أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - تصريحات اللهيبي و عنتريات وكالة -فارس-.















المزيد.....

تصريحات اللهيبي و عنتريات وكالة -فارس-.


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4625 - 2014 / 11 / 6 - 11:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترى، كم شخصا ممن علقوا وانتقدوا بغضب التصريح الاستفزازي للنائب السابق طه اللهيبي سمعوا مباشرة ما قاله هذا الشخص وكيف وأين قاله؟ أعتقد ان الغالبية لم يسمعوه مباشرة بل عن طريق التواتر و العنعنة ( عن فلان عن فلان عن ...الخ) مع ما يصحب ذلك من رش للبهارات والمنكهات ومقتضيات الديكور الفيسبوكي. قبل قليل، سمعت نص تلك المشاتمة البذيئة وسأعود إلى تلخيصها بعد سطور، ولكني أستدرك وأقول: إن هذا التصريح الذي أثار ضجة ما بعدها ضجة، ودفع بحالة الاستقطاب والأحقاد الطائفية إلى أقصاها، وبغض النظر عن ظروفه وظروف قائله، هو تصريح مدان ومرفوض، ولكنه ليس جديدا بل هو نتفة صغيرة من ترسانة التشاتم الطائفي المتبادل في العراق، ولهذا نتساءل: ما الإضافة الجديدة التي جاء بها اللهيبي لقاموس فولكلور التشاتم الطائفي المتبادل والشائع في العراق؟ بصراحة، لا جديد فمنذ العهد الملكي، وربما ما قبله، والأشخاص الطائفيون من العرب السنة يعيرون ويشتمون مواطنيهم من الشيعة العرب وغير العرب بأنهم عجم وشعوبيون وفرس...الخ، أما الأشخاص الطائفيون من الشيعة فهم يعتبرون مواطنيهم من العرب السنة أتراك وشركس وقرج وماسونيون ...الخ. هذا طبعا قبل أن تُبعث حية و تشيع مفردات من قبل النواصب والروافض وأخواتها، دعونا ننسى القسم "القومي" الخاص بالعرب والأكراد من هذا القاموس في الوقت الحاضر!

إن كل هذا الهذيان والتشاتم الطائفي معهود وشائع، ومعروف أنه قد بلغ ذروته في عهد نظام صدام حسين الذي كان له، أو لأحد أقطاب نظامه، حصة كبيرة فيه حين نشرت الصحافة الحكومية"جريدة الجمهورية / على الأغلب" على شكل سلسلة من المقالات بعد قمعه الدموي للانتفاضة الشعبية في ربيع 1991 بعد هزيمته المذلة في الكويت، نشرت الكثير من هذا العَفَن الكريه.
لقد قررتُ ألا أعلق على الموضوع إلا بعد أن أسمع ما قاله اللهيبي شخصيا ومباشرة من تسجيل الفيديو وقد سمعت ما قاله قبل قليل، وعلى افتراض صحة التسجيل، وهو صحيح كما أعتقد، سأقدم روايتي الشخصية لما شاهدت وسمعت :
كانت النائبة حنان الفتلاوي ذات النبرة الطائفية الصريحة والحادة والاستفزازية ولها مواقف وتصريحات عديدة مدانة، كانت تتكلم بعصبية عن ثورة العشرين ويفهم من كلامها أن ( الشيعة العراقيين هم الذين قاموا بهذه الثورة المسلحة وقاتلوا البريطانيين ودفعوا التضحيات ولكن العرب السنة هم الذين استولوا على الحكم ) وهنا قاطعها اللهيبي وعلق بجملة نصها (إيه، قام بها الهندي أبو العمارة ) فردت عليه الفتلاوي بالقول ( أبو العمارة يشرفك ...الخ) ثم واصلت كلامها داعية شريكها في الحوار إلى ترك عمان التي يقيم فيها الآن ويأتي للدفاع عن أهله وقالت نصا ( إذا كنت أنت ترضى تعطي امرأتك لمسلحي داعش نحن ما نرضى ) وعندها تحول الحوار الى شتائم وصراخ.
أما المذيع أو "الإعلامي" الذي أدار الحوار، ومع احترامي لشخصه، فقد كان فاشلا بكل المقاييس، و شارك بدوره في الزعيق بعد أن فقد السيطرة على الحوار وهنا نتساءل : ترى، ألا يثير الريبة والشكوك فعلا جمعُ شخصين كاللهيبي والفتلاوي، معروفين بتطرفهما الطائفي ومواقفهما معروفة للقاصي والداني، في حوار تلفزيوني يشاهده الرأي العام؟ هل نحن أمام نسخة شاحبة لتقليد القرقوز فيصل القاسم الذي حول البرامج الحوارية التلفزيونية إلى حلبة ملاكمة ومبارزة بالأحذية في بعض المناسبات؟ ألا يتحمل مَن يضع النار قرب البنزين مسؤولية الحريق الوشيك؟ وهل ينقص العراق المزيد من الحرائق؟
وأخيرا، ما علاقة حنان الفتلاوي وطه اللهيبي وأمثالهما بثورة العشيرة ليتمسحوا بأذيالها، و يلوثوا بهاءها، و يسيؤون لقامات ثوارها الباسقة، وهما – ومن معهما- الواصلان الى السلطة "التشريعية" عبر التحالف مع الغزاة ومن خلال عملية سياسية طائفية ورجعية أوجدها احتلال أجنبي طالما صفقوا له وما يزالون يتوسلون منه أن ينقذهم من سكاكين ورصاص التكفيريين الدواعش؟؟!
دعونا ننتقل إلى مائدة إعلامية أخرى ولكنها ستكون خارجية هذه المرة رغم أنها من بذات الأطباق والمنكهات، لنتساءل : كيف نصف ونفسر التفاهات والجعجعات الإعلامية التي نشرتها قبل أيام قليلة وكالة "فارس" الإيرانية، حول مَن وصفته بـ ( البطل المغوار الجنرال سليماني الذي يقود العراقيين في مواجهة مسلحي داعش، والذي جعل التحالف الدولي يضمحل)؟ لقد توسل النظام الإيراني لأصحاب الشأن في التحالف الدولي لكي يقبلوه طرفا فيه، و حين رفضوا طلبه انقلب على عقبيه وصار يعاديهم ويضربهم تحت الحزام وعلى طريقة المثل العراقي ( لو ألعب لو أخرب الملعب) . وبغض النظر عن الموقف من هذا التحالف الدولي الزائف والمكون من أطراف أغلبها متورط في إنتاج ودعم العصابات السلفية الانتحارية كداعش وغيرها ولكن ألا يحق للناس أن تتساءل : هل فقد العراقيون القدرة على إنجاب الأبطال المغاوير ليستوردوا سليماني وأمثاله أم انها محاولة سخيفة للمتاجرة بتضحيات العراقيين من قبل الأوساط الإيرانية، وتبيان أنها تسجل المزيد من النقاط في مواجهة خصومها الإقليميين؟ وهل يتحمل الوضع العراقي العام والمحكوم باستقطاب طائفي شديد تصريحات سمجة كهذه ؟ ومن هو المستفيد من هكذا تصريحات بالدرجة الأولى ؟ وأخيرا، لماذا يلتزم حكم المحاصصة الطائفية والسلطة التنفيذية فيه بقيادة العبادي الصمت اتجاه هكذا تصريحات مستفزة؟ و كبف سيجرؤ العراقيون من العرب السنة على دعم الجيش والقتال إلى جانبه ضد العصابات التكفيرية المسلحة كداعش إذا كانت إيران تعلن أن "بطل المعركة" هو جنرالها "المغوار" سليماني؟!
من الطبيعي أن تسارع السي أن أن العربية، و قناة الجزيرة و الشرقية و الصفحات والمواقع والقنوات العراقية "المتدعشنة" جزئيا أو كليا إلى نشر هذه التصريحات الإيرانية على أوسع نطاق، ولها أن تفعل ذلك، فالقانون لا يحمي المغفلين كما يقول الإنكليز ، و جعجعات إعلامية غبية إيرانية كهذه تصب في مصلحة داعش ومن يواليها، وهي لن تصب بأي حال من الأحوال في مصلحة الشعب العراقي المذبوح من الوريد إلى الوريد يوميا بمجازر عصابات داعش وتفجيراتها وإعداماتها للأسرى والتي باتت لا تفرق بين السني والشيعي والمسلم والمسيحي ؟ وبالمناسبة : لماذا ابتلع الإعلام العراقي، حتى المستقل منه، لسانه ولم يرد بشيء على هذه التصريحات الإيرانية المسيئة، والتي تصب المزيد من الزيت على النار الطائفية المشتعلة منذ إقامة حكم المحاصصة الطائفية الفاشل وحتى اليوم؟

