أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - القدس كما هي في المشهد اليومي10














المزيد.....

القدس كما هي في المشهد اليومي10


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 4864 - 2015 / 7 / 12 - 13:36
المحور: الادب والفن
    


الخميس 18 / 10 / 2007
توجّهت في السابعة والنصف مساء إلى فندق الأمريكان كولوني.
بعد ثماني ساعات من الانتظار على الجسر، سمحت سلطات الاحتلال لصديقي محمد السلحوت ولزوجته وابنته بعبور الجسر في زيارة للقدس تستمرّ خمسة أيّام (حينما التقينا، قلت له ولزوجته وابنته: ها أنتم تجرّبون شيئاً من معاناتنا في ظلّ الاحتلال).
كان الطقس خريفياً منعشاً. سرت في شوارع المدينة الخالية ووصلت الفندق. حينما كتب لي محمّد قائلاً إنه حجز جناحاً في فندق الأمريكان كولوني، كتبت إليه قائلاً إنّه سيكون على مقربة من مبنى سينما النزهة ومن مبنى سينما الحمراء، اللتين اعتدنا، أنا ومحمد، مشاهدة الأفلام فيهما قبل ما يقرب من نصف قرن.
وصلت الفندق، عرفتني جويس، زوجة محمد، لأنني زرتهما في هيوستن قبل تسع سنوات. أما ابنة محمد، أماندا، البالغة من العمر ثمانية وعشرين عاماً، فإنني أراها للمرّة الأولى، وهي فتاة جميلة وذكيّة، كما لاحظت أثناء هذا اللقاء.
تبادلنا أحاديث شتّى، تركّز معظمها على ذكريات الماضي. ضحكنا ونحن نستعيد بعض الذكريات. محمد الآن في بلاده بعد غياب طويل، وهو مسرور لأنه قام بهذه الزيارة ومعه زوجته وابنته. كنت في رسائلي المستمرّة له عبر البريد الإلكتروني، أنصحه بضرورة ربط ابنته التي ولدت في أمريكا وعاشت وما زالت تعيش فيها، بجذورها، لعلّها تقدّم خدمة ما لشعبها الفلسطيني ولبلادها.
انفضّ جمع الأقارب الذين جاءوا للسلام على محمد، وبقينا، أنا ومحمد وإبراهيم (زوج أختي آمنة وشقيق محمد) نتسامر في حديقة الفندق حتى العاشرة ليلاً.
كان ذلك مدعاة لفرحنا، حيث لا نفرح إلا قليلاً هذه الأيام.

السبت 20 / 10 / 2007
القدس في مساء خريفيّ. ثمة اجتماع في تمام الساعة السادسة في مركز الرؤية الواقع في الطابق الخامس في بناية واقعة في شارع الرشيد. دعيت إلى الاجتماع المكرّس لإنعاش الحالة الثقافيّة في القدس.
حضرت الاجتماع. كانت هناك أمل النشاشيبي وحسيب النشاشيبي والممثّل اسماعيل الدبّاغ، ثم جاء الدكتور محمد جاد الله والدكتور اسبيرو الطمس والفنّان فرنسوا أبو سالم، والموسيقيّ درويش الكرد والكاتبان نجوان درويش ومصطفى أبو سنينة.
تحدّثنا في أمور شتّى تراوحت بين السياسة والثقافة. تحدّث بعض الحاضرين عن ضعف إقبال الناس على الفعاليّات الثقافيّة التي تقام في القدس، بسبب الحصار المفروض على المدينة. شعرت كما لو أننا نبدأ من نقطة الصفر.
بعد انتهاء الاجتماع، تمشّيت أنا وحسيب في شارع الزهراء. رحنا نتذكّر كيف كان الشارع في ما مضى وكيف أصبح الآن. دخلنا شارع صلاح الدين. رحنا نتذكّر المقاهي والمكتبات ومكاتب السفر التي كانت في الشارع ثم تبدّلت بسبب تبدّل الظروف والأزمان.

