مسجد سلمان النقيب يجمعنا ..

احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4794 - 2015 / 5 / 2 - 23:23
المحور: المجتمع المدني
    

بسم الله الرحمن الرحيم
مسجد سلمان النقيب يجمعنا ...

أحمد الحمد المندلاوي

** كنت متجهاً الى صديق أزوره في شارع الرشيد؛وعندما وقفتُ على باب العمارة وأنوي الصعود الى الطابق الثالث حيث مكتب زميلي القديم ..فسألت البوّاب قبل ذلك عن تواجده .فاخبرني بأنه يأتي الى المكتب بعد الظهر.. هنا كانت الساعة تقترب من الثانية عشرة ظهراً فقلت مع نفسي :
- إذاً إنّه وقت مناسب لأداء صلاة الظهر ريثما يأتي صديقي ، و اغتنمتُ هذه الفرصة القصيرة للتجوال في شارعنا القديم (شارع الرشيد) المليء بالذكريات الجميلة في السبعينات من القرن المنصرم حيث المحلات الجميلة و دور السينما و المقاهي الشعبية ..آه كل شيء تغير في هذا الشارع وعمّتها محلات تجارية بحتة خالية من الروح الشفافة الشرائية في إقتناء الهدايا المتواضعة،و كما تذكرت محلات السبح ،و مكاتب الطوابع و غيرها ،هنا حملتني قدماي الى سوق الشورجة الشهير من طرف محلات الياس حسو ..فسمعت آذان الظهر و أخذت أبحث عن جامع لأداء الصلاة فيه.. فإذا بمسجد متواضع يحمل اسم (مسجد سلمان النقيب)؛ دخلت المحراب لأصلي فرأيت المصلين (سنة و شيعة) يؤدون الصلاة منفردين دون إمام جماعة و بكل خشوع و محبة، وقسم منهم من يقرأ القرآن و الدعاء ومنهم من يسبح ..بينهم المستطرق والباعة و من المحافظات ، فقلت في نفسي :
- هكذا الشعب العراقي دائماً في وحدة،وانسجام و تلاحم فــ (مسجد سلمان النقيب) يجمعنا ..هذا المسجد المتواضع ببنائه القديم و الغني بالمحبة و الإخاء و الإيمان ،يرتاده أناس عشقوا الله و الوطن ..هؤلاء هم العراقيون الحقيقيون صفاً واحداً قانتين لله تعالى بقلوب صافية ..دؤوبين على أعمالهم . بلا منصات بلا اعتصامات بلا هتافات .. و قد قيل قديماً: البيت جميل بمحبة أهله ،وقيل ان 27% من الشعب العراقي متداخلون بعضهم ببعض من عدة نواح دينية او قومية او مذهبية ..و مسجد سلمان النقيب دليل على ذلك بوضوح،هكذا هم مذ كانوا أبناء الرافدين.. فلعنة الله على المتصيدين في الماء العكر..و فاقدين روح المواطنة الحقّة، و الدواعش و من والاهم ..و سيبقى عراقنا شامخاً بأهله الطيبين.و مناراً بين الأمم و الشعوب كسابق عهده..حفظ الله العراق و شعبه الأبي.
احمد الحمد المندلاوي
بغداد- 23/4/2015م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات