أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - عشر ميكافيلات ليست في كتاب الأمير














المزيد.....

عشر ميكافيلات ليست في كتاب الأمير


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 14:30
المحور: كتابات ساخرة
    


إذا أردتُ أن تكون مهيمنا على عالم الألفية الثالثة، فعليك اتباع عشر خطوات، وهي لم تَرد في كتاب (الأمير)لميكافيللي:
أولا: نشر زراعة دفيئات الإرهاب في كل دولة، وبخاصة الدول المالكة لمساحات جُغرافية كبيرة، ومخزونات هائلة من الموارد الطبيعية.
ثانيا: إعادة نبش التراث العرقي والديني، بحثا عن الاختلافات والإثنيات والعرقيات، والمذاهب الدينية، وإشعال الخلافات بينها.
ثالثا: إيقاد شعلات الغرور في هذه الدول، بإمدادها بالسلاح والتكنولوجيا المتطورة، لتصاب بغرور القوة، لكي تتمكن من غزو جاراتها، مع منحها وعودا بأنها ستصبح من الدول الكبرى.
رابعا: تضييق الخناق على المبدعين في هذه الدول، مبدعي الفنون، والعلوم، والآداب،لغرض تهجيرهم من هذه الدول إلى الدول الكبيرة، وجعل تلك البلدان منافي للعقول، ومواطن للجهل والتخلف فقط!
خامسا: زرع ألغام في بنية النظام التعليمي والتربوي،وذلك باعتماد مبدأ حشو العقول بالمحفوظات المُنفِّرة، وحشو الطلاب في الفصول، وإقصاء المدرسين الواعين ممن يسعون لتفتيح العقول، لا حشوها، وجعل المدارس سجونا، وتعذيب المدرسين، باضطهادهم في مرتباتهم الشهرية، وقهرهم بالواجبات الملقاة على عاتقهم، ليتحولوا إلى تُجَّار شنطة، وتحويل الجامعات من بؤر إشعاع ثقافية، إلى دفئيات لتخريج الموظفين، وبيع الألقاب الأكاديمية!
سادسا: نشر الفساد الإداري والوظيفي، وترسيخ الوساطة والنفوذ، وتقديمها على الكفاءة، مع إرساء قواعد الرشاوى، ومسحها بالزيت المقدس، وجعل النفاق والرياء كَياسة ولُطف، والوفاء والإخلاص هَبل وسُخف، أما الالتزام بالقانون والخُلق فهو تخلُّف، أما الرشاوى والسمسرة بكل أنواعها، فهي وساطة شريفة عفيفة!
سابعا: إلهاء الشعوب بقضايا حياتية، وجعل هذه القضايا مشاكل تفوق كل القضايا المركزية، فيصبحُ نقصُ جُرعات الكهرباء، وأكواب الماء، وتأخُّر المرتبات الشهرية، مُقدَّما على قضايا الوطن الرئيسة، وبمرور الزمن تتحول تلك القضايا إلى القضايا الأهم التي تسعى الشعوب عقودا طويلة من السنين لمحاولة حلها. مع خلق فوضى لتشجيع استنزاف الموارد الطبيعية، ماء، ومخزونات بترولية وغازية،للإخلال بالتوازن البيئي لنشر الأمراض السارية والمتوطنة، مع نشر ثقافة استهلاك، الغذاء، والدواء، المستوردة من الخارج!
ثامنا: هدم الأبنية القانونية،بعد إصدارها في تشريعات، وتسهيل خرقها وتعديلها تمهيدا لتجميدها في الثلاجة الوطنية الكبرى؛ مع السعي لتعزيز النظام الأسري، والعشائري، والقبلي، وإرجاع الوطن إلى حالته الأولى، له اسم الوطن الواحد، ولكنه يُدار وفق نظام القبائل! ويمكن أيضا إدارة تلك الدول بنظام آخر، نظامٍ حزبي سلطوي، له شكل الحضارة، ولكنه حزبي قبلي بامتياز، يعتمد مبدأ التضليل بالشعارات والخطابات المثيرة!
تاسعا: اعتماد سياسة فرض الضرائب على كل المنتجات، مع تجديد وتكثير أنواعها، وزيادتها في كل عام، لأنَّ هذه الضرائبُ تُحقِّق أمرين:
- نشر مرض القهر النفسي بين كل قطاعات الشعب.
- إحداث ثارات دفينة بين الشعوب وقياداتها السياسية والحزبية.
عاشرا: نشر الخرافات والبدع والسحر والشعوذة، فهي أروع الوسائل لإدامة القهر والظلم،مع مطاردة ومصادرة وتحريم الفنون الجميلة، كل تلك الخطوات تساعد على إطالة حُكم الديكتاتوريين والطغاة، وتمنحهم حصانة طويلة الأجل ضد الانتفاضات والثورات، المصاحبة دائما للثقافات والفنون!
وللحقيقة فإن تطبيق البنود العشرة السابقة سيكون له مفعول السحر، لأنه سيؤدي في النهاية إلى:
إعادة تدوير شعوب تلك الدول، وتخليصها من تاريخها القديم، ومن وثقافتها، ومن مخزونات حضارتها، وجعلها قطيعا ، تَسهُل قيادتها، ومن ثَمَّ، إرسالها إلى المسلخ!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عُسر الذوق الفني
- هل الدولُ تُهدَى؟
- دعشنة مخيم اليرموك
- بروفات حروب المعلومات
- سلاحٌ فتاكٌ لم يُستخدم بعد
- بيبي، ساحر السياسة في إسرائيل!
- مِن أسرار تدمير الآثار
- إيقاف نشاط وحدة الكلاب في الجيش مؤقتا!
- تشرشل موديل نتنياهو الشخصي
- كلاب تأكل العجول، وكلابٌ ترقص
- تطهير لمثقفي اليسار في إسرائيل
- أين تقع دفيئات إنتاج الإرهاب؟
- عاموس عوز: حرب بدوني وبدون أبنائي
- الإسرائيليون أطول أعمارا من الفلسطينيين
- أخطر التهديدات التي ستواجه إسرائيل 2015
- قصة الوزير المعزول وخليفته الجديد
- ثورة على صاحب الأصفاد الحريرية
- أين العرب من عصر أفول النفط؟
- أشجار ميلاد الكهرباء في غزة
- أين تقع وزارة الامتصاص؟


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - عشر ميكافيلات ليست في كتاب الأمير