احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 00:30
المحور:
الادب والفن
** كلما أردتُ أن اكتب شيئاً عنك يا وطني تختبأ الحروف وراء حقول الياسمين و شذى القدّاح؛ و تناثرت الكلماتُ في رياضِ البهجةِ و بين سنابل القمحِ،وأنا مبهوتٌ في حضرتِكَ جسداً ؛والروحُ قد ذابتْ بينَ عطفيكَ،بل أراها ترقصُ فرحاً على كفيكَ.يملؤها سرورٌ أجهلُ كونَه لكنه ليس بغريبٍ عن ملامحِ وجداني مذ كنتُ غضاً في مهديَّ الخشبي..فإذا بنسيمٍ زاهٍ يداعبُ قلبي،آهٍ ما أجملكَ يا وطني..كلُّ هذا السحرِ في رباكَ يا هبةَ اللهِ تعالى للإنسانِ ،وردَ صوتٌ ملائكي من أمامي:أجل ..فإذا بفتاةٍ صغيرةٍ ترتدي جلباباً سومرياً تحملُ ألواحاً زاهيةً،وبقربها نجيبةٌ نظيرتها تحملُ في كفها مصحفاً مطرزاً بخيوط الحكمة و التسامحِ ..
هنا علمتُ علة إختباء الحروف و تناثر المفردات لأنّك يا وطني شهيقُ الربيعِ و خلجات الأمِ التي ترضعُ وليدها مع أنفاسِ السحرِ حبّ البلاد،ومرؤةِ الأب العائد عندَ المساءِ.وعلى جسده المتعب عطرُ نسيمِكَ..
بحثتُ في علياءِ الأثيرِ عن نجومٍ أطرزها أوسمة على صدركَ العظيمِ وأنتَ تقارعُ الخطوبِ تلو الخطوبِ،وفي كلٍّ منْها تخرجُ و قامتكَ شامخةٌ كجبالنا الرواسي؛و راسخةٌ في الأرضِ كجذورِ النخيلِ الباسقات..فملأتُ سلالي درراً و جواهرَ ما إن رأت بلادَ الرافدينِ حتى تناثرت خجلاً من جمالكَ و بهائكَ يا وطني ،فأذا ترابكَ تبرٌ و دررٌ ،صانَـه الآباءُ وأجدادُنا البسلاء من كلّ دنسٍ و خرابٍ ونحنُ على خطاهم سائرونَ و تباريحُ قلوبنا تنادي : لبيكَ يا (عراق)
و لي وطنٌ آليتُ ألا أبيعه وأن لا أرى غيري لهُ الدهرَ مالكا
احمد الحمد المندلاوي
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