أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - تركيا و المعضلة اليمنية















المزيد.....

تركيا و المعضلة اليمنية


عبدالله جاسم ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 4774 - 2015 / 4 / 11 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تركيا و المعضلة اليمنية: لماذا انضمت انقرة الى السعودية في حملتها ضد الحوثيين
ترجمة: *عبدالله جاسم ريكاني
عن مجلة الشؤون الخارجية الامريكية- بقلم آرون ستاين
في شهر اذار، قام الرئيس اردوغان بزيارة المملكة العربية السعودية للقاء الملك سلمان. و يبدو ان اللقاء الذي تم بينهما خلف ابواب مغلقة، كان يحمل بين طياته مفاجأةً: لانه و بعد ثلاثة اسابيع من هذا اللقاء، ابدت تركيا مساندتها و دعما الكامل للحملة العسكرية التي قادتها السعودية في اليمن ضد الحوثيين من اتباع الفرع الزيدي من الشيعة الذين كانو قد زحفوا و سيطروا على معظم اليمن بدعم من قبل بعض الاطراف اليمنية الاخرى.
ثم جاءت الانباء بعد ذلك لتفيد بان انقرة مستعدة للانخراط و التورط اكثر في النزاع الطائفي الذي يسود المنطقة. و لقد بالغ بعض المراقبين في تحليلاتهم و استنتجوا ان تركيا باتت الان جزءاً من المحور السني و مستعدة لتحدي ايران و بشكل علني بسبب دعمها للحوثيين.

قد يكون هناك بعض الاسباب لهذه الاستنتاجات، منها: تصريح اردوغان العلني بان الصعود الحوثي في اليمن هو بسبب الدعم الايراني المباشر و دعا ايران و "الميليشيات الارهابية" الى الانسحاب من اليمن على حد زعمه. لحد الان، الاستنتاجات من هذا النوع لا زالت بسيطة اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار، الاختلاف و الانقسام في الرأي الذي لا زال يسود العلاقات التركية السعودية.
انه لمن الواضح، ان القرار التركي بالانضمام الى التحالف التي تقوده المملكة السعودية ضد الحوثيين، ينبع من الرغبة التركية في تقوية علاقاتها مع القيادة الجديدة في المملكة. و لتحقيق هذا الهدف، على اردوغان مد بعض الجسور و اصلاح البعض الاخر. و على الرغم من ان انقرة انتهجت سياسة مراعاة الرياض في بعض القضايا مثل قضية ارسالها لقوات عسكرية الى البحرين، و لكنهما في الاونة الاخيرة وجدتا نفسيهما على اختلاف في الكثير من الامور الاخرى، مثل الخلاف حول مسألة صعود الاخوان المسلمين في بعض الدول العربية و خاصة في مصر بشكل خاص و مستقبل الاسلام السياسي في المنطقة العربية بشكل عام.

بعد نشوب ما يسمى بالثورات العربية، وضعت تركيا نفسها في موقع القائد او الرائد فيما بدا و كأنه التغيير الديموقراطي للمنطقة. في عام 2012، اوضح احمد داود اوغلو الذي كان وزيرا للخارجية حينئذٍ بان سياسة تركيا في مرحلة ما بعد الربيع العربي ستكون معتمدة على القيم و التركيز على ترسيخ الديموقراطية و الشرعية الجماهيرية. كما و انه انتقد الانظمة الرجعية او القديمة لبقائها على الجانب الخطأ من التاريخ و انتهاجها للسياسات القمعية مع شعوبها. و في ديسمبر من العام الماضي، انتقد اوغلو الرياض بشكل اكثر علانية و قال بان المملكة وقفت الى جانب الغرب في اعاقة التحول الديموقراطي في المنطقة و إبقائها تحت نير العبودية و الديكتاتوريين.
و لقد كان هذه الخلاف موجهاً بالذات الى مصر، على الرغم من ان الطرفين اختلفا كثيراً حول سوريا ايضاً. كلا الدولتين كانا يدعمان التمرد على نظام الاسد المدعوم من قبل طهران. ولكن فشل كل من انقرة و الرياض للالتقاء حول وجهة نظر موحدة، و تبني كل منهما لمجموعات مختلفة من هذه المعارضة، ادى الى تشظي المعارضة السورية و خروجها عن المسار العام للنضال ضد الاسد. في شمال سوريا، ساندت السعودية بعض المنظمات مثل جبهة ثوار سوريا، حركة الحزم، بينما، ساندت تركيا الحركات الاسلامية مثل جبهة النصرة المتفرعة من القاعدة و احرار الشام السلفية. و لكن بعد ذلك، تقاربت وجهات النظر بين الطرفين فيما يخص الجبهة السورية، وهو تغيير سبق التقارب في وجات النظر حول اليمن.

بشكل عام، كانت السعودية هي السباقة الى تبني وجهة النظر التركية في سوريا و بدأت بالتنسيق بشكل اوثق مع الجهود التركية لتوحيد المجاميع الاسلامية في شمال سوريا. حيث تم ملاحظة ثلاثة من التطورات في المواقف السعودية.
اولاً، حدوث ليونة في الموقف السعودي من جماعة الاخوان المسلمين بعد وفاة الملك عبدالله و تولي الملك سلمان للعرش السعودي الذي بقي هو الاخر مشكوكاً كثيرا في نوايا هذه الجماعة و لكنه اقتنع ايضاً بان خلاف المملكة مع دور الاخوان قد قوض السياسة الخارجية السعودية.
ثانياً، كل من الحركتين التابعتين للمملكة في شمال سوريا (جبهة ثوار سوريا و حركة حزم)، تلقت هزائم متكررة على يد جبهة النصرة و بالتالي، حرمت رياض من حلفاءها في الصراع ضد الاسد الذي تحاول السعودية و حلفائها الفوز في هذا الصراع بشكل يائس.
و ثالثاً، باتت السعودية قلقة جداً من ايران التي باتت تمسك بالمفاتيح الرئيسية للصراع الدائر على الارض في المنطقة. و هذا التطور اذا ما تم ربطه بما يحدث الان في اليمن و العراق، تزيد من مخاوف السعودية من انها باتت محاطة و محوطة من عدة اطراف من قبل الثوار الشيعة. و لهذا، يبدو من المنطقي الاستنتاج، بان اردوغان و سلمان في لقائهما المشترك بحثا اوجه التقارب في سوريا و اتفاقهما حول اليمن جاء هو الاخر ثمرةً لهذا التقارب في وجهات النظر.

العامل الايراني:

ان زواج المتعة الحالي بين كل من الرياض و طهران، يحمل بين طياته اختلافات جوهرية في مفاصل سياسية عديدة. انقرة على سبيل المثال، تنظر الى ايران بشكل مختلف تماماً عن نظرة الرياض اليها. ان موقف انقرة من طهران، يتجاوز الاختلافات الايديولوجية بين الطرفين و يستحيل على انقرة ان تضحي بعلاقاتها مع طهران لمصلحة السعودية في المنطقة.
اولاً، تركيا تعترف بالدور القوي الذي تلعبه طهران في الشرق الاوسط و لا تريد ان تتحدى هذا الدور. في كتابه ( العمق الاستراتيجي)، وصف احمد داود اوغلو كل من ايران و تركيا، كإثنين من ثلاثة اضلاع تشكل المثلث الرئيسي في المنطقة (الثالث هو مصر). و هذه الدول الثلاث، على حد وصفه، تحيط بالدول العربية الضعيفة "المصطنعة"، كما انها تقبض على مناطق نفوذ كثيرة في الشرق الاوسط: تركيا في حوض الاناضول، سوريا، كوردستان العراق؛ ايران في حوض ما بين النهرين و جنوب العراق؛ مصر في منطقة الخليج و شمال افريقيا.
هذه الرؤية الجيوبوليتيكية تعني ان تركيا تعي و تعترف ببعض الحدود و الموانع الطبيعية لتأثيرها في مناطق النزاع، حتى ان كانت رؤاها ووجهات نظرها في محل خلاف او منافسة مع ايران حول مناطق النفوذ في المنطقة. في الحقيقة، فان الدولتين تشتركان في هدف او مصلحة حساسة واحدة: منع تأسيس الدولة الكوردية.
على الرغم من ان الدولتين تدعمان اطراف كوردية مختلفة، و لكنهما يحتاجان بعضهما لضبط الجماعات الكردية الموالية للطرفين او مواجهة التهديد الكوردي لوحدهما. تاريخياً، و حتى خلال فترات توتر العلاقات بين الدولتين، لم تجرأ اي منهما على دعم المواقف الكوردية ضد البعض الاخر بشكل يتجاوز حداً معيناً.
اضافة الى ذلك، فان تركيا لا تشارك السعودية في موقفها من البرنامج النووي الايراني، بل و بالعكس، كانت تركيا على الدوام من الداعمين لحق ايران في الحصول على الطاقة النووية اذا ما التزمت طهران بشروط منع الانتشار النووي. بينما السعودية و على العكس من الموقف التركي، كانت تعتقد ان البرنامج النووي الايراني الاخير، سيمكن ايران من زيادة تغذيتها و دعمها للنزاع الطائفي في المنطقة.
كما ان انقرة و الرياض، تختلفان فيما يتعلق بسياساتهما حول الطاقة ايضاً لان كلاً من انقرة و طهران يعتمدان على بعضهما البعض كثيراً في هذا المجال. تركيا حالياً تستورد 90% من الغاز الطبيعي الايراني و الذي يشكل 20% من الاحتياج السنوي لتركيا من الغاز. و هذا يفسر سبب مقاومة تركيا للعقوبات الدولية على ايران و اقترحت ما سمي آنذاك بالنفط مقابل الذهب لدفع المستحقات الايرانية، وتخفيف العقوبات الدولية على ايران و بالتالي حفظ المصالح التركية مع ايران.
اخيراً، هنالك اختلافات جوهرية اخرى بين تركيا و السعودية. الاولى تعتمد على الصادرات في تنميتها الاقتصادية، بينما الثانية دولة استهلاكية. في الحقيقة، انقرة كانت تبحث على الدوام على تنمية علاقاتها الاقتصادية المتشعبة مع ايران و لكن محاولاتها كانت تصطدم بالاقتصاد الايراني المنغلق. السعودية و على العكس، لا تهتم بالاقتصاد الايراني و ترحب دوماً بعزل ايران اقتصادياً.
و لهذا فان المصالح التركية تتطلب منها ان تنتهج خطاً رفيعاً لعلاقاتها بين ايران و السعودية. على مدى السنوات الاربع الماضية، نجحت انقرة في حفظ علاقاتها مع طهران؛ اي ان الجانبين استمرا في التعاون المشترك بينما كان حلفاء الطرفين يتقاتلان في سوريا.
التكتيك التركي الجديد فيما يتعلق بالسعودية يشبه تكتيكها مع ايران: يستمر الطرفان على خلافهما بخصوص الاسلام السياسي، بينما تتلاقا سياساتهما اكثر فأكثر في سوريا و اليمن. و هذه التكتيكات التركية هي استمرار لسياساتها المتبعة منذ سنين عدة و خاصةً في المناطق التي توجد فيها حروب.

دهوك: 9/4/2015
*عضو برلمان كوردستان



#عبدالله_جاسم_ريكاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش ليست منظمة ارهابية- الجزء الثاني
- هوس السيد اردوغان بنظرية المؤامرة و عقدة اليهود
- هل يمكن تكرار نموذج هزيمة الدولة الاسلامية في كوباني في مكان ...
- النصر الكوردي في كوباني، هزيمة لداعش وحدها أم لِأحلام السلطا ...
- هل سيصبح 2015 عام الكورد الاكبر
- هل ستصبح اوروبا قارة اسلامية
- الصراع الكوردي-الكوردي في شمال كوردستان
- السلطان الاُلعوبان و فرص حل المعضلة الكوردية
- الايدز الداعشي: فقدان المناعة الدينية المكتسبة
- هل اصيب السيد أردوغان بمرض (الكوبانوفرينيا)؟
- هل استخدمت دولة الخلافة الاسلامية السلاح الكيمياوي في كوباني ...
- تركيا غاصت في وحل داعش في سوريا، كما غاصت امريكا في وحل القا ...
- وأخيراً، خذلنا كوباني، نكسة الكورد في كوباني
- هل تعتقد تركيا ان وقوفها على التل اسلم؟
- نحن و تركيا: ذاب الثلج و بان المرج
- اولاد الجن و احفاد القردة و الخنازير ينتصرون على اولاد..!
- من بني قريظة الى شنكال، مروراً بالانفال و دارفور - معاناة أل ...
- السلطان أردوغان عندما يغدُر بكوردستان
- مهمة أوباما المستحيلة
- غزوة داعش على كوردستان، لا تخلوا من فوائد ايضاَ!


المزيد.....




- مصدران أمريكيان: إيران جهزت ألغاما بحرية تحسبا لإغلاق مضيق ه ...
- حتى لا يغضب ترامب.. نتنياهو يقبل بهدنة تعزز سلطته وتمكنه من ...
- تحفيز الدماغ كهربائيا.. حل لمن يواجه صعوبة في تعلم الرياضيات ...
- كولومبيا تضبط لأول مرة غواصة مسيّرة عن بعد لتهريب المخدرات
- البنتاغون يؤكد استمرار مراجعة المساعدات العسكرية لأوكرانيا ب ...
- بعد حديث ترامب عن إعادة برنامج طهران النووي عقوداً للوراء، - ...
- يديعوت أحرونوت: مجموعات مسلحة تعمل ضد حماس مع عصابة أبو الشب ...
- إيران تعلق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتنديد د ...
- مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين في كمين مركب بحي الشجاعية
- وباء الحمى الشوكية يضرب أطفال مخيمات غزة الشمالية


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - تركيا و المعضلة اليمنية