أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد الكاظم العسكري - الإصلاح الشامل ، قراءة للواقع بعين مجردة















المزيد.....

الإصلاح الشامل ، قراءة للواقع بعين مجردة


عماد عبد الكاظم العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 4932 - 2015 / 9 / 21 - 08:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إن أكثر الشعوب غباءاً وعناداً هي تلك الشعوب التي لا تقرأ واقعها جيداً ولا تحاول فهم الإحداث وما يحيط بها من ظروف معقدة فتركب موجة العناد لقضية تعتبرها من وجهة نظرها تحقق مصلحة معينة ، وبالتالي لا تستطيع هذه الشعوب بعنادها تحقيق تلك الأهداف والمبادئ التي تسعى من اجلها ،وبالتالي تخسر هذه الشعوب تضحياتها والأهداف والمبادئ التي سعت إلى تحقيقها ، وهذا ناتج عن رغبة قصور في الفهم لدى بعض الشعوب ومنها بعض الشعوب العربية ، وعندما يريد الشعب إن يتبنى قضية معينة من قضاياه المصيرية لابد له إن يكون قد هيأ لهذه القضية العوامل التي تودي إلى تحقيقها وبدون تلك العوامل لا يمكن إن تتحقق الأهداف والمبادئ التي يناضل من اجلها شعب معين لأهداف معينة وما نريد الحديث عنه هو الإصلاح الشامل لمنظومة مجتمعية كبيرة في واقع فاسد يتفاعل معها الشعب بالسلب والإيجاب كونها منظومة قائمة ، فليس من المعقول ان نصلح الساسة ولا نصلح أنفسنا وليس من العدل إدانة السياسي ونحن بالأساس من وضعه في سدة الحكم والسلطة ومنحناه السلطة وهيئنا له أسباب تسلطه على المجتمع ، وهذه الإشكاليات لابد لها من وضوح وتفهم للأجيال القادمة لكي تعي أهمية وجودها كمنظومة مجتمعية قائمة على التفاعل المشرك بين المسؤول والمواطن ، فلقد خرجت في العراق تظاهرات منددة بالفساد والمفسدين وعبر الملايين من المواطنين عن مدى سخطهم وعدم رضاهم عن المسؤول وهدره للمال العام طيلة ثلاثة عشر عاماً لم يرى فيها الشعب غير الوعود البراقة والأماني التي لم تجد طريقها الى التحقق ، وبعد كل تلك السنوات الماضية من الفشل ونهب الثروات والمقدرات والشعب هو مصدر السلطة وكان بإمكانه إن يجد البديل عبر صناديق الانتخاب وتقديم كوادر متخصصة ونزيهة تستطيع ان تقدم له ما لم يستطيع بعض السياسيين من تحقيقيه إلا انه هو ( نفسه ) الشعب عاد مجدداً فمنح ثقته لمن يدينه اليوم ويجعله سبباً في معاناته وهذا ظلم اذ من غير العدل إن لا يشار بالإدانة إلى الشعب الذي كان من واجبه الوطني والشرعي والأخلاقي ممارسة حقوقه المشروعة والتي كفلتها له القوانين الوضعية والسماوية أسوة بالشعوب المتحضرة كونه يرتكز على ارث عظيم يمتد إلى الآلاف السنين ، فمن العيب إن يكون لشعب ارث عظيم وتاريخ مجيد ولا يستطيع إن يقدم خدمة لنفسه وللإنسانية ويبقى حائراً ومنطوياً على ما أصابه من ويلات وفساد فكانت التظاهرات بريق أمل في جنح الظلمات ينهل منها ومن الارث التاريخي ما يمكنه على السير بخطى جادة نحو الإصلاح الشامل في المجتمع الذي غلبت على أوساطه ومؤسساته الحزبية والطائفية والعنصرية والمصالح الضيقة وتجاهل الوطنية والقيم والاخلاق ، فلقد فقد الشعب قيمته عندما باع صوته للمسؤول ببطانية وصوبا نفطية وبمبلغ من المال لا يصل إلى 25 إلف دينار هذا الإجحاف بحق النفس والتهاون فيها كان سبباً ونتيجة لما آلت إليه الأوضاع في العراق بعد مضي ثلاثة عشر سنة شارك فيها المواطن المسؤول في الفقر والعوز والحاجة والحرمان والمرض وعدم التقدم والتطور في كافة ميادين الحياة وبالتالي فنحن نظلم المسؤول عندما ندينه لأننا سبباً في وجوده ، على الرغم من انه كان مبذراً وظالماً ومقصراً في أداء مهامه الوظيفية التي انتخب على أساسها ، وعلى هذه الأسس يجري التأسيس العادل للإصلاح الشامل في بلد فقد فيها المسؤول والمواطن قيم الأخلاق ، فمن ارتضى لنفسه الشراء وهانت عليه نفسه استهان الأخر به ، ووفقاً لهذا المفهوم فأن التظاهرات كانت ومازالت وستظل الشريان النابض للشعب لتحقيق غاياته في إصلاح حقيقي يبدأ من الهرم نزولاً ، لان صلاح الرأس بصلاح بقية الأعضاء ( فالعقل السليم في الجسم السليم ) ولان بعض الأجندات لا ترغب بالإصلاح التدريجي الذي يحقق منفعة الشعب فهي تسعى إلى الإطاحة بالمشروع الإصلاحي الذي بدأه الشعب من خلال توجيه الشعب وفق اطر مذهبية ودينية وسياسية وهذه الأمور تدفع الشعب إلى التصادم مع الدولة وبالتالي هي لا تحقق المنفعة العامة للشعب وإنما تحقق غايات ومصالح من يقوم بالدفع بهذا الاتجاه وعلى الجماهير ان تلتفت الى ذلك فالجماهير لسيت بالضد من النظام القائم في العراق انما هي بالضد من السياسات والمنهج الخاطىء الذي جلب للعراق الويلات والدمار والخراب على مدى السنوات المنصرمة وقد وجهت المرجعية الدينية في النجف الاشرف الى مفهوم الاصلاح وغاياته والنتائج التي يجب تحقيقها للشعب من اصلاح النظام القضائي وتهيأت وسائل وسبل النجاح للمشاريع الخدمية والزراعية والاقتصادية والعمرانية وتحقيق العدالة الاجتماعية وخدمة المواطن بالشكل الامثل وهذه الامور التي دعت اليها المرجعية الدينية وطالبت بتحقيقها هي محط انظار الحكومة التي يرأسها الدكتور حيدر العبادي والذي شرع بالاصلاحات الحقيقية والاجراءات الصحيحية وفقاً للدستور والقوانين النافذة وهذا الامر يتطلب من الجميع تكاتف الجهود والصبر لغرض تحقيقه لكي يكون منجزاً حقيقياً في المجتمع وليس شكلياً وإعلاميا فالإطاحة بحكومة الدكتور حيدر ألعبادي لا تحقق اصلاحاً إنما تحقق ( مفسدة ) ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح وبما إن الإطاحة بهذه الحكومة يترتب على الشعب والدولة بالعموم مخاطر جسيمة أمنية واقتصادية واجتماعية وسياسية فليس من الإنصاف الانجرار وراء هكذا مخططات وأجندات يحركها البعض تحقيقاً لغايات ومطامح في نفسه فلقد حققت حكومة الدكتور حيدر ألعبادي ما لم تستطيع إي حكومة على تحقيقه طوال ثلاثة عشر عاماً فهي قلصت الإنفاق الحكومي واعدت خطط ومشاريع واقعية للنهوض بالواقع الزراعي والصناعي والتجاري للبلد كما انها استطاعت ان تؤسس مؤسسات أمنية رصينة تدافع اليوم بكل عنفوان وشرف عن الوطن وهذه المؤسسات اليوم نفتخر في تلاحمها كوزارات عراقية كالدفاع والداخلية ، بالإضافة إلى ما سيتحقق للمواطن من خير في قادم الأيام على طريق الإصلاح الشامل ، فلا يمكن لهذه النجاحات المتحققة الإدانة والنيل منها ومطالبة القائمين على عملية الإصلاح بالرحيل فالإصلاحات وان كانت غير واضحة اليوم إلا إن نتائجها ستظهر في المستقبل لمن كان حاضراً منا لذلك المستقبل وما نتمناه التسديد والنجاح للجميع خدمة للشعب والوطن



