احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4887 - 2015 / 8 / 4 - 02:00
المحور:
الادب والفن
مرثية موستار
اميط اللثام قبل شهرين عن مقابر جماعية اقامها الصرب في مدينة موستار تضم جثث 186 ضحية من مسلمي البوسنة والهرسك بينهم عدد من الاطفال والنساء . . فاليها هذه النفثات:
موستار
يا درة بيضاء
نعشقها النواظر
يا نسمة
تهيم في اجوائها
المشاعر
مزقها ابو لهب
بالسوط والمجامر
* * *
موستار
يا زهرة الخواطر
احاطها جمع من
الكواسر
باللؤم
بالسكين . .
بطلقة من غادر
ليقتلوا الصغار
والصبايا
ويسفكوا الدماء
في الزوايا
ويطعموا الصباح
بالشظايا
في شوارع المدينة
في البرايا . .
وتجمع الاشلاء في مقابر
ويسدلون
فوقها ستائر . .
* * *
والقناطر
لتمسح الدموع عن
ارملة . .
وحائر
يا آهة الثكالى والحرائر
يلهو بها . .
الصرب والذئاب
بمخلب وناب
وعمموا الجريمة
والعقاب
في الازقة القديمة
في السهول والهضاب
وتشهد المقابر
* * *
موستار
يا راسخة في الارض
كالجبال
تعانقين الشمس في
علوها
وجبهة الرجال
وقلبك مطرز
بالورد والهلال
وفي الصمود شوكة
وفي اعين الشرار
وساعة السجال
وترفضين الذل
في اروقة المناحر
* * *
ماساتنا لا تنتهي
موستار !!
في ظل استعداء
فصولها طوال
مليئة بالجور والبلاء
بادئة حروفها
من قبل . . كربلاء
والقتل والسبي
يراود الابرار والحرائر
تعانق الاشلاء :
في الجزائر
تهدىء من روعها
من قسوة العساكر
* * *
ماساتنا تنتظر المخاض
من جديد
كوسوفو في طرد البريد
مذعورة العينين
قد لفها حقد دفين
فيها فنون القتل
والوان المقابر . .
وتأتي دورة جديدة
كاملة الدوائر . .
لتوضع كوسوفو ثم
غيرها
في معجم الالام والمجازر
** *
كم سالت الدماء
يا موستار
بآلة الاحقاد
تقطع الاكباد
لتوضع هدية منمقة
في طبق الاسياد
في منتدى الضلال
والكبائر . .
* * *
موستار و ان طال العناء
وطالت الايام
لابد من فارس مقدام
جواده الشمس
وكفه الميزان
يصارع الاشرار والطغيان
ليملأ المعمورة
بالامان .
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