أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرزوق الحلبي - قصائد جديدة














المزيد.....

قصائد جديدة


مرزوق الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4933 - 2015 / 9 / 22 - 22:41
المحور: الادب والفن
    


1.
كلامُ الذي لا يُرى!


لفتت نظرَك انحناءةُ النادلِ وهو يصبّ النبيذَ
من زجاجة أحضرتُها أناَ من القبوِ.
كان عليّ أن أغسل الصحونَ التي
تأكل فيها الآن أطباقَك الشهيّةَ،
وأشعلُ الشموعَ حتى تكتمل اللحظة.
وأرتّب الورد في المزهرية كما تشتهي المرأة
التي برفقتك.
حفظت النورَ خافتا خافتا
كي يصير كلامك أكثر وقعًا على مسامِعها
هيأت لك كلَّ شيء
حتى تُحكمَ الليلَ حولَ عنقِها
وأنا أقف على شرفات الوقت أحرس
أحلامكما الوردية
ولا أُرى

تمرّ عبري وأنا أنظّف الممرّ تحت قدميكَ كلَّما أتيتَ،
ولا تراني
أنظّف زجاجَ النوافذِ كيْ ترى أبعد من أمنياتكَ
أمسحُ الغبارَ عنِ الهاتفِ ليصفُ كلامك
أفرغُ المنفضة من مخاوفك،
من أسماء زبائنك اللحوحين
أصنعُ قهوتَك وأقرأُ طالعكَ فيها،
وأفكارَك وخوفك المثقوب من وسطه
مثل كعكة السمسم
أسكبُ ماءَ الوردِ على أوقاتِك
وأغيبُ فِي التفاصيلْ!
.
أنا الذي جعلتُ عشبَ الحديقةِ يكبُرُ
على قدرِ ما تشْتهونْ
أقول للوردِ اكبَرْ، فيكبُر
وأقول اذبلْ، فيذبُل
أبدّل الأزهارَ في القواريرِ كلَّما تبدّل برجُ المرأةِ الشقراءَ
في العمارةِ.
أداري الشجيراتِ على طولِ الممرّ
كي لا تعترضُ كلابَكم في فُسحتِها
ألاحق أعقابَ السجائِرِ
وما سقطَ سهوا من كلامكم،
أو من مكالمات هاتفية تركتموها على الشبابيك ليلا
وأنتم صاعدونَ هابطونَ من عمارتِكم المرفّهةِ
تتحدّثون إلى أنفسِكِم بصوتٍ مسْموع كأنكمْ آخرون
ولا تروني

أوزّع الألوان على حديقتكم بإتقان كي
تفخروا بها أمام جلسائكم في المقهى القريب
وأختفي عن وجودكمْ بين العشب
أنا هنا لا أرفعُ صوتي كي لا تتعثّروا به
أو يُعطّل رنينَ الهواتفِ الذكيةِ سير قلوبكم
لستُ أفضلَ مشهدٍ تقع عليه عيونكم،
وأنتم، الساعون إلى يومكم، بحاجةٍ إلى التفاؤلِ!
لا إلى فقرٍ أفقدني ملامح وجهي،
واسمي
وصوتي.
لن أروي قصةَ جوع يسكنني من يومين
أو عطش أسكنُه!
أمنحكم كتسعاً تبتسمون فيه لأنفسكم وانتم تضعون في سلة هناك
شيئا يُعطى للفقراء.
ستحبون كرمكم كثيرًا،
وفقري، أيضًا
لولاه، هل تطهّرت ضمائركم!
سأظل مختفيًا كي يزيد إعجابكم بها،
كي تزيد بياضًا.

2.
حنين كافر!

للاتِ والعزّى أحنُّ*.
لهالتينِ،
لا أنسٌ ولا جنُّ.
لفكرتينِ مِن خزف،
لمَن لم يرفعِ السيفَ
ولم يأتِ بوحيٍ ولم ينطق بحرْفٍ
لقصائدٍ وُلدت نخيلا في البراري
وراوية وشاعره يغني بغير خوفْ

للاتِ والعزّى أحنُّ.
لهالتينٍ،
لا أنسٌ ولا جنُّ.
لآلهةٍ مجرّدة منزّهة
عن أي نصّ أو صفاتٍ أو سيادة
لا حارسٌ في الباب يسألنا الخضوعَ
ولا جيشٌ يحاصرنا،
يشكُّ رؤوسنا بالرمحِ منتصرا
كُرمى لعينيّ القيادة!

3.
لا تنتظر أحدا!

تقول لك النفسُ، وعيناك على الشرْقِ:
"لا شيء في الأفقِ
فلا ترتجي أحدا
ولا تنتظر
فالدُعاةُ، همُ همُ من أوّل الخلقِ
وأفضلهم، مثل شوكةٍ في الحلْقِ
هم الدعاةُ ـ أنظر لساعتك إذا قالوا صباح الخير،
ولا تنتظر!"

تقولُ لك النفسُ، وعيناك على المِشكاةِ
"عبثا،
مضى زمن النبوّة
وانقضى
فاترك يقينكَ
يسري على متنِ الرياح ويضطرب
صدّق حواسَك
وبؤبؤ العين وحدْسكَ
ولا تغترب،
عن ذاتك!
ولا تضطرها للكذب!
الوقتُ منكسرٌ
فلا ترتجي أحدا
ولا تنتظر"!

تقول لك النفس وعيناك على النصّ
"لا تفتح لهم عقلك
فيغسلونه كميّت
ويدفنونه كميّت
ولا تهبهم قلبَك الطيبَ
فيأكلونه نيئا وأنت حي
فلا تنتظر ذاك المعمّم
والمتمّم
والمنعّم
والمسخّم.
ولا ذاك الذي خطف المدينة
بين فكيه كتمساح
ولا الطاؤوس والقدّوس
ولا المهيمنَ
والمُسلْطنَ
فكلّهم أولاد....
فكُن صورةً عنكَ
ولا ترتجي أحدا
ولا تنتظر"!



#مرزوق_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليعذرنا زياد الرحباني هذه المرة!
- في الإسلام السياسي والتجربة المصرية
- التدابير في الردّ على التكفير!
- النذالة حين تقتل السوريات والسوريين!
- إمرأة واحدة وخمسة رجال!
- رسالة إلى صديق في القدس!
- مهما تكن نتائج الانتخابات الإسرائيلية!
- في الردّ على الفيلم السيئ المُسيء:
- الشاعر مرزوق الحلبي*:تبدأ القصيدة عندي ضبابا أو إيقاعا أو رت ...
- تدريب يومي على الحقيقة
- إقصاء المرأة خلف الحجاب والجلباب...
- مساهمة في النقاش حول آفاق الحركة النسوية العربية!
- ثلاثيات من ممالك النمل!
- حين يبدو الاحتلال الإسرائيلي مجرّد نزهة!
- تسميات أخرى للحاصل في سورية!
- إجابة مطوّلة على جملة من الأسئلة الراهنة!
- للأقليات احتياجات ..وكرامات، أيضا!
- الثورات العربية والنصّ الجديد!
- الشبّيحة
- أبو مازن في الأمم المتحدة: نحوُ جديد للمسألة الفلسطينية!


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرزوق الحلبي - قصائد جديدة