أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان نوح - البحث عن وطن بديل .. هجرة الشباب الكردي بين التخوين والتكفير واللامبالاة














المزيد.....

البحث عن وطن بديل .. هجرة الشباب الكردي بين التخوين والتكفير واللامبالاة


سامان نوح

الحوار المتمدن-العدد: 4885 - 2015 / 8 / 2 - 16:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ شهرين انقطعت عن صلاة الجمعة في الجامع القريب من منزلي، والسبب يعود الى الخطيب ذو التوجهات السلفية المتشددة التي لا تتوافق مع توجهاتي، اضافة الى مواعظه التكفيرية المستمرة، وهي حالة شائعة ومتصاعدة في اقليم كردستان، لأسباب سياسية - حزبية واجتماعية متعددة.
اليوم عدت للصلاة في ذات الجامع. الخطيب كان يتحدث عن "خطايا" هجرة الشباب الكردي من بلادهم الى "الغرب الكافر"، وهي هجرة متصاعدة، لم يوقفها تأكيدات المسؤولين في الاقليم بعدم وجود اي فرص للمهاجرين الجدد في الحصول على اقامة او لجوء وان الاقتصاد الاوربي مازال يعاني من الركود.
كما لم يضعف من معدلات تلك الهجرة الحديث "الشعاراتي" للكثير من السياسيين عن قداسة الدفاع عن الأرض في وجه داعش بدل الهروب الى الغرب، ولا ندوات النشطاء الحزبيين الذين يدفع الحماس ببعضهم الى تخوين الشباب المهاجرين، ولا تلويحات الاعلام الحزبي بان فرص العمل في كردستان تظل افضل منها في اوربا وان ازمات الاقليم الحالية عابرة.
خطيب جمعتنا، لم يتوقف عند خطاب اللوم والعتب و"الترزيل" والتخويف من تبعات الهجرة والنتائج الكارثية لها على عقيدة المسلم وعقله وسلوكه الذي سيناله التشويه والانحراف، بل تجاوز ذلك الى ما يقرب تكفير كل من يهاجر لتلك البلاد الكافرة، مذكرا ايضا بان الموت يترصد المهاجرين في تلك الدروب الخطرة، وان ذلك يدخل في باب دفع النفس الى "التهلكة".
جموع الشباب الذين حضروا الخطبة، بدا على وجوههم التعب والملل والاستغراب والتجهم، بينما كان العرق يتصبب منهم، فأجهزة التكييف لم تكن تعمل بسبب انقطاع الكهرباء، بينما كانت الشبابيك الصغيرة المشرعة تحمل للمصلين موجات من الهواء الساخن مع الغبار الذي حط على ربوع كردستان الذي تتراجع فيه باضطراد المساحات الخضراء مع تزايد المزارع والبساتين التي تتحول يوميا وبقدرة المال والنفوذ الى فلل للمسؤولين.
انا شخصيا لا اعرف لماذا يتورط الاعلام الحزبي ورجال الدين الحزبيين كما المسؤولين الحزبيين في اقحام أنفسهم في جدال خاسر، وبلا طائل، فالهجرة ستستمر طالما كان الوضع الاقتصادي سيئا، والمساواة غائبة، والعدالة الاجتماعية مفقودة، والطبقية متصاعدة، والقوانين عرجاء، وطالما كانت هناك فرصة لحياة افضل في مكان آخر.
والمسؤول، الذي ينتقد الهجرة سيواجه سريعا بكلام المهاجرين: لكن جوازك في جيبك وابناؤك كلهم مجنسون واوضاعهم فوق الريح، فوظائفهم الاستشارية والتنفيذية العليا جاهزة قبل ان يكبروا وتظهر عليهم بوادر العبقرية، وقبل ان يتخرجوا من المدارس والجامعات الخاصة، وطلباتهم اوامر فبدل السيارة الرخيصة لديهم سيارات من ارقى الموديلات، وبدل الشقة الصغيرة لديهم قصور في الداخل والخارج، وبدل الراتب الهزيل لديهم ارصدة لا تأكلها النار، وعند الشعور بالمرض تستقبلهم المراكز الطبية الراقية بدل المشافي الحكومية المنهكة، ومن اجل الترفيه وابعاد الملل امامهم افضل المنتجعات، ولديهم دائما استثناءات من القوانين، ومخارج للعفو عن الأخطاء.

