أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - واثق الجابري - لا إصلاحات على قمامة سياسية














المزيد.....

لا إصلاحات على قمامة سياسية


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4920 - 2015 / 9 / 9 - 19:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم يلتفت معظم الساسة، الى الرسائل التي تركها الشهداء، وكان في قلوبهم أمانيّ تعتصر قلوبه الى حد الغصة، وحلم أكبر أن يلتقي رفاقه في جنان الخلد، ويحقق نصراً يدفع عن العراق غمامة الإرهاب السوداء.
ترك معظم الشهداء عوائلهم بلا مآوى، ولا مصدر رزق أنقطع برحيل؛ وجه رسمت تجاعيده ويلات السنين، وتششق كد الفاقة الى حرارة السلاح.
من حق ذويه أن يتسألوا: من أين حصل الساسة على هذا الثراء؟! وهم من كان يسكن بيوت الطين، ويشرب مياه الأهوار الآسنة؟! وبأي طريقة مُسحت ذاكرتهم؛ فتنكروا لرفاقهم وماضيهم، وجياع تعلقت بهم آلمالهم؟!
مشكلة الساسة أنهم لا يتمالكون أنفسهم أمام المال، ولا يبالون بالبذخ والقصور والإمتيازات، ولا يتنازلوا عن طبقية لا يناسبها الجلوس مع مواطنيها، ولا يملكون وقتاً للإلتفات الى هموم الشعب، وهم مشغولون بالصفقات وعقود الإستثمارات الفارغة، وبيع أرض الوطن، والإستيلاء على القصور، وغسيل الأموال وتزوير الكتب الرسمية، والسفرات والذهاب للحج، وشباب بين شهيد وبين مهاجر، وأبنائهم يجوبون عواصم العالم؟!
طرح أحد الكتاب العراقيين قبل أيام، فكرة قد تكون الأولى من نوعها، وهي أن لا نفكر كثيراً في محاسبة الفاسدين، وماذا ينتفع الشعب في مسؤول سجين، وبالفعل قد يكون سجنه شكلياً ومخدر موضعي على جزء من آلامنا، ويضيف أن نسترجع كل الأموال ونجرد موجوداتهم بعد 2003م وتُعاد للدولة، ونقول لهم إذهبوا فأنتم الطلقاء.
يتحدث التاريخ عن الطلقاء، وماذا فعلوا بالتاريخ والإنسانية، وكيف كانت لأياديهم الخبيثة أثر في تحريف مسارات الدين الحنيف، رغم أن مصلحة الأمة كانت تتطلب ذلك، والفعل من رسول كريم ذو خُلق عظيم؛ إلاّ أن هؤولاء لم يعرفوا لتلك الرحمة معنى، ولم ينسلخوا من إنحراف إنغمسوا فيه، وجرب العراق في تاريخه المعاصر تجربة "عفا الله عن ما سلف"، فأورث البعث والدكتاتورية والقمع وإنهار دماء، منذ اللحظة الأولى التي خرجوا بها من أبواب السجون.
ربما لا ينفعنا سجن الفاسدين إقتصادياً وأمنياً، وربما نُريد تجاوز عقدة الحاضر الى القفز الى المستقبل بأقل الخسائر، لكن كيف لنا التخلص من ذلك الأخطبوط الذي طوق جسد الدولة، ونظم مافيات كبيرة لها القدرة على إفشال أي مشروع وطني للبناء بما فيها الإصلاحات المرتقبة التطبيق، وكيف نتخلص من أخطارهم وقد إرتبطت أجنداتهم بمشاريع دولية حطمت العراق وشعبه نفسياً وإقتصادياً وإجتماعياً ووطنياً، ومن أين نحصل على الأموال كي نستردها، وهي بأسماء وهمية وعائلية، وبعضها ذهب لليالي الحمراء؟!
التفكير الواقعي أن لا يذهب من نهب أموال العراق طليقاً، وهناك أيتام بلا سكن ولامصدر رزق، وإجتثاث البعث والسلطوية لم تكن أخطاء، بل الكارثة عندما ناصفهم السلطة بعض مجاهدي الأمس؟!
رسائل الشهداء لا تدع مجال للتهاون مع الفاسدين، والحقيقة تقول أن الإرهاب لم يكن بتلك القوة؛ لولا وجود سراق تنازلوا عن مبادئهم، وأقل ما يمكن به إنصاف الأمهات الثكالى أن لا ندع رأساً كبيراً يتنفس الهواء، وأقل حكم بمنظور العقلاء؛ أن يكون الفاسدين على بساط الفقر مكبلين بجرائم من صنع أيديهم، والحقيقة لا تحتاج الى وضعهم فيها، وهم على يقين بجريمهم، ولا إصلاحات على قمامة سياسية؛ أعادت العراق الى عصور الجاهلية.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجرة جماعية من بلد مستأجر
- معاول بلا مقابض على رؤوس كبيرة؟!
- المواطن نوري المالكي يُغادر الخضراء
- عجين بدموع الأيتام وهريس بعظام الضحايا
- دواعش الصحراء والخضراء والقضاء
- سياسي منفوش وشعب مغشوش
- سيدات الخضراء بين جاد ونجاد والجهاد
- إتفاق ليلة القدر وعزاء العرب
- أمناء الدستور يستنكفوف من تطبيقه
- الحقائق الخفية وراء الدعوات لنظام رئاسي
- مصلحة السنة بعد تفجيرات الكويت
- الإرهاب دين لسياسة وسياسة لدين
- عزيز العراق مشروع وطني متكامل
- الدراما العراقية حشاشة خارج سرب المعركة
- السلم الأهلي ومن يخالفه
- النفط في مواجهة التحديات
- البحث في حقائب وزير الخارجية القطري
- تحرير الموصل من ثلاث محاور: السودان والبحر الميت وجزر القمر. ...
- الحكيم أبن الحكيم
- المالكي سينتحر بسلاحه الشخصي


المزيد.....




- تنظيم مسلح جديد في خان يونس يطرح نفسه بديلًا لحماس.. من هي ج ...
- نعيم قاسم يدعو السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع حزب الله: لحوا ...
- محكمة العدل الدولية تعلن تلقيها شكوى من مالي ضد الجزائر
- أيام على السابع من أكتوبر
- رئيس ملاوي ومنافسه يتنازعان الفوز بالرئاسة وسط توتر سياسي
- ترامب يمتنع عن المصادقة على مساعدة عسكرية لتايوان
- 5 نساء يتقدمن في العمر بسرعة والعلم يوضح السبب
- -رحاليستا- الليبي يتحدث لترندينغ عن رحلته في صنع المحتوى وزي ...
- إفتهان المشهري .. اغتيال مسؤولة يمنية رميا بالرصاص في وضح ال ...
- محمد قبنض.. اختطاف منتج مسلسل باب الحارة السوري من دمشق والد ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - واثق الجابري - لا إصلاحات على قمامة سياسية