أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محمد فكاك - هل يحق للملك أن يكون منحط الأخلاق















المزيد.....


هل يحق للملك أن يكون منحط الأخلاق


محمد محمد فكاك

الحوار المتمدن-العدد: 4859 - 2015 / 7 / 7 - 09:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خريبكة – الجمهورية الخطابية المغربية الوطنية الديمقراطية التقدمية الطلائعية المجاليسية الشعبية الاشتراكية الثورية المستقلة الموحدة في 06.07.2015.
" في النظرية المادية – الدياليكتيكية - التاريخية - الاشتراكية الفلسفة العربية – الإغريقية في مرحلة ازدهار الفلسفة العربية و الثقافة العقلانية التقدمية للدولة الموحدية في المغرب- والأندلس"
الابن الأبر والأوفى لبطل وصقرالثورة العالمية ، ومؤسس الجمهورية الديمقراطية الشعبية الثورية محمد بن عبد الكريم الخطابي:
ساقي جذور شجرة السنديانة الماركسية – اللينينية والنجمة الحمراء للنهج الديمقراطي القاعدي الأمامي الجبهوي الثوري، وقائد جبهة واتحاد النضال في سبيل تحرير الشعب المغربي والطبقة العاملة والفلاحين والنساء والمثقفين الثوريين"
ابن الزهراء الزهراء محمد محمد بن عبد المعطى بن الحسن بن الصالح بن الطاهر فكاك.
أريد فقط من باب الحكمة والرصانة أن أذكر الملك محمد السادس عن عشق كبار ملوك المغرب وعظماء الدولة الموحدية للفلسفة المادية التاريخية والحكمة الجدلية العقلانية المفاهيمية، والمثل الأعلى هو مصاحبة الخليفة الأعظم عبد المؤمن بن علي لأعظم فيلسوف عربي – لإغريقي الوليد بن رشد، هذا الخليفة الذي كان يقدر الفلسفة والفلاسفة تقديرا فياضا عاليا، مسميا ابن رشد" الإمام و الدستور الأول للفلسفة المادية العقلانية العربية" لأن الخليفة العربي الموحدي كان من انهماكاته واهتماماته وانشغالاته واعتراضاته فقط من أجل حب الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة، مثل مسائل في أبدية والزمان والحركة، والاستدلال على وجود صانع العالم.. وكما قال ابن رشد:" وقد رأيت أن أقطع هاهنا القول في هذه الأشياء مثل قول الفلاسفة أن الله لايعلم الجزئيات والثانية هي قدم العالم المعاد الروحاني.. وهي مسائل أخطأ فيها أبو حامد الغزالي إذ كفر الفلاسفة وهو عاجز العجز كله عن إدراك المعاني المقصودة من أقوال الفلاسفةوالاستغفار من التكلم فيها، ولولا ضرورة طلب الحق مع أهله وهو كما يقول جالينوس رجل واحد من ألف والتصدي إلى أن يتكلم فيه من ليس من أهله ماتكلمت في ذلك علم الله بحرف وعسى الله أن يقبل العذر في ذلك ويقبل العثرة بمنه وكرمه وجوده وفضله لا رب غيره"

فلماذا وأنت يا محمد السادس تعيش قمة بداية القرن الحادي والعشرين لا تصاحب إلا الأشرار ، مثل الارهابي الظلامي الرجعي العنصري الفاشي التعيس الخامل عبد الإله بنكران الذي مثله كمثل الحمار يحمل أسفارا .؟ فهل المغرب أصبح عقيما عاقرا، وغثاء أحوى، فلا تحصن دولة المغرب فلسفيا أو تجد لك فيلسوفا يضيء لك ظلمات الأشياء والقضايا لاعبر المديح السهل المريح، البراق الكاذب الزائف، الباطل، ولكن عبر مرالكلام ، زي الحسام، يقطع مكان ما يمر"إلى جانب النقد النافذ لكل المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية المكونة لحكمك وملكك وعرشك القائم على الدماء والشهيدات والشهداء وملايين الضحايا الجوعى والمرضى والجرحى والمقموعين والمضطهدين والمعذبين والمحاصرين والمعتقلين والمنفيين والمهجرين؟
يا ليت لمثل خلافات ومناظرات وتناقضات الفلاسفة والمفكرين والمثقفين أمثال هذين الفيلسوفين العظيمين : أبي حامد الغزالي وأبي الوليد ابن رشد تعود إلى مدارسنا وجامعاتنا وجوامعنا وتجمعاتنا وأنديتنا وعروضنا، بل ويا ليت المساجد يعود يعمرها الفلاسفة ليسلطوا الأضواء والأنوار على المعاني الفلسفية العميقة تنفيذا وتطبيقا خلاقا – يا محمد السادس الذي هربه عصابات الاخوانالمجرمين ومافيات الإرهابيين الاسلامنجيين الإظلامنجيين- للقول الماركسي المأثور:"إن كل صراع طبقي هو صراع سياسي، وكل صراع ديني لإيديولوجي هوصراع اقتصادي سياسي"
نعم لقد انتصرت سلفية ورجعية ولامادية ولا عقلانية أبي حميدالغزالي،على النزعة الفلسفية المادية الدياليكتيكية - الجدلية التاريخية التقدمية الثورية لأبي الوليد ابن رشد، لكنهما فتحا باختلافاتهما وصراعاتهما وخلافاتهما وتناقضاتهما وتناحرهما" الصراع الأول الاستراتيجي الديمقراطي" ولا يسع الفلاسفة بمختلف الاتجاهات والتوجهات والنزعات والمذاهب والمدارس إلا تقديرهما تقديرا عاليا راقيا ساميا، فقط لكونهما فتحا أبواب الآمال والآفاق،وشقا الدروب والأنفاق أمام انتصار الفلسفة المادية الجدلية التنويرية الأنوارية التقدمية الجماهيرية الشعبية في الوطن العربي.
لقد طبق أبو الوليد بن رشد وبتحليل علمي ملموس ، وبصورة فلسفية عربية أصيلة، المنهج العلمي النسبي مقتربا من لمس دقيق للعلاقات الاقتصادية – الاجتماعية في المجتمعات العربية من مشرقها البغدادي- البصري – الكوفي -الدمشقي ، إلى مغربها المراكشي -القرطبي – الأندلسي. والأهم في مؤلف أبي الوليد ابن رشد: تهافت التهافت أنه جاء مركزا على فضح وكشف وتعرية الطابع الرجعي اليميني السلفوي السحري التخريفي المثالي الغيبي الميتافيزيقي الطوطمي التوهيمي المحافظ لأفكار مختلف اتجاهات الرجعيين، وموضحا في نفس الوقت التخليطات والتشويشات والتلاعبات والمعالطات المزعومة بين الحرية الدينية التي هي أسمى شكل من أشكال حرية التعبير التي جاء بها القرآن الأول البكوري، وموضحا المهمات السياسية والفكرية الواقعة على كاهل الفلسفة المادية الجدلية التاريخية العلمية التقدمية.
أين من أعيننا ووحينا فيلسوف عربي تقدمي مادي جدلي تاريخي يتصدى للتصور الملكي الاستبدادي الديكتاتوري الكولونيالي الأوليجارشي الأتوقراطي الثيوقراطي اللاهوتاني وقوى الإرهاب الديني الاخوانجي الاسلامنجي الرجعي الأحادي عن التاريخ والمجتمع والإنسان والأمم والشعوب ويتحدى جميع المعوقات والمخوفات والمحبطات والمثبطات التي تقف في وجه جيل كامل ومنعه من معالجة وتحليل ومناقشة وعرض قضايا التصور المادي الجدلي العقلاني للتاريخ بسعة اطلاع علمية فلسفية ومعرفة عميقة بتاريخ الفكر الفلسفي السوسيولوجي العربي والاقتصاد السياسي والاشتراكية العلمية،ويدحض في نفس الوقت المظاهر السلبية الراكدة الرجعية الخليجية – التركية - الأردوغانية الانتكاسية النكوصية الماورائية الغيبية الاستعمارية الامبريالية الصهيونية وكذا المذاهب الشعبوية الابتذالية ، وضد جميع أشكال التحريفية والانتهازية والوصولية والشوفينية والانهزامية والاستسلامية.
والله إني لسائلك يا محمد السادس، من دل هذه الغربان وهذه البومات، وهذه القردة الخاسئة، والكلاب الضالة، والمغولات المفترسة السوداء على حقولنا ومدارسنا وجامعاتنا وجوامعنا وأنديتنا، وفرضت إرادة الاستعمار والمعمرين وكبار الأحبار والقسيسين والرهبان والإخوان من ملاكي الأراضي والبنوك ومكتننزي الذهب والفضة، وآكلي أموال الطبقة العاملة والفلاحين والكادحين بالباطل؟
ولماذا لا تجتمع أنت وبنكران وعلماء التخونج ودم الحيض والنفاس والنكاح والغيبة والنميمية والاصطياد في الماء العكر النتن الوسخ العفن وتدبير المؤامرات وحبك الخيانات ونسج الضلالات في القصور وفي البلاطات ومن أجل القصور والبلاطات، واليقين بأن" استمرار السيطرة المطلقةعلى الشعب وإخضاعه وتركيعه وترهيبه يجب أن يكون من صنع أنصاف علماء السلطان وأرباع فقيهات السلطان وأشباه أئمة السلطان ومهندسي ومديري ومذيعي وصحافيي وإعلاميي ومنشدي ومداحي السلطان،وأدباء وشعراء السلطان أنفسهم.
هذا التوجه الرجعي والجانب العملي الملوث بالخطل والخرف والعقم والخواء والفراغ من مذهب عصابات الإرهاب الديني اليميني التطرفي الوهابي السلفوي الداعشي لا يبرح عزيزا غاليا على جميع ملوك وأمراء الدويلة الجلاوية اللقيطة البغيضة العنصرية الفاشيستية الطائفية الغازية.
إن الملكية في شكلها النيوكولونيالي اللاهوتاني الفيودالي شبه الإقطاعي الاستبدادي الديكتاتوري الاحتلالي الاستيطاني اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي وااإنساني واللاشرعي واللامشروع والمرتبطة عضويا والملحقة بنيويا بالاستعمار والامبريالية والصهيونية ،لا يمكن بأي حال من ألأحوال بل ومن المستحيل أن تلبي المطالب العادلة والمشروعة كما لا يمكن أن تستجيب الملكية المطلقة ،أو تلبي الحاجات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية للمغرب في اليوم الحاضر، وأن نقدنا وانتقادنا الفلسفي العلمي العقلاني الرزين والهادئ و الموضوعي للملكية هو للأشكال الرجعية القديمة المتجاوزة القديمة المبتذلة والتي تحمل في ذاتها وفي طبيعتها وفي جوهرها وفي كيانها الكيانوي وبناء على قانون التطور بذور موتها وتفسخها وزوالها وانحلالها وتفككها. هذا النقد وهذا النقض لملكية انحرافية غشاوية تعتيمية هي ما يغيظ أنصار الملكية والمستفيدين من استمرارها وظلالها.
نجن إذ نصر على مبادئنا التي نسجناها من دماء ملايين وملايينالضحايا والشهيدات والشهداء،فلاقتناعاتنا الشديدة، بأن "هذه الدويلة الطفيلية اللقيطة الساقطة لايمكن أن ترتفع وترتقي وتسمو إلى الشكل الفلسفي العقلاني الرشدي الديمقراطي التقدمي التعددي التحرري التنويري الأنواري الأسمى والأرفع والأعلى" دون أن نجد البديل الثوري للملكية الاستبدادية الاحتلاليةالاستيطانية الديكتاتورية اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية الإنسانية:ألا وهو النظام الجمهوري الوطني الديمقراطي التقدمي التحرري الطلائعي المجاليسي الشعبي الجماهيري الاشتراكي الثوري القوي وجيد التنظيم المستقل الموحد.
ننتقد نظام الملكية المطلق انتقادا صارما هذا النظام الملكي الذي تغلب عيه مصالحه الشخصية الأنانية الضيقة التجارية الخسيسة الدنيئة الرذيلة السافلة، فنحن نربأ بأنفسنا ونتسامى عاليا أن نتعرض لأشخاص النظام الملكي كيفما كانت مواقعهم وامتيازاتهم وخياناتهم وارتزاقياتهم وعمالاتهم وتخاذلهم وإرهابياتهم بل للآراء والمواقف الفظة الساقطة، لذا سننتقدها طالما أنها ملكية استعلائية فوقية لا تعترف بأوضاع العمال والفلاحين والنساء والشباب والمثقفين الثوريين المأساوية الصعبة والقاسية، حيث أن وجود الملكية المطلقة هي مرادفة ولامعنى لها ولا دلالات لها سوي التعفن والرجعية والاستبدادية والديكتاتورية.
يا محمد السادس لتعلم أن الأرض ، والسماء والبحر والفضاء والخيرات والجنات والمياه قد وضعت وخلقت وصنعت من أجل الانسان المغربي وليس من أجلك أنت وحدك وعرشك وبناتك وأبناؤك وأميراتك وأمراؤك، فهذه ليست قيما ومبادئ إسلامية التي استشهد ت في سبيلها حمزة وجعفرفاطمة و علي والحسن والحسين وأبي ذر الغفاري وعبد الله بن مسعود وسلمان الفارسي وكثير كثير من المهاجرين والأنصار في الحزب الاسلامي الثوري الذي يأخذ بعين الاعتبار حتى درجة عظيمة وعليا طبقة العمال والفلاحين التي تشكل الغالبية الساحقة من المسلمات والمسلمين، إنما هي أخلاق براغماتية نفعيةأنانية بمعنى حب الذات والسعادة الشخصية والأسرية والطائفية والعنصرية والعرقية والقبلية والعشائرية. ومن المفروغ منه أننا لن نقبل بأن تتخذوا من رسالة محمد لكم ذريعة لاستعباد القوى الاجتماعية الاسلامية الثورية كي تستحوذوا وتستولوا على السلطات والثروات والتاريخ.



