|
أفندية بغداد سيقتلون الحركة الاحتجاجية
علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 4908 - 2015 / 8 / 26 - 10:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعض أفندية بغداد المشبوهين في طريقهم لخنق و إخصاء الحراك الاحتجاجي، فقد تم خلال مظاهرات الجمعة الثالثة 21 آب، إقصاء و إهمال الشعارات الصحيحة والجذرية الكفيلة بحل أو حلحلة الأزمة الوطنية الشاملة التي تعصف بالعراق والتي تسبب بها نظام المحاصصة الطائفية العرقية الذي جاء به الاحتلال. هذه الشعارات التي هتف بها العراقيون في الجنوب، و خصوصا في الناصرية والبصرة وكربلاء والعمارة في الجمعة الاحتجاجية الأولى والثانية خصوصا، والتي طالبت بإنهاء هذا النظام وتعديل دستوره وحل برلمانه، تم استبدالها بشعار واحد هو ( مكافحة الفساد وتحسين الخدمات) كما لخصه جاسم الحلفي في مقالته التي تطرقنا إليها في آخر منشور. إن هذا التوجه السياسي الخطير توضح تأثيره كثيرا في تفريغ الحراك الاحتجاجي من محتواه الوطني الديموقراطي، وعلى هذه الرنة هتف وتصرف نَفَرٌ من زعران فخري كريم والأشخاص المريبين والباحثين عن دور أو وجاهة "فوتوغرافية". إن السكوت على هؤلاء وعدم فضحهم بالأسماء حتى الآن قد يكون تفاديا للمهاترات وشق الصف الاحتجاجي أما السكوت بعد اليوم عليهم وهم يمارسون أقذر الأدوار بهدف الدفاع الضمني وأحيانا المباشر عن نظام المحاصصة الطائفية و يخنقون الحركة الاحتجاجية مستعيضين عن رفع الشعارات الصحيحة برفع كميات كبيرة من الاعلام العراقية فلن يكون مبررا أو جائزا! إن هذا الأسلوب الإلتفافي في رفع الأعلام بكميات كبيرة بدلا من رفع الشعار الصحيح قريب الشبه جدا بحيلة عمر العاص في رفع المصاحف حين أوشك جيش معاوية على الهزيمة في معركة "صفين" والتاريخ والتراث فيه الكثير من العبر للصاحين الفطنين. من جانبها تحاول بعض القوى المحسوبة على النظام و التي هي طائفية من حيث الجوهر والشكل سرقة الحركة الاحتجاجية بحيل شتى منها إطلاق اسم "الحشد الشعبي المدني" عليها والتركيز على استبدال النظام البرلماني بالنظام الرئاسي مع الإبقاء على النظام المحاصصاتي الطائفي كما هو، كبداية لفرض قياداتها وبرامجها عليه. أما قوى النظام الصريحة في دفاعها عنه، وخصوصا أحزاب وكتل المالكي والحكيم والصدر فقد فشلت في تخريب أو شق أو استثمار الحركة الاحتجاجية بشكل ملموس حتى الآن ولكنها قد تنجح وتقلب الوضع الى حروب تصفية حسابات داخلية أو قد يلجأ طرف منها إلى القيام بمحاولات انقلابية مسلحة تحت شعار" علي وعلى اعدائي ". ان إعادة التيار الكهربائي وتقديم عدة أكباش فداء من صغار النهابين واللصوص بدعوى مكافحة الفساد لن تحل المشكلة الخطرة التى تعصف بالمجتمع العراقي وبما تبقى من الدولة وتضع البلاد على مشرحة التقسيم الى دويلات طائفية متذابحة. إن فرصة الإنقاذ التي توفرها الحركة الاحتجاجية المستمرة ستضيع بسبب ممارسات بعض أفندية بغداد المشبوهين من زمرة " صورني وأنا ما أدري" وعلى الشباب الوطنيين الجذريين ان يصروا على تكرار وتعميق شعارات الجمعة الاولى والثانية التي هتفت بها جماهير الجنوب وخصوصا: إسقاط المحاصصة الطائفية والعرقية وحل برلمانها وتعديل دستورها ليقوم بدلا منها نظام وطني ديموقراطي يتولى محاربة الفساد وتحسين الخدمات وإنقاذ العراق من الزوال. لا يجوز بعد اليوم وضع العربة أمام الحصان! وإن اي اصرار على شعار تحسين الخدمات ومكافحة الفساد فقط، في ظل ومع بقاء نظام المحاصصة الطائفية بقيادة أحزاب الاسلام السياسي الفاسدة والمفسدة هو عبث وتسفيه لأحلام وطموحات الناس بل وجريمة بحق ملايين العراقيين المحتجين. احذروا يا شباب الجنوب من أفندية بغداد المأفونين فهم الوجه الآخر لفساد وقبح نظام المحاصصة الطائفية والعرقية. نصيحة أخيرة: إن من المفيد للمخدوعين والمضللين بالشعارات المطلبية و الخدماتية أن يصححوا خطأهم هذا، فالشعب العراقي سينتصر على نظام المحاصصة الفاشل إنْ عاجلا أو آجلا، و الأشرف لهؤلاء الأفندية المخدوعين (إنْ كانوا حقا مخدوعين وليسوا خداعين مع سبق الإصرار والترصد) أن ينظر إليهم العراقيون في المستقبل كمخطئين أفاقوا وصححوا خطأهم لا كمخربين و حثالات منحطة في خدمة نظام المحاصصة الطائفية والعرقية التابع و الفاسد.
منشور سابق ورد ذكره في هذه المقالة: لو قارنا بين أهداف الحراك الاحتجاجي الراهن في العراق كما يطرحها كاتب وطني مستقل وجذري كالصديق صائب خليل وبينها كما يطرحها قيادي في الحزب الشيوعي العراقي كجاسم الحلفي لتوضح لنا على الفور الفرق بين الصوت المستقل والآخر المكبل بالتبعية للأحزاب القومية الكردية. خليل يأخذ أهداف الحراك من افواه و شعارات الناس في الشوارع وهي : إلغاء المحاصصة و محاربة الفساد وتحسين الخدمات. الحلفي يحصر الأهداف في تحسين الخدمات ومكافحة الفساد ( كما ورد في مقالته ما قبل الاخيرة: برقيات سريعة) رغم ان الحلفي هاجم من اسماهم "سياسيي الصدفة الذين استفادوا من المحاصصة الطائفية" وهو يستحق التحية لذلك ولكنه ظل وفيا للفيتو الذي تضعه الأحزاب القومية الكردية وخصوصا حزب ال طالباني على أي نقد للمحاصصة ودولة المكونات. عموما يستحق الحلفي التحية لأنه تحرش بسياسيي الصدفة وسيستحق اكثر من تحية لو صدق ونقل أهداف الناس المنتفضين وليس أهداف مكاتب احزاب الممولين الفاسدين المصرين على بقاء حكم المحاصصة الطائفية والقومية. اغتنم الفرصة لأسجل تحفظي الشديد على ما كتبه صديقي صائب خليل من اطراء سياسي وتقييمات إيجابية متسرعة لشخصيات سياسية طائفية بل ومن أسوأ انواع الطائفيين كحنان الفتلاوي او كقائد مجمعات مسلحة ذات منطلقات وشعارات دينية طائفية صريحة مثل قيس الخزعلي مع احترامي لجهد الأخ صائب المهم والمتميز ضد المحاصصة الطائفية و دولة المكونات و ضد حلفاء الاحتلال وأصدقاء اسرائيل.
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محاولة خطيرة لإجهاض الحراك الشعبي في بغداد
-
الجزء الثالث/ وقائع شبه مجهولة حول ثورة 14 تموز
-
الجزء الثاني :/ وقائع شبه مجهولة حول ثورة 14 تموز 1958
-
وقائع شبه مجهولة حول ثورة 14 تموز 1958
-
لماذا حرَّم الصدر حفلات شباب - بغداد بارتي- ؟
-
تجريم التكفير الديني دستوريا ضرورة ماسة
-
فؤاد معصوم و أحكام الإعدام
-
العرب السنة بين الإبادة أو التهجير
-
مطلب إعادة كتابة الدستور في مبادرة الكبيسي
-
قرارتقسيم العراق : أوامر الكونغرس والتنفيذ للطائفيين العراقي
...
-
فيلم عن إبادة الأرمن: مزرعة القبرات
-
ماذا حدث في الثرثار ياحكومة المحاصصة؟
-
متابعة يومية للتجاوزات الإجرامية في تكريت
-
مع وزيري النقل والخارجية.. بصراحة
-
جريمة ضرب الأطفال في المدارس العراقية
-
نحو بغداد : نيران أميركية وإيرانية -صديقة-
-
تهويلات وأكاذيب واشنطن بوست ومن يترجم عنها
-
الحق مع دعاة التريث .. مركز تكريت
-
لماذا تسكت القيادة العليا وماذا يحدث في مركز تكريت
-
دلالات معركة تكريت
المزيد.....
-
ملفات جيفري إبستين.. -النواب- الأمريكي يستدعي مسؤولين سابقين
...
-
أول تعليق لترامب على التقارير بشأن -اعتزام إسرائيل احتلال قط
...
-
قطع رأسه ووضعه في ثلاجة.. جريمة صادمة تهز لشبونة بعد لقاء غر
...
-
السودان: الفاشر تُنذر بكارثة إنسانية وسكان يعيشون على العلف
...
-
زوجان بريطانيان يكسران صمت السجن الإيراني باتصال هاتفي بعد 2
...
-
مأساة السودان... أطفال ينهشهم الجوع حتى العظم
-
عاجل| ترامب: نحاول تأمين الغذاء لسكان غزة وإسرائيل ستساعدنا
...
-
من الأبيض إلى الأزرق.. ماذا تعني ألوان حليب الرضاعة؟
-
انهيار طيني يبتلع قرية هندية إثر فيضانات مفاجئة
-
إيزابيلا ونتنياهو.. وقصة أهوال خمسة قرون
المزيد.....
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|