أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - خليل صارم - المعارضة : تناقضاتهاوتنويعاتها-2















المزيد.....

المعارضة : تناقضاتهاوتنويعاتها-2


خليل صارم

الحوار المتمدن-العدد: 1346 - 2005 / 10 / 13 - 10:32
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



نعود لتساؤلاتنا التي طرحناها في الجزء الأول : ولنحاول توصيف المعارضة حضارياً وليس وفق المفهوم السائد في منطقتنا ومناطق العالم الثالث في غالبيته العظمى : يمكن وصف المعارضة حضارياً بأنها ضمير السلطة الحي الذي يرصد أي خطأ بقصد التقويم وتحسين الإداء , وهي قوى حضارية تطرح برامجها بما يفيد المجتمع ويحقق تطوره ورفاهيته . وهنا يقوم المجتمع بالتدقيق في هذه البرامج فإما أن يمنحها ثقته ويقف خلفها يدعمها ويحتضنها أو أنه يحجب عنها هذه الثقة ويعزلها عنه , ان البرامج الأفضل والأكمل هي التي تحظى بأكبر نسبة من المجتمع أو الشارع سواء كانت معارضة أم محايدة أم موالاة , وليس بالضرورة أن تحوز على إجماع الشارع الذي يتوزع وفق البرامج المطروحة أمامه , هنا يأتي دور قيادات هذه المعارضة فإذا كانت صادقة في طروحاتها وأنها تعمل لتوظيفها لصالح المجتمع ككل توحدت أو خرجت بالحد ألأعظمي من التفاهم مع بقية القوى بما فيها القوى التقدمية الحضارية داخل السلطة لأنه من المستحيل الا تكون السلطة بدون أي رصيد في الشارع , ولكن كونها سلطة فإنها تتضمن جانب كبير خادع من الموالاة المنافقة تحقيقاً لمصالح خاصة لهذه الموالاة , وهنا يكمن دور المعارضة في فهم هذا الواقع وقدرتها على الفرز بين القوى الحضارية فعلاً في السلطة وبين القوى المنافقة ( جماعة بالروح بالدم نفديك) والصور الكبيرة واللافتات والشعارات المعلقة على الجدران وأعمدة النور ومداخل الدوائر والمؤسسات التي يجري استغلالها ونهبها وقد رأينا نفاق أمثالهم في العراق والدرس الأكبر كان في الاتحاد السوفياتي السابق وان كانوا لايتقنون المصطلحات العربية .
هناك تحولت القيادات وأشد العناصر أرثوذوكسية وحفاظاً على النظام والمبادئ الماركسية اللينينية كما كانت تزعم الى زعماء عصابات وحكام في ظل التقسيم الجديد ..؟ بل كانت معاولهم أول المعاول التي باشرت بالهدم والتفكيك .
إن المقدرة على التمييز هي أول خطوة صحيحة للمعارضة وان الخلاف الأيديولوجي أو السياسي أو وجهات النظر أو المفاهيم يجب أن لاتفسد للود قضية طالما أن الهدف هو المجتمع والوطن وان الاتجاه نحو الأفضل . والمعارضة بالطبع هي كافة الرؤى والمواقف التي تختلف مع النظام وتملك الحل الأفضل للوطن والمجتمع , وكما قلنا فهي قوى حضارية , بعيدة عن ضخ ثقافة العنف والانتقام بل تتبنى الأساليب السلمية في التغيير , وطالما أن برامجها واضحة فإنها ستكسب المجتمع اذا تمكنت من إقناعه بنفسها وأنها تهدف الأفضل وتهدف الى تطويره ورفاهيته من خلال الواقع والإمكانيات المتاحة وليس من خلال وعود خيالية لاتملك القدرة على تنفيذها وهنا تصبح طروحاتها شكلاً من أشكال الخداع والتحايل على المجتمع بهدف الوصول الى السلطة , وليكن في معلوم الجميع ان الخبرة المتوفرة لدى المجتمع قادرة على كشف كل ذلك , فالمجتمع يعرف تماماُ إمكانيات الوطن وحجم موارده وماهو قادر على تحقيقه وماهو غير قادر ولايملك إمكانيات تحقيقه .
- أنواع المعارضة الموجودة في الشارع : حقيقة لايجوز القول بتنوع المعارضة فالمعارضة , معارضة وهي تضم كل من يختلف أو يعارض النظام سواء لسبب آيديولوجي أو لمجموعة مفاهيم أو لمواقف وآراء محلية أو دولية أو لأسباب عائدة لعقلية السلطة وأساليب القمع التي تعتمدها أو بسبب الظلم الناجم عن فرض مفاهيم السلطة وقناعاتها وآيديولوجيتها على المجتمع بالقوة . لكن سبل المعارضة وأساليبها تختلف بين مجموعة أو تنظيم أو حزب وآخر مع ذلك فان هناك اختلافات جذرية في مفاهيم هذه المعارضة ولايجوز كما أنه ليس من المنطق النظر اليها بعين واحدة ووضعها كلها في كفة واحدة فهناك أشكال منها أشد قمعية من السلطة في أسلوب تفكيرها وعقيدتها كالأحزاب القائمة على أسس دينية أو قومية ذات مفاهيم شوفينية عنصرية . ومنها أحزاب وتنظيمات ماركسية أو ليبرالية . ديمقراطية . علمانية . يسارية مختلفة .الى الجانب القوى المستقلة