• تعريف
• تا ريخ
• أعلام
• مخطوطات ومصادر
• مظاهر حضارية
• اقتصاد
• المورسكيون
منبر الأندلس

أسم المستخدم

كلمة المرور

• هل فقدت كلمة السر؟
• تسجيل عضو جديد
تذكرني

>> أخر مشاركات الزوار
• مكونات المجتمع الأندلسي



ثورة الفلسفة في عصر الموحدين

كان الموحدون في حاجة إلى دعم الفلاسفة لإنجاز ثورتهم الثقافية التي كانت ترتكز على عملية نقدية واسعة النطاق في فهم الدين والتعامل معه، وفي خلق نقاش داخل المجتمع يضع حداً لاستئثار الفقهاء بالرأي ويفسح المجال لأساليب ومذاهب أخرى من التفكير. وكانت النتيجة أن برزت اتجاهات في الحياة الفكرية. لم يضطهد الموحدون فقهاء المالكية ولم يستغنوا عنهم، إذ نجد عدداً منهم مقربين إلى الدولة. لكن برز المذهب الموحدي، وبذلت جهود في سبيل التعريف به وتدريسه، وبرز المذهب الظاهري الذي ربما كان الخلفاء الموحدون يتعاطفون معه، وظهر الاتجاه الصوفي الذي سيعرف تنامياً مطرداً في القرن السادس، وظهر الاتجاه الفلسفي والعقلاني الذي نلحظ آثاره في ازدهار عدد من العلوم. بحيث يمكن القول إن الموحدين، برغم تشبثهم بمذهبهم، تميزوا بنوع من تفتح الفكر والتسامح، في وقت كان فيه مثل هذا المفهوم غير وارد.
ولذا نجد عبد المومن يستدعي ابن رشد، وهو مازال في طور الشباب، إلى الحضور بجانبه عند إقدامه على تأسيس بعض المعاهد بمراكش في سنة 548/1153، فهل دعاه بقصد الاستشارة أم بقصد إشراكه في التدريس؟ لا تجيبنا المصادر على هذا السؤال، والذي يلفت النظر هو هذا الامتياز الذي حظي به الفيلسوف من لدن أول خليفة موحدي. وعند تولي أبي يعقوب يوسف الخلافة، كان إلى جانبه الفيلسوف ابن طفيل بصفته طبيباً وفيلسوفاً ومستشاراً ونديماً، حتى قيل إنه لربما كان يتحلى بصفة الوزير، وقال عنه عبدالواحد المراكشي: "وأن أمير المؤمنين أبو يعقوب شديد الشغف به والحب له، بلغني أنه يقيم في القصر عنده أياماً ليلاً ونهاراً لا يظهر".
وكذلك الشأن بالنسبة لابن رشد الذي دعي لبلاط أبي يعقوب يوسف، الذي قابله بكل ما ينبغي من العطف والتشجيع، وكلفه بشرح نصوص أرسطو الفلسفية. وعبارة "المعجب" تبين مدى اهتمام هذا الخليفة بالفلسفة. يقول المراكشي راويا عن ابن رشد ذاته: "استدعاني أبو بكر بن طفيل يوماً، فقال لي: سمعت اليوم أمير المؤمنين يشتكي من قلق عبارة أرسطوطاليس، أو عبارة المترجمين عنه، ويذكر غموض أغراضه، ويقول: لو وقع لهذه الكتب من يلخصها ويقرب أغراضها بعد أن يفهمها فهماً جيداً لقرب مأخذها على ذهنك وصفاء قريحتك وقوة نزوعك إلى الصناعة".
واستمر نفس الموقف في عهد يعقوب المنصور، ولربما اعترض علينا بما حصل لابن رشد من نكبة على يده، والواقع أن كلمة نكبة التي استعملها بعض المؤرخين ربما كانت كبيرة، كل ما هنالك أن المنصور، لأسباب سياسية طارئة وظروف خاصة، اضطر لإرضاء الفئات المعادية للفيلسوف، والتظاهر بالغضب عليه وإبعاده لمدة عن قرطبة؛ ومن المعروف عن المنصور أنه كان ذا حس سياسي قوي يضطره إلى تغيير مواقفه والتعرض للتناقض في سلوكه.
