أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محسن محمود - الفلسفة التى تعادى الانجاب Antinatalism ج13















المزيد.....

الفلسفة التى تعادى الانجاب Antinatalism ج13


محسن محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4882 - 2015 / 7 / 30 - 03:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وممن تبنى نفس هذا الموقف الantinatalism من العرب وذكره وخلّد ذكره في أشعاره الكـثيرة، الشاعـر والأديب الكبير أبو العلاء المعري، والذي عاش في العصر العباسي.
ومن الأبيات التي كتبها المعري للتعبير عن هذا الموقف قوله :

اُشدُدْ يديك بما أقولُ *** فقول بعض الناس دُرُّ
لا تدنونّ من النساءِ *** فإن غـبّ الأَري مُـرُّ
والباء مثل الباء تخـ *** ـفض للدناءة أو تجرُّ
سَلِ الفـؤاد عن الحـياة *** فإنها شـرّ وشـرُّ

ومن ذلك أيضًا قوله :
أيا سارحاً في الجوّ دُنْياكَ معدنٌ *** يفوزُ بشَرّ فابغ في غيرها وَكْرا
فإن أنت لم تملك وَشيك فراقها *** فعـفَّ ولا تنكح عَـوانا ولا بكرا
وألقاك فيها والداك فلا تضع *** بها ولـدًاً يلقى الشدائد والنكرا

فهو يقول لمن يعيش في الدنيا أن هذه الدنيا كمعدن طبيعته جذب الشر، فاطلب السكن في مكان غيرها أفضل. فإن كنت لا تستطيع وليس بيدك أن تفارق الدنيا في وقت قريب، فازهد واستعفف ولا تتزوج لا بكر ولا ثيب. فهذه الدنيا ألقاك فيها والداك بغير اختيار منك ولا رغبة، فلا تفعل أنت نفس الشيء وتأتي بولد يعاني من الشدائد والمنكرات.

ومن ذلك أيضًا قوله : عبر الناس فوق جسر أمامي *** وتخلفت لا أريد عـبورا

ويقصد به أن الناس تزوجوا وأنجبوا، أما هو فتخلّف عنهم ولم يعبر معهم جسر الزواج ولا أنجب أطفالا.

ويقول أيضًا في أبيات أخرى:
واطلب لبنتك زوجا كي يراعـيها *** وخوّفْ ابنك من نسل وتزويج
نصحتك لا تنكح فإن خفت مأثمًا *** فأعـرِسْ ولا تنسِلْ فذلك أجـزمُ

هنا ينصح المعري الرجل أن يزوّج ابنته لتستعين بالزوج، ولكنه يحذره أن هذا ليس من مصلحة الرجل، وأن عليه أن يحذر ولده من الزواج والإنجاب.


ثم يمضي المعريّ في بيان موقفه الفلسفي من الإنجاب فيقول:
وليتَ وليدًا مات ساعة وضعه *** ولم يرتضع من أمه النُّفسَاءِ
يقول لها من قبل نطق لسانه *** تفيدين بي أن تنكـبي وتُسائي

فهو يتمنى أن يموت الوليد في الدقائق الأولى من حياته، ويتمنى لو أنه لم يرتضع من لبن أمه الحديثة عهد بولادته؛ لأن هذا الطفل القادم على الحياة القاسية لو رزق القدرة على النطق لقال لأمه: ماذا تستفيدين من ولادتي في هذه الحياة غير النكبات التي ستحل بك والإساءة التي سأتسبب لك بها؟

وفي بيت آخر يصور شقاء الولد والوالدين أجمعين فيقول:
يشقى الوليد ويشقى والداه به *** وفاز من لم يولِّه عقلَه ولدُ

ثم يمضي المعريّ في هذه الفلسفة فيقول:
وإذا أردتم للبنين كرامة *** فالحزمُ أجمعَ تركَهم في الأظهُرِ

أما في الأبيات التالية فيصوّر الأم وهي تخوّف الطفل من الخروج إلى هذه الحياة، إذ يقول:
نادَى حشا الأم بالطفل الذي اشتملت *** عليه ويحك لا تظهر ومُتْ كَمَدا
فان خرجْتَ إلى الدنيا لقيتَ أذى *** من الحوادث بَلْهَ القيظَ والجَمَدَا
وربّ ملكٍ وافاها على صغرٍ *** حتى أسنَّ ولمْ يُحمَدْ ولا حَمدَا

فهو هنا يجعل أحشاء الأم تنطق فتقول للجنين في بطن أمه: لا تخرج إلى الدنيا، وخير لك أن تموت كمدًا، لأنك إذا خرجت الى هذه الحياة فستلقى كل قاصم من حوادث الدهر، فضلا عن الحر والبرد.

ويشيد المعري بالعقم لأنه يحول دون الإتيان بنسل جديد، فمن ذلك قوله:
أرى ولد الفتى عبئاً عليه *** لقد سعد الذي أمسى عقيما
أما شاهدت كل أبي وليدٍ *** يَؤمَّ طريقَ حتْفٍ مستقيماً

فهو يشيد بالعقم ويرى أن الرجل العقيم يكون سعيداً في هذه الحياة، لأن كل أب يسير في طريق محفوف بالأهوال والمتاعـب.

أو كما قال في موضع آخر:
إذا شئت يومًا وصلة بقرينةٍ *** فخيْرُ نساءِ العالمينَ عقيمُها

ومن قوله في العقم أيضا وهو يخاطب المرأة :
كوني الثريا أو حضارَ أو *** الـجوزاءَ أو كالشمسِ لا تَلدُ
فلتلك أشـرف من مؤنّـثةٍ *** نَجَـلت فضاق بنسـلها البلدُ

ومن قوله كذلك:
قد ساءها العقم لا ضمّت ولا ولدت *** وذاك خيرٌ لها لو أُعطِيَتْ رشدَا
ما يأخذ الموت من نفسٍ لمنفـردٍ *** شيئا سواها إذا ما اغـتال واحتشدَا

ومن قوله أيضًاً:
خير النساء اللواتي لا يلدنَ لكم *** فإن ولدنَ فخير النسل ما نفعَا
وأكثر النسل يشقى الوالدان به *** فـليته كـان عـن آبائه دُفِـعا
وكم سليلٍ رجاه للجمال أَب *** فكان خِزيًاً بأعلى هضبةٍ رُفِـعا

ومن أشهر أبيات المعري في هذا الموضوع هو قوله: «هذا جناهُ أبي عليّ *** وما جنيتُ على أحدِ ».

وقد أوصى المعري أن يتم نقش هذا البيت على شاهد قبره بعد موته، للتذكير بأن حياته ومعاناته كانت جناية أبيه عليه، وأنه هو لم يتزوج ولم ينجب أبدًا كي لا يجني نفس هذه الجناية على أحد.

وهذه ابيات شعريه يعبر فيها المعرى عن طبيعة الحياة المأساوية وأن متاعبها أكثر من مسراتها، فيقول:
وهل تظـفر الدنيا عـليّ بمنّةٍ *** وما ساء فيها النفسَ أضعاف ما سرَّا
يلاقي حليفُ العيش ما هو كارهٌ *** ولو لم يكن إلا الهواجـرَ والقـرَّا
نوائب منها عمّت الكهل والفتى *** وطفل الورى والشيخ والعبد والحُرَّا
إذا وصلتْ بالجسم روحٌ فإنها *** وجثمانها تَصْلَى الشدائدَ والضرَّا
بدا فَرحٌ من مُعْرس أفَما دَرَى *** بما اختار من سوءِ الفعال وما جَرَّا

وختاماً:
فان هذه الحياة تحفها الواجبات والمخاطر من كل صوب: كدح / أمراض / حوادث / ضغوط نفسية / مضايقات / خيبات وحجم الأنس فيها قليل...
ميدان اجباري عبارة عن دوامة من المواجع لا تنتهي إلاّ بنهاية المرء نفسه، فلا تفرضوا حياه كهذه على اطفالكم
عدم انجاب الاطفال يعنى ان تمنحهم ضمان عدم المعاناه وعدم الالم وعدم المرض بل وعدم الموت،
بينما الانجاب يعنى ان تمنحهم رغماً عنهم الالم و المرض والمعاناه والشيخوخه و الموت واذا لم يكن ذلك هو قمة الظلم فما هو الظلم فى نظر مؤيدي الانجاب ؟
فالجميع اتى الى تلك الحياه رغماً عنه لكى ينتظر الموت او الموت ينتظره اما الذين لن يولدوا فقد فازوا بأعظم جائزه لانهم ليسو محرومين من شىء ولن يموتوا ابداً.
وإذا كان الموت هو انعدام هذا الوجود الأرضي البائس، فبناء عليه يكون عدم الميلاد أيضًا خيرًا من هذه الحياة، فالانجاب يقوم بتفعيل المعاناه وعدم الانجاب يمنع من تفعيلها
اى انسان يفكر فى الانجاب عليه ان يختار لابنه افضل شىء على الاطلاق وهو عدم الانجاب.

وللحديث بقية،،،،



#محسن_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة التى تعادى الانجاب Antinatalism ج12
- الفلسفة التى تعادى الانجاب Antinatalism ج11
- الفلسفة التى تعادى الانجاب Antinatalism ج10
- الفلسفة التى تعادى الانجاب Antinatalism ج9
- الفلسفة التى تعادى الانجاب Antinatalism ج8
- الفلسفة التى تعادى الانجاب Antinatalism ج7
- الفلسفة التى تعادى الانجاب Antinatalism ج6
- الفلسفة التى تعادى الانجاب Antinatalism ج5
- الفلسفة التى تعادى الانجاب Antinatalism ج4
- الفلسفة التى تعادى الانجاب Antinatalism ج3
- الفلسفة التى تعادى الانجاب Antinatalism ج2
- الفلسفة التى تعادى الانجاب Antinatalism ج1
- وهم وجوب العلاقات الجنسيه الثنائيه لاعتبارها من طبيعة الحياه


المزيد.....




- شاهد اللحظات الأولى بعد هجوم روسي ضخم بطائرات مسيرة على أوكر ...
- طهران تعلق على الغارات الإسرائيلية في عدة مناطق بسوريا
- -الهجوم على سفينة مساعدات غزة قرب مالطا إشارة تحذير- - يديعو ...
- السودان.. مقتل مدنيين بعد سيطرة الدعم السريع على النهود
- زاخاروفا تعلق بقول مأثور على دعوة القوات الأوكرانية للمشاركة ...
- مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية ...
- بيان مصري بعد قصف إسرائيل منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في دمشق ...
- السعودية.. تنفيذ حكم القتل -تعزيرا- في مواطنين اثنين من أسرة ...
- رئيس وزراء اليمن أحمد عوض بن مبارك يعلن استقالته
- زاخاروفا تعلق على تهديد زيلينسكي لضيوف عرض عيد النصر في موسك ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محسن محمود - الفلسفة التى تعادى الانجاب Antinatalism ج13