- ان هذا التنوع لايمكن توحيده أو الركون الى أي شكل يجمعه وان حدث فهو تكتيكي ينفرط عقده بعد انتهاء الهدف الأقرب ليدخل في صراع وحشي يؤدي الى حرب أهلية . خلافاً لكل المقولات والطروحات الحالية , والحل يكمن في تحالف قوى العلمانية والديمقراطية والليبرالية واليسار وكافة القوى الحضارية المستقلة منها والمنظمة أو المنتمية لتنظيمات أو تحمل عناوين محددة كونها الأقرب في طروحاتها للوصول الى الانسجام . وهذا التحالف يجب أن يسبقه وقبل الدخول فيه قدرة لدى قياداتها للتخلي عن الأنانية ومزاعم احتكار الحقيقة التي تقودها اليها الأنانية والنرجسية وحب الذات .
- عندما ترى هذه التنظيمات في نفسها القدرة على تجاوز أسوأ عقدة وهي الأنانية يمكنها أن تدخل في حوار يوصلها الى التحالف يمكن أن تخرج من خلاله بقيادة موحدة تضم ممثلين عن كافة القوى .
- عند ذلك يجب إتاحة المجال للجلوس الى الاتجاه الحضاري العلماني في السلطة للدعوة الى حوار هادف يحقق مطالب هذه القوى التي يجب أن تكون مطالب المجتمع كله ويقطع الطريق على قوى الفساد والانحراف في السلطة والتي تعمل على عرقلة وتعطيل أي توجه هاديء يجنب الوطن أية مخاطر تعمل عليها القوى المعادية .
- ان قوى اليسار والعلمانية هي الوحيدة المؤهلة للدخول في المستقبل بعيداً عن القوى الأصولية المتشددة المتخلفة والتي تلبس جلد الحرباء وتتلون حسب الواقع
وواجب قوى اليسار والعلمانية والديمقراطية والليبرالية أن تحدد هذا المستقبل بعقلانية وفهم دقيق بعيداً عن الانفعالات وردود الفعل وألا تؤخذ بالطروحات الملغومة للقوى الخارجية التي تصنع وتفبرك معارضات قزمة فارغة وترعاها والمقصود طبعاً تلك المعارضات التي ظهرت برعاية الكونغرس الأمريكي والتي لم تخجل من ارتباطها هذا وأعلنته بوقاحة شديدة .
- ان معارضة تضم القوى المتناقضة لن تصل الى نتيجة سوى الفوضى والمزيد
من تشظية المجتمع وتفتيته لذا فان التحالف لايمكن الا أن يضم القوى المتقاربة
فكريا ً وحضارياً أما أن نجمع ( الشامي على المغربي) حسب المثل السائد
فيتحالف المتشدد دينياً مع الديمقراطي والعلماني مع الشوفيني المتعصب قومياً
لأية قومية انتمى اليها والمنفتح على كافة الأطياف مع التكفيري فهذا مجرد
تحالف ذئاب اتفقوا على تقاسم البقرة ( الضحية ) وليس تحالفاً وطنياً لأنهم وفور
الانتهاء من نهش الضحية سيتحولون الى نهش بعضهم البعض , وهنا فان
الضحية هي مجتمع ووطن بكامله .
- إننا هنا لانهاجم ولاندافع ولكنها مقاربة منطقية عقلانية , فالأخطار أكبر بكثير من أحلام الانتقام والتقاسم , وهذه الأخطار ستؤدي بالنهاية الى الفوضى فيما لو قدر لها التجسد على أرض الواقع , وعندها سيندم الجميع لأنهم لن يجدوا حقيقة مايتفقون أو يختلفون عليه . ويبقى ألهم الآن أن تبدأ السلطة أو القوى الحضارية في السلطة بالخطوة الأولى لأنها الأقوى واقعياً وأن تدعو قوى الديمقراطية والليبرالية والعلمانية واليسار الى مائدة حوار وطني ليبدأ الجميع بوضع تصور قابل للتطبيق فالمهم هو سوريا قبل كل شيء وبعدها سيكون لكل حادث حديث
- يروى أن الرئيس المرحوم ( جمال عبد الناصر ) أثناء العدوان الثلاثي ذهب الى السجون حيث كان هناك عدد لابأس به من ضباط المعارضة وأخرجهم من السجن قائلاً ( ان البلد تتعرض الآن لعدوان خارجي لنذهب جميعاً لقتال العدو وبعدها نصفي حساباتنا فيما بين بعضنا البعض ) وهذا ماحصل .
- نحن الآن بحاجة لخطوة مماثلة في سوريا فهل هناك مجال لها ...؟؟ نرجوا ذلك .
- اذاً فليبدأ النظام بالخطوة الأولى ولتتفق قوى المعارضة الحضارية وليلتقي الجميع تحت العلم السوري واضعين نصب أعينهم إعادة صياغة وطن نموذجي ديمقراطي حر يعتز به أبنائه ويحلم بمثله الأشقاء والجوار .. هل هذا ممكن أيها السادة أم أن الأنانية ستظل تعمي أعينكم ..؟؟؟؟





