أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - ديفيد ج. كوج - الإجهاض














المزيد.....

الإجهاض


ديفيد ج. كوج

الحوار المتمدن-العدد: 4898 - 2015 / 8 / 16 - 08:28
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    



ظل الكتّاب الصحفيين طوال الفترات الماضية يركزون فقط علي السياسة, وحتي الصحف كل اهتماماتها مرتكزة فقط علي السياسة واهملت جانب مهم في الحياة الا وهو المجتمع ومشاكله, خاصة مجتمع متفكك مثل مجتمعنا هذا. وكما يقول ارسطوطاليس ان الانسان كائن اجتماعي والذي يعيش خارج المجتمع اما إله او بهيمة!
ومع اننا نعيش في مجتمع يجمع بين المتناقضات ويعيش التناقض نفسه, الا اننا لم نعطوا الامر اهمية او جهد لتناول بعض القضايا الشائكة. مثل مشكلة الإجهاض, نعم هي فعلا مشكلة. وكما يقول مغني الريغي العاجي "الفا بلاندي" فان الإجهاض جريمة "Abortion is a Crime" ان الاجنة الابرياء الذين يقتلون كل يوم في هذا البلد, لم يأذوا احد او ارتكبوا اي جرم. لماذا يعاقبون علي جريمة لم يرتكبوها؟
ان ما يحدث حاليا نتاج طبيعي للفوضي العارمة – وفقدان البوصلة- الذي يمارسه الشباب تحت مسمي الحرية, الحرية التي تحولت الي الفوضي وليس الحرية بمعني الكلمة. ان الجنس علاقة مقدسة بين البشر ويمارس بما يليق به وبقدسيته, كما ان الانسان يعطيه خصوصيته وهو ما يجعله لا يمارسه في العلن. وهنا نختلف عن الحيوانات ايضا, الا ان هذا المفهوم اصبح يتراجع لدينا الان في الجنوب. حيث اصبح معظم الناس مثل الكلاب في ممارسة الجنس, خاصة في الملاهي الليلية المنتشرة علي طول وعرض العاصمة والتي يوجد علي شوارعها بائعات الهوي منذ التاسعة مساء وحتي وقت متأخر من الليل وايضا داخل الملاهي. حيث اصبح الحصول علي الجنس سهل جدا ولا يكلف احيانا سوي زجاجة بيرة واحدة, والنتيجة النهائية الحمل الذي لم يتم التخطيط له. وعندما يشعر الطرفان ان الطفل يهدد مستقبلهم ومصالحهم يلجأون الي الإجهاض كأمثل حل, وليس معتادي الملاهي فقط بل حتي الشباب العاديين والطلاب وبالاخص الجامعيين. الحياة الانسانية اهم واقيم من اي شئ في هذا الكون ولا يجب او ينبغي هدره دون ادني احساس بالذنب او الندم.
يبدو اننا نعاني من مشكلتين, الاولي المنظومة القيمية والتربوية لدينا متفككة وتكاد لا توجد اصلا. فالنظام التربوي لدينا لا يشجع الاطفال منذ الصغر علي تقديس الحياة الانسانية واحترامه, باعتباره اسمي مراحل الاخلاق والوجود الانساني في الكون, ان هم الاسر هو توفير الطعام والشراب للطفل دون تنمية الجانب الاخر منه. بالاضافة الي ذلك الوازع الاخلاقي او الضمير لدينا لا يعمل بشكل جيد وإلا فكيف نفسر انتشار ظاهرة الإجهاض في البلاد؟ ونحن نعيش في مجتمع يدعي التدين بالمسيحية واغلب سكانه كاثوليك؟
والمشكلة الثانية هي التشريع, وهذا يعود الي الاخلاق فالذين يعملون في العيادات وحتي المستشفيات ليسوا ملتزمين بالقسم الذين يؤدونه بحماية الحياة البشرية مهما كلف الامر. يجب علي الذين يمسكون بمقاليد الامور ان يقوموا بحملات ملاحقة ومداهمة الصيدليات والعيادات التي يوجد فيها (حبوب اغتيال الاطفال). ومحاكمة كل من يتورط, ومن الملاحظ ان من يتخصصون في (اغتيال الاطفال) والبراءة هم النساء بالاخص المتقدمات في السن وبمبالغ زهيدة تبلغ احيانا (300) ثلاثمائة جنيه سوداني جنوبي اي ما يقارب ثماني عشر دولارا او اقل.
طالما افتقد الناس للضمير والحس الانساني يجب علي المشرعين ان يعاقبوهم, اي كل الاطراف المتورطة. ابتداء من الطبيب او الممرض او المرأة الشريرة تلك التي تقوم بالعملية في (الحلة), وايضا الفتاة والشاب وكل من يشتبه بتورطه لان هذه جريمة في حق الانسانية. ان الاطفال الذين يموتون بسبب الإجهاض من الممكن ان يقدموا الكثير لمجتمعهم ويصنعوا الفرق في البلاد والانسانية جمعاء.
لماذا تقتلوهم وهم ابرياء؟ لم يرتكبوا اي جرم بحق احد, لماذا لا تعطوهم فرصة؟
ان مسألة الإجهاض بحاجة الي توقف ومراجعة موقفنا ونظرتنا للحياة والعالم, وكذلك قيمنا ونظامنا التربوي. وللابوين دور في الامر الا وهو تقصيرهم في تشحيذ ذهن الطفل منذ الصغر بالقيم الانسانية وحب الحياة وتقديسه. وايضا المجتمع عليه لعب دور في تقليل نسب الاجهاض المرتفعة. حتي وسائل الاعلام المختلفة عليها ان تعلب دور ايضا, في احياء الضمائر الميتة التي لم تعد تهتم بحياة انسان صغير خاصة الجنين الذي يقتل دون رحمة. Abortion is a Crime



