أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء اللامي - فيلم عن إبادة الأرمن: مزرعة القبرات














المزيد.....

فيلم عن إبادة الأرمن: مزرعة القبرات


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4792 - 2015 / 4 / 30 - 12:24
المحور: الادب والفن
    


في الذكرى المئوية لإبادة الأرمن عُرضت عدة أفلام رواية و وثائقية في القنوات التلفزيونية الأوروبية لعل من أفضلها فيلم " مزرعة القبرات" بالإيطالية (La masseria delle allodole) الذي عرضت نسخته الفرنسية مساء يوم أمس والفيلم انتجته عدة دول أوروبية هي فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلغاريا عن رواية للكاتبة الإيطالية من أصل أرمني أنطونيا أرسلان.

يكشف هذا الفيلم عن جانب مؤلم وشنيع من صور الإبادة التي راح ضحيتها الأرمن في تركيا إلى درجة قد لا يصدقها بعض الناس في عصرنا وربما خلط بينها وبين جرائم التكفيريين الانتحاريين في داعش ومثيلاتها اليوم، وخصوصا ما تعلق بسبي( وقد استعملت الكلمة بتصويتها العربي في الفيلم ويبدو أنها كانت مستعملة في اللغة التركية في العهد العثماني بهذا التصويت) واغتصاب وقتل النساء والأطفال. غير أن النقطة المهمة الأخرى في الفيلم وبالتالي في الرواية هي إبراز حالات إنسانية ونبيلة كان أبطالها مدنيين وعسكريين أتراك رفضوا المذابح وحاولوا - كل بطريقته - إنقاذ ومساعدة الأرمن. ومن هؤلاء العجوز التركي نظمي ( مثل دوره الممثل الفسطيني القدير محمد بكري) والذي اعترف للعسكر الترك العثمانيين تحت التهديد بالقتل بمكان اختباء مجموعة من الأسر الأرمنية فتسبب بمقتل العشرات منهم ثم ندم نظمي على ذلك و كاد يقتل ذات مرة بعد أن زعم أنه أرمني حين صوب نحوه عسكري تركي البندقية ولكن عسكريا آخر عرفه فأنقذه من الموت، وسوف ينجح نظمي التركي في نهاية الفيلم بإنقاذ مجموعة من الأطفال والنساء الأرمن من المذبحة و يخرجهم من تركيا إلى أسبانيا على ظهر سفينة بمساعدة القنصل الأسباني.

الممثل الثاني للجانب المضيء للأمة التركية هو العسكري الشاب فرزان الذي كان يحب شابة أرمنية هي نونيك (قامت بدورها الممثلة الأسبانية القديرة والحسناء باث كامبوس ترجو). هذه الشابة تعرض نفسها كالعديد من النساء "السبايا" على العسكريين الأتراك مقابل الحصول على طعام للأطفال في القافلة ، ويصادف أن يكون العسكري الذي عرضت نونيك نفسها عليه هو فرزان حبيبها التركي فيشفق هذا الأخير على حالها ويعطيها الطعام ويحاول أن يبرئ نفسه مما يجري، و في ليلة تهريب الأطفال والنساء من قبل نظمي وعدد من أعضاء الأخوية السرية التي ينتمي إليها، يُلقى القبض على الشابة نونيك – بعد أن تضحي بنفسها وتكشف عن مكانها لتضمن سلامة عملية تهريب الأسرى- ويحكم عليها العسكر الترك بالموت أولا بالتعذيب بالتحريق وهي حية ثم بقطع الرأس! ولكن فرزان، وبتشجيع من نونيك نفسها، يحاول تجنيبها عذاب التحريق فيبادر لقطع رأسها بضربة سيف واحدة!

بعد سنوات، وفي محكمة عسكرية تركية، يَتهم فرزان عدد من القادة العسكريين الترك بارتكاب مجازر بحق الأرمن ويقدم شهادته أمام المحكمة ولكن الضباط المتطرفين من جمعية "تركيا الفتاة" والذين قادوا ونفذوا تلك المذابح يهددونه بالقتل وينشدون، في داخل المحكمة، الأناشيد العنصرية المفاخرة بقتل الأرمن واتهامهم بالخيانة لأن بعضا منهم تعاون مع الجيوش الغربية التي اجتاحت تركيا بعد سقوط الدولة العثمانية، وحين يطلب القاضي العسكري من الشاب فرزان ذكر أسماء محددة لمن شارك في عمليات القتل و للضحايا يعترف فرزان باسم قاتل واحد واسم ضحية واحدة هما : هو العسكري فرزان وحبيبته الأرمنية نونيك!

من حيث المبدأ، وبشكل عام، فهذا الفيلم لا يخرج عن الأعمال الغربية المنطلقة من إطار "الأحكام المسبقة" أي التي لا تروم معرفة وتقديم أقرب صورة لحقيقة ما جرى آنذاك وهو فظيع و وحشي بكل المقاييس، بل تريد وحسب تسجيل إدانتها للجانب العسكري التركي الذي يستحق الإدانة، ولكن على حساب معرفة أو مقاربة الحقيقة.. ولكن الجديد في هذا الفيلم هو إبرازه للنقاط المضيئة في الجانب التركي من المشهد الدموي والإفلات من التعميم العنصري الغربي المنحاز ضد الشرقيين عموما والمسلمين خصوصا.

إنه فيلم يستحق المشاهد رغم قسوة ودموية العديد من مشاهده، تضامنا مع ضحايا هذه المأساة الرهيبة التي لم يُنصَف ضحاياها حتى اليوم ولم يعترف الجانب التركي الرسمي بارتكابها ويعتذر عنها ولكنني أعتقد جازماً أن الضمير الجمعي للأمة التركية أكبر وأعظم من كل ساسة تركيا المتعصبين و ضيقي الأفق وسيأتي اليوم الذي ينصف فيه هذا الضمير الجمعي التركي جميع الضحايا من أبناء وبنات الشعب الأرمني الطيب.

*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا حدث في الثرثار ياحكومة المحاصصة؟
- متابعة يومية للتجاوزات الإجرامية في تكريت
- مع وزيري النقل والخارجية.. بصراحة
- جريمة ضرب الأطفال في المدارس العراقية
- نحو بغداد : نيران أميركية وإيرانية -صديقة-
- تهويلات وأكاذيب واشنطن بوست ومن يترجم عنها
- الحق مع دعاة التريث .. مركز تكريت
- لماذا تسكت القيادة العليا وماذا يحدث في مركز تكريت
- دلالات معركة تكريت
- موضوعان مشهديان من عراق اليوم
- دماء بروانة: القتيل واحد والقاتل أيضا!
- انتصار كروي آسيوي ثمين ولكن!
- أونفيري ومساواة التكفيريين-الجهاديين- بعموم المسلمين
- طبقة كتاب نظام المحاصصة الطائفي ومشتقاتها!
- مجزرة -شارلي ايبدو- و التضامن النقدي المراد
- في العراق معضلة نظام لا أزمة زعامات
- من إفراط المالكي إلى تفريط العبادي
- الرئاسات الثلاث في النجف: لبننة المحاصصة الطائفية؟
- محاولات -تهنيد- الجنوب عراقيين وخرافة جاموس السند
- تصريحات اللهيبي و عنتريات وكالة -فارس-.


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء اللامي - فيلم عن إبادة الأرمن: مزرعة القبرات