رسالة مهابدية عن أخلاق النظام الديني وأشياء أخرى

عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 4917 - 2015 / 9 / 6 - 12:53
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

النظام الديني ليس غريبا عن الطور الشذوذي , إنما هو الشذوذ بعينه , الشذوذ لا يعني الشذوذ الجنسي فقط , بل الشذوذ في كل سلوكيات الحياة . بمعنى أن تكون دينيا , فذلك يعني أن تكون لصا محترفا , واللصوصية الدينية ليست مثل أية لصوصية , إنما ثمة قوانين في صلب الدين تبيح لك فعلها , وأنت بدورك يجب أن تبارك هذا السقوط الأخلاقي , تباركه طالما انك تحت سطوته , وإذا لا تبارك فسوف تكون رقبتك ثمنا لذلك السعير , والتجارب حدِث ولا حرج , ولا شك ان التاريخ سيد العارفين , لكن الصدد هنا ليس إستخلاص تجارب التاريخ عن لصوصية الإسلاميين , إنما واقعة قد تكون مرآة لهذا المحتوى . المنحى الجنسي , عوالم العرب والمسلمين عموما عندما يلوح تقرير عن المنظمات التابعة للمنظمة الدولية , تقرير يتحدث عن المثلية الجنسية , تراهم ينتفضون بهستيرية تثير الفضول وكأن خلفياتهم معروضة على الجادات المحيطة بالمنظومة الدولية ! عجيب , لماذا الإنتفاض بتلك الصورة الغير طبيعية ؟ حالة من إثنتين , إما إن أولئك المنتفضين يعيشون حالة مماثلة , يعني يتناولونها في كل تفاصيل حياتهم اليومية , وإما عُرف الحالة سوف يٌولد حرجا أمام الرأي العام , مع قناعتهم هم ذاتهم , وقناعة الرأي العام أن المثلية الجنسية مستشرية في عوالمهم إلى حد - لعبان النفس وُفق التوصيف العراقي - .. لكن تراهم عندما يتحدثون في هذا السياق , ترى ألسنتهم أشد من ..ماذا ؟

الإقتران هنا هو ما حصل للفتاة الكردية التي إنتحرت بعد تعرضها للإغتصاب من قبل رجل أمن إيراني.. طيب , حتى لا نتجنى , القضية عادية , ومن الممكن أن تحصل في أي مكان في العالم.. لكن المشكلة أن المظاهرات الكردية في مهاباد قد غيرت المعادلة السليقية , تلك المعادلة التي تقول تحت حكم الملالي : ان المرأة التي تتعرض للإغتصاب هي التي مفروض أن تُحاكم , أيها السادة , هذا المفهوم أو الحكم يجري في أقصى قُرى الهند كقانون عُرفي قبلي , ولم نسمع أحدا تابعا للمنظمة الدولية قد أشار أو توجه إهتمامه لما يجري هناك , هذا يحدث في قرية نائية في الهند .. أما في إيران فيحدث قبالة أنظار وأسماع العالم... وايضا لم نسمع إعتراض , هل ثمة إتفاق بين أفخاذ ملالي إيران والمنظمات الحقوقية ؟

وهنا فإن إنطلاقة مظاهرات مهاباد السعيرية سوف تمثل تحولا خطيرا في مفهوم الملالي لحياة شعوب غير خاضعة بإطلاق لسيطرتها .. إعدامات نظام الملالي المطلقة لشعوب الوسط والجنوب على بينة بها العالم أجمع , لكن مظاهرات مهاباد رغم خصوصية الحدث , الذي هو عملية إنتحار إمرأة تعرضت للإغتصاب , فإنها قد تكون بداية للتسلح والإنسلاخ على شاكلة ما يحدث في سوريا , والزمن مفتاح ما لم يطرأ على العقول المُغلفة بالعمائم .

بالمناسبة : رغم جبروت نظام الملالي , لكن إنفلات الوضع سوف يكتسح أية منظومة تسليحية مها كان جبروتها , وتجارب التاريخ الحديث في متناولنا : من أفغانستان , إلى الشيشان , إلى سوريا الحالية .. لذلك القول: ان دوران الدوائر قد يكون بطيئا , لكنه على موعد مع الدوامة الكارثة vortex التي .. ماذا ؟ سوف يُقال حينها .

#عادل_الخياط (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل