أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - اللعب مع التاريخ















المزيد.....

اللعب مع التاريخ


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 4903 - 2015 / 8 / 21 - 00:06
المحور: الادب والفن
    


اللعب مع التاريخ
هذه تجربة حاولت فيها اللعب مع الحكاية والموروث الشعبي بأن ادخل ضمن الحكاية الشعبية أو التاريخ والعب معه لأكتب ق.ق.ج لا علاقة لها بالموروث إلا الاسم والحدث الملعوب به.
1/ سحر
ركضت وراء لبيد ابن ربيعة،قبيل ولوجه مكة .جذبته من سرواله لأقنعه أن لا يلقي قصيدته في عكاظ .رويت له مطولا، وأنا معلق بين رجليه ،الرؤيا التي تراءت لي ليلا بأن النابغة الذبياني ، الذي يحتكم إليه الشعراء جميعا ليقول فيهم كلمته الفصل ، لم يعد يطيق سماع الشعر ولا تعليقه بعد نقشه بماء الذهب في الكعبة.بهت لبيد من لغوي واعتبرني إما مجنون يهذرف أو سكير . رفسني بقدم ضخمة كخف الجمل وصرخ على من كان معه من بني عامر:اقطعوا رأسه وارفعوه على رماحكم ليرى أهل مكة ماذا يحل بمن يتهكم على لبيد.من شدة خوفي رميت بوجههم بضع كلمات كنت أجمعها لاستخدامها في حكاية نويت صوغها ،فبهتوا.كأن سحرا شل أياديهم. اقترب لبيد متسائلا عن ما القيته. تدفقت كلماتي :" أحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ يَرْبَأ فَوْقَهَا ، قَفْرَ الْمَرَاقِبِ خَوْفُهَا آرامُها".وصمت.انتبه لبيد للكلمات قائلا:هذا سحر يا هذا.قلت لا هو بداية قصة قصيرة جدا.سمعت المومس حوارنا.جذبت لبيد من ساعده وهمست:اقتله قبل أن يسمع النابغة بسحره فيوردك التهلكة.رفع لبيد سيفه وأطاح بعنقي وبينما رأسي يتدحرج كان لساني يكمل ما بدأ ولبيد يحفظ عن ظهر قلب
2/ كليب أو نحرق البلد
اتفق العشرة على استعادة جليلة.اختبؤوا في متاع عرسها.ولما دخل ملك التبع عليها ضربوه ضربة رجل واحد وأطاحوا بعنقه.كنت مختبئا في الكيس الصغير .لم ينتبهوا لي فقد كنت غلاما حدثا.لم أدرك ما حدث فقد كنت مشغولا بكتاب كانت جليلة قد أخفته بحرص بين متاعها .
ما أن حطت الإبل بنا في مضارب القبيلة حتى تسللت خفية من الكيس بعد أن اطلعت على المخطوط ،لكنها لمحتني ولم تعرفني ، ظنت أني الزير الصغير.ابتعدت لأختبئ في زير الماء المهجور على طرف المضارب القصية.
رغم زواجها من كليب إلا أنها لم تغفر للزير اطلاعه على مذكراتها.حرضت كليبا مرارا عليه ثم أوغرت صدر جساس عليهما .كنت دوما مختبئا أراقب من بعيد.وأحرص على ألا تعرفني.حتى لما عاثت ناقة البسوس في الأرض وذبحها كليب ما انتبه أحد أني كنت أقرأ في كتابها كل ما كتبته . لم يلحظ جساس أني استرقت السمع ليلا وهو يتلاعب بفؤاد البسوس ويقنعها بأن ترفض عرض كليب إعطاءها 100 ناقة دية بدلا من ناقتها.حاولت أخبار كليب أن يأخذ حذره إلا أنه لم يأبه لهمسات ليلية تأتي إليه من بعيد. في تلك الليلة الموحشة في الأيام الأولى من الحرب أحسست بتسلل جساس إلى مخدع جليلة.لحقت به فإذ به يذبح كليبا أمام أعينها دون وجود أي شاهد إلا أنا وهي.مجددا لمحتني أنسل لأختبئ.خافت أن أكشف قتل أخيها لزوجها .أعوام مضت وجليلة همها الأكبر معرفة من أكون وأما الزير فلم يكن من هم له إلا الانتقام حاملا عشرة أبيات ورثها من كليب و أوقف حياته عليها.
أربعون عاما و الزير يطلب الثأر وجليلة تدون يومياتها و تربي الهجرس وأنا أتلصص من زيري البعيد.أراقب الإصرار على " إما كليب أو ﻻ-;---;-- أحد" وتزايد بحور الدم وتراجع العقل والمضي في القتل والدمار إلى الأبد.
تسللت إلى ما تدونه جليلة لأكتشف أنها تزيد من تأجيج مشاعر الثأر لدى الزير للتخلص منه ومن من حالفه.كانت قد فهمت الأمر على نحو آخر"فمـن الممـكـن ان يعود كليب حياً، إن لم يـكـن باللحم والـدم المـادي فلـربما بمعنى آخـر... نـعم فله ولد هو الهجرس، ولي الدم وصاحب البـيـت وسيد القـوم بعد أبيه" .كانت تريد المجد كله ، تنصيب الهجرس، وتحطيم أسطورة الزير وكتابة التاريخ من زاويتها.كل ما كانت قد دونته كان تعظيما لدورها وتقزيما للزير.
في اللحظة المناسبة انقضت على ما تبقى منه وأنجزت كتابة ملحمة البسوس لتكون هي الأساس وتترك الزير بين يدي عبدين اثنين ليتخلصا منه.
