أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - فمتى نبدأ أيها السوري؟














المزيد.....

فمتى نبدأ أيها السوري؟


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4862 - 2015 / 7 / 10 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الولايات المتحدة كدولة عظمى و فاعلة اساسية في منطقة الشرق الأوسط لا ترمي النرد ولا تتوسل ربها قبل أن ترسم سياساتها حول العالم ضماناً لمصالحها القومية و الاقتصادية و مصالح حلفائها و على رأسهم اسرائيل. الولايات المتحدة كدولة مؤسسات لا تصل إلى حدود إسقاط دولة أو تحويلها إلى دولة فاشلة إلا في حالة دولة مستعدة و مؤهلة موضوعياً و ذاتياً لهذا التحول حيث كان النموذج الأكثر استعداداً هو العراق لسقوطه كدولة اساسية في المنطقة بعد حكم استبدادي دموي لحزب البعث بقيادة صدام حسين و تشظيه عملياً لثلاثة اجزاء متنافرة و متقاتلة بعد تدخل امريكي عسكري مباشر فكان النموذج الأمثل للإدارات الامريكية المتعاقبة في السيطرة على العراق و مقدراته الهائلة و مستقبله لعقود طويلة.
في الحالة السورية ظهرت خشية الولايات المتحدة الامريكية من انهيار النظام الأسدي يوم لوحت فقط بالضربة التأديبية اثر مجزرة الكيماوي بالغوطة, كخشية حقيقية, خشية دولة عظمى لها حساباتها الدقيقة في التعامل مع الازمات الدولية و ذلك للأسباب التالية:
1- امريكا هي الدولة الأكثر معرفة بنظام الأسد, بعد بريطانيا, و بطبيعته و مراكز القوى فيه و تملك حقيقة أن النظام هو الأكثر تعاوناً مع اجهزتها الاستخباراتية كنظام خدماتي مصلحي يتعاون من الجميع و يساوم الجميع من أجل مصالحه كنظام عائلي همه البقاء على رأس السلطة في سورية بأي ثمن.
2- الادارة الامريكية تأخذ في حساباتها أن انهيار الدولة السورية ككيان, قد يخل بتوازن القوى الاقليمية مما يفقدها صمامات امان سياسياتها في الشرق الاوسط, حيث تنظر بعين القلق إلى حالة الانصهار التام الذي اقامه حافظ الأسد بين سلطته الامنية البوليسية و بين مؤسسات الدولة السورية على مدى عقود من حكمه, بحيث أن انهياراً في السلطة يعني انهياراً في مؤسسات الدولة و انفراط عقد سورية.
3- الولايات المتحدة و الدول الغربية لديها تصورات و دراسات معمقة عن الطبيعة الديموغرافية لسكان سورية و المنطقة ككل و عن الأزمات التاريخية التراكمية في نفوس و ضمائر السوريين, أزمات دينية و طائفية و مذهبية و اثنية رغم حالة القبول المتبادلة بين مجتمعات هذه المنطقة دون حالة مصارحة و مصالحة حقيقية, بمعنى أن هذه المنطقة جاهزة في حالات عنفية و فوضوية أن تستعيد إرثها الدموي الاقصائي لفرض حالة اكثرية لا سياسية في اضيق حالاتها.
4- التجارب العسكرية للولايات المتحدة في المنطقة و اقتناعها بنتائج حروبها في افغانستان و العراق كنماذج يمكن تعميمها على باقي دول المنطقة كدول محاصصات طائفية لامركزية تحكمها حكومات هشة مرتهنة, تصل للسلطة نتيجة توافقيات دولية و اقليمية و تكون فيها الميليشيات المجتمعية أقوى في الجيوش الوطنية الضعيفة و المرتهنة أصلاً, قد يكون هدفاً استراتيجياُ لامريكا.
5- بالنسبة للتنظيمات المتطرفة التي خرجت للعلن في سورية و العراق و رغم تعقيد الاسباب و التدخلات التي انتجت أو ساهمت في ظهورها إلا أن التنظيمات المتطرفة القاعدية و غير القاعدية هي مصلحة و حجة دولية لتدخل الدول سياسياً و عسكرياً و استخبارتياً في سورية الآن و مستقبلاً طالما أن هذه التنظيمات تؤدي اردوارها بدقة و تفان, بالقضاء على تسونامي الثورات و مطالب الحرية و الديمقراطية و في تفريغ الأرض من سكانها و تغييرها ديموغرافياً لتصبح جزراً طائفية و مذهبية و قومية يربط بينها الكراهية والتعصب و الدم.
قد تجد الولايات المتحدة أن سورية اصبحت جاهزة أو على نار الجهوزية للاسقاط كدولة و يأتي في هذا السياق التصريح الفظ لرئيس جهاز الاستخبارات الامريكي السابق مايكل هايدن, بأنه لم يعد هناك دول اسمها العراق و سورية في المنطقة إلا أن حسابات الادارة الامريكية قد لا تنطبق مع حسابات بيدرها في سورية لأنه و بكل بساطة أن سورية ثارت بمعظمها ضد نظامها الاستبدادي و الهمجي و كل قيم و اهداف الثورة في الحرية و التحرر و الكرامة و العدالة لم تذهب ادراج رياح العنف و التطرف و الدماء و الرايات السوداء و البيضاء و الصفراء.
إن بقاء ثنائية النظام الأسدي و تنظيمات القاعدة بمختلف فصائلها, تبقى مصلحة أمريكية حتى تنكسر الثورة أو حتى يرضى السوريون بدولة محاصصات بديلة فاشلة مستنسخة عن دولة العراق و يبقى على السوريين من كل الانتماءات, ثوار و معادين للثورة, فرصة وحيدة لإسقاط هذه الثنائية بالتمسك بهدف دولة للجميع, دولة المواطنة و لكن بشرط لازم هو إسقاط الأسد و محاكمة كل رموز الارهاب التي مارسها النظام الأسدي منذ عهد الطاغية حافظ الأسد للانتقال للشرط الكافي بإسقاط كل تنظيمات التطرف.
نعم, كل سوري معني و مسؤول أمام ضميره و أمام وطنه المنهك و أمام مستقبله و مستقبل اطفاله كي يطيح بأحلام و غايات حقيقية بمسح اسم سورية من خارطة العالم.
فمتى نبدأ؟؟؟



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة المواطنة و ضمانة الانتماء
- الطاغية لم يمت بعد
- سقوط سجن تدمر
- العرس بسورية و المؤتمر بالرياض
- خاين يلي بيخطف ثائر
- تحليل في خطاب الشيخ زهران علوش
- ثورة تحت الرماد
- امتحان إدلب الصعب
- ائتلاف, بلا عطارين
- البعد الوطني و صراع الاحلاف
- المزاودة, تبرر شلال الدم السوري
- كرة الثلج الارهابية
- من الثورة السورية الكبرى 1925 إلى الثورة السورية 2011
- إلياس مرقص, من أجل الانسان الفرد و الحرية.
- متى نتعلم من جوهر الاسلام؟
- تونس تمد لسانها لشهداء سورية
- خراب لعبة الأمم
- شهادة وفاة
- تركيا, دروس في السياسة
- بيضة القبان


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - فمتى نبدأ أيها السوري؟