أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - دماء بروانة: القتيل واحد والقاتل أيضا!














المزيد.....

دماء بروانة: القتيل واحد والقاتل أيضا!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4708 - 2015 / 2 / 2 - 11:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف نفسر الصمت المشوب ببعض التأتأة واللعثمة الذي ساد - الوسط الثقافي العراقي ومجاوره السياسي - بعد مجزرة "بروانة" الإجرامية التي راح ضحيتها ما بين 70 و100 مواطن مدني مسالم قتلوا صبراً بعد تطهير قرى شمالي محافظة ديالى من عصابات داعش؟ وكيف نفسر الضجيج والصخب الهائلين بخصوص مجازر أخرى مشابهة؟ هل اطمأن الجميع إلى لعبة تشكيل لجان التحقيق "الاسفنجية" التي لا حصر لها؟ هذا السؤال يمكن قلبه وتوجيهه إلى من فعلوا العكس طبعا! وبغض النظر عن التفاصيل وتوجيه الاتهامات للمجرمين الذين ارتكبوا هذه المجازر، وسواء كانوا مدفوعين بأسباب ثأرية عشائرية كما قال البعض، أو بأسباب الانتقام الطائفي، فلا يمكن أن تكون - يا صديقي - إنسانياً وديموقراطياً ومدافعاً عن حقوق الإنسان وضد القتل والقمع في مكان ما، تسكنه غالبية قومية أو طائفية ما، وتسكت عن كل تلك العناوين في مكان آخر: إنَّ مجازر "سبايكر" وسنجار وغيرها مدانة وإجرامية، وكذلك مجزرة "بروانة" ومثيلاتها إذْ أن عدد الضحايا أو طائفتهم الدينية ليس هو المعوَّل عليه هنا أو هناك، إنما التعويل على المبدأ الأساس والبوصلة المنحازة دون تردد أو شروط لدماء الأبرياء أياً وأينما كانوا وضد القتلة أياً وأينما كانوا ومن أي طائفة أو دين أو عرق أو مدينة أو حزب أو قطيع مليشياوي جاؤوا!

حين شاعت أخبار المجزرة، قيل في اليوم الأول، إن مرتكبيها من قبائل عربية سنية "تنكرت" بملابس وأسلحة وعربات الحشد الشعبي - مع أن مقاتلي الحشد ليس لهم ملابس رسمية كما يعلم الجميع - وقتلت من قتلت بدافع الثأر العشائري، وإن عدد القتلى أقل من أربعين، وذكر بعض المتابعين للشأنين الأمني والسياسي العراقي أسماء بعض تلك العشائر. ولكن حقائق أخرى تكشفت بعد مرور يوم أو بعض يوم، ومنها أن بلدة بروانة لم تكن من حواضن داعش، فهي محاطة بقرى تسكنها غالبية شيعية، وهي تعتبر من المناطق الآمنة التي لم يقتحمها مسلحو داعش، وهي خارج نطاق العمليات باعتراف مسؤولين أمنيين.

وسرعان ما شكلت لجان التحقيق المخصصة عادة لامتصاص الغضب والأزمات، فحكومة العبادي شكلت لجنة تحقيق، ولجنة الأمن والدفاع النيابية شكلت أخرى (بناء على طلب القيادات في محافظة ديالى)، كما ذكر مصدر نيابي، وظهر كبار الساسة في حكم المحاصصة على الشاشات ليجيروا دماء الضحايا لصالح أحزابهم. وقد قابلهم المنكرون لحدوث الجريمة أو المهونون من شأنها وخطورتها بحملة إعلامية مضادة فاعتبروا (هذه "الأخبار والشائعات" تهدف لطمس الانتصار في ديالى على داعش وتخريب فرحة المنتصرين). ولا ندري ما العيب أو ما المانع من أن تدان المجزرة ويتم التحقيق فيها لكشف المجرمين ويحتفل المنتصرون بانتصارهم؟!

مصدر نيابي قال إنه كان من المقرر أن يذهب وزيرا الدفاع والداخلية إلى مكان المجزرة للتحقيق والإطلاع على الحيثيات عن كثب، ولكنهما لم يذهبا بسبب "سوء الأحوال الجوية"!

شهود العيان، ومسؤولون سابقون وحاليون في المحافظة أكدوا عدة أمور نعيد تسجيلها هنا كشهادات جديرة بالتسجيل والتفحص دون أن نجزم بصحتها من عدمه كما وردت في الإعلام:

النائب كاظم الشمري: أعتبر مجزرة بروانة عملا إجراميا يتكرر كلما تم تحرير منطقة من داعش، والمجزرة عبارة عن عمليات تطهير عرقي، كما أنها دعوة صريحة لعدم عودة العوائل النازحة إلى مناطقها بعد تحريرها، وطبقا للمعلومات المتوفرة؛ فالأهالي هناك يعرفون القتلة جيدا وبالأسماء.