فهو مع عقيدة المهدي وهو ضدها، وهو مع الصالحين والأولياء، وهو مع الفقهاء، ولو كان ساخطاً في قرارة نفسه على ابن رشد لحاكمه محاكمة قاسية قد تنتهي بإعدامه، كما حدث لمفكرين آخرين من قبل بالمشرق والمغرب، ولكن المنصور كرئيس دولة وكرجل سياسي لم يجد بداً، وهو في الأندلس، من إرضاء فئة من العلماء والفقهاء على حساب ابن رشد، دون أن يشتد في القساوة على هذا الأخير؛ فلما رجع إلى مراكش، كما يقول "المعجب"، "نزع عن ذلك كله، وجنح إلى تعلم الفلسفة، وأرسل يستدعي أبا الوليد من الأندلس إلى مراكش للإحسان إليه والعفو عنه".
يتضح من كل ذلك أن الاتجاه الحقيقي للدولة الموحدية، على الأقل في عهد ازدهارها، كان منصباً على رعاية الفلسفة والعلوم البحتة وتقريب أصحابها، بل إن بعض خلفائها، وبخاصة يوسف بن عبد المومن، ساهموا شخصياً في تثبيت هذا الاتجاه، ويكفي أن ننظر إلى الصورة التي رسمها لنا المراكشي عن هذا الخليفة:
"وكان شديد الملوكية، بعيد الهمة سخياً وجواداً، استغنى الناس في أيامه وكثرت في أيديهم الأموال، هذا مع إيثار للعلم شديد، وتعطش إليه مفرط، صح عندي أنه كان يحفظ أحد الصحيحين، ـ الشك مني ـ إما البخاري أو مسلم، وأغلب ظني أنه البخاري، حفظه في حياة أبيه بعد تعلم القرآن. هذا مع ذكر جمل من الفقه، وكان له مشاركة في علم الأدب واتساع في حفظ اللغة وتبحر في علم النحو حسبما تقدم، ثم طمح به شرف نفسه وعلو همته إلى تعلم الفلسفة، فجمع كثيراً من أجزائها، وبدأ من ذلك بعلم الطب، فاستظهر من الكتاب المعروف "بالملكي" أكثره، مما يتعلق بالعلم خاصة دون العمل، ثم تخطى ذلك إلى ماهو أشرف منه من أنواع الفلسفة، وأمر بجمع كتبها، فاجتمع له منها قريب مما اجتمع للحكم المستنصر بالله الأموي".
إذن، وجدت الفلسفة والعلوم البحثة حماية فعلية من لدن الموحدين، الذين اهتموا بها اهتمام الإطلاع والتذوق واقتربوا منها فكرياً، فأتمموا ما بدأه المرابطون الذين كانت رعايتهم تنصب على الفلسفة كأشخاص أكثر مما كانت تنصب على الفلسفة والتنويه بها. يكفي أن نقرأ ما قاله عنها عبد الواحد المراكشي في تضاعيف كتابه.
يتضح لنا من خلال هاته النظرة العجلى أن دور المغرب في عهد الدولتين المرابطية والموحدية كان حاسماً في إخراج الفلسفة من السجن الذي كانت مضطرة إلى الانزواء في ظلماته أثناء العهود السابقة بالأندلس، وفي بروز أكبر الأعلام الذين يعتز بهم الأندلس والغرب الإسلامي بوجه عام في هذا الميدان؛ ولكن ذلك الدور لم يقف عند هذا الحد، بل أتى ثماره، وحتى إذ تورع الناس أمام الملأ عن التعاطي إلى الفلسفة، فقد احتفظوا من المنهاج الفلسفي بتوجيهاته وتخطيطاته في تناول عدد من القضايا في ميادين مختلفة، واتجهوا إلى دراسة عدد من العلوم التي تتوقف على العقل مثل علم الكلام وعلم الأصول.

