إعتلال شيخ القبيلة

عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 4776 - 2015 / 4 / 13 - 10:33
المحور: الادب والفن
    

إعتلال شيخ القبيلة
عادل الخياط
لم تكن الساعة قد تجاوزت العاشرة ليلا عندما نادى المنادي عن إنذار عام يعلن عن ألم مبرح في أمعاء شيخ القبيلة . لم تكن القبيلة أو ناس القبيلة في حالة مزاجية لسماع إعتلال الشيخ , فقد كانوا يراقبون فيلما تلفيزيونيا عن بطولات أحد الشيوخ التاريخيين , لكن أشباح خبرية مثل تلك التي تخص شيخ القبيلة , لا بد أن يركن لها القوم حتى لو كانوا في أحلك ظرف .

ضاعت الموجة بين المراقبة للشيخ التاريخي وبين شيخهم المعتل الذي ينتظرون نتيجة إعتلاله المعوي , قال أحدهم : كثير من الشيوخ التاريخيين تعرضوا لأزمات مرضية ومن ثم نهضوا أقوياء , فلا تقلقوا على شيخ قبيلتنا .. تابع آخر : نعم مثل , أخو الخنساء الشاعرة " صخر " , فقال له أحدهم : معلومتك غير مضبوطة , صخر أخو الخنساء ظل يعاني من اصابته حتى توفي , وثانيا إذكر لنا نماذج من تاريخنا وليس من تاريخ أقوام أخرى .. فأجابه ذاك : مجرد مثال يا صديقي , طبعا عشريتنا أعظم عشيرة على الآرض " .. وإنصرف وهم يتمتم : لكم يوم يا جواسيس شيخ القبيلة "

إتضح من تمتمات الشخص ان شيخ القبيلة ليس شيخا عاديا مثل بقية الشيوخ , الشيوخ الذين يمتلكون قوة محدودة تخص أفراد القبيلة فقط .. كذلك إتضح من هذره أن هناك جواسيس تعمل لصالح النظام المتبع في القبيلة .

أحد الأشخاص حاول أن يطمئن المعترض قائلا له : لا تقلق , ربما تتحقق أمنياتك " .. فرد عليه : يا سيد , لا أمنيات عندي سوى العيش في سلام , دعني أذهب للبيت .. فقاطعه : وتترك نتيجة علة الشيخ " ومثل صاعق أطبق على شرايينه قال: لا لا , هل معقول أن لا أطمئن على صحة الشيخ "

قالت الزوجة لزوجها الممتعض : قلت لك لا تعقب على شأن يخص الشيخ , إللي فينا مكفينا .. فأجابها منفعلا : يا إمرأة لم أعقب , قلت كلمة واحدة , هل إبتليت على عمري , يا إلهي ما هذه العيشة , سوف أهاجر إلى قرية أخرى أكثر أمانا حتى لو غرقت في الزورق الطافح على البحر الأصفر .

أحدهم نغز إمرأة في فخذها فصرخت داعية رجل الأمن , فسكن آخر من إنفعالها قائلا لها : لن تجدين مساندة من صاحب الشأن لأن رأسك مكشوف من الأمام , والرأس المكشوف من الأمام يدعو للمداعبة لبقية الجسد وشيخ القبيلة من أشد المعارضين لخصلة الرأس المنفلتة , فكيف وخصائلك منفلتة بإطلاق .

الذي تحدث في السياسة كان أكثرهم رصدا لرجال شيخ القبيلة , قال المتحدث : هل الدول التي إنشقت عن نفسها في قبيلة يوغولايا , فقاطعه أحدهم : تقصد قبيلة يوغسلافيا ,, فقال له : نعم نعم , شكرا على التصحيح , هؤلاء .. فمد رجل الأمن العشيري رقبته قائلا له : هل رقبتك حلال عليك , فإتركها تنعم بالحياة .

ذلك الليل لم يكن ليلا , كان أشبه بكابوس قد حط فجأة على مجمع القبيلة , والسبب دون ريب هو أمعاء شيخ القبيلة التي إلتوت فجأة دون سابق إنذار .يقول أحد الحاضرين : ان الذي نعرفه ان ثمة علل أخرى في أحشاء شيخ القبيلة ولم تكن لنا أية معلومة تخص أمعاء الشيخ .. ثم يضيف , عطلة رسمية يوم غد , يجب ان يكون يوم غد عطلة رسمية , فإذا لم يكن يوم غد عطلة رسمية إذا صرفنا الليل بطوله في إنتظار ما هي علة شيخ القبيلة , هل سوف يعوضونا عن ساعات العمل لو .. يا عالم الوضع صار شاذا لحد السخافة المطلقة ...

بدأ التذمر يأخذ مجراه في العروق ..


تقدم معمم يظهر انه واثق من نفسه حد الموت الزؤام , تقدم ليقول : شيخ القبيلة هو إبن الله على الآرض , والذي يمتلك رأيا فليحتفظ به لنفسه , وإلا الرحيل خلف الشمس لا يوجد أسهل منه .

رجل الإقتصاد حاول أن يُهدئ الروع الذي بدت عليه علامات التململ و فقال : أعتقد إن الصادرات والواردات ستأخذ وضعا ج... حينها ضج الجمع , بالقول : لعنة الله على الصادر والوارد , منذ ساعات ونحن ننتظر عن الشيخ ومدى صحة الشيخ التي ...

حينها صاح المنادي : أيها الناس , الشيطان , الشيطان هو سبب مرض شيخ القبيلة , فقد فرض عليه الشيطان إتفاقا مشروطا , والشيخ ينتظر عقاب الأله الأزلي على ذلك الإتفاق بينه وبين الشيطان ... حينها ضج الجمع الحاضر بالرقص والغناء والتصفير على الإتفاق مع الشيطان !

#عادل_الخياط (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات