أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل صارم - البيان الختامي















المزيد.....

البيان الختامي


خليل صارم

الحوار المتمدن-العدد: 1341 - 2005 / 10 / 8 - 09:45
المحور: كتابات ساخرة
    


حدث هذا في زمن مقابل في مجرة أخرى من هذا الكون الفسيح في سلطنة على كوكب مشابه تماماً لكوكبنا ويكاد أن يكون نسخة طبق الأصل . ( لذا فإننا غير مسؤولين عن أي تطابق مع أحداث قصتنا هذه
البيان الختامي
===============
- بعد أن أقسم المسؤولين من لصوص النهار يمين الولاء والأمانة والإخلاص والشرف ؟!! أمام سلطان تلك السلطنة ملتزمين وللمرة العشرين أو الثلاثين وربما أكثر بعدم تكرار الأخطاء السابقة , حثوا الخطى باتجاه قاعة المؤتمرات لاستئناف نشاطاتهم واستكمال الاجراءات لعقد المؤتمر الأهم في تاريخ السلطنة والذي سيشتمل على كل مايهم الوطن والمجتمع خاصة وأن الكثير من الضجة قد سبقت بدء هذا المؤتمر !! .
في الحقيقة أن توجيهات السلطان كانت تعلن للرعايا أولاً بأول لذلك فقد تفاءلت الرعية وراحوا يفركون أكفهم سروراً كون تلك التوجيهات قد مست مشاعرهم وأحاسيسهم المرهفة مباشرة لأنها وصفت الدواء للداء بدقة غير معهودة !! .
في كل مرة كانت تعلن تلك التوجهات كان أفراد الرعية يتجمعون في الأمسيات الصافية على شكل حلقات سمر يرقبون النجوم الزاهرة ويحلمون بها تزورهم بعد انتهاء المؤتمر الذي رفع أقوال السلطان شعارات له حتى أنها غطت على كافة جدران المدينة وساحاتها تتوسطها الصور الكبيرة والأعلام .
في هذا الوقت كانت أقدم العاهرات مع مجموعة من القوادين يلقون محاضرة عن مزايا الشرف والفضيلة في قاعة الأخلاق الموروثة الكائنة ضمن المتحف القريب من قاعة المؤتمرات .
أما قاعة المؤتمرات في تلك اللحظة فقد كانت تعج بالمؤتمرين الذين بلغوا أوج نشاطهم ومناقشاتهم . فقد بدأوا ببحث القضايا القانونية وتسربت معلومات تؤكد أن بعض المؤتمرين قد تجرأوا وسربوا شيئاً من فضائح قاضي القضاة وبعض شيوخ العسس في الولايات وبعض مسؤولي بيت المال وغيرهم الكثير من المسؤولين والوزراء ..الخ
المهم في الأمر أن المؤتمر ولضغط بنوده وازدحامها تأجل الى اليوم الثاني والثالث والرابع ..الخ والرعية تعيش على أعصابها نهباً للشائعات المختلفة حول النتائج المتوقعة والتي تهم البلاد والعباد ..!!
كان اليوم العاشر هو الحاسم على مابدا للجميع الذين حبسوا أنفاسهم بانتظار المفاجآت .. فقد أغلقت أبواب القاعة وسدت المنافذ بإحكام وانتشر الحراس في محيطها بينما توزع العسس بين تجمعات المواطنين الذين أحاطوا بالقاعة حتى غصت بهم الشوارع والساحات المحيطة في هذا الأثناء كان الناطق الرسمي باسم المؤتمر يخرج بين الفينة والأخرى ليعلن أن الجلسة ختامية وسرية وستعلن النتائج والقرارات فور الانتهاء .
طالت الجلسة وانتصف الليل دون أن يغادر أحد القاعة والرعايا الذين أنتابهم القلق مازالوا في الشوارع والساحات لم يبرحوا أمكنتهم . بينما راحت التخمينات والتوقعات تنطلق هنا وهناك كما يحلمون بها ويريدونها وراح بعضهم يؤكد أن المؤتمر سيسفر عن عزل وطرد عدد من شيوخ العسس في الولايات وآخر يزعم أنه سيسفر عن انقلاب إداري وسياسي على صعيد السلطنة وهناك من تحدث عن زيادة في عطاءات بيت المال و.و.و الخ .
بعض الشبان الذين كانوا يحتلون شرفة أحد المنازل المحيطة بقاعة المؤتمر يتسامرون ويثرثرون وهم يتناولون مشروباً يشبه الشاي عندنا . أطلت عليهم عجوز جاوزت الثمانين من نافذة مطبخها لتسألهم قائلة بصوت مرتجف :
- هل سيمنعون الرشوة ياابنائي ..؟
- استلقى الشبان على أقفيتهم من الضحك وهم يجيبون : ولكن الرشوة ممنوعة قانونا ً ياجدة ..
- ندت عن المرأة العجوز ضحكة ثم نوبة سعال طويلة ظن الجميع معها أنها ماتت ثم أطلت عليهم بعد قليل قائلة بصوت غلبته البحة . جازاكم الله ياأبنائي فأنا لم أضحك مثل هذه المرة منذ أكثر من عشرين عاماً بعد أن توفى زوجي المرحوم الذي كان يتحفني بنكاته وتعليقاته الساخرة , لكن نكتتكم اليوم كانت الأجمل .
- تطلع الشبان بوجوه بعضهم البعض بدهشة واستغراب ثم راحوا بدورهم بنوبة ضحك بعد أن تنبهوا الى مكان النكتة عادوا بعدها الى استئناف حديثهم السابق .
- استمر الانتظار حتى قارب الفجر التالي على البزوغ وبدأت النجوم بالاختفاء تدريجياً مع ذلك بقيت التجمعات على حالها دون كلل أو ملل فالأمر أكثر أهمية من المناسبات السابقة , مستمرين في تخميناتهم وتحليلاتهم .
