدقائى كانوا سيحبون هذا لم يكن احدا منهم يحب ان اكون خائفة او وحيدة ...
بدأ ذلك الشبح ياتى كل يوم يجلس فى مكانه هل كانت تحلم به ام انه حقيقة انها تهذى وترى اشياء كثيرة ترتجف وتخاف انها سيدتها ..سيدتها بذاتها عادت فى المساء لرؤيتها ..اخذت تثرثر معها ..اطمئنت لقد عادت ترى الوجوه التى كانت تحب سألتها كيف عدت لقد علمت انك انتقلت لعالم اخرى ابتسمت لها قائلة:أنسيت اننى انا السيدة هنا اعود وقتما اشاء وارحل وقتما اريد لقد كنت اسافر واتجول مثلك قبل ان اصنع لى مدينتى مدينتى التى وجدتك فيها هل تذكرين ..سألتها حوا بنشوه:هل اصنع لى مدينة مثلك ؟هل يمكن ان اصنع من يؤنس وحدتى تلك ؟؟
اصبح لديها الكثير من الزهور قيل لها ان للمدينة صاحب تعجبت ..خافت لكن سيدتها جاءت اليها من جديد ..توقف الخوف ..توقف كله لم يعد هناك ..قالت لها لما لا تبقين دائما معى ؟؟
بدأت تعتاد الشبح قالوا سيد قالت سيدة لا اعرف سوى السيدة كيف كيف السيد انها ليست مدينتها ليست شىء ..ابتسم لها الشبح اكثر وقال ولكننى انا هنا سيد وانت هنا غجرية !!هلا ترقصين ...
احبت حارسها !!!
كان الشبح يأتيها ليلا بعد انصراف الاشباح الاخرى لكنها كانت تعلم ان هناك زوج من العيون تراقبهما بين الاحراش ...لكنها لم تكن تهتم ..كان ذلك الشبح غريب ليس مثل سيدتها علمها لغته فاتقنتها جيدا ..اصبح لها بيتا وسط الاحراش بيت الغجرية كان يدعى اين ذهب اسم سيدة المدن لقد رحل هذا الاسم ...لم تحب اسم لغجرية حاول ان تقول انه لها اسما اخر لكنه سيذكره بالسيدة لقد ادركت انه لا يحبها هل يغار منها عندما تخبره انها تاتى لرؤيتها دائما وانها تحب مجالسة سيدتها لها منعت من الرقص...تهامس الاشباح وصلها الهمس..هل يقتلها شبحها حقا ولكن لما يفعل ذلك يريدها ان ترحل ..سيدتها قالت ان الموت رحل ربما انتقال لمكان اخر ..حزنت لقد اعتادت الشبح علمت انه سياتى الليل لقد رددت ما علمته اياها السيدة وانتظرت ..انتظرت كانت تشعر بصفاء لاتغضب لانها لا تحب الغضب اخذت تتعلم وهى ترقص النشوة ..النشوة تحارب الغضب لقد فعلتها طويلا هل انتصرت عليه الان ؟؟..
حوا ..حوا..
انتفضت كان الضوء يغطى الكوخ لا بل المدينة بأسرها سمعت صوت سيدتها همست :سيدتى كانت هى ايضا مضيئة شعرت بالخفة ارتفعت اكثر اقتربت لترى ملامح سيدتها التى ملائها النور ..كانت كضياء الثلج احبتها هكذا ولم ترى بتلك الانوار من قبل ارتفعت قدماها بخفة لم يعد شىء يحجزها دخلت الى دائرتها وجلست حيث أمرت ..انشغلت برؤية وجهها عن سؤالها الى اين؟لم تشغل بالها ربما ستعود بصحبة سيدتها الى مدينتهم هل شيدت السيدة مدينتها من جديد هل اعادت فتياتها ..لا يهم الان لقد علمت مقدار حبها لسيدتها وحب السيدة لا يوجد اخرى ستنافسها به ..اغمضت عيناها استسلمت للخدر يداعب وجنتاها ...
حينما استيقظت كانت على حالها نائمة ثابتة هانئة فى ذلك الفرو من جديد هل هو صديق جديد قاموا بقتله هل عادت للاشباح من جديد لكن ذلك الكوخ ليس كالاخر ..تجولت عيناها بهدوء فيما حولها كانت الحوائط مغطاه بادوات معدنية ثقيلة لم تفهم ماهى ولما وضعوها هنا هل امرهم سيد الاشباح !! سمعت صوت اقدام ثقيلة تقترب من بعيد لم تفزع ولم تحرك ساكنا استمر عقلها هادىء السيدة هى من احضرتك الى هنا ؟رفعت راسها صوب الفتاة الاخرى الهادئة هل هى احد خادمات السيدة الجديدات ولكن اتلك هى المدينة الجديدة همست اين السيدة ؟ابتسمت الفتاة ورحلت نطقتها بلغة الشبح التى علمها اياها هل نسيت لغة سيدتها !!انتفضت فزعة لا لم يحدث لم تنسى حاولت جاهدة تذكر كيف كانت تنطقها لكنها لم تعد تتذكرها ...
كانت جائعة ولم تعلم ماذا عليها ان تاكل وهل تفعل وسيدتها الان غاضبة ربما لهذا تركتها هنا كعقاب حتى تتذكر دارت بالكوخ جيدا تنادى وما من مجيب لها كانت فقط الفتاة تدخل لتاخذ الطعام وترحل فى اوقاتها لم تتفوة بكلمة وهى تنقل اطباق ممتلئة باخرى ممتلئة ايضا ..
خرجت لم ترى الاحراش لم ترى الرمال حتى صوت مياه لم يصلها كانت الارض خضراء اللون من امامها تقدمت رات هناك فتيات هل هن جميعن خادمات السيدة الجدد شعرت بالغضب تذكرت انه لا يجب ان تشعر بهذا السيدة لا تحب الغضب او الغيرة لكنها فعلت ألهذا هى هنا من دونها كعقاب تقدمت سمعتهن ينشدن نشيد عجيب ليس مثل ما كانت تردد وهى جارية سيدتها وهى الغجرية التى سرقت عيون الاشباح ...تقدمت اليهن لم ترفع واحدة منهن نظرها عن العيدان الخضراء كنا منهمكات فى الجمع جمع الاخضر ووضعه فى صفوف ..احبت شكله وقفت تراقب طويلا ...شعرت بالجوع ..
تعلمت كيف تجمع البذور وتلقى بها كيف تغرسها فى الارض .كانت تتلفظ كلمة ارض للمرة الاولى شعرت بالرهبة منها كما لو كانت تنطق بكلمة مقدسة ..ظلت ترددها وكانها سحرا سحرك الاشياء كما كانت تفعل السيدة وودت حوا لو علمتها لكنها لم تفعل ..ربما فعلت هى ليست متأكدة ..رأت فتاة تجرى حيوانات علمت ان اسمها حملان تراها تراقبها تركض معها تبتسم تحتضنهم الصغيرة بينما العجوز تراقبها ساخطة لا تفهم لما تفعل ذلك فى المساء شمت رائحة احبتها تضورت معدتها بالجوع رأته هناك فى النار ذلك الحمل الصغير خرجت منها صرخة لم يلتفها لها احد رات الصغيرة تراقب عن كثب الحمل وهو يحترق بينما العجوز تقف من خلفها فى صمت ...سألت ربما هذا هو امر السيدة كل ما احبه يقتل حتى سيد الاشباح ولكن السيدة دائما على حق انها لا تخطىء ابدا تعلم بهذا ولكنها لم تقتل الغضب لا يزال هناك بداخلها ...كانت تردد كلماتها وهى تدور من حول لحم الحمل المشوى ..تهمس ليتنى كنت ريح ..ليتنى كنت ريح ..انا ريح هاربة من صياح شمس ليتنى كنت ريشة ..فراشة ليتنى كنت نبات..ليتنى كنت بيتا مطلاعلى نهر..ظلت تردد انشودتها كانت تهذى بها بينما العجوز تدلك جسدها ..كانت تمتم حوا ..حوا .هذا انا ..اريد السيدة ..قالت العجوز هنا لا توجد سيدة رئيس عشيرتنا ابى الاكبر انه هناك سيقابلك ايتها الصغيرة لا تخافى ..الخوف ..الخوف تذكرت سيدتها نهتها عن الخوف..لكنها لم تفعل ..رحلت عنها غاضبة والان ستموت ولن تظهر لها من جديد لن تتخلصها من ذلك العقاب ليتها ما تذمرت يوم ..كانت صاحبة السيدة والان هى فى ارض غريب...