المستشار الإعلامي السابق لمحافظة ديالى تراث العزاوي قال كلاما مهما وخطيرا للصحافة العربية نقتبس منه (أن الجريمة وقعت بعد تحرير قرى شمال المقدادية، حيث تقع قرية بروانة التابعة إلى ناحية أبي صيدا، وهي ذات غالبية سنية. دخلت إلى القرية نحو 80 عجلة تابعة للحشد الشعبي، وبعضها سيارات حكومية تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية، وترفع شعارات طائفية، وبدأوا بإخراج الرجال والنساء على مرأى من مركز الشرطة القريب، ونقطة شرطة كانت أقرب، وقتلوا 35 شخصا أمام الناس، ومن ثم قتلوا 25 آخرين في البستان، واستمرت عملية القتل التي جاوزت المائة ضحية بعكس ما يقال إن العدد هو 72 شخصا فقط). وردا على سؤال بشأن صدور تحذيرات لأهالي بروانة بمغادرة المنطقة قبل بدء العمليات العسكرية، قال العزاوي إن (التحذيرات التي صدرت عن وزارة الدفاع وعن قائد الحشد الشعبي هادي العامري لا تشمل هذه المنطقة الآمنة التي هي خارج منطقة العمليات)، علما أن القرى المحيطة بها شيعية، وبالتالي فإن الحجة القائلة بإيوائهم "داعش" مضحكة، لأنهم كان يمكن أن يهربوا أو ينزحوا، ولكنهم يشعرون بأنهم في أمان).

وقد وردت أسماء بعض المسؤولين الأمنيين والسياسيين الذين قيل بأنهم كانوا موجودين في مكان المجزرة وقت ارتكابها.
إن هذه المجزرة المدانة ستمر كسابقاتها، طالما تولى التحقيق فيها الأشخاص ذاتهم من النظام الطائفي ذاته، وبكل يقين - للأسف - ستتلو هذه المجزرة مجازر أخرى مماثلة ضد أبناء هذه البلدة أو تلك، بغض النظر عن اسم طائفتهم أو مدينتهم، فالقاتل واحد هو نظام المحاصصة ودستوره الملغوم، والقتيل واحد أيضاً هو المواطن العراقي، بغض النظر عن اسم طائفته، ففي عراق اليوم طائفتان فقط: طائفة القتلى وطائفة المقتولين! وطالما بقيت العملية السياسية الطائفية جارية فسيجري المزيد من دماء العراقيين الأبرياء وعلينا أن ننتظر المزيد من البروانات والسبايكرات...الخ.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصار كروي آسيوي ثمين ولكن!
- أونفيري ومساواة التكفيريين-الجهاديين- بعموم المسلمين
- طبقة كتاب نظام المحاصصة الطائفي ومشتقاتها!
- مجزرة -شارلي ايبدو- و التضامن النقدي المراد
- في العراق معضلة نظام لا أزمة زعامات
- من إفراط المالكي إلى تفريط العبادي
- الرئاسات الثلاث في النجف: لبننة المحاصصة الطائفية؟
- محاولات -تهنيد- الجنوب عراقيين وخرافة جاموس السند
- تصريحات اللهيبي و عنتريات وكالة -فارس-.
- العقيدة القتالية لداعش : نقاط الضعف القوة
- العقيدة القتالية والأداء العسكري لداعش
- (الشيعية السياسية) هُزِمت وعليها الرحيل
- ج9/بحث علمي أوروبي يدحض خرافة العنف الدموي العراقي بالأرقام ...
- ج8/ الفاتحون العرب المسلمون يصابون ب-داء العنف العراقي- ! ج8 ...
- ج7/طقوس الانتحار الجماعي الملكي السومري وخرافة العنف العراقي ...
- بين عبد الكريم قاسم ونوري المالكي .. مقارنة متعسفة
- تحالف النجيفي يستثمر أسهم داعش ويفتح فرعا للمكون-الوطني-!
- ج5/ شعب العراق ضحية لظاهرة العنف أم جلاد ؟ /ج5 من 9 ج
- الحديقة العراقية تنهض ضد غربان داعش
- ج4/ العنف العراقي عند باقر ياسين: شتائم بالجملة ضد الشعب الض ...


المزيد.....




- رئيس كوريا الجنوبية يعتزم إنشاء وزارة لحل أزمة انخفاض معدل ا ...
- مصادر تكشف لـCNN ما طلبته -حماس- قبل -توقف- المفاوضات بشأن غ ...
- ماذا قال الجيش الإسرائيلي بشأن تعليق الأسلحة الأمريكية والسي ...
- -توقف مؤقت- في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. ومصادر توضح ال ...
- فرنسا: رجل يطلق النار على شرطيين داخل مركز للشرطة في باريس
- إسرائيل تبلغ نهائي يوروفيجن وسط احتجاجات على مشاركتها بسبب ا ...
- ?? مباشر: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق وحماس تقول إن -الكر ...
- نتنياهو ينتقد بايدن وواشنطن تقترح -بدائل- لاجتياح رفح
- تشاد تعلن فوز محمد إدريس ديبي بالرئاسة ومنافسه: الانتخابات س ...
- ما مخاطر الذكاء الاصطناعي بين الأيدي الخاطئة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - دماء بروانة: القتيل واحد والقاتل أيضا!