أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ديفيد ج. كوج - البحث عن سلام غير مرغوب به في الجنوب














المزيد.....

البحث عن سلام غير مرغوب به في الجنوب


ديفيد ج. كوج

الحوار المتمدن-العدد: 4667 - 2014 / 12 / 20 - 21:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اندلع حرب ضروس في جنوب السودان في جوبا العاصمة, في الخامس عشر من ديسمبر كانون الاول من عام ثلاثة عشر والفين. لقد وقع خلاف بين الحرس الجمهوري, والي من لا يعرف شيئا عن الجنوب.
يوجد في جنوب السودان - احدث دولة في العالم - قرابة ال64 قبيلة متوزعين في ثلاثة اقاليم وهي اقليم بحر الغزال, عالي النيل والاستوائية. لم يتم الاستفادة جيدا من هذا الاختلاف الذي كان من المفترض ان يمثل لنا مصدر قوة, بالعكس لقد اصبح الامر مصدر شقاق واحتراب بين ابناء الوطن الواحد.
لذا حدث ما حدث في لية الخامس عشر من ديسمبر, وسرعان ما تحول الامر الي حرب قبلية اثنية بغيضة افتك بالوطن والمواطن!
لقد شهد الكثير من الذين كانوا في مدينة جوبا في تلك الفترة حملات انتقامية وتصفية وتطهير عرقي لاثنية معينة. دون رحمة واقبل اقبل الشباب الي القتال بلا هوادة كأنهم يحاربون عدوا غازيا وليس ابناء جلدتهم. دفع الاف الابرياء حيواتهم ثمنا لاخطاء قلة من الناس, وقد ما الاخرين بل قتلوا ليس لانهم شاركوا في المعركة او كما يسميه اعلام الحكومة "المحاولة الانقلابية" قتلوا لانهم ينتمون للاثنية التي ينتمي اليها مدبر الحرب او "المحاولة الانقلابية"
بعد احداث جوبا بايام جري نفس الامر في بانتيو انتقاما لما جري في جوبا, استمر الصراع بعد ان مر بعدة مسميات. استمر الي ان اصبح حربا اهليا وواقعا مريرا نعيش احداثها يوميا.
سقط مدن بور,ملكال وبانتيو علي التوالي واصبح الامر وكان الحكومة ستقط في جوبا قريبا ان كانت مسالة وقت ليس الا. ولكن القوات الاوغندية ظهرت من حيث لا ندري لمسرح الاحداث في البلاد. ويعود ذلك لعقد نظام سلفا كير اتفاقية مع نظام موسفيني الدكتاتور اتفاق سري. وهي ان تساعد القوات الاوغندية قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان لدحر قوات ريك مشار المنشقة عن الجيش الشعبي. وفعلا تم الامر حين ساهم كل هذه القوات في تحرير بور ويقية المدن التي وقعت تحت سيطرة المتمردين.
منا ظهرت قوات اخري شرسة ولا تعرف الرحمة هي مليشيات اكثر من كونها قوات نظامية تسمي بـ"مطيانق انيور" مؤلفة من الشباب الايامي ولهم ولاء قبلي اعمي للنظام. ارتكبت هذه القوات مجازر وجرائم ضد الانسانية في عدة مدن جنوبية اكثرها في اقليم اعاي النيل معقل التمرد. وليس هم وحدهم بل ارتكبت المليشيات القبلية لريك مشار ايضا نفس جرائم قوات مطيانق انيور, وتسمي هذه المليشيات المؤلفة من شباب قبيلة واحدة "جيش مابور" اي الجيش الابيض!
استمر الحرب وما زالت مستمرة حتي الان بالرغم من الضغوطات الدولية "الناعمة" التي لم تستطع ان توقف الحرب في البلاد حتي الان.
واعتقد ان العوامل التي ساهمت عدم تمكن طرفي الصراع للوصول الي سلام حتي الان تعود الي:

1- اعتقاد كل طرف انه يستطيع حسم الطرف الاخر عسكريا "بالقوة"
2- غياب الارادة السياسية لانهاء الحرب
3- دور دولة اوغندا الخفي في استمرار الحرب
4- تورط النظام الحاكم في الخرطوم في الصراع
5- ضعف منظمة الايغاد
6- صراع المصالح بين الدول العظمي

ان تاخر التوصل الي اتفاق سلام دائم حتي الان علي الرغم من مرور عام كامل علي اندلاع الحرب؛ يعود الي افتقاد الطرفين للارادة السياسية واهتمامهم بمصالح المواطن. فهذه الحرب عبارة عن تصفية حسابات شخصية بين الرئيس سلفا كير واعوانه من جهة ونائبه السابق ريك مشار وقومه من جهة اخري. بالاضافةالي الاعتقاد الجازم بل الاعتقاد القاطع لكل طرف علي انه يستطيع كسب الحرب ميدانيا الشئ الذي اثبت استحالته حتي الان. وقس علي ذلك ما تقوم به دولة اوغندا من تحريض نظام كير علي استمرار الحرب للفوائد التي تجنيها القوات والحكومة الاوغندية من الحرب. هنالك شائعات تقول ان الجندي الاوغندي الواحد يتقاضي ثلاثمائة دور في الشهر, ولا ندري كم عدد القوات الاوغندية في الجنوب الان ناهيك عن قادتهم بالاضافة الي نصيب السياسيين من هذا الدعم لحكومة جوبا. لذلك لا يريد موسفيني حلول السلام في الجنوب.
بينما يواصل الخرطوم دعمها - بالرغم من النفي المتكرر- للمتمردين الجنوبيين وذلك ردا لما تفعله حكومة كير, وكانهم يقولون السن بالسن والعين بالعين والبادي اظلم!
اما منظمة الايغاد الضعيفة فهي لا تستطيع فرض ارادتها علي الاطراف المتعاركة لانه ليس لديها اليات لفعل ذلك. وكما يقول المثل من يملك قوته يملك قراره. فالمنظمة لا تستطيع فعل شئ حتي النقود التي تدفع لايجار الفنادق وما اليها من متطلبات لا تتكفل بها بل الاتحاد الاوروبي واضف الي ذلك عدم رغبة اوغندا في حلول السلام في الجنوب. والجزء الاخير يتعلق بعدم رغبة او تماطل المجتمع الدولي والولايات المتحدة في فرض العقوبات اللازمة علي اطراف الصراع. بالاضافة الي تنافس الصين والولايات المتحدة للحصول علي حق استخراج البترول في الجنوب صعب من الامر كثيرا. فالولايات المتحدة ان ليس لديها مصلحة في شئ فهي لا تفعلها لذا فهي ليست جادة في فرض العقوبات او حتي خيار السلام المتحاربة واما لصين فكل ما يهمها هو البترول بغض النظر عن ما يجري.
ان البحث عن سلام غير مرغوب به في الجنوب يقع علي عاتقنا نحن الشعبي الجنوبي وليس علي اي نظام او منظمة ايا كانت قوتها, يجب ان نمتلك الارادة اللازمة, والقدرة لجلب السلام وانهاء الحرب بكل السبل الممكنة. فالسلام ليس خيار وانما ضرورة.



#ديفيد_ج._كوج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الداعرة الشريفة! قصة قصيرة
- جنوب السودان.. وجامعة الدول العربية
- ريك والحركة هل سينتصر منطق القوة مرة اخري؟


المزيد.....




- فيديو حصلت عليه CNN يرصد ضابط شرطة يرمي رجلا من فوق جسر ما أ ...
- رئيس وزرء قطر يبحث الأزمة في سوريا مع وزراء خارجية مصر وتركي ...
- -يونهاب-: أكثر من 100 ألف شخص يحتشدون أمام البرلمان الكوري ا ...
- مدير الطيران المدني السوري ينفي توقف حركة الطيران في مطار دم ...
- كيف ترى تركيا العملية العسكرية المتسارعة في سوريا؟
- انقطاع الكهرباء وتعليق حركة القطارات إثر عاصفة -دارا- في بري ...
- أمير قطر يؤكد أهمية التعاون مع مصر في مواجهة التطورات الإقلي ...
- الدوحة: الأمير تميم بحث مع لافروف التطورات في سوريا وفلسطين ...
- خطوات لمواجهة مشاكل الفأرة
- ما وراء زيارة رئيس جنوب أفريقيا للجزائر


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ديفيد ج. كوج - البحث عن سلام غير مرغوب به في الجنوب