أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - تخبط السياسة التركية تجاه القضية الكوردية














المزيد.....

تخبط السياسة التركية تجاه القضية الكوردية


عبدالله جاسم ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 4860 - 2015 / 7 / 8 - 00:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد بدا واضحاً للعيان، ان الدولة التركية قد فشلت في صياغة استراتيجية ثابتة تجاه حل القضية الكوردية. كما ان هذه القضية باتت تربك سياسات الدولة التركية و خاصة عندما استطاع حزب ديموقراطية الشعوب (HDP)، الحصول على 13% من اصوات الشعب في الانتخابات النيابية العامة و اصبح ثالث اكبر حزب في اسطنبول، و من جانب اخر، استطاع كورد غرب كوردستان تحقيق المزيد من الشرعية الدولية من خلال الانتصارات التي حققوها على داعش. و هكذا حوصرت انقرة بين هذين الانتصارين في السياسة الكوردية.
و لمنع تأسيس كيان كوردي في غرب كوردستان، فكرت انقرة مدعومة بتأييد عدد من صانعي القرار في تركيا في القيام بتدخل عسكري في المنطقة. و لكن هل يبدو هذا التدخل منطقياً و عملياً؟ و هل باستطاعة تركيا قيادة هذا التدخل منفردةً؟ و هل سيتقبل المجتمع الدولي التدخل التركي الاحادي الجانب و الذي سيشكل خطراً كبيراً على الكانتونات الكوردية المعلنة في غرب كوردستان؟ و هل تمتلك تركيا القدرة المادية للقيام بذلك؟ و خاصة بعد ان اصبحت السياسة التركية تجاه سوريا منذ قيام ما يسمى بالثورة السورية ضد نظام الاسد، سلسلة من الاستراتيجيات الفاشلة، بل ان العديد من هذه السياسات الفاشلة قد احدثت ردات فعل عكسية و سلبية ضد المصالح التركية نفسها.
البعض من المراقبين يعتقدون ان تركيا هي السبب في قيام الوجود الكوردي القوي في غرب كوردستان: أولاً، لأن السياسات التركية التي ادت الى اضعاف الحكومة السورية، وفرت فرصة سانحة استغلت بحكمة و جدارة من قبل الكورد. لماذا لم تدرك انقرة حقيقة انها عندما تقوم بإضعاف دولة مركزية متنوعة الطوائف و الاعراق فإنها بالتالي ستؤدي الى خلق كيانات اثنية و قومية و طائفية متعددة كما حدث في كل من العراق و سوريا عندما دعمت انقرة كل التنظيمات و الفصائل المسلحة التي تمردت على نظام بشار الاسد و من ثم دخلت هذه الفصائل في حروب و تصفيات مستمرة مع بعضها البعض و بالتالي اصبحت الفرصة سانحة للكورد لتنظيم انفسهم و تحرير مناطقهم و تأسيس الكانتونات التي اثبتت جدارة في الانضباط و التنظيم و الحاق الهزائم المنكرة بإرهابيي داعش و اخواتها. يبدو ان الكورد سوف يشكرون انقرة على سياساتها الفاشلة هذه في المستقبل.
وثانياً، هو الفشل التركي في معالجة القضية الكوردية في داخل تركيا نفسها. منذ عامين و تركيا تتعامل مع مشكلة الكورد و كأنها قضية انتخابية فقط. و خلال هذين العامين استطاع الكورد الاستفادة من ما يسمى بمبادرة تحقيق السلام في تركيا بذكاء و حكمة حيث تمكن الكورد من اعادة تنظيم صفوفهم في شمال كوردستان بشكل جيد بل و تأسيس شبه دولة في شمال كوردستان و لا زالت انقرة لا تمتلك اية استراتيجية قصيرة او طويلة الامد للاستجابة للمطالب الكوردية العادلة.
و الان ماذا يجب على انقرة فعله بعد هذا التخبط الذي اصاب سياساتها من جراء سوء تعاملها مع القضية الكوردية؟ واقعياً و عملياً ليس لديها الكثير من الخيارات. اولاً: لان السياسيين الكورد الذين يملكون 80 مقعداً في البرلمان التركي يمثلون طيفاً واسعاً من الشعب التركي بأكمله و ليس الكورد فقط، و ثانياً: في الوقت الذي تواجه فيه تركيا مشاكل كثيرة في الداخل التركي نفسه، فان الكورد بالمقابل يملكون حرية الحركة في اكثر من دولتين في المنطقة.
و الاهم من هذا كله، هو بروز و نشوء جيل كوردي جديد يختلف عن الاجيال الكوردية القديمة التي اعتادت على الاضطهاد التركي. مؤخراً، قال السيد احمد ترك، السياسي الكوردي الشهير اكثر من مرة للاتراك: قد نكون الجيل الاخير الذي يمكنه مصافحتكم بالايدي. و هذا بحد ذاته، ملخص الحقيقة و الحالة السوسيولوجية بين الجيل الجديد من الشباب الكوردي. لانهم باتوا تدريجياً منفصلين و منعزلين نفسياً عن بقية الشعب التركي و هناك حاجز نفسي و حدود سايكولوجية تتشكل بين الكورد و الترك، و الغالبية العظمى من الجيل الكوردي الجديد لا يؤمن بفكرة الوحدة مع الترك.
العامل الاخير الذي يزيد من عمق المشكلة بين الكورد و الترك هو الوجود الكوردي في غرب تركيا و ليس شرقها فقط. HDP، الان يشكل الحزب الثالث في اسطنبول و الكورد لديهم الان تجمعات سكانية و دوائر انتخابية في العديد من مدن غرب تركيا الكبيرة مثل ازمير و بورصا. و لهذا السبب فانه حتى الحلول الفيدرالية للمشكلة الكوردية قد لا تفيد خاصة و انه هناك العديد من التوترات و المشاكل بين الكورد و جيرانهم الترك في هذه المدن. في السابق، كانت جغرافية المشاكل الكوردية تنحصر في جنوب شرق تركيا فقط و لكن الجغرافيا السياسية الكوردية تتغير حالياً بسرعة كبيرة حيث وصلت الى غرب كوردستان و المدن الكبيرة في غرب تركيا مثل اسطنبول و ازمير ايضاَ. هذه التغيرات و التحولات الدراماتيكية تتطلب حكمة و سياسة عقلانية من جانب انقرة بدلاً من اللجوء الى الحلول العسكرية التي اثبتت فشلها في حل مشكلات الشرق الاوسط.