دراسات في الحضارة الإسلامية وثقافة الغرب الإسلامي، بتصرف،
محمد زنيبر، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط،
مطبعة الأمنية بالرباط، 2010.

إن الفيلسوف العربي العلامة أبا الوليد محمد بن أحمد بن محمد ابن رشد الذي يضم أفضل وأعلى وأسمى وأرفع ما كتبه خلال مرحلة ازدهار نشاطه الفلسفي المادي النظري وبالأخص كتابه الرئيسي " تهافت التهافت" ردا على مراتب الأقاويل المثبتة في كتاب التهافت في التصديق والإقناع وقصور أكثرها عن مرتبة اليقين والبرهان أبي حامد الغزالي، وهذه المناقشة الفلسفية العالية وهذا القول بتعبير أبي الوليد بن رشد الذي هو قول في أعلى مراتب الجدل والدياليكتيك،وليس هو واصلا موصل البراهين لأن مقدماته هي عامة والعامة قريبة من المشتركة ومقدمات البراهين هي من الأمور الجوهرية المتناسبة. وهو جواب على الدليل الأول الذي أورده الفلاسفة في قضية "قدم العالم"
هذا هو الفيلسوف المادي العقلاني الأنواري الذي تنكرون آراءه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية والتاريخية والتنويرية. فهل آمل أن أراك " ملكا يرى الخير ويؤبده لكي لا يفرح المتلبسون بالغطاء الملكي ويدفعوه يصنع الشر والرذيلة والفساد والإفساد والظلم والجور والفاحشة والمنكر والتمييز العنصري والعرقي و الطبقي والجنسي والديني والمذهبي ضد المرأة"
فانتصر للعقل والشعب دائما آخر الأمر"










اخر الافلام





















المزيد.....



قصائد للشاعر الروسي العظيم الكسندر بوشكين - بمناسبة ذكرى رحيله في عام 1837



إبراهيم إستنبولي
الحوار المتمدن-العدد: 1823 - 2007 / 2 / 11 - 12:29
المحور: الادب والفن



تحتفل روسيا في العاشر من شباط من كل عام بأيام بوشكين . فبعد أن تعرض للاستفزاز من قبل المبعوث الهولندي ضابط الخيالة دانتس ، و ذلك بسبب قيام هذا الأخير بتلويث سمعة بوشكين و عائلته و بدفع و تشجيع من قبل سلطة البلاط ، اضطر الشاعر العظيم – " أسير الشرف " كما دعاه ليرمنتوف في قصيدة رثائه الشهيرة " مقتل شاعر " - أن يدعو دانتس للمبارزة ، التي تمت في السابع و العشرين من كانون الثاني من عام1837 بالقرب من بطرسبورغ .
جُرح بوشكين جرحاً عميقاً .. صارع بوشكين الموت على مدى يومين دون أن يفقد وعيه ليقول كلمته الأخيرة : " انتهت الحياة " و ليسلم الروح في التاسع و العشرين من كانون الثاني ( الموافق للعاشر من شباط حسب التقويم الحديث في روسيا ما بعد الثورة ) .

I
من سلسلة " محاكاة القرآن "

أقسم بالشفع و بالوتر ،
أقسم بالسيف و بمعركة الحق ،
أقسم بنجمة الصبح ،
أقسم بصلاة العصر .

كلا ، أنا ما هجرتك .
فمَن إذن شملتُ برعايتي ،
و أنزلت السكينة عليه ،
و حميته من المطاردة القاسية .

ألستُ أنا الذي سقيتك
من ماء الصحراء في يوم العطش ؟
ألست أنا الذي وهبت لسانك
سلطاناً عظيماً على العقول ؟

كُنْ شجاعاً إذن ، احتقر الخداع ،
اتبع درب الحق بهمة عالية ،
أحبب اليتامى ، و بشر بقرآني
للمخلوقات الضعيفة .
2
يا نساء النبي الطاهرات ،
يا مَن تتميزن عن كل النساء :
بالنسبة لكنَّ مرعب شبح الخطيئة .
في ظلِّ الطمأنينة الرغيد
عِشْن بتواضع : وجب عليكن
حجاب الفتاة العازبة .
و لتحفظنَ قلوبكن وفيةً
لأجل التنعّم شرعاً و حشمة ،
و لكي لا ترى عيون الكفار
الماكرة وجوهكن !

و أنتم ، يا ضيوف محمد ،
حين تتوافدون للسهر عنده ،
احرصوا على ألا تعكروا
النبي بشؤون دنياكم .
عند تحليق أفكاره بالصلوات
هو لا يحب المتحذلقين
و الكلام الفراغ غير المحتشم :
اكرموا مائدته بوداعة
و بانحناء عفيف
لزوجاته الشابات .
II
على تلال جورجيا
على تلال جورجيا يخيم ليل مظلم ؛
و أمامي نهر " أراغفا " يهدر .
أشعر بالغمِّ و بالراحة ؛ حزني مشرق ؛
حزني بكِ مفعم ،
بكِ ، بكِ وحدكِ ...
لا شيءَ يمضُّ شجني ، لا شيءَ يُقلِق ،
و القلب يشتعل من جديد و يعشق –
أن لا يعشق هو يعجز .
III

بلا عنوان
إن خدعتك الحياة ،
فلا تحزنْ ، و لا تغضبْ !
في اليوم الشجي اهدأ ،
يوم الفرح ، ثق ، لا بد آت .
القلب يحيا في المستقبل ،
فالحاضر كئيب !
كل شيءٍ عابر ، كل شيءٍ سيمضي ،
و ما سيمضي - سيصبح أجمل .