ارض غريب فقدت الكلمة الغريبة قوتها كانت ترددها فى الفراغ وهى تقوم بجمع البذوركانت تعمل فى ذلك الاخضر المتسع قالوا لها حقل..حقل رددتها تعلمت الكلمة الجديدة كانت تردد انشودتها وتلتفت من حولها عل ما حدث سابقا يتكرر وتجد السيدة امامها لكن هذا لم يحدث ابدا ..تعلمت ان تعمل فى صمت حتى جاءتها العجوز يوما :سيقابلك سيد قبيلتنا انه ينتظرك الان سارت من خلفها حوا ساكنة ..دخلت خيمته الواسعة ..راقبتها من الداخل فى خوف ...
كان ضخما جلس ممدد القدمين تطلع اليها فى عيناها ارتجفت نالت نظرته الثانية جسدها باكمله فى ثوان ثم عاد كمن شرد بعيدا ..كانت تنتظر كلمات ربما لن تفهمها كلها لكنها ستلاحظ يديه قالوا ان كل شىء فى يديه الرضا والقبول او الهلاك ..قالت هلاك ما معنى هلاك كانت قبول كلمة رددها سيد الاشباح والان هى امام كلمة جديدة ...
اشار لها بيده اقتربت جلست مثلما أمر ..كان هناك القمر خارجا ترجت منه ان يرشدها للسيدة وهى بخيمة سيد القبيلة عاودها شعور الخوف من جديد ..عندما سطعت الشمس استيقظت على هزات العجوز تبعتها واغتسلت جيدا..ِشعرت بالسوء هل خانت السيدة ام ان السيدة من تركتها لقد طلبتها كثيرا بالامس ان تساعدها لكنها لم تفعل ..لم تاتى لتنقذها مثلما فعلت مع سيد الاشباح هل يعنى هذا موافقتها على ما حدث هل قبلت به ورضيت ؟؟..هل كرهتها لم يعد هناك سماح او غفران بعد ان غضبت وخافت وفعلتها بالامس ..كان لذلك السيد رائحة اخرى رائحة لم تعرفها من قبل لكنها احبتها قالت ذلك للعجوز وهى تغتسل بينما العجوز تراقبها بعيناها الضيقة دون ان تتفوه بكلمة واحدة معها ...



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد سرقت..مارجريت
- هذيان حوا 2
- نادى النساء
- هذيان حوا 1
- لا اهتم لظلام الليل
- ثورة الصعاليك 17
- ثورة الصعاليك 18 الاخيرة
- امراة من الشرق...انديرا
- ثورة الصعاليك 16
- ثورة الصعاليك 15
- جنون الغجر
- ثورة الصعاليك 14
- تعلمى القتال
- ثورة الصعاليك 13
- نعم اشاطرك البحر هربا ركضا
- نساء ملهمات فى حياتى ميريل ستريب
- ثورة الصعاليك 12
- ثورة الصعاليك 11
- جنون غير مشروط
- ثورة الصعاليك 10


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - هذيان حوا 3