أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - كي ننتصر، لابد من الرد على نواقصنا!














المزيد.....

كي ننتصر، لابد من الرد على نواقصنا!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4931 - 2015 / 9 / 20 - 23:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تتصاعد اعمال القمع المنظم بحق المحتجين في ساحة التحرير وبقية الساحات في مدن العراق باشكال وأساليب وطرق مختلفة. فمن الاستفراد بالناشطين في هذه الحركات، الى ارسال رسائل التهديد بحقهم وبحق عوائلهم، وصولاً الى حملات التعذيب الوحشي. قد تقوم بهذا الاعمال قوات السلطة المافياوية المليشياتية الطائفية الحاكمة نفسها او قوى المليشيات الطائفية التي لاعد لها ولا حصر في "العراق الجديد"! عراق الديمقراطية و"حقوق الانسان" و"الحريات" التي بشرت به أمريكا والغرب. الامر سيان، وكل هذه الاعمال ملقاة على عاتق حكومة العبادي التي هي مسؤولة بصورة مباشرة عن أي اعمال من مثل هذه.
كشفت سلطة العبادي عن وجهها الدموي الكالح، وان لم يكن بشكل سافر كقرينه السابق من حزب الدعوة، نوري المالكي، الذي كان يتلذذ بافتخار حين يتم تشبيهه بـ"صدام"، فذلك من دلالة الجبروت والقوة التي بينت كم هي خاوية وانه لايتعدى سوى نسخة كاريكاتوريته هزيلة من الجلاد السابق. ان هذا امر حسن لكل من ينشد عراق اخر، عراق خال من الديكتاتورية والاستبداد وانعدام الحقوق والحريات.
لقد بين العبادي عن مخالبه! بيد انها مخالب ورقية. مخالب لاتستطيع الصمود امام مجتمع ان عقد العزم على انهاء عمر هذه السلطة البغيضة. ليس بوسع العبادي ان يفرض تراجع جدي على الحركة الجماهيرية (سواء الراهنة او القادمة) بحيث تُحذف من حياة المجتمع حتى لو أراد.
للأسف ان تراجع الحركة الجماهيرية لايعود لعنف السلطة ولا لذكائها ولا لجبروتها ولا لقاعدتها الاجتماعية. ان تراجعت الحركة الجماهيرية في العراق، فان مرد ذلك هو نواقص الحركة نفسها وليس شيء اخر. ولكي تقتدر، عليها ان تنتقد نواقص محاولاتها بوضوح وشدة.
لقد كان تكتيك العبادي والسلطة الحاكمة باختلاف اقسامها وكتلها وتياراتها واضحاً، وبالاحرى ليس بجديد في تاريخ الصراعات، الا وهو أسلوب المماطلة والتسويف، اطلاق الوعود، اجراء "إصلاحات شكلية" كاذبة وعديمة المحتوى، المراهنة على "ارهاق المحتجين" والانفضاض التدريجي للجموع المحتجة او مايسمى بـ"حرب الاستنزاف"، تمييع التظاهرات، ركوب أحزاب ومليشيات السلطة الحاكمة موجة التظاهرات، حرف التظاهرات عن أهدافها ومطاليبها ومساراتها الواقعية، خلق التوهم باطراف من هذه العملية كـ"المرجعية" والعبادي بوصفهم منقذي المجتمع وبالتالي انقاذ العملية السياسية المهترئة، واخيراً العنف الصريح والواضح، وهذا سلاح ليس بمضاء وضعيف الى ابعد الحدود وبالأخص في ظل الوضعية الراهنة وتوازن القوى على صعيد اجتماعي واسع.
بيد ان تكتيكات صف الجموع المحتجة ليست معلومة. وضع كل "بيضات" الاحتجاج في سلة التحرير دون افق واضح لمسار هذه الحركة. ليس هذا وحسب، بات التغني بـ"لاسياسية" الحركة بوصفها نقطة قوةّ! (لا سياسية في أوضاع مجتمع كل شيء فيه ذا طابع سياسي وصبغة سياسية ومدعاة لصراع سياسي)، عفوية الحركة وغياب التنظيم غدتا نقطة قوة، سادت الرومانسية الثورية مشوشة الافاق والرؤية، عدم توسيع رقعة الاحتجاج وتحويله الى احتجاج مجتمعي، احتجاج يمتد الى "قعر" المجتمع، الى احياء المجتمع ومحلاته، معامله ومصانعه، جامعاته وثانوياته، مستشفياته ودوائره الخدمية ومؤسساته الوظيفية وكل زاوية من زوايا حياة المجتمع.
