أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - تهويلات وأكاذيب واشنطن بوست ومن يترجم عنها















المزيد.....

تهويلات وأكاذيب واشنطن بوست ومن يترجم عنها


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4756 - 2015 / 3 / 23 - 18:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"واشنطن بوست" هي واحدة من كبريات الصحف الأميركية الواسعة الانتشار، وذات الصلات الوثيقة بصانعي القرار السياسي والأمني والاقتصادي، و بالأوساط اليمينية والمحافظة النافذة والمعادية لتطلعات الشعوب، وهي ذاتها تصنف كصحيفة ذات توجهات يمينية محافظة. من حيث الجوهر، لا تختلف هذه الصحيفة عن زميلتها " نيويورك تايمز" التي توصف بأنها لبرالية يسارية رغم المسحة النقدية التي تميزت بها ضد البيت الأبيض والتي لم تؤثر كثيرا على انحيازها الواضح لإسرائيل والجهات الصهيونية النافذة، غير أن واشنطن بوست، وتحديدا في ما يخص الشأن العراقي اتخذت، ومنذ حروب بوش وحصاره ضد العراق مواقف تضعها في خانة البوق الإعلامي الأقرب للحزب الجمهوري في الكونغرس وللرؤساء الجمهوريين في البيت الأبيض. ومع تصاعد وتفاقم جرائم تنظيم الدولة "داعش" في لعراق والقتال الذي تقوده حكومة المحاصصة الطائفية والقوات المساندة لها ضدها يبدو أنها زادت من جرعة أدائها الإعلامي المنحاز حتى أنه تحول في المثال الذي نحن بصدده إلى ترويج استفزازي صريح للخطاب التعبوي المعادي للمؤسسة العسكرية العراقية والقوى الساندة لها على علات ونواقص ومثالب هذه المؤسسة وبالنتيجة للشعب العراقي ككل ولتطلعاته في الاستقرار والسلام و دولة المواطنة والمساواة. إن زيادة الجرعة الإعلامية المعادية للعراق من قبل واشنطن بوست وذيولها في العراق والعالم العربي تأتي متساوقة مع تصاعد الحملة الأميركية والتي بلغت درجة غير مسبوقة مع تصريحات القائد السابق لقوات الاحتلال الأميركية في العراق ديفد بيترايوس التي كرر فيها وعلى صفحات واشنطن بوست ذاتها ما يقوله المؤيدون لداعش من أن الجيش والحشد الشعبي (أخطر من داعش على مستقبل العراق) قافزا بهذا على حقيقة أن الوضع في العراق اليوم هو ثمرة طبيعية للاحتلال الأميركي وتداعياته .
قبل أيام قليلة نشرت واشنطن بوست تقريرا إخباريا على هيئة تحقيق ميداني قالت أن مراسلها أرسله لها من مقبرة وادي السلام في مدينة النجف، وكان مخصصا، ومنذ عنوانه وسطره الأول لتقديم معلومات مذهلة وصادمة حول خسائر الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي في المعارك التي خاضتها ضد مسلحي تنظيم الدولة "داعش". التقرير بعنوان ( واشنطن بوست تتجول في مقبرة النجف وتسجل شهادات عن قتلى المعارك). الجملة الاولى من هذا التقرير تعلن توجهاته التي استنتجناها فهي تقول ( تعاني القوات الامنية في عمليتها العسكرية لاستعادة مدينة تكريت، من خسائر ملحوظة في صفوفها). وسرعان ما تلقفت وكالة "المدى" الإخبارية والصحيفة التي تصدر باسمها والتي يملكها ويديرها فخري كريم، رجل أعمال ومستشار سابق للرئيس السابق طالباني، وترجمت ذلك التقرير إلى اللغة العربية ونشرته بسرعة قياسية. فما حقيقة هذا التقرير وما رأي إدارة مقبرة "وادي السلام" في النجف ومكتبها الإعلامي و ممثل المرجعية الدينية في ما ورد فيه؟
