أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق أبو شومر - إسرائيل من عدوٍ لدود، إلى حليفٍ ودود














المزيد.....

إسرائيل من عدوٍ لدود، إلى حليفٍ ودود


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4867 - 2015 / 7 / 15 - 09:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما ردود فعل إسرائيل، بمناسبة توقيع الاتفاقية بين الدول الكبرى الست في مجلس الأمن، وبين إيران يوم 14/7/2015 بشأن السلاح النووي الإيراني؟!!
لم تفاجأ إسرائيل بالاتفاقية، بل كانتْ تراقبها منذ اليوم الأول، كما أنها استخدمت وسائلها التكنلوجية المعلوماتية للتجسس على كل حركات المؤتَمرِين في جنيف، بالصوت والصورة.
معظم ساسة إسرائيل كانوا يعلمون بأن أية ضربة عسكرية لإيران، ستكون باهظة الثمن، على الرغم من أنهم كانوا يرددونها كشعار دائم كلَّ يوم!
وكانت غاية حكومة إسرائيل من التهديدات تتلخص فيما يلي:
إقحام الدول الكبرى في المسألة الإيرانية النووية، وابتزاز هذه الدول ماليا ودبلوماسيا، ولعل َّ الملف الأساس لذلك، هو ملف ابتزاز ألمانيا المتورطة، وفق الزعم الإسرائيلي ، في إمداد إيران بالمُخصِّبات النووية، فألمانيا هي أكبر الدول المستفيدة من التجارة مع إيران، فشركة سايمنز، الإلكترونية الألمانية، هي المسؤولة عن تزويد إيران بالمخصبات، ومعها خمسون شركة ألمانية أخرى!
تمكنت إسرائيل من أخذ ثمن ابتزازها لألمانيا، وكانت الحصيلة هي الحصول على الغواصات الحربية (الدولفين) الألمانية، القادرة على حمل رؤوس نووية، وهي من أقوى الأسلحة البحرية في المنطقة!
أما عن أثر ابتزاز إسرائيل لأمريكا فهو الأوسع، ونتيجته ليس الحصول على تبنِّي أمريكا لمنظومات صناعة الصواريخ المضادة للصواريخ فقط، كمنظومة القبة الحديدية، والسهم، بل أيضا في الحصول على طائرات الإف 15، والقنابل الخارقة للأعماق، بالإضافة إلى الالتزامات المالية المتعددة!
ولعلَّ أبرز أهداف إسرائيل، هي وقف ضغط أمريكا على إسرائيل ، فيما يتعلق بملف الاستيطان، والمفاوضات مع الفلسطينيين، فقد جمَّدت أمريكا كل ضغوطها على إسرائيل في هذا الملف، نظير رضا إسرائيل وصمتها المؤقت، عن مشروع الاتفاق، أو تخفيف ضغط اللوبي اليهودي الجمهوري، في الكونجرس الأمريكي على أوباما الديمقراطي، وإسرائيل بذلك تمكنت من تحويل ملف القضية الفلسطينية، من الملف الرئيس،إلى ملفٍ ثانويٍ، أما الملف الرئيس، فهو اليوم ملف إيران النووية !!
أما هدف إسرائيل الثاني فيتمثل في بذر الخوف والرعب في المنطقة العربية، على وجه الخصوص، من النفوذ الإيراني، وحصولها على السلاح النووي، وجعل العالم العربي يعيش في رعب من إمكانية استخدام إيران السلاح النووي ضد العرب، بما يُحقق لإسرائيل، إمكانية تخطيها عقبة المقاطعة العربية، لتتحول إسرائيل من دولة تُهدد أمن المنطقة، إلى حليف استراتيجي، لمواجهة (غول) السلاح النووي الإيراني القادم!
وبهذا التكتيك تتمكن إسرائيل من كسر حالة المقاطعة العربية الخطابية حولها، لتتحول إسرائيل، من عدوٍ لدود، إلى حليفٍ ودود، كزعيمة للتحالف السُّني العربي في المنطقة، لمواجهة التمدد الشيعي!!
ولا يجب أن ننسى هدفا آخر من أهداف إسرائيل بإثارتها الذعر من السلاح النووي الإيراني، وهو أثرٌ لا تُفصح عنه إسرائيل في الغالب، وهو جلب أكبر عدد من المهاجرين اليهود إليها، بادعاء انتشار اللاسامية، الناجم عن التهديدات الإيرانية بإزالة إسرائيل، والعمليات الإرهابية الإيرانية، مما يُهدِّد يهود العالم.على الرغم من أن الجالية اليهودية في إيران، هي من أكثر الجاليات اليهودية في العالم كله أمنا واستقرارا!