#خليل_صارم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع المجتمع -القرآن -العلم-العلمانية-
- المعارضة : تناقضاتها وتنويعاتها - 1
- السيد الرئيس : هذا الشعب الذي اختارك بالاجماع ولأول مرة في ت ...
- المضمون في الكلام الغير مفهوم للثقافة والمثقفون .
- البيان الختامي
- لماذا سوريا أولاً-2
- لماذا سوريا أولاً..؟3
- لماذا سوريا أولاً..1؟
- مؤتمر..حوار ..ولكن..؟
- اما أن نتقن ثقافة الاختلاف أو نجلس في العتمة ونفكر
- لماذا لاتستعملوا عقولكم جيدا
- الديمقراطية.الليبرالية.العلمانية
- عندما تهب العاصفة يتوجب التفكير بانقاذ مايمكن انقاذه
- وجهة نظر في مفهوم .الديمقراطية.الليبرالية.العلمانية
- أيها السادة لاتقولوا أمريكا .قولوا النظام الأمريكي .
- عرب هذا الزمان
- سور التخلف
- الجزء 8 مداخلة في أسئلة الليبرالية
- لوحات عربية
- واقع القوى السياسية على الساحة السورية وخطاب الشارع 5


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - خليل صارم - المعارضة : تناقضاتهاوتنويعاتها-2