*****************
تذكير: الى جانب الهجرة شبه الجماعية للايزيديين والمسيحيين من كردستان والتي ستنهي وجودهم خلال اقل من عقد، تتواصل هجرة الشباب الكردي المسلم، الأمي والجامعي، كما يهاجر الأطباء والمهندسون والنشطاء والصحفيون والكتاب والتجار والمقاولون.
تنويه: قالت مديرية صحة اربيل، انه منذ تصاعد موجة هجرة الشباب الكردي الى خارج البلاد في الأشهر الستة الأخيرة، هاجر نحو ٣-;-٥-;- طبيبا اختصاصيا وعاما الى خارج البلاد ضمن مديرية صحة اربيل.
تنويه: يستغرب بعض المسؤولين من "تضخيم" موضوع هجرة الشباب، انها حالة طبيعية لا تدفع للقلق، فالمهاجرون يظلون بضعة آلاف مقارنة بملايين السكان!! (الامر غير مهم، حتى لو هربوا بسبب سوء ادارة الحكومات، وحتى لو مات بضعة عشرات منهم كل اسبوع).
تنويه: وسط حمى الهجرة التي صارت حديث الشارع الكردستاني والمتزامنة مع الأزمات المالية والسياسية في الاقليم النفطي الغني، عرضت مواقع اعلامية، نهاية الاسبوع الحالي، صورة احد السياسيين الكرد البارزين، وفي يده ساعة يعادل ثمنها 700 الف دولار امريكي فقط لا غير.



#سامان_نوح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتجاجات الجنوب .. ومواجهة المسؤولين الذين ملؤوا الأرض فسادا
- ‏العقد الأخير للوجود الايزيدي والمسيحي في كردستان
- الجولة الأولى لصراع الارادات الحزبية تقسم الشارع الكردي.. ال ...
- في كردستان..أزمة بنزين، وكهرباء، ورواتب، وديون، ورئاسة، ودست ...
- السلم والديمقراطية او الحرب والفوضى ... المنطقة تحبس انفاسها ...
- اشتباك ناري عابر يولد حربا اعلامية مستعرة بين مؤيدي الأحزاب ...
- تركيا على مفترق طرق بين السلم والحرب...انتخابات مفصلية للكرد ...
- لا ‏الاستقلال ولا ‏الدستور.. لا حديث يعلو على حديث البنزين ا ...
- زيارة ‏بارزاني لواشنطن، بين ‏الانفصال ‏والكنفدرالية والعراق ...
- بعد ابادات داعش العربي وسنوات من التهميش الكردي .. تشكيل حزب ...
- كيف للحرب ان تحسم؟ .. السنة بين رفض الجيش ورفض الحشد، والعجز ...
- اليمن، حرب دموية بلا انتصار تنتظر جنودا لا وجود لهم، وعاصفة ...
- اعتقال مسؤول قوة حماية سنجار يقسم الشارع الكردستاني ويزيد هم ...
- نحو صراع سني شيعي شامل.. بعد سوريا واليمن هل يدعم الخليجيون ...
- قمة الانحطاط اللغوي... يا لها من مهزلة، قادة العرب يجهلون ال ...
- السعودية تقرر خوض حرب اليمن، والعالم يترقب موقف ايران.. وداع ...
- حركة التغيير .. ذهبت للحكومة لاصلاحها فوقعت في فسادها
- حيرة أهالي كردستان بين حديث رئيس الحكومة وتصريحات النواب وصم ...
- تركيا الصديق المنقذ؟ ام الحليف الاقتصادي الموثوق؟ ام العدو ا ...
- المشهد الكردستاني منتصف شباط 2015: تظاهرات، ديون، بطالة، انت ...


المزيد.....




- وزارة الدفاع الروسية تنشر وثائق عن اقتحام الجيش الأحمر لبرلي ...
- تجدد إطلاق النار في كشمير مع إجراء البحرية الهندية تدريبات ع ...
- الإكوادور.. وفاة 8 أطفال بسبب عامل معدٍ لا يزال مجهولا
- الدفاعات الجوية الروسية تصد محاولة هجوم بالمسيرات على سيفاست ...
- الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لن تلعب بعد الآن دور ال ...
- تحذير صحي هام.. منتجات غذائية شائعة للأطفال تفتقر للعناصر ال ...
- الدروز يغلقون عدة مفارق مركزية شمال إسرائيل في مظاهرات مطالب ...
- -وول ستريت جورنال-: المفتش العام في البنتاغون يوسع نطاق التح ...
- تحقيق في نسيان جندي إسرائيلي 40 دقيقة بمنطقة داخل غزة
- شهيد وإصابات والاحتلال يقرر هدم 106 منازل بالضفة الغربية


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان نوح - البحث عن وطن بديل .. هجرة الشباب الكردي بين التخوين والتكفير واللامبالاة