البعض قال مؤكداً بأن هناك مقررات خطيرة جداً ستخرج مما تسبب في خلافات حادة داخل القاعة , والبعض الآخر راح يحلم ويتصور حال الفاسدين وماستؤول اليه بعد طردهم وملاحقتهم , وهناك من بدأ يخطط لمستقبل أيامه وكيف سيبدأ بمشاريعه التي لن يخشى عليها من القرارات المزاجية للمسؤولين التي قد تعطلها فجأة كما يحدث عادة كرمى لعيون قريب له أو حسيب .
وهناك من اجتاحته نوبة عطف على المؤتمرين الذين لم يبرحوا القاعة منذ عشرة أيام تقريبا ً فراح يؤنب شلته والمحيطين به قائلاً : والله أنتم بالحقيقة شعب لايعجبه العجب , كل شيء تريدون الحصول عليه على الجاهز وانتم قابعون خلف نسائكم بينما هؤلاء المساكين يعملون ليل نهار ليحلوا لكم مشاكلكم التافهة مع أن هناك قضايا أخطر وأهم تحيط بالوطن وتهدده ؟؟؟.
- في هذا الوقت كانت مجموعة من خريجي معهد الصم البكم تتجول في الأزقة والشوارع المحيطة تتسلى على مايبدو بمراقبة تعابير وجوه هذه الحشود وتبتسم بغموض خاصة وأنهم غير مضطرين لينطقوا ولو بحرف في هذا المجال كونهم غير قادرين على ذلك لو أرادوا , وبدوا لمن لايعرفهم وكأنهم كانوا يعلمون مسبقاً بأنهم سيكونون موضع حسد الجميع على عاهاتهم بل وسيتمنون لو كانوا مثلهم لذلك فان مظاهر الارتياح والابتسامات التي بدت بلهاء على وجوههم مستفزة ومثيرة لعصبية من يرقبهم , حتى أن بعض العسس قد انصرفوا لمراقبتهم ومتابعتهم حيثما توجهوا بين تجمعات الرعية معتقدين أنهم قد يكونوا عناصر تخريبية إرهابية أو جواسيس للأعداء .؟؟
- في هذه اللحظات وصلت شاحنة صغيرة الى باب قاعة المؤتمر لتفرغ شحنة من المساطر وأقلام الرصاص وتعود مسرعة .
- عادت التخمينات والتحليلات تقول : إنه البيان الختامي ؟؟ انها القرارات التي يجري إعادة صياغتها وتدقيقها ؟؟ قليل من الوقت وسنسمع مايسر الخاطر ويثلج الفؤاد .
- زادت نظرات السخرية والابتسامات البلهاء المستفزة على وجوه خريجي جمعية الصم البكم , حتى أن العسس ألقوا القبض على عدد منهم واقتادوهم الى القسم القريب للتحقيق ثم أطلقوا سراحهم بعد أن تأكد لهم تماماً أنهم لايسمعون ولا ينطقون بقدرة إلهية لايد لهم فيها , وهذا ماأزعج العسس على مايبدو لأنهم يرغبون جداً بأن تكون هذه العاهات من صنع أيديهم .
- فجأة دب النشاط في حراس القاعة وارتفعت وتيرة حركتهم . انشق الباب الرئيسي ليطل منه رأس ثم يختفي الأمر الذي دفع بالصحفيين ومصوري التلفزة ورجال الإعلام الآخرين الى التجمع قرب الباب . . اقترب ثلاثة أشخاص ليثبتوا طاولة صغيرة نصب عليها عدد من الميكروفونات .. أمسك أحدهم بميكروفون وبدأ يجرب ..ألو ..ألو.ألو.واحد .اثنين. ثلاثة ازدادت أعداد المتحلقين حول الطاولة وكثر التزاحم ..مما استدعى تدخل العسس لإبعادهم قليلاً وإفساح المجال لحرية الحركة .
- خرج شخص أنيق من القاعة تبدو على وجهه علامات الإجهاد رغم ذلك كان محافظاً على هدوءه , سدد نظرات نارية الى الحشد مشوبة بشيء من الترفع والتعالي قاربت حدود القرف , كرر توجيه نظراته هذه في عدة اتجاهات وكأنه يأمر الجميع بالصمت , في هذا الوقت اقترب منه عدد من الصحافيين الحشريين زيادة عن اللزوم .. كان هذا هو الناطق الرسمي باسم المؤتمر , وكانت بيمناه ورقتان .. حمحم ..تنحنح .. سعل سعلتان خفيفتان . رفع الورقة الأولى أمام عينيه دون أن يركز عليها لأنه تابع بطريقة اعتادها .. أيها الإخوة .. أيها المواطنون .. ياابناء شعبنا العظيم؟. مع ذلك كان مايزال ينظر الى الحشد بنفس نظرة التعالي المشوبة بالقرف
- نظر الى الورقة ثم حمحم بارتباك .. أيها ال....أخوة .. وضع الورقة خلف الأخرى ثم أعادها ثانية ..
في هذه اللحظة كان أحد الصحفيين الخبثاء قد شاهد الورقة ومحتوياتها لأنه كان قد اصبح خلف الناطق تماماً .. نظر الصحفي بدهشة وانذهال بدا معها مسطولاً كمن تناول جرعة مخدر كبيرة .
في هذه اللحظة تماماً كان خريجي معهد الصم البكم يتحلقون حول بعضهم البعض في مكان غير بعيد وسط الحشد وهم يثيرون جلبة غير مفهومة .. اقترب منهم الصحفي الخبيث مبتسماً ثم دخل معهم في حوار انفعالي عصبي بالاشارات , سرعان ماانقلب الجميع على أقفيتهم ضحكاً سمع بشكل معكوس مابين الصم والبكم ...
كانت الورقة بيد الناطق لاتحوي شيئاً سوى خط أعوج رسم بقلم الرصاص رغم كمية المساطر الكبيرة ..؟؟؟؟!!!
( عن نكتة سادت في أواخر الستينات بتصرف ) .



#خليل_صارم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا سوريا أولاً-2
- لماذا سوريا أولاً..؟3
- لماذا سوريا أولاً..1؟
- مؤتمر..حوار ..ولكن..؟
- اما أن نتقن ثقافة الاختلاف أو نجلس في العتمة ونفكر
- لماذا لاتستعملوا عقولكم جيدا
- الديمقراطية.الليبرالية.العلمانية
- عندما تهب العاصفة يتوجب التفكير بانقاذ مايمكن انقاذه
- وجهة نظر في مفهوم .الديمقراطية.الليبرالية.العلمانية
- أيها السادة لاتقولوا أمريكا .قولوا النظام الأمريكي .
- عرب هذا الزمان
- سور التخلف
- الجزء 8 مداخلة في أسئلة الليبرالية
- لوحات عربية
- واقع القوى السياسية على الساحة السورية وخطاب الشارع 5
- واقع القوى السياسية على الساحة السورية وخطاب الشارع - ملحق ا ...
- واقع القوى السياسية على الساحة السورية وخطاب الشارع 4
- واقع القوى السياسية على الساحة السورية وخطاب الشارع 3
- واقع القوى السياسية على الساحة السورية وخطاب الشارع 2
- واقع القوى السياسية على الساحة السورية وخطاب الشارع


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل صارم - البيان الختامي