#ديفيد_ج._كوج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تفضي المفاوضات الجارية في اديس الي اتفاق سلام؟!
- مشكلة الهوية في السودان الجنوبية والطريق الي المستقبل
- بين جوبا والخرطوم
- المثقف ودوره في المجتمع (3-3)
- المثقف ودوره في المجتمع (2-3)
- المثقف ودوره في المجتمع (1-3)
- ما بعد العلمانية
- السوفسطائيين واثرهم علي الفلسفات اللاحقة الجزء الاخير
- السوفسطائيين واثرهم علي الفلسفات اللاحقة الجزء الثاني
- السوفسطائيين واثرهم علي الفلسفات اللاحقة
- لماذا فشلنا؟؟؟
- الفلسفة السوفسطائية
- علي الرغم من الالم نحتفل
- علي المسلمون ان يكونوا اكثر تسامحاً
- الحركة السوفسطائية
- البحث عن سلام غير مرغوب به في الجنوب
- الداعرة الشريفة! قصة قصيرة
- جنوب السودان.. وجامعة الدول العربية
- ريك والحركة هل سينتصر منطق القوة مرة اخري؟


المزيد.....




- باغته مسلح بمسدس من الخلف.. فيديو يظهر لحظة مقتل رئيس شركة - ...
- سوريا.. التنظيمات المسلحة تستهدف الأحياء السكنية في حماة بقذ ...
- مراسلتنا: المضادات الأرضية السورية تتصدى لمسيّرات في أجواء م ...
- دونيتسك.. RT ترصد عمل الدفاعات الجوية
- غزة: -بتحس إنك مش بني آدم-.. تقرير للعفو الدولية يتهم إسرائي ...
- -مبارك رفض شراءها-.. معهد أمني إسرائيلي يدرس إمكانات مصر لام ...
- -السورية للاتصالات-: توقف الاتصالات في محافظة حلب جراء الاعت ...
- ماكرون يقبل استقالة الحكومة الفرنسية
- مقاتلو المعارضة السورية يسيطرون على حماة ويتوجهون نحو حمص
- قطر تستأنف دورها في جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس للتوصل إل ...


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - ديفيد ج. كوج - الإجهاض