IV

القوقاز

القوقاز تحتي . وحيداً أقف في القمة
فوق ركام الثلوج عند حافة التيار المندفع ؛
و نسر ، قد انطلق عن قمة مقابلة ،
راح يحلّق بموازاتي في مكانه بثبات .
من هنا أرى ولادة الجداول
و أولى حركات الانهيارات الثلجية الرهيبة .

الغيوم هنا تمشي تحتي بوداعة ؛
و من خلالها ، و هي تتساقط ، تضج الشلالات ؛
و تحتها كتل هائلة لجلاميد عارية ؛
و هناك في الأسفل طحالب هزيلة و شجيرات جرداء ؛
و هناك أيضاً أدغال ، ظلال خضراء ،
حيث تزقزق عصافير و تجري أيائل .

و هناك أيضاً يعشعش أناس في الجبال ،
و تزحف نعجات في التيارات الداهمة ،
و يهبط الراعي إلى الوديان البهيجة ،
حيث يعدو أراغفا بين الضفاف الظليلة ،
و يختبئ في ثغر ٍ فارسٌ بائس ،
حيث يعبث تيريك بفرح عارم ؛

يعبث و يئن ، كما الوحش الفتي ،
عندما يرى الطعام و هو في قفص من حديد ؛
و يضرب الشاطئَ بعدائية عبثية
و يلحس الصخور بأمواجه الجائعة ...
عبثاً ! لا طعام يوجد له و لا سلوى :
فالجلاميد الضخمة الصماء
تضيق الخناق عليه بشراسة .
1829
ابن الزهراء الزهراء محمد محمد فكاك.



#محمد_محمد_فكاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبقى الفنانة العربية التونسية ذكرى محمد خالدة خلود الدهر وال ...
- الشعب المغربي أمام خيارين: إما مقاطعة الانتخابات وتعرية وفضح ...
- -من أي جحر طغاة الكوكب انفلتوا؟ نيرون صرف روما مرتين،فبعد حر ...
- نحو استراتيجية للتحرر والتحرير الشامل من الاستعباد والاستعما ...
- أبانا الذي في المباحث.كيف تموت. وأغنية الثورة الأبدية. ليست ...
- ما زلنا نعيش مرحلة التحرر منالاستعمار والامبريالية والصهيوني ...
- يا عاملات وياعمال خريبكة،افسخوا تحالفكم مع البرجوازية . فقط ...
- يؤسفني أن أعبر عن استيائي وتنديدي بالذين خانوا العهد والثورة ...
- في امتداد البصر لاتعود من عمق مغامرة.أتخطى الفاصل بين الكتاب ...
- ما نظام ملكي لا يستحق الثورة والإسقاط والشعب كله يعيش ويعرف ...
- وطن تنقصه قيادة ثورية
- وطن تحكمه الأفخاد الملكية ،وطن هذا أم منفي.؟
- إن النظام الملكي الكولونيالي الاحتلالي الاستيطاني اللاوطني ا ...
- -نحن بأمس الحاجة إلى المثقفين الثوريين الذين- يحرسون الروح ف ...
- لا يمكن للعقول التي صكت من حذافير الحمير والبغال والإبلأن تع ...
- هل يمكن يا شباب المغرب أن تقوم ديمقراطية حقيقية وانتخابات حر ...
- يا شباب المغرب، ليس أمامكم وحق الشهيدات والشهداء،إلا التوحد ...
- سنقاتل،سنقاتل ،سنقاتل، حتى آخر قطرة من دمنا من أجل إسقاط الن ...
- يا طغاة كل النظام الملكي الاستبدادي الديكتاتوري، ويا زبانية ...
- العدوان الهمجي الوحشي على باريس


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محمد فكاك - هل يحق للملك أن يكون منحط الأخلاق