أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رامي رفعت - رايي في حزب النور















المزيد.....

رايي في حزب النور


رامي رفعت

الحوار المتمدن-العدد: 4273 - 2013 / 11 / 12 - 10:26
المحور: المجتمع المدني
    


منذ ان انشئ حزب النور وهو مرتبط ارتباطا وثيقا بالدعوة السلفية واعتبره من الظواهر الجديدة في حياتنا السياسية ، ورغم انني اختلف معه شكلا ومضمونا الا انه نتيجة علاقتي الطيبة ببعض السلفيين والمنتسبين للحزب شعرت برغبة في ان اتخطى اختلافي معه واحاول ابداء رأيي فيه . هذا الرأي قد يكون مخطئا لاني لست بالمتابع الجيد للحزب ولست عضوا فيه او على مقربة من صانعي القرار بداخله .
يمكنني اجمال رأيي في حزب النور في النقاط الآتية :

1 – دخول السلفيين للحياة السياسية أراه مبكراً ولم يصحبه الاستعداد الكافي ، الحزب وان كان برنامجه وهدفه الخوض في الحياة السياسية عن طريق ممارسة ما يسمى بالسياسة الشرعية التي تستند على القرآن والسنة الا ان هذا ليس كافيا لانشاء حزب . السياسة الشرعية في رأيي قد تصلح كخطوط عريضة وعامة لسياسة الحزب لكن التفاصيل الخاصة بالحياة السياسية تحتاج لبرامج اكثر دقة واكثر قدرة على التطبيق السهل وتتصف بالمرونة الكافية التي تحقق الهدف المرجو منها دون الخروج عن اطار السياسة الشريعة .
بمعنى لو ان الحزب كان قد تريث قليلا قبل دخول المعترك السياسي واهتمام باعداد كوادر حزبية دارسة لأصول السياسة الشرعية وفي نفس الوقت دارسة ايضا للسياسة الحديثة ومصطلحاتها كخريجي كليات الاقتصاد والعلوم السياسية على سبيل المثال وارسالهم الى المعاهد والمراكز الدولية الخاصة بتدريب الشباب على العمل في السياسة الدولية لكان هذا افضل للحزب .

2 – الحزب تعامل في السياسة كما كانت تتعامل الدعوة مع المريدين في الدروس الدينية ، بمعنى عدم التركيز على محاولة الاقناع للاطراف المتعددة والموجودة في الساحة على اهمية الفكر المطروح من قبل الحزب مكتفيين بأن هذا جاء في القرآن أو السنة وهذا يجعله فرضا على المسلم . الآية القرآنية أو الحديث الشريف او رأي العلماء بما لها من كل احترام وتقديس لدى المؤمنين بها الا انها قد لا تكون القول الفصل في الحياة السياسية ، ربما كانت آية أو حديث عن رسول الله ( ص ) كافية لتكون القول الفصل في قضية مثل النقاب أو المنهي عنه في المأكل والملبس لان القضية نفسها قضية دينية والسائل أي كان انتمائه الفكري يعرف انه تلك الادوات ( القرآن والسنة ورأي العلماء ) هي الادوات الوحيدة الصحيحة وان العلماء الحاليين هم اهل الاختصاص . أما في الحياة السياسية فأنت مضطر للعمل مع من هم مختلفين معك في المنهج والفكر لذا يكون الفيصل هنا هو المصلحة العامة وما يعود على الوطن من فوائد أو اضرار وليس فقط بمدى اتفاقه او اختلافه مع منهج السلف .
أنا هنا لا ادعو الى تنازل الحزب عن مبادئه انما ادعوه الى تحويل تلك المبادئ الى خطوط عريضة يتم على اساسها رسم خارطة طريق للحزب وتقديمه على انه حزب لا يعيش في زمن غير الزمن بل حزب يتعلم من دروس الماضي ليستفيد بها في المستقبل .

3 – الحادث الأخير والخاص بمشاركة حزب النور في خارطة الطريق القت الضوء على نقطة أخرى غاية في الأهمية وهي مدى مشروعية الوقوف مع من عزلوا الرئيس الدكتور محمد مرسي ، ليس من ناحية مصلحة البلد أو الاقل اراقة لدماء المواطنين ولكن من ناحية دينية بحتة وبالأخص الاستشهاد بحوادث اخرى مشابهة في التاريخ أشهرها ما حدث في فترة حكم عثمان بن عفان رضي الله عنه .
النقطة المهمة في نظري هي مقارنة وضع الدكتور مرسي بوضع عثمان بن عفان ، وهي مقارنة تدل على الأزمة التي يمر بها الفكر السياسي داخل الحزب – في رأيي على الاقل – وتتمثل في عدم قدرة المدافعين عن قرار الحزب أو الرافضين له رؤية الاختلاف الجذري بين الوضعين . فالاحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية والموازين الخارجية وطبيعة علاقة الدول ببعضها وبل وطبيعة وشكل الدول نفسها وقت الخلفاء تختلف شكلا وموضوعا عن مثيلاتها في العصر الحديث وهو على ما أعتقد نتيجة للنقطة الاولى التي ذكرتها .

نأتي بعد ذلك الى مدى تأثر الدعوة السلفية بقيام حزب النور :
1 – حزب النور قام على مكاسب الدعوة السلفية بمعنى انه استفاد من كثرة عدد السلفيين الذين لم يكن لهم أي نشاط سياسي يتلائم مع فكرهم فجمع هؤلاء بمنتهى السهولة الى الحزب ، الا ان الحزب كان من المفترض ان يقدم نفسه على انه حزب للمصريين وليس للسلفيين فحسب لكن ان الحزب ارتكن الى القاعدة السلفية له التي أمنت له مقاعد في مجلسي الشعب والشورى مما جعل الحزب في نظر الكثيرين الوجه الاخر للدعوة السلفية .
وهنا نأتي لأول تأثير سلبي على الدعوة ، فبعد ان كان ما يتبادر الى ذهن السامع مواقف الرسول والصحابة حين يسمع كلمة السلفية اصبح يتبادر الى ذهنه الشيخ ياسر برهامي والشيخ جلال مرة ونادر بكار . وبالطبع مع كامل الاحترام للشخصيات المذكورة الا انه بما ان لهم خلافات سياسية وخصومات مع اطراف معينة فان للأسف تحملت الدعوة السلفية ثمن تلك المواقف .

2 – كان نتيجة لدخول حزب النور العمل السياسي والاحساس الفطري بالانتماء للحزب لدى اغلب السلفيين ان اصبحوا ينتهزون الفرصة لشرح مواقف الحزب للمعارضين مما كان ياتي في بعض الاحيان على الدعوة نفسها ، وقد لاحظت من متابعتي للصفحات السلفية تركيزها في السابق على الاهتمام بكل الطرق التي تؤدي الى اغتنام الثواب والابتعاد عن المعاصي والذنوب والتحدث في رقائق الدين وغيرها من الامور الدعوية . ثم بعد توتر الاحداث اصبحت تلك الصفحات تتحدث غالبا عن شرح موقف الشيخ الفلاني أو توجيه اللوم للشيخ العلاني أو انهم يترأون من قرار الحزب في موضوع ما وهذا بالطبع على حساب الدعوة مما اكسبهم خصومات كانوا في غنى عنها .

3 – وعلى مستوى الافراد لاحظت تغييراً في معاملة الملتحيين والمنقبات ولا اعني بعد 30-6 انما قبل ذلك ايضاً ، فقد كان ينظر للملتحي على انه رجل حافظ لكتاب الله وسنة رسوله يلجأ اليه العامة ليحتكموا اليه اذا ارادوا رأي الدين في الشئ خصوصا علمهم انهم يتحملون مضايقات امن الدولة لهم عن طيب خاطر . لكن بعد دخول الحزب المعترك السياسي وبعد اخطاء بعض أفراد الحزب الشخصية التي قام الاعلام بالصاقها بالحزب كمنظومة ثم الصاقها بعد ذلك للدعوة ككل ، اصبح الملتحي يواجه من النقض وعدم الاحترام من العامة ويتهم بأنهم – اصبحت صيغة المخاطب للفرد هي الجمع كأن كل الملتحيين اعضاء في تنظيم معين – يريدوا ان يدمروا البلد وانهم لا يفقهون في السياسة بل واتهموا بفساد الذمم .

4 – أخيرا نقطة دخول رجل الدين في المعترك السياسي ، رجل الدين بطبعه يفترض حسن نية في الطرف الاخر ويتعامل بمنطق الابيض والاسود في اغلب الاوقات وبعض الكلمات قد تجعله يتنازل عن بعض مواقفه السابقة والتي يستخدمها دهماء السياسة للعب بها جيدا مثل ( نصرة الاسلام – حقن دماء المسلمين – غلق باب القتن – تطبيق الشريعة ) وغيرها من العبارات التي غالبا ما تكون قول حق يراد به باطل . السياسة هي مجال العمل في المنطقة الرمادية حيث وجود الحق والباطل بوضوح في قضية ما نادر الحدوث بل والقرار الذي يتخذ في السياسة يعتمد بصورة اساسية على قدرة الشخص على جمع المعلومات الصحيحة والقدرة على استقرائها وتوقع ما تعنيه تلك المعلومات ، وهي القدرة التي اذا توافرت في شخص رجل دين فهذا لا يعني انها تتوافر عموما في رجال الدين فانا أشبهها بعالم فيزياء يتكلم عن بلاغة قصيدة شعرية فربما توافرت لديه الاداوت اللازمة له على ذلك من تمكن في اللغة العربية والبلاغة الا ان هذا لا يعني ان أي عالم فيزياء يستطيع أن يكون عالماً في البلاغة اعتمادا على علمه في الفيزياء فحسب



#رامي_رفعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل والمنطق والفطرة السليمة
- الحوار بين الاديان
- مشكلة اضطهاد المسيحيين في مصر
- حوادث الفتنة الطائفية - مصر كنموذج


المزيد.....




- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل
- زاخاروفا: هناك نقطة مهمة غائبة عن الانتقادات الأمريكية لحالة ...
- البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل المهاجرين غير النظاميين إ ...
- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رامي رفعت - رايي في حزب النور