#عبدالله_جاسم_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا و المعضلة اليمنية
- داعش ليست منظمة ارهابية- الجزء الثاني
- هوس السيد اردوغان بنظرية المؤامرة و عقدة اليهود
- هل يمكن تكرار نموذج هزيمة الدولة الاسلامية في كوباني في مكان ...
- النصر الكوردي في كوباني، هزيمة لداعش وحدها أم لِأحلام السلطا ...
- هل سيصبح 2015 عام الكورد الاكبر
- هل ستصبح اوروبا قارة اسلامية
- الصراع الكوردي-الكوردي في شمال كوردستان
- السلطان الاُلعوبان و فرص حل المعضلة الكوردية
- الايدز الداعشي: فقدان المناعة الدينية المكتسبة
- هل اصيب السيد أردوغان بمرض (الكوبانوفرينيا)؟
- هل استخدمت دولة الخلافة الاسلامية السلاح الكيمياوي في كوباني ...
- تركيا غاصت في وحل داعش في سوريا، كما غاصت امريكا في وحل القا ...
- وأخيراً، خذلنا كوباني، نكسة الكورد في كوباني
- هل تعتقد تركيا ان وقوفها على التل اسلم؟
- نحن و تركيا: ذاب الثلج و بان المرج
- اولاد الجن و احفاد القردة و الخنازير ينتصرون على اولاد..!
- من بني قريظة الى شنكال، مروراً بالانفال و دارفور - معاناة أل ...
- السلطان أردوغان عندما يغدُر بكوردستان
- مهمة أوباما المستحيلة


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - تخبط السياسة التركية تجاه القضية الكوردية