اجمالاً، اصبح التغني بالتظاهر وحده هو السائد، فيما يغيب عن هذه الحركة افقها الاستراتيجي، افق الانتقال التصاعدي العام من هذه النقطة الى تلك النقطة في سلم الصراع والمجابهة، من ساحة التحرير وساحات التحرير في مدن العراق الى النصر النهائي، ان تراجعت هذه الحركة العريضة والحقة والعادلة فان ذلك يعود الى غياب هذا الأفق، افق الصراع مع السلطة حتى الإطاحة بها، وليس إصلاحها. انه لواهم ذلك الذي يعتقد بإمكانية فرض الإصلاحات في هذه السلطة. فالفساد والنهب عملية مؤسساتية، قبل ان يكون جراء سوء اخلاق الشخص الفلاني، الفساد مبني على موضوعة "عبّرني واعبّرك"! وان اردت انهاء الفساد، عليك ان تقضي على كل هذا الوضع السياسي وامتداداته وتشابكاته واطرافه ورموزه وتياراته، كلها بدون استثناء.
ان التغني بالتظاهرات لايكفي. ان التظاهر ليس لعبة ولازهة، بل حرب، حرب يومية وذات ضحايا. انها من اجل النصر، من اجل تحقيق الحقوق والمطاليب، من اجل فرض التراجع على السلطة المليشياتية القائمة وانصياعها لمطاليب المحتجين التي تمثل مطاليب الأغلبية الساحقة للمجتمع. ولهذا ينبغي ان نتحلى باستراتيجة النصر، كاي هيئة اركان عامة في حرب، وللأسف، ان هذا ماكان غائباً، وحتى وان كان موجوداً لم يستطيع ان يتحول الى امر واقع يقر به الجميع. وان هذا مديون لتقديس العفوية واللاقيادة.
ان العنف الذي تشرع به حكومة العبادي يستند في جانب منه الى شعورها بان التوازن السابق للاسبوعين الاولين من التظاهرات هو ليس الحالي، توازن يميل لصالحها اكثر من أي يوم اخر من أيام الحركة الاحتجاجية. ترى ان خطر قطف راسها على وشك ان يعبر او يكون قد عبر. ولهذا، تنشد ان تعيد هيبة سلطتها بهذه الطريقة، سلطتها التي ارتعدت كل فرائصها امام قرع الجماهير التحررية في العراق لطبول المجابهة.
بيد ان هذه السلطة هشة الى ابعد الحدود، انها تعتاش على أوهام القوى المحتجة، وقوى الحرية والمساواة وعالم اكثر رفاه، وعلى نواقصها. ولهذا، ولكي ننتصر، لابد من الرد على نواقصنا هذه.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة -على الأقل ثمة فرصة في ركوب البحر-!
- لنمضي لما بعد العبادي!
- جرم بشع وتأجيج ابشع!
- كلمة الى عمال العراق! (حول قيام البعض بجمع الإمكانات المالية ...
- قارب واحد!
- بدعة جديدة: -الاعتصام- مخالف للشريعة الاسلامية!
- منجز جديد.. أهل الأنبار بحاجة الى كفيل
- تعلموا من طالباتكم!
- كلمة بصدد أحداث اليمن
- احذر: أوهام ومخاطر!
- حول مناشدة برلمانيين بإعدام 1000 -مدان-!
- -ودع البزون شحمة!-*
- لنرفع القبعات ل-خديجة شريف-!
- حدثان... وتعليق!
- الأسلام السياسي، الفكر والعقيدة.. معاديين للمرأة
- -إقليم البصرة- .. الجرح هنا والاصبع هناك!
- يد الإرهاب تطول أطفال بيشاور....!
- شكرا لكم عدالتكم هذه!
- الشهرستاني، هل انت على قدر تصريحك؟!
- كلمة حول اطلاق سراح مبارك وازلامه!


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - كي ننتصر، لابد من الرد على نواقصنا!