الأحد 21 / 10 / 2007
التقيت جهان الحلو ومعها ماري لالويت خبيرة أدب الأطفال الفرنسيّة التي جاءت للإشراف على ورشة أدبيّة في رام الله. انتظرتهما في صالة فندق الزهراء حيث تقيمان. كانتا قد ذهبتا إلى بيت لحم لزيارة المدينة. جاءتا ودعوتهما على الغداء في مطعم ادكيدك.
أخذتهما إلى بعض مناطق المدينة. وقفنا على قمّة جبل الطور، ونظرنا نحو المدينة وتأمّلنا بعض مواقعها البارزة وبالذات قبّة الصخرة والحرم. ذهبنا إلى جدار الفصل عند أبو ديس وإلى مستوطنة نوف زيون في جبل المكبر.
زرنا كنيسة الجتسمانية. تأمّلنا جدرانها المزيّنة بالرسومات. حاولنا زيارة المسجد الأقصى. سمح الشرطي الإسرائيلي لي بالدخول لأنني أحمل هوية القدس، ولم يسمح لجهان وماري بالدخول. رفضت الدخول وحدي. عدنا إلى باب الساهرة. هناك ودّعتهما وذهبت إلى فندق الأميركان كولوني.
التقيت في صالة الفندق الكاتب الأيرلندي جون ماهر وصديقه سليمان عامر. جون يحضّر للدكتوراة حول الأدب الفلسطيني ويرغب في إجراء حوار معي. قال إن بإمكانه إجراء الحوار حينما يعود مرّة أخرى إلى فلسطين بعد شهر. أهديته نسخة من كتابي الأخير وهو أهداني نسخة من رواية له، ثم افترقنا.
كنت على موعد مع صديقي محمد السلحوت وعدد آخر من أبناء عائلته. دعوتهم لتناول طعام العشاء في مطعم على شرف محمد وزوجته وابنته. ذهبنا من فندق الأمريكان كولوني إلى مطعم الباشا في حيّ الشيخ جرّاح مشياً على الأقدام. كان المساء عذباً والمشي في المدينة متعة واسترخاء. تناولنا طعام العشاء وتسامرنا، ثم غادرنا المطعم بعد العاشرة ليلاً بقليل.

السبت 27 / 10 / 2007
اتّجهت مساء إلى المسرح الوطني الفلسطيني في القدس، لحضور مسرحية "ذاكرة للنسيان" وهي مونودراما اقتبسها فرنسوا أبو سالم من كتاب محمود درويش الذي تحمل المسرحيّة اسمه. وجدت جمهوراً غير قليل جاء لمشاهدة المسرحية، فشعرت بانتعاش. وقلت لبعض الزملاء الذين وجدتهم هناك: ثمة أمل بإنهاض الحالة الثقافيّة في القدس. ثمة فرصة لإعادة الناس إلى المسرح والسينما والكتاب.
كان العرض المسرحيّ جيداً. وقد تضافر النصّ والتمثيل والإخراج معاً لتقديم عرض مسرحي جيّد. ربما كانت هناك بعض الهنات اللغوية أثناء العرض. وربما كان المشهد الذي يحتجّ فيه البطل على حرمانه من القهوة مشتملاً على انفعال زائد عن اللزوم، غير أنّ هذا لا يقلّل من قيمة هذا العمل الفني.
صافحت فرنسوا وأخبرته أنني سأكتب مقالة عنه، فأبدى ارتياحاً لذلك.



#محمود_شقير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس كما هي في المشهد اليومي9
- القدس كما هي في المشهد اليومي8
- القدس كما هي في المشهد اليومي 7
- القدس كما هي في المشهد اليومي/ 6
- القدس كما هي في المشهد اليومي/ 5
- القدس كما هي في المشهد اليومي/ 4
- القدس كما هي في المشهد اليومي/ 3
- القدس كما هي في المشهد اليومي/ 2
- القدس كما هي في المشهد اليومي/ 2
- القدس كما هي في المشهد اليومي/1
- القدس في السير والشهادات واليوميات
- القدس والنص السردي الغائب
- الفنان عادل الترتير/ البدايات كانت في القدس
- فنان مقدسي اسمه فرنسوا أبو سالم
- القدس والثقافة والتراتب الاجتماعي المقلوب
- القدس وتبدلات شارع صلاح الدين
- ثقافة معزولة في مدينة محاصرة
- تبدلات شارع الزهراء
- العمران وضواحي القدس الآن
- القدس الشرقية تذوي والغربية تزدهر


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - القدس كما هي في المشهد اليومي10