أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم الحناوي - فتح أبواب جديدة للاجئين – من بريطانيا (الجزء الثاني).














المزيد.....

فتح أبواب جديدة للاجئين – من بريطانيا (الجزء الثاني).


كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 4931 - 2015 / 9 / 20 - 18:20
المحور: حقوق الانسان
    


فتح أبواب جديدة للاجئين – من بريطانيا (الجزء الثاني).
باتت وسائل الإتصال المملكة التي تدير إمور وقضايا العالم ومنها قضية اللاجئين . ولأننا نعيش في عالم مليء بالأراء المسبقة لذلك يود الإعلام الإبقاء على هذه الاراء التي صنعها منذ فترة طويلة.
هم يريدون ان يخرسوننا بالصورة لكي لا نتكلم عن الحقيقة لبشاعتها ولكن الصورة التي رأيناها ليست أبشع الصور عن أحوال اللاجئين. بل أبشع الصور ما لم تراه عينك !.
اصبحت الصورة وسيلة معرفة اساسية وأصبحت الصورة وسيط بين الموضوع والذات التي تتمثله بحيث تنقل لك الواقع ليس بطريقة محايدة، كما العين الانسانية لأنه لاتوجد صورة بريئة تماما كما لاتوجد كاميرا محايدة.
والاعلام الان هو بناء صورة عبر دلالات لفظية مرفقة بصورة تمر عبر العين الى منطقتين مختلفتين من الدماغ وهما قشرة الدماغ ولوزة الدماغ التي كانت في يوما ما محورا فيلم لمحمود عبد العزيز . وهي تدير الجزء الأكبر من المشاعر والأحاسيس وكل ما تراه أبيض و أسود، صديق أو عدو. خياراتها الية غير واعية نتيجة ما علق بها من رواسب قد سميت بالأراء المسبقة وبالتالي لايمكننا السيطرة عليها او التحكم بها.
ومهما حاولتم إقناع أنفسكم بأن هذا الشخص أو الموضوع عكس ما تتصورون سيبقى كريها بالنسبة اليكم. وستشعرون بالنفور منه . وتصبح الامور مثيرة للآهتمام عندما تكبر القضية ويصبح الإعلام مجبر على إظهار الحقيقة عكس الصورة التي صنعها . عندها يختار هؤلاء صور تتناغم مع إبقاء الأراء المسبقة رغم هول الكارثة.
وإليكم مثالان على ذلك : في الانتفاضة الفسلطينية كانت اسرائيل تعتدي يوميا على النساء والاطفال والشيوخ لآنهم خارجين عن القانون .. ولما أدرك الكبار ان العالم بدأت تتغير أراءه لصالح الإنتفاضة أظهرت تلك المنظومة والد الطفل محمد الدرة الذي يحتمي بالبرميل ويضع طفله خلفه. وإنتشرت الصورة وبدئوا يروجون لها لتعلق في ذاكرة العالم ( الفلسطيني جبان يحتمي بأطفاله والإسرائيلي بطل يحمي أطفاله). ولم يعد والد الطفل هو الجبان وان الاسرائيليين بينهم جبناء ايضا.
واليوم مع الأزمة الكبرى والهروب الكبير ولهول الكارثة بأعداد الأشخاص الذين يموتون يوميا تحت سماء الحرية من نساء وأطفال وشيوخ هاربين من المحرقة كان لابد من صورة بعد أن عبر السيل الزبى.
فجائوا بصورة الطفل الكردي الذي إبتلعه البحر وتعاطف العالم مع قضية اللاجئين وبدأت قنوات العالم كما مع والد محمد الدرة تنقل الاحاديث مع والد الطفل الكردي لنكتشف في الاخير ان والد الطفل الكردي هو المهرب ابو غالب الكردي!.
لماذا اختاروا صورة الطفل الكردي ولم يختاروا صور الاطفال في جريمة النمسا حيث تم قفل باص (فان) على الاطفال مع ذويهم حتى الموت وبقي ثلاثة منهم في المستشفيات النمساوية لم نرى صورهم لليوم.
هنالك أسباب نجملها فيما يلي:
1-إن الطفل الكردي ابتلعه البحر واذا كنت تتهم احد (روح اشرب من البحر كما يقول المصريون).
2-ان الاطفال في النمسا ضحية مهربين اوربيين ويجب عدم تسليط الضوء على هذا الجانب.
3-الضحايا عرب مسلمون وهم من محيط داعش ولايمكن لمحيط داعش ان يكون ضحية.
4-التعاطف مع الاكراد وكسب ودهم لاستخدامهم في خلخلة موازين تركيا وايران بعد ان اتموا دورهم على الجهة الجنوبية من دولة كردستان الكبرى..
في إطروحة دليالكتيك التنوير لهوركهايمر وأدورنو حاول الكاتبان البرهنة إن المنطق الذي يصنع عقلية حقوق الانسان هو منطق هيمنة واضطهاد. وتلهف للسيطرة على الاخر ولا يمكن ذلك إلا بقهر الذات.
يروي رورتي في مقالة كتبها بعنوان (التضامن) : إن الذين ساعدوا اليهود في الحرب العالمية الثانية فعلوا ذلك ليس لآنهم رأوا فيهم اخوان في الانسانية ولكن لآنهم ينتمون إلى نفس المدينة، أو نفس المهنة، أو نفس المجموعات التي ينتمون إليها هم أنفسهم...
يسند لويتار هذا المنطق في مقالة (شرطة الفكر): إن إضفاء الشرعية على حقوق الانسان يشترط ابراز اللحظة الإنسانية للقانون. ويقصد بذلك تحديد حقوق عالمية للإنسان تفترض وجود ذات لا إنسانية هي التي قامت بتحديدها وما دام هذا لم يتحقق، فأن شرط مشروعيتها قد سقط.
في (بلاغة الصورة) رأى بارت أن الأحكام الكلية تنبثق غالبا من منظومات فكرية مكتملة أو من تكوينات منطقية تدعي الشمول ثم تصير نفسها سجينة النظرة المقعرة التي تشكلها هذه النظم . وفي النهاية يغيب الواقع وواقعة عن هذه النظم وما تحتويه.
وهناك مبدأ معروف في الاعلام يقول: ليس المهم ان تنقل الحدث ولكن الأهم كيف تنقل الحدث. تحولت إذن الواقعة من كونها واقعة محايدة تكون علاقة الانسان بها علاقة مباشرة، الى كونها واقعة مجسدة في صورة تحمل بداخلها رسالة وتكون هذه الرسالة فاعلة ومؤثرة في تشكيل الواقع.
كاظم الحناوي، كولشستر، بريطانيا 20-09 - 2015



