أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد الرنتيسي - كنت فلسطينيا














المزيد.....

كنت فلسطينيا


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 4901 - 2015 / 8 / 19 - 21:27
المحور: الادب والفن
    


بلغة لا تخلو من الحياد، والمراوحة بين جد وهزل، اشار المخرج السينمائي قيس الزبيدي خلال مداخلة في مؤسسة عبدالحميد شومان الى حصوله على الجنسية الفلسطينية .
في اشارة الزبيدي ما يثير الرغبة بمقاربات حول الهوية الفلسطينية، التي توزع هدايا كعبوات "الزيت"و"الزيتون" على المارين بمقاطعة رام الله بعد لقاء مع ساكن ذلك المكان.
دافع المقاربة في هذا المقام لا يرتبط بالجنسية الفلسطينية او الحاصل عليها بل في الاثنين معا ودلالات الظاهرة التي يشكلانها .
خلال عقود مضت ارتبط قيس الزبيدي في اذهان المشاهدين العرب بالسينما الفلسطينية، ففي نتاجه السينمائي اشتبك مع الايديولوجيا الصهيونية ، انحاز للبعد الانساني في فعل المقاومة، عمل على الارتقاء بالفيلم الفلسطيني، مستندا الى رصيد علمي ومعرفي راكمه خلال دراسته في اوروبا الشرقية .
في ذلك الزمن تشكل مفهوم كفاحي للهوية الفلسطينية، اتاح لها استيعاب الذين زاوجوا في الانحياز لعدالتها والفعل المقاوم، وبناء على هذا الفهم كان الزبيدي فلسطينيا كزملائه السينمائيين قاسم حول وعدنان مدانات، والسياسيين نايف حواتمة وقيس السامرائي ، والمحاربين العرب واليابانيين والكرد والارمن الذين قاتلوا ودفع بعضهم حياته شهيدا او اسيرا ثمنا لانحيازاته و قناعاته .
كانت الهوية الفلسطينية قبل تسليعها، شكلا من اشكال الانسجام مع الذات، تنتزع بحكم الامر الواقع، لتلتحم مع سيرة وسلوك صاحبها، فهي مشروع حياة وعنوان تمرد على فساد الواقع والظلم العالمي ، وتعبير عن حلم بخروج المقهورين من دائرة القهر .
قبل عقدين من الزمن تعاملنا معها وفق هذا الفهم الذي منحنا افقا يتسع للكون او يزيد، كنا نرى قضية شعبنا الفلسطيني في قضايا الشعوب، وقضايا الشعوب في قضيتنا، والفصل هنا من قبيل المجاز، لاننا آمنا بان قضايا الشعوب لا تتجزأ.
ولانها هوية كفاحية بامتياز كنا نرى فلسطينيتنا في هؤلاء الرفاق، ولا نجدها لدى الاسلاميين الذين يتحدرون من فلسطين التاريخية ويتنكرون لشهدائها، او الذين اداروا ظهورهم لقضية شعبهم وعزلوا انفسهم عن دائرة الفعل النضالي .
ففي تجاربهم فعل لفلسطين يفوق فعلي، انا المولود لابوين فلسطينيين ، في قرية لم تبخل على مدى تاريخها الشفهي والمكتوب بالشهداء والقادة ، وما كانت وادعة منذ اربعينيات القرن الفائت.
محاولة السطو على المفاهيم التي تمارسها السلطة الفلسطينية، امتدت الى هذه القناعات، ليعيد لي موظف بلا ذاكرة في استراحة اريحا جواز سفري الاردني، ويطلب مني الوقوف في طابور الاجانب لانني اجنبي حسب معايير سلطته ، وتمنح واجهات "السمسرة" و"حماية الاستيطان" في رام الله قيس الزبيدي الجنسية الفلسطينية لانها اكتشفت فلسطينيته بفعل حاجتها لتلميع صورتها، وليس ايمانا منها بفلسطينية استحقها في زمن المعنى الحقيقي للاشياء .
بمعايير الزمن الفائت استحقينا فلسطينيتنا بجدارة، ولسنا في حاجة لجنسية من الذين يحرمون الفلسطيني فلسطينيته، يحولون الهوية الى كعكة تخاض الحروب للاستحواذ على اكبر قدر من فتاتها، ارصدة تتضخم ، وافساد يومي للبسطاء .
بحثت عن قيس الزبيدي لاقول له " منحتهم الجنسية بزيارتك رام الله وما منحوك غير خيبات الامل" لكنني لم اجده بعد انتهاء الامسية.



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في غواية المسالك
- في المسالة الكردية
- مقامرة المالكي تتجاوز الخطوط الحمراء
- فهلوة المالكي
- في الطريق الى جنيف 2
- مازق الاسلام السياسي و ازمة العقلانيين العرب
- قيامة الكرد
- غزة تتمدد في فراغات رام الله
- الدور والدور المفترض للمعارضة الايرانية
- طبعة شيعية للاسلام السياسي العربي
- العصب العاري في سيرة الغبرا
- بروفا اخيرة لحراس الهواء
- الموت عطشا
- بداية البدايات ... ام الحكايات
- عدمية المقاطعة والاقصاء
- رواية الحزن العراقي والانسان الباحث عن انسانيته
- حراك الهوية الاردنية
- ايران والاخوان المسلمين .... سقوط فرضية التقارب
- العراق القضية
- أولويات اليسار تتصدر الأجندة الأردنية


المزيد.....




- الثقافة العربية بالترجمات الهندية.. مكتبة كتارا تفتح جسرا جد ...
- ترامب يأمر بفرض رسوم جمركية على الأفلام السينمائية المنتجة خ ...
- إسرائيل: الكنيست يناقش فرض ضريبة 80? على التبرعات الأجنبية ل ...
- أسلك شائكة .. فيلم في واسط يحكي عن بطولات المقاتلين
- هوليوود مصدومة بخطة ترامب للرسوم الجمركية على صناعة السينما ...
- مؤسسة الدوحة للأفلام تعزز حضورها العالمي بـ8 أعمال في مهرجان ...
- أدّى أدوارًا مسرحية لا تُنسى.. وفاة الفنان المصري نعيم عيسى ...
- في عام 1859 أعلن رجل من جنوب أفريقيا نفسه إمبراطورا للولايات ...
- من النجومية إلى المحاكمة... مغني الراب -ديدي- يحاكم أمام الق ...
- انطلاق محاكمة ديدي كومز في قضية الاتجار بالجنس


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد الرنتيسي - كنت فلسطينيا