سور التخلف

خليل صارم

الحوار المتمدن-العدد: 1327 - 2005 / 9 / 24 - 10:47
المحور: الادب والفن
    

1
الأسوار

برغم رقي الأطوار ِ
تزداد سماكة أسواري
الشعرُ حرام . الوجهُ حرام
اليد َ حرام . حتى الصوتُ
صوتي حرام
وتعلو . تعلوا أسواري
تحاسبُ حتى أفكاري
وخلف َ كل ِ الأسوار ِ
خلف َ كل ِ الأستار ِ
هتكتم كنزي وأسراري
عبثتم بحرمة ِ مزاري
ذئاب ٌ كانت تحرسني
لبست قناع َ الإيمان ِ
مازالت تعوي في داري
الشعرُ حرام . الوجه ُ حرام
اليد ُ حرام . حتى الصوت
الصوت حرام
سأمزق ُ كل الأستار ِ
وأهدم ُ كل َ الأسوار ِ
وأدوس سقط َ الأفكار ِ
وأفضحُ كل َ مزاعمكم
عن حب ِ الله وإيمان ِ
فأنتم ذلي وعاري
ووقودا ً أنتم للنار ِ

**********



2
( المؤمن )


رسموا للمؤمن ِ أشكالا ً
يابئس َ الرسام ِ الأخرق
قالوا . فلنلبسَ أسمالا ً
موسومه برقاع ٍ أعتق
إن كان َ الثوب ُ هلهالا ً
فبحبل ِ الخصر ِ نتمنطق
في الوجهِ تقرأ ُ أحوالا ً
غدر ُ اللئيم ِ والأنزق
.......
مصمص للماء ِ من كأس ٍ
أحئح وازور ثم إشرَق
مسوك أسنانك في الشارع
وتجشأ كالثور ِ الأحمق
تفتف نفنف ثم تمخط
وبكمك َ إمسح وتنشَقْ
وزفيرا ً منك َ يتعالى
إشخر بالتالي أو إنهق
حمارا ً صرت َ ياهذا
خنزيرا ً قردا ً يتشدق
........
ماهذا شكل ُ الإيمان ِ
هو نعمة عليك َ تترقرق
إظهر بجمالك َ بين الناس
تعطر إلبس وتأنق
إخفض من صوتك َ وتواضَع
في الذوق ِ كن أنت َ الأذوق

*****





3
( الحرام )
لماذا لانشعر:
بمرور ِ الأيام ِ والشهور ؟
ويستمر أبناء العواهر
بحرق العقل ِ والبخور
بينما الدنيا حولنا.. تدور
تضج ُ .. بالحياة ِ.. وتمور
خضرة ً ومياها ً وزهور
وأحلى أشكال ِ الطيور
وروائح ِ العطور
والعين ِ الحور
وليالي الحلم ِ المسحور
وحبا ً يشع ُ نور
لماذا .. ننشد ُ الى قاع ِ
العصور ؟
وعندما نحاول الصعود
ينفخ ُ في الصور.؟
وتستعرُ جهنم َ وتفور
لتتهشم أحلامنا كالبلور.؟
ويعوي أصحاب ُ الذقون ِ
والمتجلببين
بالصوت ِ المسعور ؟
ليعيدوننا الى حيث ُ
اليباب َ والبور !
فيبقى الإنسانُ منا مقهور
ويقفزُ شياطين العتم ِ والظُلمَةِ
من قاع ِ الغور
قتلوا الروح .. فالعقلُ حرام ْ
والارتقاءُ حرام ْ
وكلُ أشكال ِ الحياةِ حرام .
الظلم ُ قدر ... ورفضه ُ
حرام
كل المصائب قدر ..
فالإعتراض ُ
حرام .
حتى الاحتلالُ عقاب ُ الله
لاترفضوه .
حرام .
وتطول لائحة ُ التحريم
والتجريم
حفيفُ النسيم .. تغريد الطيور
وكل الفنون
حتى التعليم
حرام ٌ . حرام ٌ . حرام .
الا في كتبهم الصفراء
وسماع فتاوى أشباح ُ الظلام
4
( الفقهاء )
بكل ِ خبث ٍ ودهاء ِ
يركبنا كل السفهاء ِ
تموت ُ وتحيا أجيالٌ
يحكمها جهل ٌ وغباء ِ
وقضايانا يتصدى لها
من أفتوا وماهُم فقهاء ِ
يفتون َ لنا ماذا نلبس
وكيف تؤتى النساء ِ
مابين َ اليمنى واليُسرى
أضاعوا الدين َ في الماء ِ
...
إن شئت َ كذبا ً مع زنىً
مسموح ٌ بعد َ العشاء ِ
وتأكُلَ مال َ الأيتام
وتشيع َ فيهم ْ فحشاء ِ
وتنشر َ غيبه ونميمه
توزع َ دجلا ً ورياء ِ
لتلقي دروسا ً في الشح ِ
وتقود َ رهط َ البخلاء ِ
لكن لاتتأخر عن فرض ٍ
وتصلي صبحا ً ومساء ِ
لتكون َ في الناس ِ مؤمن
وتجلس َ بينَ الوجهاء ِ
وسفيه ٌ يعطيك َ صكا ً
ليكون َ ضمن َالشُفعاء ِ
5
الإرث ُ السيءُ
فساد ٌ قد غطى بلادي
والسوسُ ينخر في العباد ِ
كالسيل ِ يجتاح ُ وهاد ِ
أطوار ُ ثمود ٍ مع عاد ِ
العفن ُ يغطي شوارعنا
يترصد ُ خطى الأولاد ِ
أمريكا تستنسخ ُ فينا
دجلا ً ونفاقاً واستعباد
تلبسهمْ أزياء َ الدين ِ
تنشرهم في كل ِ واد ِ
مازلنا نبكي وننوحُ
مازُعمَ إرث ُ الأجداد
.......
الإرث ُ السيءُ مرسوم ٌ
بأحلك ِ ألوان ِ مداد ِِ
قتل ٌ وهتك ُ أعراض ٍ
وذئاب ٌ تنهش ُ أكباد ِ
تاريخ ُ شيخ ُ الأحبار ِ
تاريخ ٌ صنع ُ القواد ِ
إرث ٌ يأنفه ُ خنزير
هزٌ ورعش ُ أجسادِ
ومسوخ ٌ تقفزُ نشوانه
أشباح ٌ جاءت من بادِ
تزعق ُ إن الله حي ٌ
مع نقر ِ الدف ِ وأعواد ِ
الله ُ حي ٌ نعرفها
مااحتاج َ نوس َ وتعداد ِ
...
وضباع ٌ تجري مسعورة
موسومة بختم ٍ وهابي
تولغ ُ ببريء ِ الدم ِ
تبيح ُ قطع َ الأنساب ِ
والزعم ُ أنه إيمان ٌ
إيمان ُ الشرك ِ الكذاب ِ

تنفي دورانا ً للأرض ِ
هلوسةٌ أطلقها عصابي

********

#خليل_صارم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل