أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رامي رفعت - نعم ... العلمانية دين














المزيد.....

نعم ... العلمانية دين


رامي رفعت

الحوار المتمدن-العدد: 4932 - 2015 / 9 / 21 - 11:55
المحور: المجتمع المدني
    


كثيرا ما كنت اسمع تلك الجملة دون ان احاول ان افهمها ، فقد كنت اكتفي بفهم سطحي لها ان من يقولها لا يعرف العلمانية ويظن انها تدعو للالحاد لذا فهي تعتبر دين مثلها مثل الديانات الابراهيمية وان كانت تدعو لعدم الايمان بالله .

لكن لكثرة تكرارها من اشخاص ذو مستوى تعليمي ومعرفي مرتفع شعرت ان الامر ليس بهذه السطحية ، فقررت ان اضع نفسي مكان الطرف الاخر محاولا فهم سر رؤيتهم للعلمانية على انها دين .

حين يقول احدهم ان العلمانية دين يقابل بالاستهزاء والتندر ، فنجد من يقول ان العلمانيين يصومون ايام معينة في السنة اوان لهم كتاب مقدس على سبيل الدعابة ليوضحوا للقائل بان العلمانية دين هو اما ساذج او مغرض .

لكن يبدوان الامر ليس بهذه السذاجة ، فمن يقول هذا لديه من المنطق ما يؤيده وفقا لرؤيته لدينه . وهوما يجعلنا نحاول ان نلتفت لتعريف الدين وليس لتعريف العلمانية ، فالعلماني يرى ان الدين عبارة عن طقوس وعلاقة بين الانسان والهه ، لذا حين يصف احدهم العلمانية بانها دين يتعجب من هذا لان العلمانية ليس لها طقوس ولا تتدخل في علاقة الناس بمقدساتهم .

لكن تعريف الدين عند معتنقيه قد يختلف عن هذا التعريف ، فالمسلم – وهذا ينطبق على غالبية السنة والشيعة - يرى ان دينه يحوي شريعة الهية واجبة التنفيذ . تلك الشريعة لها شق طقسي مثل الصوم والصلاة والزكاة ، ولها شق اجتماعي مثل قوانين الزواج والطلاق والميراث ، ولها ايضا شق سياسي يتعلق بشكل الدولة وطريقة ادارتها والقوانين الحاكمة لها ولرعاياها .

اذن الدين من ضمن مهامه اقامة الدولة وادارتها حسب التعريف السابق ، بغض النظرعن اتفاقنا او اختلافنا فتلك الرؤية لها ما يؤيدها في الكتب الدينية التي تعبتر شبه ملزمة للغالبية العظمى من المسلمين . لذا اذا اتبعنا تلك الرؤية سنجد ان الحياة السياسية لها شريعة الهية ، واذا اراد شخص استبدال تلك الشريعة بأخرى فهو كمن استبدل دينه بدين اخر . ليس لان ما اتبعه دين في حد ذاته لكن لانه يقوم بدور منوط به الدين وليس القوانين الوضعية ، وهو ما تقوم به العلمانية في نظره لانه تستبدل قوانين الهية حسب معتقده تعتبر من صميم مهام الدين بقوانين وضعية .

بعبارة ابسط هو يرى انها طالما اصبحت تحل محل الدين في امر يعتبر جزء لا يتجزأ من تعريفه للدين اذن فهي دين .

والامر غالبا لا يتوقف عند هذا الحد ، فالبعض حين يناقش علماني مسيحي على سبيل المثال يظن انه ترك دينه هو الاخر واستبدله بالعلمانية . وهذا ناتج عن تعميمه لتعرف الدين كما يراه على باقي الاديان ، لذا افترض ان كل الاديان وظيفتها وضع قواعد لادارة الامور السياسية . وهوالامر الغير صحيح لان المسيحية لاتحوي شريعة مماثلة ، لذا فان الدور الذي تقوم به العلمانية لا يعتبر تعديا على دور المسيحية السياسي اوالتتشريعي لانه ببساطة غير موجود . ربما يكون الاستثناء الوحيد هو الزواج المدني وهو ما كنا قد بينا في مقال سابق امكانية التوفيق بين ما هو شرعي بين ما هوقانوني

قد نختلف كثيرا مع تلك الرؤية ، وقد نختلف اكثر مع ما بني عليها من احكام او اراء . لكن الاختلاف حين يكون مبني على الفهم الجيد للطرف الاخر افضل من الاختلاف المبني على التهكم ، فهو يزيد من فهمك للاخر ونظرتهم اليك ويزيد من احساس الاخر بان فكرته وصلت واضحة اليك .
قد يرى البعض ان هذا امر لا يفيد طالما ان الاختلاف ظل موجودا ايا كان سببه ، لكنه بالنسبة لي على الاقل مهم لان الفهم هو اول وافضل طريق للنقاش او الشرح او على الاقل معرفة الامور الجدلية التي لا طائل من نقاشها لانها محسومة مسبقا لدى احد الاطراف .

نعم ... العلمانية دين ، لكن لدى البعض فقط .



#رامي_رفعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية والمسلم ، محاولة لتقريب الافكار
- اهلا بك في ال Ch
- ملائكة وشياطين
- حب الوطن ... عن أي وطن تتحدثون
- اسرائيل ... شكراً لك
- التحرير - ماسبيرو - رابعة
- الزواج المدني من الفكرة المرفوضة الى الحل المطلوب
- لماذا ارفض تطبيق الشريعة
- الوظائف العامة واحكام القضاء ، ما لا يجوز لغير المسلم
- عقد الذمة
- التبشير وحد الردة
- بناء الكنائس في الشريعة الاسلامية
- الجزية ... محاولة للفهم
- دخول العرب مصر ... واشكالية الفتح والغزو
- انجازات الدكتور محمد مرسي
- من انتخب الدكتور محمد مرسي في انتخابات الرئاسة ومواقفهم بعد ...
- رايي في حزب النور
- العقل والمنطق والفطرة السليمة
- الحوار بين الاديان
- مشكلة اضطهاد المسيحيين في مصر


المزيد.....




- -الأونروا-: تدور في الضفة الغربية حربا لا يلاحظها أحد
- قصص التعذيب تطغى على محاكمة 3 مسؤولين في النظام السوري
- -اعدموني أنا بدلاً من ابني-: قصة الأم الكينية التي تحاول انق ...
- بوريل يطلب من إسرائيل عدم -ترهيب- قضاة المحكمة الجنائية الدو ...
- مجلس الأمن يصوت على قرار يدين الاعتداءات على موظفي الإغاثة ا ...
- غضب إسرائيلي -نادر- من ألمانيا بسبب موقفها تجاه مذكرة اعتقال ...
- ما الفرق بين المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية؟ ...
- حفل تابين للرئيس الايراني الشهيد في الامم المتحدة يوم الخميس ...
- -أوامر الاعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بمثابة خطوة مناه ...
- سفير  إيران لدى الأمم المتحدة يشكر الدول لتعاطفها مع إيران ف ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رامي رفعت - نعم ... العلمانية دين