في غفلة منها تسللت من الزير المهجور، تناولت مخطوطتها وكتبت جملة واحدة :جميع الأحداث والشخصيات من صنع الخيال وإن تلاقت مع أحداث أو أسماء معينة فمن باب الصدفة المحضة.ثم قفزت إلى داخل المخطوطة واختبأت الى الأبد.
3/
الحكواتي
لم يكن يدرك ما سيلقاه حين غادر القصر غاضبا.لقد انتظرها طويلا لتكمل له ما رواه حلاق بغداد عن المستنصر بالله وإخوته الستة، لكنها كانت قد اختفت.لم يصطحب معه مسرورا أو حتى حاجبه.سار على غير هدى في شوارع المدينة حتى حل به التعب.استند على حائط لمنزل شبه مهجور فإذ بصوت كالكروان يتسرب من داخل المنزل.اقترب بحذر وقاده الفضول إلى الداخل.دفع باب الغرفة وولجها ليقف وجها لوجه مع وجه يتلألأ كالقمر. ما أن صرخت حتى كان عبد أسود ينقض عليه ويوثقه.عرفته فورا وقررت الإنتقام لضحاياه.بجملة حادة كنصل السيف قالت: إن أردت الحياة عليك أن تقص لي كل حكايات ضحاياك.وفي الليلة التي تعجز سأدق عنقك.
طابور طويل من أجساد بلا رؤوس لفتيات المدينة مررن أمامه وبدأ في رواية حكاياهن.وحدها لم يتذكر حكاياتها لأن رأسها بقي ملتصقا بجسدها.في الليلة الألف جدبت الحكايات و جف ريقه.ما أن رفع العبد سيفه حتى دوت ضحكة مجلجلة ولاح طيفها من بعيد وهي تحضر الألفية الثانية من الحكايا.
4/ خازوق
خرج السادن من المعبد ومن ورائه صغار الكهنة .أطل على السهل وما أن هتف:اليوم خمر وغدا أمر.حتى تعالت الصيحات من كل الوافدين على موسم عكاظ.حتى الصقور والنسور والعقبان التي ملأت الفضاء جذلت طربا.فالإشارة تعني قرابين على مد البصر.
اجتمع الخليط من كهنة وشعراء وسحرة ورواة يمسك بركبهم صعاليك و مومسات و متنبئون وضاربات ودع ومغنيات وراقصات وفي آخر الركب يلهث شحاذون و عبيد ومحاربون .
وجدت نفسي وسط هؤلاء.لا أعرف كيف تم ذلك.تطلعت من حولي وجدت زهير بن أبي سلمى يتلو :" أمن أم أوفى دمنة لم تكلم "، وفي زاوية قصية ردد عمرو بن كلثوم " ألا هبي بصحنك فأصبحينا" بينما كان الحارث بن حلزة اليشكري يحضر ما سيلقيه"آذتنا ببينها أسماء" ولبيد بن ربيعة يعيد " عفت الديار محلها فمقامها" بينما يراجع امرؤ القيس "قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل"،ويهم طرفة بن العبد بترديد "لخولة أطلال ببرقة تهمد".
كان كل شاعر منهم مسنودا بشيطان من شياطين الشعر لاحظت أن هاذر، شيطان النابغة ولافظ بن لاحظ، شيطان امرئ القيس والشيخ إبليس و أبناؤه( زلَمبور، داسِم، تبر،
الأعور، ومِسْوطْ) يختبؤون بين الجمع.
اصطفوا متحمسين ودفعوني بينهم لأجد نفسي في المقدمة.نظر السادن إلى الجميع وصرخ: من لا يجد سحره قبولكم سيدفع إلى حتفه.
كانوا متأهبين.يحملون معلقاتهم وكنت مرتجفا لا أحمل إلا سبع ومضات يتيمة.مع انتهاء كل واحد كان الحضور يضج بالتصفيق وترفع الأنخاب عاليا وتدق الكؤوس.لكن ما أن أنهيت ومضاتي حتى علت صيحات الاستهجان واحمر وجه السادن قبل أن يشير بإصبعه مشمئزا إلى الزاوية البعيدة.تخاطفتني الأيادي ولم أشعر إلا بمباعدتهم لساقاي واختراق شيء حاد لمؤخرتي.انتبهت أن الخازوق يخترقني.ما إن صرخت من الألم حتى وجدت جسدي على أرض الغرفة والمعلقات السبع مطروحة أرضا.



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في نص أحمر وأسود للقاص حيدر مساد
- قراءة في نص قهرٌ للقاص حسن فهمي
- قراءة في نص نكبة للقاص عماد نوير
- كوة / قصة قصيرة جدا
- قراءة نقدية في نص « ذكرى» للكاتب: راسم الخطاط
- قراءة في نص نور الظلام للقاص مصطفى ابو حطب
- دجالة
- الومضة المتدحرجة
- قراءة في نص - خداع مرآة - للقاص حسن علي البطران
- قراءة في نص العرافة والأفعى ...للقاصة هداية مرزق (Houda Aize ...
- قراءة أولية في نص أزرق للقاص عبدالباقي الصباغ
- قراءة في نص (البؤساء) للقاص تموز الحلبي
- محاولة لقراءة اولية في نص حورس للقاص عثمان عمر الشال
- لسان/قصة قصيرة جدا
- تقاعد/هايكو
- عين زجاجية/قصة قصيرة جدا
- الجد /قصة قصيرة جدا
- نسيان/قصة قصيرة جدا
- انتحال/قصة قصيرة جدا
- كيشيموجان /قصة قصيرة جدا


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - اللعب مع التاريخ