تأويلات العراقيين لظاهرة ارتفاع درجات الحرارة

احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4882 - 2015 / 7 / 30 - 21:19
المحور: الادب والفن
    

شهد العراقيون هذا العام صيفا لاهبا محرقا, وصلت فيه درجات الحرارة الى اكثر من (53)درجة مئوية مما اضطر الحكومة العراقية الى تعطيل الدوام الرسمي لأكثر من مرة ,فقد قررت الحكومة العراقية مؤخرا تعطيل الدوام الرسمي في الدوائر والمؤسسات لأربعة ايام متوالية بسبب الارتفاع الملحوظ غير المسبوق في درجات الحرارة ,تقارير الانواء الجوية تعزو موجة الحر الى موجة قادمة من الهند والباكستان ,والتي خلفت هناك مئات الضحايا من اولئك الذين يفترشون الارض ويلتحفون السماء( اكثر من 1700 مواطن في الهند ) ليكون للعراقيين من تلك الموجة جزء مقسوم وقدر معلوم .لكن الكثير من العراقيين يجانبون كل التقارير والنشرات العلمية التي تفسر موجة الحر الاخيرة ,حيث يعزون كل تلك السموم اللاهبة الى كثرة الذنوب والمعاصي التي يقترفونها في حياتهم اليومية ,فالبعض يقول انها لعنة سماوية حلت بنا جراء افعالنا الشريرة ,والبعض يفسر تلك الموجات على انها حملات لتخفيف الخطايا والبعض الاخر يقول ان تلك الموجات انما هي بفعل دعوات الانبياء والاولياء الذين خذلهم اهل العراق من قبل (الامام الحسين )على سبيل المثال لا الحصر ,كما يعزو البعض كل ذلك الى فساد النفوس وخواء الضمائر .الحقيقة ان هكذا تأويلات وتفاسير ليست غريبة على الكثير من العراقيين ,فقد كان اجدادهم من قبل يسلكون ذات المسلك, ازاء تلك الظواهر الطبيعية والكونية والمناخية ,فقد كان قدماء العراقيين يقدمون الهدايا والهبات والقرابين لألهتهم اذا ما اشتد عليهم الجوع او القحط او الوباء ,حيث يعزون كل ذلك الى السماء التي قد تعرض عنهم في اي لحظة . يبدو ان الكثير من العراقيين لا يزالون يفكرون بخلفياتهم البدائية اكثر مما يفكرون بعقولهم وما جاد به العصر من علوم ومعارف وكشوفات .يمكن القول ان العراقيين مساكين للغاية, فهم لم يقترفو من الذنوب عشر معشار ما يقترفه الاوروبيون او الأمريكان او حتى المصريون ,لكنهم مازالوا اسرى تفكير غيبي بدائي يربط كل شيء بالسماء بدون علم او هدى او كتاب منير .

#احمد_عبدول (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل