أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - قراءة في نص نور الظلام للقاص مصطفى ابو حطب















المزيد.....

قراءة في نص نور الظلام للقاص مصطفى ابو حطب


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 4894 - 2015 / 8 / 12 - 05:49
المحور: الادب والفن
    


النص
نور الظلام
على مفترق اﻷ-;-نفاق، عميقاً في العتمة، غازلني قبسٌ باهتٌ في النّفق اﻷ-;-يمن. هممت بالسّير إليه فإذا شعاعٌ يبهرني على يساري. سعادتي به شدّتني وشلّت حواسّي العقلانيّة فاخترت تلك الطّريق، واثقاً من النجاة.
بعد مسيرة أميال، بدأ الشعاع يخفت تدريجيّا مع كلّ خطوة. حاولت التّراجع فإذا خلفي جدارٌ أصمٌّ؛ لا مفرَّ إذاً من متابعة المسير.
اختفى الشّعاع اﻵ-;-ن تماماً.
الجدار لا زال يتبعني، يكاد يلتصق بظهري. أغمضت عينيّ، علّني أبصر الشّعاع عندما أفتحهما. فتحت عينيّ، لا شيء. لا شعاع ولا قبس. ظلامٌ دامسٌ؛ تابعت المسير، فوجئت بجدارٍ يرتطم بوجهي...وقعت مغشيّاً عليّ.
ولم أفق.
القراءة
نور الظلام إغراق في الترميز أم نظرة صوفية؟
يبدو أن العنوان نور الظلام بدلا من أن يكون مدخلا لفهم النص أوقع البعض في إشكالية تفسير العلاقة ما بين النور والظلام.وخاصة أنهما نقيضان ويبدو أن اعتماد النص في جزء كبير من متنه على الثنائيات المتناقضة قد زاد من تشتت المتلقي.
لا أعلم لم رأيت قراءتي النص أقرب إلى النصوص المعتمدة في تفسيرها على القرآن الكريم. ربما بسبب مدخل النص.
يمكن القول إن العنوان مقتبس مما ورد في القرآن الكريم في سورة النور" الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهذي الله لنور من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم".وكما جاء في الآية 257 من سورة البقرة:" الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور"، وجاء في الآية 15 من سورة المائدة:" قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين"، وجاء في الآية 32 من سورة التوبة:" يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم". وجاء في الآية 174 من سورة النساء:" وأنزلنا إليكم نوراً مبينا"، وجاء في الآية 40 من سورة المائدة:" ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور"، وجاء في الآية 28 من سورة الحديد:" ويجعل لكم نوراً تمشون به"، وجاء في الآية 18 من سورة آل عمران:" والكتاب المنير".
هذه الآيات الكريمة تضيء لنا العنوان وخاصة إذا ما عرفنا ان الوحي نور من الله وهو أيضاً نور الله؛ ومن يلتزم دين الله ويجاهد نفسه وشهواته يكون له نور يمشي به في الناس. والكُتب التي أنزلها الله على رسله هي نور، وهي أيضاً منيرة... والعلم نور... والفطرة السوية نور، والضوء كذلك نور...
عندما ينعكس الضوء على الأجسام الماديّة يكشف لنا جزءاً من حقيقتها، كالشكل واللون ... الخ، ومن هنا نقول إنّ الضوء نور، لأنّه يوصلنا إلى حقائق الأشياء.
فالنور: كل ما يوصلك إلى كُنه الأشياء وصفاتها وحقائقها. وما يقابل النور هي الظلمات. وعليه فالظلمات: ستر وحجب، وهي تحجب حقائق الأشياء. ومن هنا كانت الضلالة تلازم الظلمات، وكانت الهداية تلازم النور.
وفي الكثير من الأناشيد الدينية يوصف رسول الله بأنه نور الظلمات.
ربما هذا المدخل يوصلنا إلى مطلع النص حيث البطل على مفترق إنفاق ما بين الحقيقة والوهم وهنا تأتي الثنائية التي طبعت النص منذ العنوان حتى ما قبل القفلة.عتمة وقبل وشعاع نفق أيمن وآخر أيسر...مما أدخلنا مجددا في محاولة تفسيره على أساس التفسير الديني.خاصة لوجود مفهوم اليمين واليسار ومحاولة فهمها في النص انطلاقا من فهم مثنوية اليمين واليسار في القرآن الكريم بصيغة تفضيل واضح لليمين على اليسار حيث رمز مفهوم اليمين للمؤمنين كقوله تعالى : " إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون " المدثر 39-40 ، عن أهل النار وحالهم وقوله تعالى : " وأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه " الحاقة (19) خطاباً للمؤمنين لما أسر به " وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه " الحاقة (25) وقوله تعالى " وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين " الواقعة (90-91) ، أي له السلامة من العذاب ، ويأتي ذكر البيان الإلهي ( وما تلك بيمينك يا موسى " طه (17) ، والاستفهام للتقرير ليرتب عليه المعجزة فيها ، وقوله تعالى " وناديناه من جانب الطور الأيمن وقريناه نجينا " مريم (25) ، بقول يا موسى إني أنا الله ، عندما كلمه ربه وكان جبل الطور على يمين موسى حين أقبل على مدين
ونذكر أيضاً قوله تعالى : " لأخذنا منه باليمين " الحاقة (45) ، أي لنلنا منه عقاباً ( باليمين ) بالقوة والقدرة وقطعنا شرايين قلبه وهو تهديد للنبي لو تقول على الله ما لم يقله ( حاشى ) وورد التفضيل في الأديان الأخرى بالنسبة للمسيحي البيزنطي من اليمين الى اليسار يعبر عن أن الروح القدس روح الحنان والرحمة ( اليمين ) يجتاح قساوة القلب وصرامة شرائع الحياة البشرية ( اليسار ) .
ويمكن التوسع أكثر في هذا المجال خارج النص الديني فمن خلال علم النفس اليونغي فإن يونغ ارجع كلّ الحياة البشرية الى منظور الثنائيّات المتعارضة: وعي - لاوعي نور - ظلام ذكورة - أنوثة. ومفهوم التعارض أساسيّ في الكائن البشري. وهو لا يصبح كلاًّ كاملاً، ولا ينتشر حتّى الأنا، إلاّ إذا لم يرفض التعارضات بل احتواها في ذاته. فبسبب تقوية الأنا في المنتصف الأول من الحياة، يتم التشديد على الوعي. ويصيغ العقل مثاليّات يتبنّاها الأنا. ولكن في اللاوعي، يكون لجميع هذه المثاليّات مواقف معاكسة. وكلّما ازداد الجهد في نبذ هذه الأمور المعاكسة، ازداد احتمال عودتها في تشكل الشخصية . وكذلك، تثير أنماط السلوك المُعاشة في الوعي مواقف معاكسة في اللاوعي. وهكذا، يتطلّب العودة إلى تلك الأقطاب المعاكسة، وقبول الظلّ الّذي لم يتمّ عيشه، والدخول في جدالٍ معه.
وهنا نجد حسب يونغ سلوكين خاطئين: الأوّل هو عدم رؤية ما يعاكس الموقف الواعي. فيتمسّك الشخص بالقيم القديمة، ويجعل نفسه بطلاً في المبادئ ومدافعاً عن الزمن الماضي. إنّه يتصلّب ويتحجّر ويتعامىَ. ويحلّ حفظ القوانين والشرائع محلّ التحوّل الروحيّ. وفي آخر الأمر، يعود سبب التصلّب إلى الخوف من مواجهة مشكلة التناقضات في الإنسان. فالطرف الآخر المُقلق والموجود في الظلّ يُشعر بالخوف. فيفضّل الإنسان ألاّ يراه، ولا يسمح لنفسه إلاّ «بحقيقةٍ واحدة وسلوكٍ واحد يُفترض به أن يكون مطلقاً. فلولا ذلك لا تكون هناك أيّة حماية من خطر الانقلاب الّذي يشعر به الإنسان في كلّ مكان حوله إلاّ في ذاته». وردّ الفعل الثاني الخاطئ تجاه المتعارضات هو رمي جميع القيم الّتي التزم بها الشخص من قبل. فما إن يكتشف خطأً في القناعات الّتي كانت لديه حتى الآن، ويكتشف ضلالاً في الحقيقة وكراهيّةً في المحبّة الّتي يعيشها حتى الآن، يرمي جميع المثاليّات السابقة، ويحاول متابعة حياته خلافاً للأنا الماضية. «ومن علامات الانقلاب نحو المواقف المعاكسة تغيير المهنة، الطلاق، تغيير الديانة، نكرانٌ لأمور كثيرة.» ويظنّ الإنسان أنّه استطاع أن يحقّق أخيراً كلّ ما كان مكبوتاً حتى الآن. لكنّه بدل أن يُدمِج ما لم يتمّ عيشه من قبل، يستسلم له رافضاً كلّ ما تمّ عيشه حتى الآن بشكلٍ واعٍ. فيقوم بعملية كبتٍ جديدة. فيستمر الكبت، ولكنّه يغيّر فقط المادة المكبوتة. ومع الكبت تستمرّ عمليّة بلبلة التوازن. ويخضع الإنسان لضلال الإيمان بأنّ قيمة مُعينة قد أُلغيت بالقيمة المعاكسة لها. ولا يدرك أنّه ما من قيمة وما من حقيقة في حياتنا يمكنها أن تزول بما يعاكسها، وأنّ القيمتين المتعاكستين ترتبطان بعلاقة تبادليّة. «كلّ ما هو إنسانيّ نسبيّ، لأنّ كلّ شيء يقوم على التضادات الداخليّة.» فالسعي إلى نكران القيم السابقة لصالح ما يعاكسها أمر متطرّف، مثل تطرّف النظرة الأحاديّة الاتجاه الّتي تتمسّك بالمثاليّات ولا تنتبه إلى الأهواء اللاواعية الّتي تثير الشكّ في هذه المثاليّات.*
وفي تفسيرات علم النفس الحديثة نجد إشارة الى الرموز في لاوعينا الجمعي مثل رمز الفراغ والمكان والجهات. ويرتبط اتجاهُ اليمين عادةً بالذكورة والفاعلية، فيما يرتبط اتجاهُ اليسار بالأنوثة والكمون؛ والاتجاه نحو اليمين يعني الاتجاه نحو الخارج والظاهر، بينما الاتجاه نحو اليسار يعني الاتجاه نحو الداخل والباطن والانغلاق.
هنا بطل النص انكفئ الى داخله محاولا البحث عن حقيقة غائبة وقام برمي جميع القيم الّتي التزم بها من قبل. يكتشف خطأً في القناعات الّتي كانت لديه حتى الآن، وحاول متابعة حياته خلافاً للأنا الماضية حين قال اخترت هذه الطريق واثقا من النجاة...بعد مسيرة اميال....
هنا واضح عملية كبتٍ جديدة. فيستمر الكبت، ولكنّه يغيّر فقط المادة المكبوتة. ومع الكبت تستمرّ عمليّة بلبلة التوازن.
وخير تعبير عن الكبت المستحدث الجار الذي يلاحقه والجدار الذي برز أمامه ليصطدم به.هنا عودة إلى التفسير الديني" وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ".والتفسير يقودنا الى: وجعلنا من بين أيديهم سدا أي : الدنيا ، ومن خلفهم سدا أي : الآخرة . أي عموا عن البعث وعموا عن قبول الشرائع في الدنيا ، قال الله تعالى : وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم أي : زينوا لهم الدنيا ودعوهنم إلى التكذيب بالآخرة . وقيل : على هذا من بين أيديهم سدا أي : غرورا بالدنيا ، ومن خلفهم سدا أي : تكذيبا بالآخرة . وقيل : من بين أيديهم الآخرة ومن خلفهم الدنيا .بهذا يمكن فهم وقعت مشيا علي ولم افق...هنا ليس موتا وإنما ضياع كامل للدنيا والاخرة.
هي محاولة لتفسير نص اعتمد الترميز وبسكل موفق ادخلنا في متاهات تفسير غرائبية اعتمادا على الموروث الديني المقاطع معلم النفس الحديث...هل يمكن ذلك...وحده الكاتب من يملك مفاتيح نصه المتقن والجميل.



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دجالة
- الومضة المتدحرجة
- قراءة في نص - خداع مرآة - للقاص حسن علي البطران
- قراءة في نص العرافة والأفعى ...للقاصة هداية مرزق (Houda Aize ...
- قراءة أولية في نص أزرق للقاص عبدالباقي الصباغ
- قراءة في نص (البؤساء) للقاص تموز الحلبي
- محاولة لقراءة اولية في نص حورس للقاص عثمان عمر الشال
- لسان/قصة قصيرة جدا
- تقاعد/هايكو
- عين زجاجية/قصة قصيرة جدا
- الجد /قصة قصيرة جدا
- نسيان/قصة قصيرة جدا
- انتحال/قصة قصيرة جدا
- كيشيموجان /قصة قصيرة جدا
- حانوتي/قصة قصيرة جدا
- إعدام
- حياة /قصة قصيرة جدا
- عودة مبمونة/قصة قصيرة جدا
- ابداع3/ قصة قصيرة جدا
- الغول/قصة قصيرة جدا


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - قراءة في نص نور الظلام للقاص مصطفى ابو حطب