كما أن إسرائيل بإثارتها الذعر من السلاح النووي الإيراني، تحصل على موافقة دولية غير معلنٍ عنها بإسرائيل كدولة نووية، فلا أحد اليوم يمكنه أن يفتح ملف(إسرائيل النووية)، كأكبر دولة نووية في الشرق الأوسط، فهي اليوم مُعفَاةٌ من المُطاردة والملاحقة!!
ولا يجب أن يغيب عن بالنا، ما تُحققه الحكومات الإسرائيلية من إدامة إثارة ملف الرعب،(السلاح النووي الإيراني) في الساحة الداخلية الإسرائيلية، فهذا الخوف، يُسيِّر المجتمع الإسرائيلي إلى اليمين المتطرف، ويحافظ على نسيج الفسيفساء الإسرائيلية، فإسرائيل اعتادتْ بث الخوف الدائم للمحافظة على تماسك النسيج اليهودي، ويدفعها إلى تعزيز نظريتها المركزية، في أن إسرائيل هي [ دولة اليهود] أما سكانها الفلسطينيون الأصليون، فهم مواطنون من الدرجة الثانية، يمكن أن يكونوا جزءا من تسوية نهائية، بإلقائهم في حضن السلطة الفلسطينية، ومقايضتهم بالكتل الاستيطانية الكبرى!!
لذا فليس من المتوقع أن تقوم إسرائيل بتخفيف ثورتها على الاتفاقية الدولية مع إيران، فسيظل ملف التخويف والرعب قائما، وإن حدثتْ تغييرات طفيفة، ومن أبرز التصريحات على الاتفاقية ما قاله نتنياهو:
"الاتفاقية منحت إيران الشرعية لتصبح دولة نووية، ودولة ذات قدرات اقتصادية كبيرة، لتغطي بها عملياتِها الإرهابية في العالم، إن الاتفاقية من أكبر الأخطاء التاريخية"
أما ليبرمان، رئيس حزب إسرائيل بيتنا فيقول:
"هذه الاتفاقية تشبه اتفاقية ميونيخ مع النازي هتلر، وتشبه الاتفاقية مع كوريا الشمالية"
أما لغة الدبلوماسية والتكتيك فتتمثل في ردود فعل اثنين من أبرز قادة الرأي في إسرائيل ، وموجهي السياسات فيها:
الأول، غيورا أبلاند، الذي نصح الحكومة أن تعتمد أسلوبا جديدا آخر، يتمثل في:
" وضع استراتيجية جديدة للحوار من أوباما، لتأكيد التزام أمريكا بأمن إسرائيل على المدى الطويل، مع الاعتراف بأن المعاهدة سيئة لإسرائيل، إن إدامة المواجهة مع أمريكا ستكون أقل فائدة ، من التوصل لاتفاق معها، من أجل الحصول على ضمان رد فعل أمريكا إذا أخلَّتْ إيران بالاتفاقية، فإسرائيل ستحصل على معدات عسكرية أمريكية متطورة، مع الاعتراف بأن إسرائيل في ضوء المعاهدة لن تتمكن من توجيه ضربة لإيران، وذلك لأنها ستنتهك بذلك القانون الدولي!
الثاني، مستشار الأمن القومي السابق، والخبير الاستراتيجي، يعقوب عميدرور فيقول:
" كانت أمريكا تُطالب في البداية بتجريد إيران من السلاح النووي، أما اليوم، بعد الاتفاقية، فقد صارت مُراقبا فقط، فإيران حصلت على شرعية دولية لبرنامجها النووي، وهي في حمى القانون الدولي، وستكون دولة اقتصادية كبيرة، بعد عقد من السنوات"



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعدام قرار على مقصلة الأمم المتحدة
- في فقه تغيير الوزارات
- سلاح الألفية الأول
- أخطر كتاب عن عمليات الموساد
- مقياس نفايات الجامعات
- هل تنجح مقاطعة إسرائيل؟
- قمع الثقافة والفن في إسرائيل
- مرحبا بك في العائلة الفيسبوكية
- سجن غزة الرحيب
- نهر الجهالات في بلاد الخرافات
- الويكيبيديا، والذبحبيديا
- دعهم ينزفون
- مَن يعرفْ ،أور أسرف؟
- خمس سنوات بين زلزالين
- عشر ميكافيلات ليست في كتاب الأمير
- عُسر الذوق الفني
- هل الدولُ تُهدَى؟
- دعشنة مخيم اليرموك
- بروفات حروب المعلومات
- سلاحٌ فتاكٌ لم يُستخدم بعد


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق أبو شومر - إسرائيل من عدوٍ لدود، إلى حليفٍ ودود