أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - العراقيون تحت جدارية جواد سليم














المزيد.....

العراقيون تحت جدارية جواد سليم


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 4897 - 2015 / 8 / 15 - 09:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبدو القوى المدنية والحركة الشعبية في العراق متسقة مع الإرث الحداثي، المدني، التنويري في البلد حين انطلقت من ساحة التحرير في بغداد، التي هي قلب العاصمة، ورئة تنفسها النقي، لتعلن احتجاجاتها على نهج الفساد والسرقة والرشوة والمحسوبية الذي تتمرغ فيه رموز النخب السياسية الطائفية، من وزراء ونواب وسياسيين، الذين أحكموا الخناق على البلد منذ الاحتلال الأمريكي له، وأهدروا فرصة تاريخية لبناء عراق ديمقراطي حر من الاستبداد والفساد، حين أخذوا في التسابق على سرقة الغنائم والثروات، وأثبتوا فشلهم في الدفاع عن الوطن، عندما سقطت أراضيه في قبضة «داعش».

في ساحة التحرير، تقف شامخة جدارية الفنان العظيم جواد سليم التي أهداها إلى وطنه بعد سقوط الملكية، مستحضراً رموز حضارة العراق وتاريخه العظيم، من الفنون والنقوش البابلية والآشورية والسومرية القديمة إضافة إلى تخليد ثورة تموز 1958. وحول هذا النُصب كان العراقيون من مختلف المكونات يتجمعون للتعبير عن مواقفهم، كونه رمزاً للتخلص من العبودية والظلم، وها هم يفعلون اليوم أيضاً، حيث شهدت الساحة شرارة الاحتجاج الذي عمَّ مختلف المدن العراقية.
هذا الاحتجاج وفاء للتاريخ الوطني الموحد للعراقيين، الذي أساءت اليه النخب الطائفية التي عبثت بالنسيج الوطني، وبمنجزات الحداثة العراقية في المجالات المختلفة، التي كانت أحد أهم روافد الحداثة العربية في المجالات العلمية والفكرية والثقافية، حيث تميز العراق بالكثير من الأدمغة النابغة في المجالات شتى، التي أثرت حياتنا السياسية والثقافية بمنجزاتها، وبالمواهب في مجالات الشعر والأدب والمسرح والتشكيل والموسيقى والغناء.


الاحتجاجات الشعبية في العراق على فساد النخبة السياسية الحاكمة، تقدم دليلاً آخر على إخفاقات «الإسلام السياسي» الذي توفرت له في الفترة الماضية فرص الوصول إلى الحكم في بلدان عربية مفصلية، فأظهر أنه لا يقل سوءاً عن الأنظمة التي جاء بديلاً عنها، بل إنه بزها في أوجه أخرى خطرة، كالعبث بالوحدة الوطنية للمجتمعات من خلال الخطابات والأجندات الطائفية، ومن التعدي على الحريات الفردية وحقوق الأقليات، وتخريب منجزات الحداثة التي لم تكن من صنع الحكومات، بمقدار ما هي نتيجة التطور الذي حققته المجتمعات ومؤسساتها المدنية، وحصيلة تطور تاريخي مديد أنفقت أجيال من التنوريين العرب أعمارها في سبيل بلوغه.


تحية للقوى المدنية في العراق التي يمكن لنهضتها اليوم في حال استمرارها وثباتها، أن تشكل رافعة لنهضة منتظرة للقوى النظيرة في البلدان العربية الأخرى.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام الحضاري في آسيا
- نساء في عيون العاصفة
- مسببات انحسار نفوذ اليسار
- الوجوه المتعددة لعبدالله خليفة
- عبدالله خليفة.. وداعاً
- حول افكار ومواقف المناضل عبدالرحمن النعيمي
- الأقانيم الثلاثة
- قبل ميكيافيللي وبعده
- ذكرى مجيد مرهون
- ناظم حكمت يعود
- المشي الحر
- للبيروقراطيات عادات كالأفراد
- ما بعد نضوب النفط
- الجيل الجديد في الخليج
- مزاج الجمهور المتحرك
- هذا ما فعلناه بأنفسنا
- المهمة المستحيلة للإبراهيمي
- الديمقراطية الهشة
- على المحك الديمقراطي
- أفول السيادة أم تجديدها؟


المزيد.....




- لقاء تاريخي في موسكو لإعادة تشكيل العلاقات الروسية-السورية
- حروب المناخ كارثة قادمة .. أن تشن إعصارًا فيردّ العدوّ بتسون ...
- ترامب: ما يحصل في غزة مفجع ومؤسف وعار
- لماذا قللت أمريكا من أهمية اعتزام بريطانيا وفرنسا وكندا الاع ...
- ويتكوف يزور غزة الجمعة.. وحماس تشترط -وقف التجويع- لاستئناف ...
- سرايا القدس تبثّ -رسالة أخيرة- لأسير إسرائيلي في غزة: -أموت ...
- تحريك أول دعوى جنائية بحق شخصيات بارزة في نظام بشار الأسد
- مفاوضات سوريا وإسرائيل: خلاصة الأخطاء والدروس
- مسرح أوروبا الدموي يعود من جديد
- مصر تعتبر المظاهرات أمام سفاراتها لا تدعم القضية الفلسطينية ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - العراقيون تحت جدارية جواد سليم