#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتح أبواب جديدة للاجئين – من بريطانيا (الجزء الأول)
- أول بلد إسلامي للموت الرحيم
- عملاء لكن ظرفاء !
- العمال في مقاعد المتفرجين
- بيان البيانات دمعة في قعر العالم (2)
- بيان البيانات دمعة في قعر العالم (1)
- 25 عام على يوم (النداء) المشئوم الذي غير وجه المنطقة
- الدية : ضريبة تثقل كاهل الفقراء
- التقليد والمحاكاة علامة عقم وافلاس
- تعريف المجتمع المصري
- إستاذ ورئيس قسم
- بمناسبة يوم الصحافة العراقية : الصحافة نواة في كل مبدع وعن ط ...
- لابد من إتلاف بعض الشيء لإصلاح باقيه
- تخبط الاعلام السعودي :الاساءة للاميرة موزة ولعن الملك سلمان!
- تدميرالوطن يبدأ عندما تقتل ثقافته
- رجال الدين والمسؤولية عن تدمير معالم الحضارة الانسانية
- داعش اقرب الى التفكك ... مفاجأة ام نتيجة؟
- الشيفونية والطائفية وبراءة الدكتاتورية !
- هل التمتع بالحرية سببا مؤديا للارهاب؟!
- الطرش الهندي ؟!


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم الحناوي - فتح أبواب جديدة للاجئين – من بريطانيا (الجزء الثاني).