#عماد_عبد_الكاظم_العسكري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع حول السلطة في العراق الى اين !
- دلائل عظمة الخالق
- رجال العراق يحققون النصر في سوح الوغى والجهاد
- نقطة ضوء زرقاء ( صولة الاباء واندحار الجبناء )
- قراءة في انواع الاديان وإطلالة على الدين الاسلامي
- موقع سوق الشيوخ الإلكتروني
- سياسة الانفتاح وليس سياسة الانبطاح
- التحقيق في حادثة سقوط الموصل
- شلونك ياعراق ( شعر شعبي )
- توجيه الموارد يخرج العراق من ازمته الاقتصادية
- الحشد الوطني مؤسسة وطنية تدافع عن شرف العراق
- • نقطة ضوء زرقاء الفضائيون يغزون المؤسسات الحكومية والاصلاحي ...
- اصلاح المؤسسة العسكرية جزء من حكمة العبادي في ادارة الدولة
- • نقطة ضوء زرقاء فشل البرلمان ونجاح العبادي
- بين قوسين ( حكومة العبادي وترقب المواطن )
- المصلحة الوطنية مع مايراه اتحاد القوى الوطنية وعلاوي
- الاطاحة بالمالكي بالضربة القاضية
- النجاح الديمقراطي في جلسة مجلس النواب الثالثة
- الدكتور مهدي الحافظ رئيس السن ناجح في ادارته رغم الإخفاق
- نقطة ضوء زرقاء ( الاستبداد والتسلط ومظالم الشعوب من الحكومات ...


المزيد.....




- نظرة على ترسانة إسرائيل النووية.. هل هي سرية وما مخاطر قصف ا ...
- قبل ساعات من اجتماع بالغ الأهمية.. ماكرون يكشف عن عرض أوروبي ...
- المغرب.. طلبة يحتجون على هدم مساكنهم الجامعية
- غزة: مقتل 43 فلسطينيا بنيران القوات الإسرائيلية معظمهم كان ي ...
- أضرار في مفاعل آراك الإيراني جراء غارات إسرائيل وتطمينات بشأ ...
- قطر تحذّر من خطورة القصف الإسرائيلي لإيران على إمدادات الطاق ...
- آمال وآلام.. آلاف الطلبة بغزة لم يشملهم امتحان -التوجيهي- لع ...
- كاتب إيراني: أعارض النظام الحالي ولكن حبي لإيران يفوق كل شيء ...
- استهداف إسرائيلي جديد لمنتظري المساعدات قرب محور نتساريم وسط ...
- غارات إسرائيلية على مناطق مختلفة بقطاع غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد الكاظم العسكري - الإصلاح الشامل ، قراءة للواقع بعين مجردة