تقرير "واشنطن بوست" الذي ترجمته ونشرته وكالة وجريدة فخري كريم يضج بالأكاذيب والأرقام المبالغ فيها عن أعداد القتلى من الجيش العراقي والحشد، ومما يلفت النظر أن المراسل المزعوم لواشنطن بوست قصد مقبرة النجف ذاتها، كما زعم، ليستقي منها أرقامه ومعلوماته و تحديدا من أشخاص قال إنهم مواطنون عاديون و عاملون في المقبرة وأقارب لشهداء دون أن يكلف نفسه عناء التوجه إلى مصدر رسمي أو غير رسمي في المقبرة ذاتها أو في المدينة. بالغت واشنطن بوست في أعداد لقتلى كما بالغت في قوى مسلحي داعش وصعوبة مقاتلتهم وبلغ الأمر بها حدا حسبت عدد الجثث التي تصل إلى المقبرة بالدقائق وقالت أن الأعداد بالعشرات يوميا وغير ذلك مما لا نريد تكراره فنقدم لها وللإعلام المعادي للعراق والعراقيين خدمة دون قصد. وقد اعتذرت وسيلة إعلامية واحدة عن نشر التقرير هي صحيفة "البديل العراقي" الإلكترونية بعد أن اقترح عليها بعض قرائها نشر التقرير كما يبدو لأنها اعتبرته جزء من حملة الإعلام الحربي الأميركي المعادي والذي تروج له أبواق " عراقية" مرتبطة به.
من البديهي القول أن لا حروب دون خسائر بشرية وضحايا، وليست هذه الحرب مختلفة عن سائر الحروب، ولا يتعلق الأمر هنا بحرية التعبير والبحث عن الحقيقة كما قد يتنطع البعض للدفاع عن واشنطن بوست وذيلها الإعلامي العراقي، الذي تولى الترجمة والترويج، بل بفعل إعلامي تضليلي معاد بقوة للعراق وشعبه وجيشه ومن حق الناس أن تعرف الحقيقة "الأخرى" أو الجانب الآخر من القصة ، و ألا تسكت على أبواق السوء والدعاية الحربية المضادة في زمن الحرب خصوصا. ونتساءل هنا : ماذا كان سيحدث لو كانت هذه الجريدة الأميركية قد نشرت تقريرا كهذا عن خسائر الجيش الأميركي خلال حرب يخوضها؟ هل كانت السلطات الحكومية والقضائية ستردد في أحالتها الى المحاكم دون إبطاء؟
أما الوكالة والجريدة العراقية التي ترجمت و وزعت هذا التقرير – المدى - فيكفي ما قالته لها وسيلة الإعلام العراقية التي رفضت إعادة نشر تقريرها بحقها وتحدتها أن تترجم وتنشر تقريرا مماثلا لهذا التقرير يتحدث عن خسائر البيشمركة إن كانت قد لحقت بها خسائر بذات الأرقام الكاذبة التي فبركها مراسل الواشنطن بوست!
بإزاء هذه المعلومات المثيرة والخطيرة وللوقوف على حقيقة ما يجري، ورغم أنني شخصيا لم أصدق ما أوردته الصحيفة الأميركية وزميلتها العراقية التي تولت الترجمة والترويج لها، فقد اتصلت بصديقي د. حسين محيي الدين، وهو طبيب نجفي وشخصية وطنية معروفة، مستفسرا منه عن حقيقة الوضع في المدينة ومقبرتها، وقد أرسلت له نسخة من التقرير الإخباري الذي نشرته وكالة فخري كريم فرد علي الصديق محيي الدين مشكورا في اليوم نفسه، بعد أن ذهب شخصياً وزار مقبرة وادي السلام في النجف، وقابل المسؤولين في إدارتها التابعة لبلدية المدينة ومكتبها الإعلامي، ثم اتصل بممثل المرجعية الدينية النجفية لتقصي الحقائق حول الموضوع ووافاني بهذه التفاصيل التي تدحض بوضوح وقوة تخريفات و تلفيقات واشطن بوست و ذيلها العراقي :
( عزيزي علاء اللامي المحترم :
بعد أن اطلعت على التقرير الذي نشرته "الواشنطن بوست" وترجمه إلى اللغة العربية أحمد علاء لصالح جريدة و وكالة "المدى" والذي يشرف عليها ويملكها فخري كريم، وعلى ما في التقرير من أكاذيب وتهويل في عدد قتلى الجيش العراقي والحشد الشعبي اتصلت بالعديد من الأصدقاء، وذهبت بنفسي إلى مقبرة وادي السلام والتقيت بالمكتب الإعلامي لها الذي لا يدفن أحد إلا بترخيص منه، وهو تابع لبلدية النجف، ثم اتصلت بممثل المرجعية الدينية والتي بدورها تدفع مبلغ قدره 300 ألف دينار لكل شهيد وهي مصاريف الدفن ومبلغ لاستضافة للقادمين مع الجنازة، بعد أن اطلعت على الكثير من الحقائق والأرقام والجداول توصلت الى النتائج التالية :
أولا : أقصى عدد استقبلته مقبرة وادي السلام هو 35 جنازة وليوم واحد فقط حين كان القتال في ذروته وعلى مساحات واسعة من محافظة صلاح الدين وخلال معارك تحرير العلم والدور وآلبو عجيل وغيرها ولم يتكرر هذا الرقم لاحقا.
ثانيا: معدل ما يصل إلى النجف من شهداء الأيام الأخرى هو بين 6 الى 10 شهداء من جميع جبهات القتال. أما في هذه الأيام، ومنذ أسبوعين، فالعدد لا يتجاور 3-4 شهداء، و أحيانا، و لعدة أيام لا تصل أية جنائز لشهداء. ومن ذلك نستخلص أن الانتصارات التي يحققها الجيش والحشد الشعبي لا ترضي الطابور الخامس و أعداء وحدة العراق من الداعين للتقسيم وبالذات أمريكا وإسرائيل.وأنا أتحدى أن يكون أي شخص من الجريدة المذكورة قد زار مدينة النجف الأشرف أو مقبرتها بشكل رسمي وعلني والأكيد أن هذه مجرد تلفيقات إعلامية مقصودة .. د. حسين محيي الدين ).
بدوري أضع هذه الشهادة والمعلومات الواردة أمام الرأي العام العراقي و وسائل الإعلام العراقية الشريفة وأمام أية جهات تحترم الحقيقة و تشعر بالمسؤولية إزاء ما يحدث في الميدان الإعلامي، لتكون الأمور واضحة والمواقف معلنة فلا مجال للعب بدماء العراقيين لخدمة المشروع التكفيري الظلامي الذي تنفذه داعش الإجرامية عن قصد أو عن غير قصد.
*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحق مع دعاة التريث .. مركز تكريت
- لماذا تسكت القيادة العليا وماذا يحدث في مركز تكريت
- دلالات معركة تكريت
- موضوعان مشهديان من عراق اليوم
- دماء بروانة: القتيل واحد والقاتل أيضا!
- انتصار كروي آسيوي ثمين ولكن!
- أونفيري ومساواة التكفيريين-الجهاديين- بعموم المسلمين
- طبقة كتاب نظام المحاصصة الطائفي ومشتقاتها!
- مجزرة -شارلي ايبدو- و التضامن النقدي المراد
- في العراق معضلة نظام لا أزمة زعامات
- من إفراط المالكي إلى تفريط العبادي
- الرئاسات الثلاث في النجف: لبننة المحاصصة الطائفية؟
- محاولات -تهنيد- الجنوب عراقيين وخرافة جاموس السند
- تصريحات اللهيبي و عنتريات وكالة -فارس-.
- العقيدة القتالية لداعش : نقاط الضعف القوة
- العقيدة القتالية والأداء العسكري لداعش
- (الشيعية السياسية) هُزِمت وعليها الرحيل
- ج9/بحث علمي أوروبي يدحض خرافة العنف الدموي العراقي بالأرقام ...
- ج8/ الفاتحون العرب المسلمون يصابون ب-داء العنف العراقي- ! ج8 ...
- ج7/طقوس الانتحار الجماعي الملكي السومري وخرافة العنف العراقي ...


المزيد.....




- بعدما حوصر في بحيرة لأسابيع.. حوت قاتل يشق طريقه إلى المحيط ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لأعمال إنشاء الرصيف البحري في قط ...
- محمد صلاح بعد المشادة اللفظية مع كلوب: -إذا تحدثت سوف تشتعل ...
- طلاب جامعة كولومبيا يتحدّون إدارتهم مدفوعين بتاريخ حافل من ا ...
- روسيا تعترض سرب مسيّرات وتنديد أوكراني بقصف أنابيب الغاز
- مظاهرات طلبة أميركا .. بداية تحول النظر إلى إسرائيل
- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - تهويلات وأكاذيب واشنطن بوست ومن يترجم عنها