قراءة في نص نكبة للقاص عماد نوير

عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 4897 - 2015 / 8 / 15 - 20:12
المحور: الادب والفن
    

قراءة في نص نكبة للقاص عماد نوير


النص


نكبة
أودعت ثمار تعليمها في مكان قَصيّ، خالطت أنفاسها بخورات محترقة تدور في غرفة ضيقة، أغدقت عليه جذلة حينما أكد لها عدم قدرة زوجها على الأقتران بعشيقته ، أتصلت به همسا حياءً من سكون الليل بعد لأي مقيت و أعياء مخيّب عند أطراف السرير ..ماذا فعلتْ!! لم أتخلَ عن فكرة كوني زوجة مغرية .


القراءة


نحن أمام نص ذكي.التقط أكثر من حبكة ودمجها في نص قصير جدا وبتكثيف عالي.
العنوان بمدلولاته كثيرة وباسقاطاته اكثر.فهو أولا نكرة وثانيا يفتح الأفق أمام التساؤل أي نكبة وقد اعتدنا نحن على ترادف النكبة مع فلسطين.فهل ما عانت منه البطلة مساو للنكبة.
النكبة نتائحها المعروفة هي اقتلاع كامل لشخص أو مجموعة أو شعب من مكانهم وتشردهم...قديما كانت نكبة البرامكة وحديثا نكبة فلسطين.فابعنوان حضروا نفسيا لاحداث جلل ستتعرض لها بكل النص وبهذا كان موفقا إلى درجة كبيرة.
استهلال النص كان ذكيا فبداية أي مصيبة هي الضياع الفردي...وهل هنالك أكبر من ضياع محصول استمر المرء برعايته دهرا ل يثمر وحينما أثمر أودع في مكان قصي.اعتقد أن الكاتب/ة هنا كان ذكيا فقد انطلق من الخاص للعام فمشكلة الكثير من النساء أن تعليمهن لا يقطفن ثماره لاحقا أما بسبب قيود المجتمع على المرأة أو بسبب الزواج أو العديد من الصعوبات أمام عمل النساء...أو بسبب حظ عاثر...من هذه البداية كانت بداية الضياع..امرأة وجدت أحلامها معلبة ومودعة في مكان قصي..وهذا يعني استحالة الوصول إليه ويعني ضياع حتى للأحلام. هنا أمام مثل هذا الضياع المتسلسل للشخصية ما هو الحصن الذي تلجأ له المرأة ...البيت ومن أجل هذا ستقاتل للاحتفاظ به حتى لو لجأت للغيبيات وللشعوذة.ومن قال إن من يلجأ لهؤلاء هم من الأميين؟ الكثير من زبائنهم من علية القوم وقادتهم ...
أعتقد أن انهيار البيت والعلاقة الزوجية هنا حملها الكاتب/ة بشكل أساسي لرضوخ البطلة لظروفها...لم يحملها للمصاعب من حولها أو للاحباطات المتراكمة.
أعتقد أن النص ذكوري المفهوم أراح الزوج والمجتمع من نتائج ما وصلت له الزوجة وجعلها وحيدة تدفع ثمن نكباتها المتتالية.
نص صيغ بذكاء رغم ملاحظتي على تأويل النتيجة إلا أنه ق.ق.ج متقنة.

#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل