أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - توفيق أبو شومر - هل السياسة خساسة؟














المزيد.....

هل السياسة خساسة؟


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 22:17
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


دائما أسترجعُ وأُكرِّرُ ما حفظْتُه من أشعار وأقوال، وأنا أرى حال العالم هذه الأيام.
لعلَّ أبرع الأوصاف التي قِيلت عن السياسة والسياسيين، كانت للشاعر العربي العبقري، أبي العلاء المعري، المتوفي في منتصف القرن الحادي عشر الميلادي، وهو نصير المتنبي في كتابه دفاعا عن عبقريته: (معجز أحمد) كانتْ أشعارُهُ سابقةً على تأسيس كل كليات الدراسات السياسية في العالم. قال عن السياسة والسياسيين:
يَسوسونَ الأمورَ بغيرِ عقلٍ
فينْفُذُ أمرُهُم، ويُقالُ ساسة
فأفَّ من الحياةِ، وأُفَّ مني
على زَمَنٍ ، رياستُه خَساسة
أما، الشخصية الثانية التي وصفت بسخرية أحابيل السياسة والسياسيين، ووضعتْ أساليب الخساسة السياسية، في مجموعة من الحكم والأقوال فكانت بعد أبي علاء المعري بخمسة قرون، إنها شخصية، نيقولو ميكافيللي 1513 م فقد أرسى أسس ومبادئ الدجل والنفاق السياسي في كتابه المشهور جدا (الأمير). ولعلَّ أبرز مبادئ الكتاب:
الدين وسيلة وأداة غيرُ مكلفة لتطويع الشعوب، وتسهيل حكمها، فبدلا من أن يُخصصَ الأميرُ حارسا على كل شخص من أفراد رعيته، فعليه أن يستعمل الدينَ بدلا من ذلك.
ومن أبرز حكمِه المشهورة:
"الغايةُ تُبرِّرُ الوسيلة" فالذبح والقتل والدمار وسائل مشروعة لتحقيق الأهداف!
ومن أبرز مبادئه كذلك، أن يتصف الأمير، بغير ما يقوم به من ممارسات، أي أن يُعلنَ شيئا، وأن يُنفِّذَ نقيضَهُ في الوقت نفسه، أن يدعي الإيمان، والإيمانُ منه براء، والإخلاصَ والوفاء، على أن يكون مستعدا للاتصاف بعكسها!
وهذه الصفة هي جوهر السياسة في عصرنا الحالي!
ما يجري في عالم اليوم، على هذا النمط، ما تقوم به الولاياتِ المتحدة الأمريكية، (حامية حمى الديمقراطيات في العالم) فهي تُناصرُ بعض التنظيمات الإرهابية في العالم العربي، كجبهة النصرة، المتفرعة عن القاعدة في سوريا، لغرض تدمير حضارة العرب كلها، ولكنها في ذات اللحظة تتحالف مع أعداء هذه الجبهة، وتُشركهم في قصفهم بالطائرات!
أما عن إسرائيل فحدِّث ولا حرج، فإسرائيل أيضا تفعلُ كما تفعلُ أمريكا، تُنسق وتُعالج جرحى جبهة النصرة في مستشفياتها، لغرض أن يدمِّروا ما بقي من سوريا، وفي الوقت نفسه فإن إسرائيل نفسَها تبثُّ الرعبَ في نفوس مواطنيها، وتُرعبُهم من قرب وصولِ الإرهابيين إلى حدودها!
أما عن ألمانيا فالأمرُ متشابهُ أيضا، ألمانيا تُشاركُ الدولَ الخمسةَ الكبرى في حصارها لإيران، ولكنها في الوقت نفسه هي من أكثر دول العالم تجارةً مع إيران، فالشركاتُ الألمانية هي المحرك الرئيس في حركة التصنيع الإيرانية النشيطة في كل مجالات الحياة، بما في ذلك إرساء قواعد الطاقة النووية.
وقد فوجئتُ وأنا أتابع هذا الملف، أن شاه إيران هو أول من أرسى إنشاء قواعد الطاقة النووية في إيران في أواخر خمسينيات القرن الماضي، وذلك وفق برنامج الرئيس الأمريكي إيزنهاور، تحت عنوان: ( الطاقة النووية من أجل السلام)!
حتى أن أمريكا بجلالة قدرها!! أشرفتُ على تأسيس معمل الأبحاث النووية في طهران، بطاقة تبلغ 5 ميغاوات!!
استمرت جهود إيران في مجال الطاقة النووية في عهد الثورة الخومينية 1979 ، وذلك بتشجيع أوروبي وأمريكي، لمواجهة الخطر العراقي!!
إذن فإن شعار عالم السياسة في الألفية الثالثة:
" استنبتْ الشرور وتعهدها بالرعاية، وانشرها في كل مكان، ثم ادعِ محاربتها، لتبيع منتجاتك الحربية، وتُنعش الصناعاتِ، وتغزو بلدان العالم بلا جيوش، وتعيد صياغتها من جديد وفق مقاييسك ومصالحك!!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبحاث الإبداعات، وابحاث كوابيس الأحلام
- إسرائيل من عدوٍ لدود، إلى حليفٍ ودود
- إعدام قرار على مقصلة الأمم المتحدة
- في فقه تغيير الوزارات
- سلاح الألفية الأول
- أخطر كتاب عن عمليات الموساد
- مقياس نفايات الجامعات
- هل تنجح مقاطعة إسرائيل؟
- قمع الثقافة والفن في إسرائيل
- مرحبا بك في العائلة الفيسبوكية
- سجن غزة الرحيب
- نهر الجهالات في بلاد الخرافات
- الويكيبيديا، والذبحبيديا
- دعهم ينزفون
- مَن يعرفْ ،أور أسرف؟
- خمس سنوات بين زلزالين
- عشر ميكافيلات ليست في كتاب الأمير
- عُسر الذوق الفني
- هل الدولُ تُهدَى؟
- دعشنة مخيم اليرموك


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - توفيق أبو شومر - هل السياسة خساسة؟