زبدة الكلام هي أن مشكلة أمثال هؤلاء الناس الحقيقية تكمن في أنهم لا يريدون أن يفهموا حالة البلد المسمى " العراق" بل هم يحاولون المتجارة ببضاعتهم السامة باستغلال هذا الوضع المحزن والدامي، فمع من لا يفهم ليس ثمة مشكلة لأنها تنتهي بإفهامه ما لا يفهم، إنما المشكلة الحقيقية، بل والكارثة الفعلية، هي مع مَن لا يريد أن يفهم، أو مع من يصرّ على أن فهمه هو الصحيح وغير القابل للنقاش وليذهب العراقيون وعراقهم "إلى قير"!
وكم يتمنى المرء، وهو يشهد ويشاهد هذه الأحوال والمواقف أن تنشأ وتترسخ تقاليد لدى البعض من النخبة المثقفة العراقية، والمستقلين النقديين منهم خصوصا، لفضح هذا النوع من السياسيين والإعلاميين الخطرين وبطريقة متوازنة وموضوعية، عساهم يسهموا في انقاذ البلاد والعباد من شر مستطير يريده لهم الطائفيون المحليون والإقليميون !
*كاتب عراقي.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقيدة القتالية لداعش : نقاط الضعف القوة
- العقيدة القتالية والأداء العسكري لداعش
- (الشيعية السياسية) هُزِمت وعليها الرحيل
- ج9/بحث علمي أوروبي يدحض خرافة العنف الدموي العراقي بالأرقام ...
- ج8/ الفاتحون العرب المسلمون يصابون ب-داء العنف العراقي- ! ج8 ...
- ج7/طقوس الانتحار الجماعي الملكي السومري وخرافة العنف العراقي ...
- بين عبد الكريم قاسم ونوري المالكي .. مقارنة متعسفة
- تحالف النجيفي يستثمر أسهم داعش ويفتح فرعا للمكون-الوطني-!
- ج5/ شعب العراق ضحية لظاهرة العنف أم جلاد ؟ /ج5 من 9 ج
- الحديقة العراقية تنهض ضد غربان داعش
- ج4/ العنف العراقي عند باقر ياسين: شتائم بالجملة ضد الشعب الض ...
- أيهما أدق: إقناع أم اقتلاع المالكي؟
- مجرم نعم.. لكنه وسيم!الانقلاب على دستورهم
- تكليف العبادي/ ماذا حدث بعد منتصف الليل ؟
- ج2/ فرانكشتاين بغدادي يلتهم جائزة -بوكر/ 2 من 2
- دلالات خطاب منتصف الليل للمالكي
- ج1/ قراءة في السياق :فرانكشتاين بغدادي يلتهم جائزة -بوكر/ 1 ...
- لا تغيير الخيول خلال المعركة!
- ج3/ الغربيون والجذور التاريخية لوصم العربي بعار العنف /3من9
- العنف الفردي و الجماعي في سرديات علم النفس الكلاسيكي / 2من9


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - تصريحات اللهيبي و عنتريات وكالة -فارس-.