أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ديفيد ج. كوج - المثقف ودوره في المجتمع (2-3)














المزيد.....

المثقف ودوره في المجتمع (2-3)


ديفيد ج. كوج

الحوار المتمدن-العدد: 4776 - 2015 / 4 / 13 - 20:02
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تحدثت في المقال السابق عن المثقف, تعريفه وطريقة ظهور اللفظ ومعناه. الشئ الذي يجعلنا نستبعد تماما من حساباتنا بعض الشخصيات التاريخية المؤثرة في التاريخ الانساني وعلي سبيل المثال لا الحصر السيد المسيح, كونفوشيوس, بوذا وسقراط .. لغياب المجال العام في عصورهم التي نشطوا فيها. وان عدنا الي مفهوم المجال العام نجد انه يقوي الرابطة الإجتماعية وذلك عبر تأكيده علي الابعاد العقلانية والقصدية للفعل والتفاعل والاتصال.. كما ان المجال العام الحديث يتسم بطابع سياسي يؤكد علي قيمة التواصل الشفاف وممارسة الفهم الاتصالي بين الفاعلين من المستوي الاصغر للحياة الإجتماعية الي المجالات الجمعية الاكثر تنظيما والتي يتم فيها التباحث والنقاش .. انه بذلك يسمح بظهور ابنية اكبر للتداول والنقاش الذي يشكل المجال العام كشريحة مستقلة في المجتمع.. انه مجال ثالث بجانب السياسة والاقتصاد.. انه الاداة الاتصالية في الممارسة السياسية والديوقراطية.. ولذلك يسهل علي المثقف الحق التحرك عبر هذا المجال للتأثير في مجتمعه ومواجهة السلطة.
ان لفظ المثقف موّلد في اللغة العربية وعمره لا يتجاوز نصف قرن, لان اللفظ وُلد ليتماشي مع لفظ الثقافة والذي لا يناسبه في اللغة الانجليزية (intellect) اي الفكر والعقل. وهذا يقودنا الي المواجهة بين المثقف والسلطة الذي لا يقل اهميته علي ضرورة ان ينشط المثقف في المجال العام.. ويقول مانهايم ان المثقفين هم فئة بلا انتماء طبقي محدد, عكس ما ذهب اليه غرامشي كما عرضنا له في السابق. طالما ان المثقف لا ينتمي الي اي فئة طبقية معينة فانه لزاما عليه ان يكون ضد السلطة .. ايا كان نوع هذه السلطة (سطلة اجتماعية كانت ام سياسية) لان مهمته تحتم عليه ذلك بشرط ان يدعي تمثيل من يقوم بالدفاع عنهم.
هنا يكون المثقف هو الذي يفضح السلطة.. ويوضح للعيان جرائمه التي تكون غالبا مخفية عن عامة الناس, مثل ان يتحول نظام الحكم الي الكليبتوقراطية kleptocracy (اي حكم اللصوص) حيث يستولي اصحاب السلطة علي معظم الاصول لانفسهم ولا يوجد إنتاج او مكتسبات من التعاون الإجتماعي عبر التخصص والتجارة. ولا اعتقد ان القارئ يحتاج الي ان يُعطي امثلة من واقعنا الحالي حيث تحول الكثير من السياسيين (مّن في السلطة) في البلاد في ظرف بضع سنوات من "فقراء معدمين" الي "مليونيرات" جنوبيين وبحسابات بارقام فلكية في البنوك العالمية عبر الحدود!
ليس هذا وحسب بل وقول الحقيقة الي السلطة ايضا حتي لو اعتبروا – وهذا ما يحدث في احايين كثيرة – المثقف شخص طوباوي وخارج عن القانون.. ولكن لن يأتي احد من الخارج ليتحدث عن جرائم السلطة وتجاوزاته ان لم نفعل .. فالحرب ما زال يأكل كل اخضر ويابس في البلاد, الوضع الاقتصادي في تدهور دائم حتي ان الدولار الواحد قارب ان يعادل ثمانية جيهات .. ومع ذلك الحكومة تمد فترتها الي ثلاث سنوات قادمة في تعدي صارخ للديموقراطية التي يتغنون بها دون فهم فحواها.. وذلك دون ان يعودوا الي الشعب الذي انتخبهم في السابق! وقس علي ذلك الاوضاع المعيشية المتردية في معظم ولايات البلاد .. وتهديد المجاعة لحياة الكثيرين. علي المثقف العمل الجاد لرفع الظلم عن شعبه بالكلام والكتابة والمناقشة في الصحف والمجلات والكتيبات والكتب حتي يُسمع السلطة صوته وصوت الشعب (المنكوب)
يتبع ...



#ديفيد_ج._كوج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف ودوره في المجتمع (1-3)
- ما بعد العلمانية
- السوفسطائيين واثرهم علي الفلسفات اللاحقة الجزء الاخير
- السوفسطائيين واثرهم علي الفلسفات اللاحقة الجزء الثاني
- السوفسطائيين واثرهم علي الفلسفات اللاحقة
- لماذا فشلنا؟؟؟
- الفلسفة السوفسطائية
- علي الرغم من الالم نحتفل
- علي المسلمون ان يكونوا اكثر تسامحاً
- الحركة السوفسطائية
- البحث عن سلام غير مرغوب به في الجنوب
- الداعرة الشريفة! قصة قصيرة
- جنوب السودان.. وجامعة الدول العربية
- ريك والحركة هل سينتصر منطق القوة مرة اخري؟


المزيد.....




- الجونة كما لم ترها من قبل.. مصورة تكشف سحر التفاصيل الصامتة ...
- وزارة الدفاع السورية تُعلن سقوط قتلى بصفوفها خلال الانتشار ف ...
- ترامب يصعّد المواجهة مع بوتين: -باتريوت- لأوكرانيا وخطة لـ - ...
- ميرتس: لا مشكلة بألمانيا مع المسلمين بل مع المتطرفين منهم
- فرنسا: استعراض العيد الوطني تحت عنوان -المصداقية العملياتية- ...
- القنابل الانزلاقية هي سلاح روسيا المدمّر لتعويض إخفاقها الجو ...
- الداخلية السورية تتدخل بالسويداء بعد اشتباكات أوقعت عشرات ال ...
- خطة -المدينة الإنسانية- الإسرائيلية تثير موجة انتقادات واسعة ...
- ترامب يأمل في نتائج ملموسة لمحادثات وقف إطلاق النار بغزة
- مقتل العشرات باشتباكات في السويداء جنوبي سوريا


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ديفيد ج. كوج - المثقف ودوره في المجتمع (2-3)